البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

المرأة في كتابات سيد قطب

كاتب المقال د. نهى قاطرجي   
 المشاهدات: 9535



آمن الشهيد سيد القطب بالإسلام ومنهجه في الحياة ، كما آمن بحاكمية الله سبحانه وتعالى على كل أمر من الأمور التي تواجه المسلم في مجتمعه المعاصر ، فالمجتمع المسلم بنظره هو الذي " يتخذ المنهج الإسلامي منهجاً لحياته كلها ، ويحكّم الإسلام كله في حياته كلها ، ويتطلب عنده حلولاً لمشكلاته ، مستسلماً ابتداء لأحكام الإسلام ، ليست له خيرة بعد قضاء الله ".
ومن المشاكل التي تحدث عنها سيد قطب ، ووجد لها حلولاً بالعودة إلى تطبيق تعاليم الإسلام، مشكلة المرأة وعلاقتها بالرجل ، وما شابت هذه العلاقة من تجاذبات بين الطرفين ، أدت في كثير من الأحيان إلى التفكك الأسري ، وإلى الانفلات الأخلاقي نتيجة جهل كل الفريقين بمهمته التي أناطه بها الإسلام .

دور المرأة في المجتمع الإسلامي

يؤكد سيد قطب أن الإسلام لا ينظر إلى المرأة نظرة منفردة عن الرجل ، كما لا ينظر إليها نظرة متساوية له في الوظائف والتخصصات ، إذ لكل واحد من هذين المخلوقين مواصفاته الخاصة التي قد تجتمع في نواح وتختلف في نواح أخرى .
فالمرأة تشترك مع الرجل في إنسانيتها ، بعد أن رفعها الإسلام من المرتبة الحيوانية التي وضعها فيها أعداءه ، فقال تعالى :
{ يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة } سورة النساء : آية 1 .
كما تشترك معه في مساواتهما في الثواب والعقاب أمام رب العالمين ، يقول عز وجل :
{ فاستجاب لهم ربهم اني لا أضيع عمل عامل منكم من ذكر أو انثى } سورة آل عمران : آية195 .
أما الاختلاف فيكون في الوظائف والتخصصات لكل واحد منهما ، وهذا الاختلاف مرده إلى اختلاف في التكوين البيولوجي لكل واحد منهما ، فبينما وضع الله عز وجل في المرأة خصائص " الرقة والعطف وسرعة الانفعال والاستجابة العاجلة لمطالب الطفولة بغير وعي ولا سابق تفكير ".
جعل للرجل خصائص " الخشونة والصلابة ، وبطء الانفعال والاستجابة ، واستخدام الوعي والتفكير قبل الحركة والاستجابة ".

ويعود سبب هذا الاختلاف في الخصائص إلى اختلاف نوعية وظيفة كل منهما ، ففيما تحتاج المرأة الحاضنة والحارسة على بيتها وأولادها إلى الرقة والعطف ، يحتاج الرجل في سعيه لطلب المعاش وفي جهاده الأعداء إلى الخشونة والصلابة لتأمين الحماية والأمن لبيته وأسرته .

ويأتي تركيز سيد قطب على الأسرة في كل مجال يأتي فيه على ذكر المرأة ، إذ انه لا ينظر إلى المرأة باحترام إلا في هذا الإطار الإسلامي ، وهو يعطي للمرأة الدور الأول في تكوين الأسرة ، فهي الحاضن والحارس للمحضن " الآمن النظيف المتخصص لانتاج صناعة البشر" ، وهذا الأمر يستوجب منها أن تتمتع بالثقافة والحكمة للمحافظة على هذا المحضن والاشراف على فراخه .
ويعتبر المصلح الإسلامي سيد قطب أن الهدف الأساسي من تكوين الأسرة هو " الواجب " وليس " اللذة " ، لأن المسلم في زواجه يقوم بواجب انساني عام وخاص في آن معاً ، ففي الواجب الإنساني العام يحمل الزواج مسؤولية تأهيل " الجيل الناشء لحمل تراث التمدن البشري والاضافة إليه".
ويكون الهدف الإنساني الخاص بالمحضن هو السكن والاطمئنان والأنس والاستقرار ، وهذان الهدفان الإنسانيان لا يتحققان في حال طغت اللذة على سائر أهداف الزواج ، لأن الأمر لا يعدو أن يكون سعياً حيوانياً لاهثاً وراء اشباع الشهوات ، ويؤدي الأمر في كثير من الأحيان إلى البحث عن اللذة خارج إطار الزواج ، أو يؤدي إلى سوء استخدام رخصة تعدد الزوجات التي جاء بها الإسلام ، هذه الرخصة التي أباحها الإسلام كضرورة " تواجه ضرورة ، وحل يواجه مشكلة ، وهو ليس متروكاً للهوى بلا قيد ولا حد في النظام الإسلامي ، الذي يواجه كل واقعيات الحياة " .

دور المرأة في هلاك الأسرة

يؤكد المصلح سيد قطب في كتاباته على دور الأسرة في حماية المجتمع الإسلامي ، وحماية الأخلاق والقيم الإسلامية ، وهو لا يحمل مسؤولية الفشل في استمرار هذه المؤسسة على المرأة ، كما لا يحملها للرجل كل على حدة ، إنما يجعل الأمر متعلقاً بخلل في النظام الأسري يقوم به أحد الطرفين، أو يقوم به كلاهما ، من أنواع الخلل نذكر :
-أ- الخلل في الوظائف
يؤدي الخلل في وظائف كل من الحاضنين إلى تأثر جو الأسرة العام بهذا الخلل ، فالرجل الذي لا يقوم بوظيفته الخاصة في القوامة على بيته ، وتأمين متطلباته ، يشعر المرأة " بالحرمان والنقص وقلة السعادة "، ويدفع الأبناء إلى الانحراف نحو " شذوذ ما ، في تكوينهم العصبي والنفسي، وفي سلوكهم العملي والخلقي ".
والمرأة التي تكلف نفسها بوظيفة فوق وظيفتها ، تفقد السكن والاطمئنان اللذان يشكلان دعائم الأسرة إذ أن الرجل لا يشاركها في تحمل وظيفتها الأولى فتشعر بالتعب والمهانة ، لذلك لم يكلف الإسلام المرأة أن " تحمل وترضع وتربي ، وفي الوقت ذاته تعمل وتكدح وتشقى .. بينما الرجل لا يشاركها الحمل والرضاع والتربية . ثم يزعم بعد ذلك أنه ينصف المرأة ويحترمها ويرقيها ".
-ب- العودة إلى الجاهلية
يرفض سيد قطب مقولة أن الجاهلية مرحلة تاريخية انتهت بظهور الإسلام وانتشار تعاليمه، بل هو يعتبر أن الجاهلية " إنما هي حالة اجتماعية معينة للحياة ، ويمكن أن توجد هذه الحالة ، وأن يوجد هذا التصور في أي مكان ، فيكون دليلاً على الجاهلية حيث كان " .
وحالة الجاهلية الاجتماعية المعاصرة تعود بأصولها وجذورها إلى الحركة الصهيونية العالمية التي أدركت بفطنتها أنه لا سبيل للقضاء على المجتمع الإسلامي إلا عن طريق الالهاء بالملذات ، وأدركوا بفطنتهم أن المرأة هي الأداة التي يمكن الاستفادة منها لتحقيق مآربهم ، فأخذوا ببث الأفكار الغربية ودعوا إلى نظريات تحررية ، وربطوا عمل المرأة وخروجها من بيتها لغير حاجة بشعارات خاصة كالحرية والمساواة .
وقد انجرفت بعض نساء المسلمات وراء هذه الشعارات ، فخرجت للعمل " من غير ضرورة" أو خرجت بهدف " الاختلاط ومزاولة الملاهي والتسكع في النوادي والمجتمعات " ، كما أخذت تلهث وراء الموضة التي يستولي على أكبر معاملها وأكبر مصمميها مفكرين يهود عمدوا إلى إبراز عري المرأة تحت شعار اعتبار العري حضارة وتمدن ، واعتبار اللباس والسترة تخلف ورجعية ، بينما الواقع يشير إلى أن العري فطرة حيوانية ، وهو دليل على انتكاس في الذوق البشري قطعاً فإن "المتخلفون في أواسط أفريقيا عراة " .

دور المرأة في محاربة الفساد الاجتماعي

لا يقف المصلح الاجتماعي سيد قطب موقفاً سلبياً من هذه الجاهلية المنتشرة في العالم بشكل عام والعالم الإسلامي بشكل خاص ، فهو يرفض فكرة المقاطعة والانعزال بهدف الاستعلاء والنجاة ، بل هو يدعو المرأة المسلمة التي تواجه " ضغط التصورات الاجتماعية والتقاليد الاجتماعية الشائعة " إلى " التثبيت أولاً ، والاستعلاء ثانياً ، وتعريف اتباع هذه الجاهلية بحقيقة الدرك الذي هم فيه بالقياس إلى الآفاق العليا المشرقة للحياة الإسلامية التي نريدها ،
ولن يكون هذا بأن نجاري الجاهلية في بعض الخطوات ، كما أنه لن يكون بأن نقاطعها وننـزوي عنها وننعزل .. كلا إنما هي المخالطة مع التمييز ، والأخذ والعطاء مع الترفع ، والصدع بالحق في المودة ، والاستعلاء بالايمان ، في تواضع " .


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 21-07-2008   saaid.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
منجي باكير، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، يحيي البوليني، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د - شاكر الحوكي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، محرر "بوابتي"، إياد محمود حسين ، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، علي عبد العال، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، العادل السمعلي، خالد الجاف ، سيد السباعي، د - عادل رضا، عزيز العرباوي، عواطف منصور، جاسم الرصيف، ماهر عدنان قنديل، صفاء العراقي، وائل بنجدو، ياسين أحمد، د- هاني ابوالفتوح، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، رافع القارصي، محمد يحي، أحمد الحباسي، سلوى المغربي، محمود طرشوبي، رمضان حينوني، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العربي، رحاب اسعد بيوض التميمي، إيمى الأشقر، عمر غازي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، مراد قميزة، محمد الياسين، عبد الله زيدان، صلاح الحريري، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، ضحى عبد الرحمن، فتحي العابد، محمد الطرابلسي، حاتم الصولي، صلاح المختار، سعود السبعاني، عبد الرزاق قيراط ، محمد العيادي، أحمد النعيمي، مصطفي زهران، سامر أبو رمان ، محمد شمام ، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، بيلسان قيصر، صالح النعامي ، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، علي الكاش، عراق المطيري، حسن الطرابلسي، سامح لطف الله، رضا الدبّابي، فوزي مسعود ، عبد الله الفقير، د. عادل محمد عايش الأسطل، د- محمد رحال، عبد الغني مزوز، أحمد ملحم، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، طلال قسومي، محمد علي العقربي، د. أحمد بشير، أشرف إبراهيم حجاج، صباح الموسوي ، أنس الشابي، حميدة الطيلوش، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد العزيز كحيل، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، نادية سعد، الهادي المثلوثي، محمد عمر غرس الله، سليمان أحمد أبو ستة، فهمي شراب، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي اليوسفي، مصطفى منيغ، أحمد بوادي، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، يزيد بن الحسين، كريم السليتي، فتحـي قاره بيبـان، كريم فارق، الهيثم زعفان، محمود سلطان، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إسراء أبو رمان، محمود فاروق سيد شعبان، أبو سمية، طارق خفاجي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة