البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

البنوك الإسلامية على عرش الاقتصاد العالمي، وفرنسا تلتحق بالركب

كاتب المقال إسلام تايم- السيد شحتة   
 المشاهدات: 8229



تعالت في فرنسا - في الفترة الأخيرة - أصوات تنادي بضرورة إدماج النشاط المالي وفق الشريعة الإسلامية في النظام الاقتصادي والجهاز التشريعي الفرنسيين، علي غرار ما هو جار في عدد من البلدان الغربية.
وكشفت مصادر فرنسية أن عددًا من كبريات البنوك الفرنسية، مثل: البنك القومي لباريس قد مارست ضغوطا على السلطات، من أجل التعامل مع المصارف الإسلامية، خاصّة في ظل النجاح الملحوظ الذي استطاعت تحقيقه عالميا خلال السنوات الماضية.
يشار إلى أن عدد من المؤسسات العقارية والمصرفية العربية التي لا تتعامل بالربا، تستقطب العديد من الأموال الاستثمارية لمسلمي فرنسا المتمسكين بعدم التعامل مع النظام المصرفي التقليدي الربوي.

الاستثمارات والمشاريع

وبحسب صحيفة القدس العربي اللندنية ترى الأوساط الإسلامية، أنّ إدخال المصارف الإسلامية في النظام المالي الفرنسي سوف يعود بالخير علي الاقتصاد الفرنسي، خاصة أنها إبداع اقتصادي بديل عن النظام المصرفي الكلاسيكي الذي يعاني من العديد من النقائص.
تجدر الإشارة إلي أنّ فرنسا متأخرة في هذا المجال، مقارنة ببريطانيا التي استوعب نظامها الاقتصادي وجهازها التشريعي الممارسة المصرفية الإسلامية، من خلال اعتماد البنوك الإسلامية التي لا تتعامل بالربا والفوائد علي القروض، وإنّما بالمشاركة في الاستثمارات والمشاريع، ومن بين أهم المصارف الإسلامية في بريطانيا بنك بريطانيا الإسلامي.
شهدت المصارف الفرنسية تحولا ملحوظا مؤخرا بعدما قررت دخول أنشطة التعاملات الإسلامية سواء على مستوى المؤسسات أو الأفراد.
ونقلت الصحف الفرنسية مؤخرا عن هيئة الأسواق المالية الفرنسية قولها: إن ما يعوق الانطلاق الواسع في تعاملات الأفراد وفقا للشريعة الإسلامية، "لا يعود للقانون وإنما للتسمية" الإسلامية التي تثير حساسية ما لدى الذهنية الفرنسية.
وكانت مصادر اقتصادية فرنسية قد أكدت أن عمل المصارف الفرنسية منذ نحو أربع سنوات وفقا للشريعة الإسلامية في أنشطة الجملة أي على مستوى المصارف والمؤسسات والدول، ولكن لم تفتح بعد على مستوى واسع خدمات إسلامية لحسابات الأفراد.

رؤوس الأموال الإسلامية

وكان بنك سوسيتيه جنرال قد قام بإنشاء صناديق تمويل وفقا للشريعة الإسلامية خلال الفترة الماضية، وبدأت بعض الأسواق الفرنسية تعرف الأسهم الإسلامية.
ويقول المحلل الاقتصادي في صحيفة ليبراسيون لين ريفال: إن إدارات المعاملات الإسلامية (الجملة) نشأت في المصارف الأوروبية لجذب البترودولار الموجود بدول الخليج، وهي الإدارات التي أخذت في الاتجاه لاحقا نحو تعاملات الأفراد.



ليست فرنسا وحدها التي تشهد نموا ملحوظا في البنوك الإسلامية وإنما أوربا بأكملها، حيث أعلن بنك "لويدز تي اس بي" عن بدء تقديم أكبر خدمة مصرفية في أوروبا تتفق مع أحكام الشريعة الإسلامية، وموجهة للشركات في محاولة لجذب رؤوس الأموال الإسلامية.
وقام "بنك أوف اسكتلاند" بفتح نوافذ إسلامية ليقدم من خلالها خدماته المصرفية الإسلامية للمرة الأولى، كذلك سوف يتم فتح أول بنك إسلامي في ايطاليا خلال العام الحالي..
يشار إلى أن الصيرفة الإسلامية تعتبر حديثة عهد قياسا بالتقليدية، فأول ظهور لها كان في العام 1971م، أما الآن فيقدر عددها بنحو 300 مؤسسة تنتشر في جميع أنحاء العالم بإجمالي أموال تبلغ 300 مليار دولار.
ومن المتوقع نمو هذه الأموال إلى 1.85 تريليون دولار بحلول عام 2013م بنسبة نمو 24% سنوياً، ويلاحظ أن كثير من المصارف على مستوى العالم بدأت اعتماد صيارفة إسلامية أو إدخالها ضمن نشاطها، وقد صرح عمدة لندن مؤخرا بأنهم يعملون على أن تكون لندن مركزا للتعاملات الإسلامية.

مطابقة للشريعة

ويوجد حالياً صيرفة إسلامية في بريطانيا والولايات المتحدة التي أسست مؤخرا مصرفين إسلاميين في الدول، بل إن الخزانة الأمريكية وحسب تداول من بعض وسائل الإعلام تفكر بإصدار سندات إسلامية.
وكانت دراسة إماراتية قد رصدت عددا من التحديات التي تواجه البنوك الإسلامية من بينها قلة علماء الشريعة المؤهلين حول العالم لتقييم المنتجات التمويلية الجديدة، وعلى الرغم من وجود نحو 150 عالما في الهيئات التشريعية في المؤسسات المالية، فان قلة منهم هم الذين يحظون بسمعة عالمية من خلال مساهمتهم في المصارف العالمية، ومن ثم فان نقص الكفاءات اللازمة من العلماء يقف عائقا أمام الابتكار وتطوير المنتجات الجديدة.
وأكّدت أن الطلب على المنتجات التمويلية المطابقة للشريعة الإسلامية يفوق العرض بشكل كبير، كما أن عدد المكتتبين في الصكوك يفوق المتوافر منها، ويكمن الخلل بشكل عام في عدم وجود بنية تحتية في المصارف الإسلامية وأسواق الأوراق المالية، كما أن العلماء المعروفين عالميا لا يمكنهم التواصل باستمرار مع حجم الطلب المتزايد نظرا لقلة عددهم، بالإضافة إلى أن معظم العمليات المصرفية في البنوك الإسلامية موجهة نحو التمويل وليس الاستثمار نظرا لأنه أقل مخاطرة.

المعايير والانسجام

علاوة على غياب المعايير والانسجام بسبب عدم وجود تفسير موحد للقوانين والتعاليم الإسلامية، كما أنّ معظم المؤسسات المالية الإسلامية بحسب الدراسة تتسم بانخفاض مستوى الإفصاح المالي، حيث توجد العديد من المعلومات الرئيسة لا يتم تضمينها في التقارير المنشورة، مما يؤدي إلى عدم تزويد المستثمرين بأكبر قدر ممكن من المعلومات العامة.
ومن بين أهم التحديات التي تواجه البنوك الإسلامية إلزامها من جانب السلطات المصرفية في بعض الدول بعمليات قد لا تتفق مع أساس عملها، مثل إلزامها بالاحتفاظ بنسبة من ودائعها في البنوك المركزية ويتم دفع فائدة عنها، وهو الأمر الذي لا يتفق مع منهج هذه البنوك.

وتجدر الإشارة إلى وجود عدة فروق بين المؤسسات والبنوك الإسلامية ونظيرتها التقليدية، خاصة فيما يتعلق بالجوانب القانونية والتشريعية، إذ يُسمح للبنوك الإسلامية بالبيع والشراء وتداول الأصول، وذلك على عكس البنوك التقليدية التي يقتصر عملها على الإقراض والاقتراض، فضلا عن المخاطر التي يتحمل البنك الإسلامي جانبا منها، في حين لا يتحمل البنك التقليدي أي مخاطر، فيما باتت الصناعة المصرفية الإسلامية صناعة متكاملة أثبتت وجودها وقدرتها على تقديم البديل المناسب للصيرفة التقليدية، واستطاعت أن تتخذ موقعا مهما على الصعيد العالمي وأن تجذب الاهتمام على جميع المستويات المحلية والإقليمية والعالمية، وعلى الرغم من نجاح الصيرفة الإسلامية، فانه يواجهها العديد من التحديات التي تقف عائقا أمام تطور هذه الصناعة وتحقيقها لمزيد من الابتكارات، كقلة عدد علماء الشريعة المؤهلين لتقييم المنتجات الإسلامية، وعدم انسجام المعايير التي تخضع لها المصارف الإسلامية، إلى جانب العديد من التحديات.


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 29-05-2008   islamtime.net

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
عبد الرزاق قيراط ، د - شاكر الحوكي ، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، د. أحمد محمد سليمان، حسن الطرابلسي، عبد الله الفقير، سفيان عبد الكافي، د - عادل رضا، رافد العزاوي، علي الكاش، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، حسن عثمان، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، صباح الموسوي ، عواطف منصور، رشيد السيد أحمد، نادية سعد، أحمد ملحم، أحمد بوادي، المولدي اليوسفي، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، خالد الجاف ، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي العابد، مجدى داود، خبَّاب بن مروان الحمد، ماهر عدنان قنديل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، تونسي، طارق خفاجي، سيد السباعي، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، العادل السمعلي، أبو سمية، د. أحمد بشير، د- محمود علي عريقات، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي الزغل، د - الضاوي خوالدية، د - صالح المازقي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد الياسين، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، سامر أبو رمان ، محمد علي العقربي، أحمد النعيمي، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، محمد يحي، إياد محمود حسين ، صفاء العراقي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. صلاح عودة الله ، أ.د. مصطفى رجب، جاسم الرصيف، سليمان أحمد أبو ستة، أنس الشابي، مصطفي زهران، سلام الشماع، كريم فارق، د - محمد بن موسى الشريف ، وائل بنجدو، إيمى الأشقر، محمد شمام ، عبد العزيز كحيل، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، رحاب اسعد بيوض التميمي، صالح النعامي ، د- جابر قميحة، عمر غازي، يحيي البوليني، صلاح الحريري، محمد عمر غرس الله، المولدي الفرجاني، عراق المطيري، سلوى المغربي، صفاء العربي، فوزي مسعود ، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، ضحى عبد الرحمن، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، فتحـي قاره بيبـان، د - محمد بنيعيش، رافع القارصي، د - المنجي الكعبي، عبد الغني مزوز، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، حاتم الصولي، مصطفى منيغ، بيلسان قيصر، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، محمود طرشوبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمد رحال، ياسين أحمد، محمود سلطان، أحمد الحباسي، علي عبد العال، عزيز العرباوي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عمار غيلوفي، منجي باكير، الهيثم زعفان، صلاح المختار، فهمي شراب،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة