البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحوار و التسامح في لغة المنهزمين "النخبة العلمانية و الليبرالية نموذجاً "

كاتب المقال د. فهد بن عبد الله المطلق   
 المشاهدات: 7272



مما لا جدال فيه أن لغة الحوار و التسامح من القيم الحضارية لأي أيديولوجية أو فكر بغض النظر عن ثوابت هذه الأيديولوجية ومما لا شك فيه أيضا أن كل إنسان يحمل فكراً أيديولوجيا منضبطاً بضابط العدل و المساواة لابد و أن يدعو إلى لغة الحوار و التسامح وهذا أمر إيجابي...لكن هناك سؤال يطرح نفسه عن طبيعة القالب الذي يحتضن هذا الحوار و التسامح بين الحضارات؟!!

دعني عزيزي القارئ و القارئة الكريمان أوضح مثالا على ما أقصده وهو مشاريع السلام المطروحة بين الشعب الفلسطيني و الشعب الإسرائيلي في فلسطين، فعلى مر تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظهرت أصوات عقلاء بين الطرفين تنادى بلغة الحوار و التسامح و لكن ما الذي حدث؟!!

إن المستقرئ لتاريخ هذا الصراع يجد مفارقة عجيبة و هي أن لغة الحوار و التسامح تطرح من الجانب الإسرائيلي من خلال قلة من سياسييهم ممن لا يملكون حلاً ولا ربطاً بل إن أصواتهم القليلة تضيع في خضم الأصوات المتلاطمة و التي تدعو للغة القوة و الاحتقار و الازدراء و الاستعمار.

بينما الجانب الفلسطيني من خلال قيادته المنفذة تدعو إلى لغة الحوار و التسامح بل خطت خطوات عملية بالتنازل عن كثير من ثوابت المشروع الفلسطيني و في الحقيقة عندما يكون السلام و لغة الحوار و التسامح من طرف واحد يقابله العنجهية و الاستكبار و التعالي و الغطرسة من الجانب الإسرائيلي فإن لغة الحوار و التسامح تكون انهزامية بل تمريغا للكرامة و مقدرات الشعب الفلسطيني في وحل الذل و المهانة و قد يقول قائل إذن ما هو الحل؟!!

نقول للقيادات الفلسطينية و التي تحاول فرض لغة الحوار و التسامح بأسلوب رخيص أن الشعب الفلسطيني لم يفوضكم على هذا التسامح الذليل ولذا نقول لهم دعوا الأجيال القادمة تقول كلمتها في لغة الحوار و التسامح من خلال الندية لا الانهزامية و النظرة الدونية من قبل العقلية اليهودية الإسرائيلية المتغطرسة.

و لقد سقت هذا المثال لإيضاح ما أصبوا إليه من قول

و من الملاحظ أن لغة الحوار و التسامح والتي بدأت تعلو من بعض مثقفي هذه الأمة يعتبر صوتا إيجابيا و لكن كما ذكرت سابقاً ما هي طبيعة القالب الذي تصاغ فيه هذه الدعوة؟!!

هل هو قالب الانهزامية أم قالب الكرامة و هل هو قالب التنازل عن ثوابت الانتماء الحضاري؟

هل لابد من فرض لغة الحوار و التسامح على هذه الأمة حتى لو أدى ذلك إلى الذل و الهوان و الانبطاح و تحمل صفعات و ركلات قادة و مثقفي الفكر الغربي بتطبيق مقولتهم النصرانية: إذا ضربك على خدك الأيمن فأدر له خـدك الأيسر!!

الحقيقة أن هناك أصوات كثيرة من عقلاء و مفكري هذه الأمة من يدعو إلى لغة الحوار و التسامح و هذا أمر مطلوب و لا غبار عليه و لكن هل الطرف الآخر من قادة و مفكري الغرب لديهم القابلية و القناعة في لغة الحوار و التسامح؟

قد يوجد ثلة قليلة منهم ممن يدعو إلى ذلك و لكن صوت هذه الثلة القليلة يضيع في خضم الغوغائية من قادة و مفكري الغرب.

و قد يقول قائل هل هناك أدلة توضح رفض القادة و المفكرين الغربيين لحوار التسامح و التعايش بين الحضارات

و في الحقيقة إن الأمثلة أكثر من أن تحصى على هذا الرفض من قبل النخبة و القادة الغربيين وسأذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر.

و منها إعلان حرب صليبية على هذه الأمة على لسان قادتها السياسيين و مفكريها بل و علماء الدين من خلال كنائسهم و يمثل ذلك الولايات المتحدة الأمريكية و هذا أمر يعرفه القاصي و الداني.

ومن ذلك الاستهزاء و التهكم و محاربة و تشويه ثوابت حضارتنا عبر إعلامهم الغربي و من ذلك محاربة رموز هذه الثوابت و مثال ذلك استهزاء بعض الدول الغربية بأهم رمز من رموز حضارتنا و هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بل إن هناك دولا غربية تعمل على حماية هذا التوجه تحت دعاوى الحرية و الديمقراطية.

ومن الصور الأخرى محاربة الحجاب كرمز من رموز حضارتنا كما هو حاصل في فرنسا و ألمانيا و غيرهما و حتى لا أطيل على القارئ و القارئة الكريمين أريد أن أختم هذه الأمثلة من أمثلة الدعوة للحوار و التسامح الغربي بما حدث من خلال رمز من رموز الحضارة الغربية عبر برنامجه المتلفز و المذاع على أكثر من ثلاثة مائة و خمسين محطة أمريكية عندما يقول في كلمته التي تنم عن حقد صليبي و همجي و بربري و غير حضاري حيث قال هذا المعتوه للمسلمين كلمة تهجم فيها هجوما ساقطا على الإسلام ورموزه وقد تقبل الشعب الأمريكي الصليبي هذه المقولة من غير استنكار من قبل الحكومة أو الشعب الأمريكي إلا باستثناء ثلة قليلة من عقلاء القوم و التي ضاعت في خضم الأصوات الغوغائية الأمريكية صاحبة الحرية و الديمقراطية و المساواة و العدل!

فأوجه خطابي هذا إلى النخبة العلمانية و الليبرالية و التنويريين و العصرانيين لأقول لهم نحن لسنا بحاجة لهذه اللغة الحوارية التسامحية الغارقة في وحل الذل و الهوان و الاستكبار لذا دعوا لغة الحوار و التسامح لمن لا يتنازل عن مبادئه ليفرضها على الساسة و المفكرين الغربيين من خلال الندية لا الدونية في الطرح و الحوار حيث لن تجنى الأمة من هذا الطرح الانهزامى إلا الشوك و الحنظل.

وأوجه ندائي هذا إلى النخبة من العلمانيين و اللبراليين العرب المهيمنين على الإعلام العربي أن يدعوا أسيادهم إلى شئ من العقل في لغة الحوار و التسامح لكي تتولد قناعات لدى الساسة و المفكرين الغربيين في هذا الشأن فيكون الحوار على أساس الندية و الاحترام المتبادل..

فإن لم تفعلوا فحق لكم أن تدعو عبر منابركم الإعلامية إلى لغة الحوار والتسامح مع الآخر.. ولكن قبل ذلك لا بد أن تدركوا أن صنيعكم هو نوع من العمالة و النخاسة السياسية و الثقافية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حوار الأديان، الغرب الكافر، غرب، غزو فكري، علمانية، تنويريون، سلبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-01-2009   islamlight.net / islamselect.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، محمد اسعد بيوض التميمي، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، محمود طرشوبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، عزيز العرباوي، خالد الجاف ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، رمضان حينوني، صلاح المختار، محمد الياسين، د - عادل رضا، فتحـي قاره بيبـان، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سلوى المغربي، حميدة الطيلوش، سيد السباعي، عبد الله الفقير، علي عبد العال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، فتحي الزغل، العادل السمعلي، د. خالد الطراولي ، سلام الشماع، أحمد ملحم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د - الضاوي خوالدية، خبَّاب بن مروان الحمد، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، د - المنجي الكعبي، كريم فارق، منجي باكير، يحيي البوليني، محمد يحي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، سفيان عبد الكافي، د. طارق عبد الحليم، د - شاكر الحوكي ، جاسم الرصيف، محمود فاروق سيد شعبان، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، د. أحمد بشير، علي الكاش، محرر "بوابتي"، عمار غيلوفي، ماهر عدنان قنديل، أبو سمية، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، صفاء العربي، حاتم الصولي، عواطف منصور، إياد محمود حسين ، عراق المطيري، د - صالح المازقي، د. أحمد محمد سليمان، المولدي الفرجاني، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، صلاح الحريري، أنس الشابي، الهيثم زعفان، مصطفى منيغ، وائل بنجدو، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، د.محمد فتحي عبد العال، أشرف إبراهيم حجاج، محمود سلطان، طلال قسومي، إيمى الأشقر، مصطفي زهران، نادية سعد، رافد العزاوي، إسراء أبو رمان، مجدى داود، د - محمد بن موسى الشريف ، صفاء العراقي، د- محمد رحال، فوزي مسعود ، سليمان أحمد أبو ستة، رضا الدبّابي، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، د. صلاح عودة الله ، سعود السبعاني، كريم السليتي، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، صالح النعامي ، الناصر الرقيق، فتحي العابد، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، أحمد النعيمي، عمر غازي، يزيد بن الحسين، عبد الرزاق قيراط ، رافع القارصي، عبد الله زيدان، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، رشيد السيد أحمد،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة