البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الحوار و التسامح في لغة المنهزمين "النخبة العلمانية و الليبرالية نموذجاً "

كاتب المقال د. فهد بن عبد الله المطلق   
 المشاهدات: 7232



مما لا جدال فيه أن لغة الحوار و التسامح من القيم الحضارية لأي أيديولوجية أو فكر بغض النظر عن ثوابت هذه الأيديولوجية ومما لا شك فيه أيضا أن كل إنسان يحمل فكراً أيديولوجيا منضبطاً بضابط العدل و المساواة لابد و أن يدعو إلى لغة الحوار و التسامح وهذا أمر إيجابي...لكن هناك سؤال يطرح نفسه عن طبيعة القالب الذي يحتضن هذا الحوار و التسامح بين الحضارات؟!!

دعني عزيزي القارئ و القارئة الكريمان أوضح مثالا على ما أقصده وهو مشاريع السلام المطروحة بين الشعب الفلسطيني و الشعب الإسرائيلي في فلسطين، فعلى مر تاريخ الصراع الإسرائيلي الفلسطيني ظهرت أصوات عقلاء بين الطرفين تنادى بلغة الحوار و التسامح و لكن ما الذي حدث؟!!

إن المستقرئ لتاريخ هذا الصراع يجد مفارقة عجيبة و هي أن لغة الحوار و التسامح تطرح من الجانب الإسرائيلي من خلال قلة من سياسييهم ممن لا يملكون حلاً ولا ربطاً بل إن أصواتهم القليلة تضيع في خضم الأصوات المتلاطمة و التي تدعو للغة القوة و الاحتقار و الازدراء و الاستعمار.

بينما الجانب الفلسطيني من خلال قيادته المنفذة تدعو إلى لغة الحوار و التسامح بل خطت خطوات عملية بالتنازل عن كثير من ثوابت المشروع الفلسطيني و في الحقيقة عندما يكون السلام و لغة الحوار و التسامح من طرف واحد يقابله العنجهية و الاستكبار و التعالي و الغطرسة من الجانب الإسرائيلي فإن لغة الحوار و التسامح تكون انهزامية بل تمريغا للكرامة و مقدرات الشعب الفلسطيني في وحل الذل و المهانة و قد يقول قائل إذن ما هو الحل؟!!

نقول للقيادات الفلسطينية و التي تحاول فرض لغة الحوار و التسامح بأسلوب رخيص أن الشعب الفلسطيني لم يفوضكم على هذا التسامح الذليل ولذا نقول لهم دعوا الأجيال القادمة تقول كلمتها في لغة الحوار و التسامح من خلال الندية لا الانهزامية و النظرة الدونية من قبل العقلية اليهودية الإسرائيلية المتغطرسة.

و لقد سقت هذا المثال لإيضاح ما أصبوا إليه من قول

و من الملاحظ أن لغة الحوار و التسامح والتي بدأت تعلو من بعض مثقفي هذه الأمة يعتبر صوتا إيجابيا و لكن كما ذكرت سابقاً ما هي طبيعة القالب الذي تصاغ فيه هذه الدعوة؟!!

هل هو قالب الانهزامية أم قالب الكرامة و هل هو قالب التنازل عن ثوابت الانتماء الحضاري؟

هل لابد من فرض لغة الحوار و التسامح على هذه الأمة حتى لو أدى ذلك إلى الذل و الهوان و الانبطاح و تحمل صفعات و ركلات قادة و مثقفي الفكر الغربي بتطبيق مقولتهم النصرانية: إذا ضربك على خدك الأيمن فأدر له خـدك الأيسر!!

الحقيقة أن هناك أصوات كثيرة من عقلاء و مفكري هذه الأمة من يدعو إلى لغة الحوار و التسامح و هذا أمر مطلوب و لا غبار عليه و لكن هل الطرف الآخر من قادة و مفكري الغرب لديهم القابلية و القناعة في لغة الحوار و التسامح؟

قد يوجد ثلة قليلة منهم ممن يدعو إلى ذلك و لكن صوت هذه الثلة القليلة يضيع في خضم الغوغائية من قادة و مفكري الغرب.

و قد يقول قائل هل هناك أدلة توضح رفض القادة و المفكرين الغربيين لحوار التسامح و التعايش بين الحضارات

و في الحقيقة إن الأمثلة أكثر من أن تحصى على هذا الرفض من قبل النخبة و القادة الغربيين وسأذكر بعضاً منها على سبيل المثال لا الحصر.

و منها إعلان حرب صليبية على هذه الأمة على لسان قادتها السياسيين و مفكريها بل و علماء الدين من خلال كنائسهم و يمثل ذلك الولايات المتحدة الأمريكية و هذا أمر يعرفه القاصي و الداني.

ومن ذلك الاستهزاء و التهكم و محاربة و تشويه ثوابت حضارتنا عبر إعلامهم الغربي و من ذلك محاربة رموز هذه الثوابت و مثال ذلك استهزاء بعض الدول الغربية بأهم رمز من رموز حضارتنا و هو نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - بل إن هناك دولا غربية تعمل على حماية هذا التوجه تحت دعاوى الحرية و الديمقراطية.

ومن الصور الأخرى محاربة الحجاب كرمز من رموز حضارتنا كما هو حاصل في فرنسا و ألمانيا و غيرهما و حتى لا أطيل على القارئ و القارئة الكريمين أريد أن أختم هذه الأمثلة من أمثلة الدعوة للحوار و التسامح الغربي بما حدث من خلال رمز من رموز الحضارة الغربية عبر برنامجه المتلفز و المذاع على أكثر من ثلاثة مائة و خمسين محطة أمريكية عندما يقول في كلمته التي تنم عن حقد صليبي و همجي و بربري و غير حضاري حيث قال هذا المعتوه للمسلمين كلمة تهجم فيها هجوما ساقطا على الإسلام ورموزه وقد تقبل الشعب الأمريكي الصليبي هذه المقولة من غير استنكار من قبل الحكومة أو الشعب الأمريكي إلا باستثناء ثلة قليلة من عقلاء القوم و التي ضاعت في خضم الأصوات الغوغائية الأمريكية صاحبة الحرية و الديمقراطية و المساواة و العدل!

فأوجه خطابي هذا إلى النخبة العلمانية و الليبرالية و التنويريين و العصرانيين لأقول لهم نحن لسنا بحاجة لهذه اللغة الحوارية التسامحية الغارقة في وحل الذل و الهوان و الاستكبار لذا دعوا لغة الحوار و التسامح لمن لا يتنازل عن مبادئه ليفرضها على الساسة و المفكرين الغربيين من خلال الندية لا الدونية في الطرح و الحوار حيث لن تجنى الأمة من هذا الطرح الانهزامى إلا الشوك و الحنظل.

وأوجه ندائي هذا إلى النخبة من العلمانيين و اللبراليين العرب المهيمنين على الإعلام العربي أن يدعوا أسيادهم إلى شئ من العقل في لغة الحوار و التسامح لكي تتولد قناعات لدى الساسة و المفكرين الغربيين في هذا الشأن فيكون الحوار على أساس الندية و الاحترام المتبادل..

فإن لم تفعلوا فحق لكم أن تدعو عبر منابركم الإعلامية إلى لغة الحوار والتسامح مع الآخر.. ولكن قبل ذلك لا بد أن تدركوا أن صنيعكم هو نوع من العمالة و النخاسة السياسية و الثقافية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

حوار الأديان، الغرب الكافر، غرب، غزو فكري، علمانية، تنويريون، سلبية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-01-2009   islamlight.net / islamselect.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
علي عبد العال، د. عادل محمد عايش الأسطل، سفيان عبد الكافي، د - الضاوي خوالدية، سامر أبو رمان ، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، إسراء أبو رمان، خبَّاب بن مروان الحمد، نادية سعد، علي الكاش، سعود السبعاني، د. طارق عبد الحليم، د- هاني ابوالفتوح، أ.د. مصطفى رجب، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، عمر غازي، طلال قسومي، عبد الرزاق قيراط ، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، أحمد بوادي، تونسي، صلاح الحريري، محمد الطرابلسي، محمود سلطان، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، د - المنجي الكعبي، د. صلاح عودة الله ، محمود طرشوبي، الهادي المثلوثي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، كريم فارق، يزيد بن الحسين، أحمد ملحم، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، يحيي البوليني، ماهر عدنان قنديل، رمضان حينوني، د. أحمد محمد سليمان، د. عبد الآله المالكي، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، د- محمد رحال، وائل بنجدو، حاتم الصولي، د - صالح المازقي، عزيز العرباوي، كريم السليتي، سليمان أحمد أبو ستة، رافد العزاوي، صلاح المختار، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، د. مصطفى يوسف اللداوي، صالح النعامي ، الناصر الرقيق، عمار غيلوفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، حسن عثمان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سيد السباعي، أنس الشابي، سلام الشماع، محمد الياسين، محمد شمام ، مراد قميزة، رافع القارصي، مصطفى منيغ، أشرف إبراهيم حجاج، د - عادل رضا، محمد يحي، إياد محمود حسين ، حميدة الطيلوش، حسن الطرابلسي، فتحي الزغل، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، سامح لطف الله، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي العابد، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، مصطفي زهران، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، إيمى الأشقر، أبو سمية، الهيثم زعفان، محمد العيادي، ضحى عبد الرحمن، صفاء العراقي، رشيد السيد أحمد، صفاء العربي، العادل السمعلي، عواطف منصور، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة