إن هؤلاء الذين يرون في انتشار الحجاب ردة وتخلفًا ورجعية يؤمنون بأن سفور النساء المسلمات وتقليدهن في الزي لغيرهن من نساء المجتمعات الأخرى هو اختراق مهم ونجاح، أي أن العلمانيين يرون في انتشار ظاهرة الحجاب هزيمة لهم وإفشال لمخطط استهدافهم للمرأة المسلمة الذي حرصوا عليه من البداية.
ومن أساليب الرفض العلماني للحجاب، وصف العلمانيين للحجاب بأنه إهانة للمرأة وحجاب للعقل، ونسوا أننا أمة فيها عشرات الملايين من الرجال (غير المحجبين) ومع ذلك فهم معدومو القيمة بين الأمم، فلا الحجاب إهانة للمرأة، ولا عدم ارتداء الحجاب دليل على أن هناك حرية وعقل.
ولا يخل الأمر من اللمز والغمز العلماني بأن ارتداء الحجاب لا يعني شهادة لمن ترتديه بالعفة والشرف وأن ليس كل السافرات بالسوء الذي يراد الإيحاء به.
والحق أن الحجاب ليس من قبيل الشك بالمرأة، ولكنه حماية لها ممن يظنون أن كل امرأة سافرة سهلة المنال، فهو إذن حماية للمرأة في المقام الأول، وفي الغالب فإن الذكور المنحرفين تستهويهم النساء السافرات لا المحجبات أو يتشجعون بسبب المساحة المكشوفة لهم.
وإذا كان هذا هو ما لدينا من رد عقلي على حجة عقلية، فإن حكمة المولى - سبحانه وتعالى - أعظم وفيها من جوانب العظمة الكثير مما لا ندركه، فحسبنا أننا ننفذ أوامر ربنا وتعاليم ديننا.
ويقول العلمانيون المعارضون للحجاب أيضًا: إن الحجاب كان من عادات العرب في الجاهلية؛ لأنَّ العرب طبِعوا على حماية الشّرف، ووأدوا البنات خوفًا من العار، فألزموا النساء بالحجاب تعصبًا لعاداتهم القبلية التي جاء الإسلام بذمِّها وإبطالها، حتى إنَّه أبطل الحجاب، فالالتزام بالحجاب رجعية وتخلُّف عن ركب الحضارة والتقدم.
وإذا كانت النساء المسلمات راضياتٍ بلباسهن الذي لا يجعلهن في زمرة الرجيعات والمتخلفات فما الذي يضير التقدميين في ذلك؟! وإذا كنَّ يلبسن الحجاب ولا يتأفَّفن منه فما الذي حشر التقدميين في قضية فردية شخصية كهذه؟! ومن العجب أن تسمع منهم الدعوةَ إلى الحرية الشخصية وتقديسها، فلا يجوز أن يمسَّها أحد، ثم هم يتدخَّلون في حرية غيرهم في ارتداء ما شاءوا من الثياب.
ثم إنَّ التخلف له أسبابه، والتقدم له أسبابه، وإقحام شريعة الستر والأخلاق في هذا الأمر خدعة مكشوفة، لا تنطلي إلا على متخلّف عن مستوى الفكر والنظر، ومنذ متى كان التقدُّم والحضارة متعلقينِ بلباس الإنسان؟! إنَّ الحضارة والتقدم والتطور كان نتيجة أبحاث توصَّل إليها الإنسان بعقله وإعمال فكره، ولم تكن بثوبه ومظهره.
حجج العلمانيين في هذا الصدد كثيرة ولكنها واهية وغير منطقية وغير عقلانية، ويمكن تفنيدها بسهولة، وهي حجج تنطلق أساسًا من قاعدة الفكر العلماني الرافض للدين والأسس والقواعد التي يقوم عليها الدين الإسلامي.
إن كثيرًا من المفكرين العرب ينكرون الحجاب كفريضة إسلامية من منطلق علمانيتهم، والذين يعيشون هذا الهاجس أصبح لديهم عقدة متأصلة ومتشعبة ضد الإسلام، على كافة المستويات الفكرية والثقافية والاجتماعية وحتى السياسية والاقتصادية والرمزية، لدرجة أنهم يؤيدون ما يفعله الغرب ضد المحجبات المسلمات هناك، رغم أن الأمر في هذه الحالة إنما هو مسألة حرية شخصية في اختيار الزي، لا أكثر ولا أقل.
الشاعر العربي العلماني أدونيس يعبر عن رأيه بمنتهى الصراحة بقوله: "أنا ضد الحجاب؛ لأن إنسانية الإنسان هي أن يمزق الحجاب".
وهذا رأي مبني على ثقافة مريضة ومتطرفة وغير عقلانية وغير رشيدة، فهو الذي عليه أن يمزِّق حجاب الأنانية وحجاب الحقد وحجاب العداء للإسلام.
وما يقوله أدونيس وأمثاله إنما هو ضد العلمانية على طول الخط، فالعلمانية لو كانوا قرءوها بتعمق وفهم فعلاً لأدركوا أنها تؤكد تمام التأكيد على قضية الحريات أي كان مستواها ومصدرها، ولو فهموا العلمانية حقًّا لكان عليهم أن يحترموا حرية المرأة المحجبة وإرادتها في التعبير عن نفسها وعن هويتها.
19-09-2008
shareah.com
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
9-09-2011 / 12:59:37 axamali
الحقيقة اولا
الحجاب ليس له علاقة بالاسلام وكل الشواهد التاريخية تدل انه فرض في الاسلام للتمييز بين المرأة الحرة و المرأة غير الحرة 0من العبيد او الخدم او الجواري0
ولو دار حوار حقيقي ولن اقول علماني لما في الكلمة من معاني سيئة و خبيثة برأي البعض ,لو دار نقاش حقيقي و تاريخي وواقعي لانتهينا من مسألة الخلاف الديني الى الابد...يقال ان الاسلام انصف المرأة و حررها ورفع الظلم عنها ..وبالمقابل تحفل امهات الكتب الاسلامية ان لبعض الخلفاء على سبيل الذكر هارون الرشيد من الجواري و العبيد مالا يحتمل هذا الرقم عقلا عاقلا..وهو كان يخاطب بأمير المؤنين؟؟؟؟؟؟؟ يالا العجب.
3-07-2010 / 18:41:36 امــــازيغ
لا يفكرون الا في فروجهم
ان العرب و المسلمين لا يفكرون الا في فروجهم و النقاب او غيره مما تشائين من قطع الثوب التي يتسابق حراس المعبد القديم على اعلاء شانه ليس سوى عادة من عادات بدوالصحراء الذين يستغلون اليوم مواردهم البترودولارية لنشر خزعبلاتهم و خرافاتهم خارج صحرائهم .لقد اضحوا اضحوكة شعوب العالم فمن جرائم الغزو الى جرائم الأحزمة الناسفة اتركوا لكم جنتكم بانهار خمورها و ولدانها الخلدين و حور عينها اتركوا كل ذلك لكم اننا نريد الجنة على الأرض فانتضروا جنتكم حيثما ستجدونها .لا للنقاب و لا لغيرة من كل ما يجعل الموانطنة غير معروفة فاننا لا نريد ان نعيش مع مع ظلال متحركة الدين للله و الوطن للجميع و الحرية الشخصية لها حدود ان ابناء الألفية الثالثة لبالمرصاد.
30-01-2009 / 12:42:22 علائ البلتائعهجي
أعزكِ الله يا دكتورة ليلى بيومي
بارك الله فيك و نصركِ و حفظكِ
قد أصبتِ و رب الكعبة و قد اجبتِ شبهاتهم و علمانيتهم بحروف قليلة لكنها قاصمة لظهورهم .. أراح الله الخلائق من شرورهم و حسبنا الله و نعم الوكيل.
و بارك الله فيكِ أختنا الدتورة ليلى بيومي و جزاكِ الله عن خير الجزاء و أكثر من أمثالك و أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه ، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
9-09-2011 / 12:59:37 axamali