بين العودة الى النزعة الفرعونية في مصر والنزعة الفارسية في عراق اليوم
طلال معروف نجم المشاهدات: 7295
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
نبهت عندما كنت في القاهرة , وكان مكتبي مقابل استاد القاهرة الدولي , بعد فوز منتخب مصر بكأس بطولة افريقيا الخامسة . الى خطورة تسمية المنتخب المصري بالفراعنة . لانها تسمية يراد منها احياء نزعة قادها الكاتب المصري أحمد لطفي السيد في مطلع القرن الماضي . مردها ان مصر فرعونية وليست عربية او اسلامية , وقد روج لها كتاب آخرون لهم ثقلهم ووزنهم في الحياة الفكرية المصرية . واستطاع الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وأد هذه الفتنة والنزعة المقيتة , عندما أعاد لمصر وجهها الاسلامي العروبي, خاصة بعد الوحدة المصرية السورية , واصرار عبد الناصر ان يظل اسم الجمهورية العربية المتحدة قائما , بالرغم من الانفصال . واصبح التلفزيون المصري يسمى بالتلفزيون العربي. واشاع عبد الناصر كثيرا من المصطلحات القومية , كالامة العربية بدلا من العالم العربي, والشعب العربي بدلا من الشعوب العربية . الا ان مايتردد اليوم في الاعلام المصري من عودة الى مصطلح الفراعنة خطير. لعل من يروج له بقصد متعمد هو العالم الاثاري زاهي حواس . ان اصرار تسمية منتخب مصر بالفراعنة .. أمر يجب ان يلتفت اليه كتاب مصرمن الغيارى على وجه مصر العربي الاسلامي . ويتصدون له . كما ان على مشيخة الازهر ان تنتبه الى خطورة الامر . الذي يروج له زاهي حواس . وهي جزء لايتجزأ من النعرة الطائفية التي يراد تأجيجها في مصر العزيزة . وتستفحل مع فوز منتخب مصر العروبة بكأس افريقيا للمرة السادسة, حتى ان بعض الاغاني راحت تصف المنتخب بالفراعنة . تماما كما يجري في العراق العربي اليوم, من محاولات سلخه عن الجسد العربي, تمهيدا لإلحاقه بالامبريالية الايرانية القزمية المنشودة .
الا ان الاصوات العروبية التي لاتهدأ ترتفع بوجه المد الصفوي المقيت. ألفناها ترتفع بكل حدة من قبل العشائر الشيعية العروبية الرافضة لهيمنة دولة الشعوب الايرانية . ولقد سعدت ايما سعادة للتنظيم الذي يقوده زميل سنوات الصحافة الصديق عبد الله اللامي, الذي يريد منه التركيز على وجه العراق العروبي , وعودته الى الحضن العربي الاْم .
ان مايجري في أكبر قطرين عربيين أمر خطير. فبعد ان استطاعت اسرائيل ان تخرج جيش هذين القطرين الكبيرين من دائرة الصراع العربي الاسرائيلي , بتكبيل مصر بمعاهدة سلام وتحجيم جيشها . استطاعت حل الجيش العراقي البطل بعد الغزو الانجلو امريكي ايراني عام 2003. لتتنفس اسرائيل انذاك الصعداء . فلا قوة تعلو على قوتها اليوم في الوطن العربي .
أما ما يشاع من تخوف امريكي اواسرائيلي من ايران, فمرده تخوف على موازين قوى المنطقة . وعلى مصير دول عربية صديقة لامريكا , من ان تكون لقمة سائغة لاطماع ملالي ايران .
فالتأريخ يحدثنا ان ايران تحيط نفسها بهالة من شعارات القوة الجوفاء الكاذبة. واي توسع تنشده او تحقق لها يوما ما , جاء عبر مواثيق وتفاهمات ترضية. فجيوشها للاستعراضات المحلية . ولعل الجيش العراقي البطل كان خير شاهد على تلقين العدوان الايراني, عبر سنوات الحرب الثماني درسا في صناعة الجيوش القادرة المقتدرة .
09-09-2008
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785