البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مجلة "جسد" الجنسية ... صناعة لبنانية

كاتب المقال د. نهى عدنان قاطرجي   
 المشاهدات: 20108



ان الحديث عن مجلة " جسد " التي أصدرتها الشاعرة " جومانا حداد" أمر ليس بالسهل، ومن المؤكد بأنه لن يعجب كثيرمن المثقفين الذين يجدون في هذه المجلة بشرى خير للخلاص من المحرمات- التابوهات- التي تسيطر على افراد مجتمعنا وتحجزهم في سجن العادات والتقاليد والأديان.
لذلك فكلامي لن يكون موجها لمدعي الثقافة، الذين بنوا شهرتهم على بعض الكتب والمقالات الجنسية الفاحشة, اي "الجريئة"على ما يدّعون, ولا الى اولئك الكتاب والشعراء والصحفيين الذين يتباهون بخروجهم عن كل دين وخلق وقيم حضارية منعت مجتمعاتنا من التفكك و الانهيار حتى اليوم ...

ان كلامي موجه إلى فريقين:

الفريق الأول : الانسان العادي الذي يخشى على نفسه وعائلته وأبنائه من أمثال تلك المجلة : اي الزوجة والأم التي تخشى على زوجها وأبنائها من الانزلاق وراء الأفكار التي تدعو إليها هذه المجلة, وكذلك الزوج والأب الذي يفني عمره من اجل حماية عائلته وتربية أبنائه على الأخلاق والقيم الانسانية ... إلى هؤلاء أوجه كلامي لأحذرهم من مجلة " جسد" التي صدر عددها الأول بمواضيع مقززة للبدن، لا يستطيع الإنسان العاقل السوي أن يقرأها من دون أن يشعر بحاجة إلى التقيوء ... ومن دون أن يشعر بالغضب لما ورد في طياتها من كلام خطير لما فيه من انعكسات على الفكر والوجدان وبالتالي التصرفات ... هذا بالاضافة الى الصور الإباحية التي لا تميز هذه المجلة عن اية مجلة إباحية ساقطة.

السؤال الذي حيرني بعد أن تصفحت هذه المجلة هو المغزى الذي تسعى إليه صاحبة المجلة ومن وراءها لإصدارها. إذ إن لكل وسيلة اعلامية هدف تسعى إليه. وهذه الأهداف لا ينبغي ان تخرج عن خدمة المجتمع والارتقاء بابنائه والنهوض بهم، فأين هذه الأهداف مما قرأناه في مجلة جسد التي يتحدث كتابها ، التي تفخر بهم صاحبتها، عن العلاقات الجنسية بمختلف اشكالها و بكل تفاصيلها. كما يتحدثون عن الإثارة بواسطة اعضاء الجسد والثياب الداخلية, ويتحدثون عن أكل لحوم البشر بطريقة مغرية و جذابة, ويذكرون الكتب التي يمكن الرجوع اليها للمزيد من التفاصيل. إن هذا لا يمكن بحال من الأحوال ان يحمل في طياته هدفا نبيلا . وليس في كل ذلك تشجيعاً للثقافة, أو دفاعاً عن حرية الآخرين في الكتابة والتعبير، أو حماية لحق الإنسان في أن يختار حياته الجنسية. إن الهدف لا يتعدى بنظري أمرين: الأول تجاري خالص، و هو الذي تسعى إليه صاحبة المجلة بعد أن ضحت بمستقبل أبنائها التعليمي من أجل إصدار المجلة . والثاني إفسادي يهدف إلى هدم أسرنا وشبابنا تنفيذاً للمخططات الغربية التي تمول هكذا نشاطات شاذة ...

إن الحرية لا يمكن أن تكون بشكل من الأشكال حرية لا مسؤولة، فالمسؤولية جزء لا يتجزأ من الحرية، لذلك فصاحبة المجلة مسؤولة عن كل من يتعرف من خلال هذه المجلة على أشكال جديدة من الشذوذ لم تكن معروفة لديه، فيقوم بها اعتقادا منه بإباحتها واعتبارها من الأمور الطبيعية . وهي ايضا مسؤولة عن كل من يقرأ هذه المجلة فيقوم بقتل أخيه أو صديقه من اجل أكل لحمهما ... أو يقوم بالاعتداء الجنسي على طفل او قريب لتنفيذ بعض ما قرأ في هذه المجلة واختبار المشاعر الذي عبر عنها كتاب المقالات, وممارسة الشذوذ الجنسي باشكاله كافة. ومن الأسئلة التي يمكن أن تخطر في الذهن هنا : ما الفرق بين ما تفعله اسرائيل في قتل أبناء غزة جسديا والتلذذ باراقة دماء أبنائها وبين ما أوردته المجلة عن التمتع باكل لحوم البشر,اي الكانيبالية !!؟ ...

إن رئيسة التحرير لا بد أن تعرف بأن حريتها تنتهي عند حرية الآخرين، وحريتنا نحن " فقهاء الظلام" كما تدعي صاحبة المجلة، تفرض عليها ان تحترمنا وتحترم عقائدنا وأخلاقنا ومبادئنا التي تحرم مثل هذه التصرفات وتضع فاعليها في خانة الشاذين جنسيا وتفرض عليهم العقوبات الشرعية، والتي وإن لم تطبق في بعض المجتمعات ومنها لبنان، إلا أن هذا لا يلغيها ، والمؤمن يدرك طبعا عقوبتها التي وإن فر منها في الدنيا لن يفر منها في الآخرة ....

والفريق الثاني الذي اتوجه إليه هم المسؤولون في السلطات الرقابية الامنية والاعلامية الذين يسمحون لمثل هذه المجلات في الصدور والانتشار، والذين يفترضون أن دورهم الرقابي ينحصر في وضعهم المجلة في مغلف مكتوب عليه عبارة للراشدين فقط, وبذلك يرفعون المسؤولية عن اكتافهم .

والسؤال هنا: هو متى يكون سن الرشد بنظر هؤلاء!! وهل يعتقد هؤلاء المسؤولون بأن الشاب او الفتاة عندما يبلغان سن الرشد يصبح عندهما الوعي الكافي لكي يميزوا بين الصح والخطأ بعد قراءتهم لهذه المجلة وشبيهاتها!!

قد يعترض البعض بأن صدور مثل هذه المجلة لا يضيف شيئاً بوجود الانترنت التي يستطيع الشاب ان يتصفحه ويشاهد امور أخرى أشد اباحية وفظاعة. ان هذا امر صحيح, ولكن الانترنت وسيلة خاصة, بينما تباع المجلة في الشوارع ويسهل على الشباب شراؤها وتبادلها وتعميم مفاسدها واباحيتها. وهو يقرأها وهو فخور و مرتاح الضمير لأنها تباع بصفتها مجلة ثقافية, وأن من يكتب فيها هم أدباء وكتاب وصحافيون مشهورون ؟

من هنا فإن مسؤولية السلطة اكبر من مسؤولية صاحبة الامتياز التي تتفاخر بأن عملها قانوني والتي تعد بمزيد من الحرية في تخطي الرقابة، ذلك لأن في لبنان 19 طائفة ، وهذه الطوائف كلها ترفض ما تدعو إليه هذه المرأة ، فكيف يتجاوز رأي كل هؤلاء ويسمح لمثل هذه المجلة بأن تهدم أسر وأبناء هذه الطوائف، وتنشر المفاسد والشذوذ بين شبابها وفتياتها. واذكر هنا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:" كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته " .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

لبنان، جنس، شذوذ، فساد، تغريب، تنويريون، علمانية، غزو فكري، غزو إعلامي، سلبية، وسائل إعلام،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-01-2009   saaid.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أبو سمية، علي عبد العال، عبد العزيز كحيل، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، مجدى داود، سلوى المغربي، سليمان أحمد أبو ستة، د. أحمد بشير، د- جابر قميحة، عبد الله الفقير، محمد العيادي، المولدي اليوسفي، جاسم الرصيف، مصطفي زهران، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، أحمد ملحم، فهمي شراب، صفاء العراقي، محمد اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد علي العقربي، عراق المطيري، فوزي مسعود ، حميدة الطيلوش، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، فتحي العابد، عبد الغني مزوز، الناصر الرقيق، محمد الياسين، سامر أبو رمان ، عبد الرزاق قيراط ، د - محمد بن موسى الشريف ، رمضان حينوني، سيد السباعي، سعود السبعاني، عبد الله زيدان، تونسي، محمد يحي، عواطف منصور، د.محمد فتحي عبد العال، العادل السمعلي، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، محمود فاروق سيد شعبان، د. صلاح عودة الله ، ياسين أحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - المنجي الكعبي، د - الضاوي خوالدية، حسن عثمان، بيلسان قيصر، سلام الشماع، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مراد قميزة، عزيز العرباوي، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، أحمد بوادي، د- هاني ابوالفتوح، محمود سلطان، أ.د. مصطفى رجب، طارق خفاجي، رافع القارصي، د - مصطفى فهمي، د - صالح المازقي، أحمد الحباسي، علي الكاش، كريم فارق، إيمى الأشقر، محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، عمر غازي، ضحى عبد الرحمن، د- محمد رحال، مصطفى منيغ، أحمد النعيمي، د - محمد بنيعيش، حاتم الصولي، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، محمد عمر غرس الله، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، إياد محمود حسين ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، رافد العزاوي، عمار غيلوفي، يحيي البوليني، طلال قسومي، المولدي الفرجاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، د- محمود علي عريقات، محمد شمام ، محمد الطرابلسي، د - عادل رضا، أشرف إبراهيم حجاج، د. أحمد محمد سليمان، محمود طرشوبي، منجي باكير، وائل بنجدو، أنس الشابي، د. طارق عبد الحليم، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة