البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عقبات في طريق المرأة الملتزمة

كاتب المقال فاطمة عبد الرؤوف   
 المشاهدات: 9109



في خضم المعركة بين التيار الإسلامي وغيره من التيارات التي تجاهد بكل العزم حتى تبعد الإسلام عن ساحة الحياة حيث شكلت قضية المرأة أحد أهم حلقات هذه المعركة ..كان اهتمام الإسلاميين بدعوة النساء للالتزام بالإسلام في السلوك واللباس والانحياز الفكري غالبة على ساحة الأولويات الإسلامية ..تلا ذلك الاهتمام بكشف الشبهات والرد عليها ..تلك الشبهات المملة المكررة عن ظلم الإسلام للمرأة وقضايا القوامة والميراث والشهادة ونحو ذلك مما لا يرغبون حقيقة في فهم جوهره ..وأخيرا جاء الاهتمام والتصدي للمؤتمرات المشبوهة والقوانين التي يريد العلمانيين أن ينجحوا من خلالها في إحداث فجوة واسعة في بناء المجتمع المسلم .

لكن السؤال الملح هو.. هل يا ترى ألهانا التصدي لكشف الشبهات عن بناء قوتنا الداخلية وتأمين بعدنا الاستراتيجي؟ أعني هل اهتممنا بنفس القدر بالنساء اللاتي التزمن بالفعل واللاتي رفعن راية الإسلام عن اقتناع وحب؟ هل تم وضع خطط وبرامج فعالة من أجل أن يصبحن فعلا نموذجا للمرأة المسلمة؟..امرأة في شجاعة سمية وصلابة أسماء وصبر فاطمة ورجاحة عقل أم سليم، ولسن مجرد صور لها سمت الإسلام ولكنها تعاني في فقهها له، ولم تستوعب الخطوط العامة لفلسفته وقيمه هذا من ناحية..أما الناحية الأخرى التي هي بحاجة حقيقية لبذل الجهد التربوي والاجتماعي لحلها فهي المشكلات العملية التي تقف عقبات في طريق الملتزمات.

على طريق الزواج

إن أقصى ما تعانيه الفتاة الملتزمة هو البحث عن زوج صالح يتقي الله فيها والكثير من الفتيات الملتزمات لديهن استعداد كبير للتنازل عن الكثير من الطموحات المادية التي تبحث عنها الفتيات الأخريات وعلى الرغم من ذلك لا يحظين بزوج مناسب وتمر بهن السنوات وهن يعانين معاناة حقيقية صامتة ولعل أحد الأسباب التي تحول دون زواجهن أنه لا توجد آلية محددة ومفعلة للتعارف ومن ثم الخطبة والزواج. فهناك شباب ملتزم يعاني من الظروف الاقتصادية السيئة ولا يعرف أن هناك من تقبل بظروفه هذه، وهناك فتيات على درجة عالية من الثقافة ولا يتقدم لها إلا شباب متوسط الثقافة فتكون بين خيارين أحلاهما مر .

أما المشكلة الحقيقية عند كثير من الفتيات الملتزمات فهي مشكلة الأهل الذين لا يريدون الملتزم، أو الأهل الذين لا يريدون التنازل عن شيء من التطلعات المادية حتى لو بقيت ابنتهم دون زواج طيلة العمر.

وأخيرا تأتي مشكلة الكثير من الشباب الملتزم الذي يريد الارتباط بالجميلة بل والجميلة جدا، وفقا لكراسة الشروط التقليدية المتعارف عليها في المجتمع، مما يحطم نفسية الكثير من الملتزمات اللاتي لا يتمتعن بهذا القدر الكبير من الجمال.

الزواج والدعوة

من المشكلات الحادة في طريق المرأة الداعية التي تتزوج بإنسان ملتزم في ذاته ولكنه لا يحمل هم الدعوة –وهو أمر يحدث كثيرا نتيجة للأسباب التي تحدثنا عنها في الفقرة السابقة- أنه يمنعها من ممارسة دورها الدعوي، تارة باستخدام طريقة الأمر المباشر، وأخرى بحجة أن البيت أولى بجهدها.

أعرف صديقة كانت إذا أرادت الذهاب لمعهد إعداد الدعاة يبحث زوجها عن أي عمل منزلي لم ينته ويعطيها محاضرة عن ضرورة الاهتمام بالبيت، في حين أنه ألح عليها كي تعمل معلمة من أجل تأمين دخل إضافي، وغض البصر تماما عن أي جانب نقص في الأمور المنزلية.

وهذا زوج آخر يمنع زوجته من الدعوة من أجل الهواجس الأمنية، رغم أنها تعطي دروسًا للأطفال والنساء في أمور شرعية بعيدة كل البعد عن متاهات السياسة.

وكم تكون حسرة الداعيات كبيرة عندما يقارن حالهن بحال النساء اللاتي يتزوجن من رجال همهم الأول الدعوة إلى الله عز وجل، فهذا الداعية يطلب من زوجته ألا تضيع عمرها في المطبخ فيطلب منها إعداد أطباق سهلة بسيطة كي تجد الوقت الكافي للقراءة وحفظ القرآن، وهذا الداعية يدفع زوجته لإلقاء الدروس على النساء مصطحبة رضيعها بل ويقوم الزوج شخصيا بإعداد المادة لزوجته وتشجيعها حتى تتجاوز رهبة التحدث إلى جمع من النساء، يحدث ذلك في وقت تحرم فيه الدعوة النسائية من داعيات مؤهلات لديهن الخبرة الواسعة في هذا المجال.

وللأبناء قضية

إذا كانت الدعوة قضية قد تكون اختيارية، فإن تربية الأبناء هي قضية على أقصى درجة من الأهمية عند أي امرأة ملتزمة، فهي دائما ما تتمثل مقولة إن المرأة التي تهز المهد بيمينها تستطيع أن تهز العالم بيسارها، وكما تطلق على أبنائها أسماء الصحابة فهي تضع نصب أعينها أن تقوم بتربية جيل فريد يمحو الهزيمة عن ساحة أمته التي أثخنتها الجراح، ولو استمعنا لأي فتاة ملتزمة في بداية زواجها ومساحة الأحلام الوردية التي تعلقها على الأبناء ثم استمعنا لها بعد عدد من السنوات وهي تحكي عن مشكلات الأطفال والمراهقين لأدركنا مدى المأزق التربوي الذي يواجه المرأة الملتزمة، وذلك لأن هناك ظروفًا بالغة الدقة والتعقيد تحيط بالعملية التربوية، فهناك شركاء عديدون يتقاسمون تنشئة الأبناء، فليست الأم وحدها ولا الوالدين فحسب هم من يقومون بعملية التربية فالمدرسة وجماعة الرفاق و الأصدقاء وشبكة الإنترنت وقنوات الدش وغير ذلك يسهم في تربية الطفل وتكوينه وإكسابه القيم الخاصة به والتي قد تختلف قليلا أو كثيرا عما كان يطمح إليه الوالدان ..وهذا يتطلب أما غير تقليدية بالمرة تبحث عن طرق غير تقليدية لتربية أطفالها ..ولاشك أن دعم هذه الأم وتقديم الخبرات اللازمة لها كي تتجاوز العقبات الكثيرة التي قد تقف في طريقها من أهم واجبات الإعلام الإسلامي.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 06-06-2008   shareah.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صلاح المختار، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، كريم فارق، إياد محمود حسين ، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، د.محمد فتحي عبد العال، سامر أبو رمان ، العادل السمعلي، عزيز العرباوي، أحمد ملحم، وائل بنجدو، طلال قسومي، د- جابر قميحة، فوزي مسعود ، عبد العزيز كحيل، نادية سعد، أشرف إبراهيم حجاج، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد شمام ، صباح الموسوي ، محرر "بوابتي"، بيلسان قيصر، تونسي، سعود السبعاني، محمد العيادي، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحي العابد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ياسين أحمد، جاسم الرصيف، سفيان عبد الكافي، مصطفى منيغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، فتحي الزغل، عبد الله الفقير، د - عادل رضا، عمر غازي، رافع القارصي، أ.د. مصطفى رجب، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مجدى داود، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، د. خالد الطراولي ، محمد الطرابلسي، د - صالح المازقي، د. طارق عبد الحليم، أنس الشابي، د. عبد الآله المالكي، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، سلوى المغربي، عراق المطيري، كريم السليتي، د - الضاوي خوالدية، المولدي اليوسفي، محمود طرشوبي، يحيي البوليني، د - محمد بنيعيش، محمد علي العقربي، د. أحمد محمد سليمان، حسن عثمان، عمار غيلوفي، صفاء العربي، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد بشير، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، محمد يحي، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، محمد الياسين، رضا الدبّابي، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، محمد أحمد عزوز، الناصر الرقيق، أحمد بوادي، صالح النعامي ، منجي باكير، فتحـي قاره بيبـان، خالد الجاف ، محمد اسعد بيوض التميمي، محمد عمر غرس الله، د - مصطفى فهمي، د - شاكر الحوكي ، إيمى الأشقر، د - محمد بن موسى الشريف ، مصطفي زهران، د- هاني ابوالفتوح، إسراء أبو رمان، صلاح الحريري، صفاء العراقي، عواطف منصور، محمود فاروق سيد شعبان، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود سلطان، رافد العزاوي، سيد السباعي، المولدي الفرجاني، سلام الشماع، أحمد الحباسي، د - المنجي الكعبي، عبد الله زيدان، مراد قميزة، طارق خفاجي، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، علي الكاش، رمضان حينوني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة