60 عاما بعد احتلال فلسطين: إلغاء الخلافة ودير ياسين واحتلال بغداد.. هل من رابط؟
رجب الباسل - الإسلام اليوم المشاهدات: 8897
في مثل هذا اليوم 9 أفريل تعرضت الأمة الإسلامية لأكبر ثلاث نكبات في تاريخها المعاصر، قد تختلف الأعوام ومجريات الأحداث ولكن الغريب أنها كلها وقعت في التاسع من أفريل والغريب أيضا هو ترتيب وقوعها.
فالخلافة الإسلامية ألغيت رسميا بقرار من مصطفى كمال أتاتورك رئيس تركيا في التاسع من أفريل عام 1924 ميلادية و الذى أنهى آخر ما يربط بين المسلمين سياسيا في العالم وهو رابط الخلافة وسبّب صدمة لمشاعر المسلمين في العالم أجمع رغم السلبيات التي شابت أداء خلفاء بنى عثمان خاصة في نهاية دولتهم ولكنها بجانب إيجابياتهم تعد أمرا طبيعيا كما أن انتقاد الأداء لا يعني القضاء على الأصل .
الحدث الثاني هو مذبحة دير ياسين التي ارتكبتها الميليشيات اليهودية ضد الفلسطينيين في قرية دير ياسين عام 1948 م التي مهدت بعدها بأسابيع معدودة للنكبة أو غرس الكيان الصهيوني في وسط المحيط العربي والإسلامي ،وكشفت المذبحة التي ارتكبها الصهاينة في دير ياسين عن الوجه الحقيقي لهذا الكيان المسخ واللغة التي يفهمها .
الحدث الثالث هو سقوط بغداد- حاضرة الخلافة الإسلامية وعاصمة العراق- في يد التتار الجدد وصليبيو القرن العشرين بوش وجنوده الأمريكيين في مشهد أضاف إلى نكباتنا نكبة جديدة في عصر حكام الطوائف الجدد .
مشاهد ثلاثة وأحداث جسام كل منها له ما بعده وظروفه ومناخه التي وقع فيها لكن ما يجمعها أيضا أن أيا منها لم يحقق الهدف منه .
فسقوط الخلافة لم ينهى رابطة المسلمين ببعضهم البعض ولازال اكثر من 1,3 مليار مسلم أو يزيدون في أنحاء المعمورة ينتظرون يوم وحدتهم تحت ظلال خلافة واحدة بل ونشأت جماعات ومنظمات عدة لتحقيق هذا الهدف والسعي إليه بدلا من انتظاره. قد يختلف البعض على شكل هذه الوحدة، لكن يتفق الجميع على الهدف،84 عاما مرت ولازال المسلمون يعتبرون أنفسهم أمة واحدة، قد تكون مقسمة لأكثر من 57 دولة ولكن ما يجمعهم اكثر مما يفرقهم ,84 عاما ولا زال المسلمون يتجهون إلى قبلة واحدة ويعبدون ربا واحدا ويثقون أن يوم وحدتهم آت لا محالة، نعم.. نجح أتاتورك في الإجهاز على الخلافة ولكنه لم ينجح هو وغيره من الحكام الذين ساروا على دربه في بلادنا أن يقضوا على الفكرة في عقولنا وعاطفة الوحدة في قلوبنا .
وقعت النكبة وهُجر الفلسطينيون من أرضهم ولكن 60 عاما لم تغير من قناعاتنا شيئا، فهذا الكيان المسخ غريب في قلب أمتنا وفلسطين- كل فلسطين- لأهلها وأبنائها سواء الذين صمدوا وبقوا فيها أو هؤلاء الذين أُرغموا على الهجرة والخروج منها، مذابح ومجازر وخيانات بل وأحيانا حماية من بني جلدتنا لهذا الكيان لكن لم ينس الفلسطينيون قضيتهم ولم يستجيبوا لكل قرارات التوطين التي أجبروا أو تم إغراؤهم للموافقة عليها ولم تتوقف مقاومتهم في ظل اختلال واضح لميزان القوى مع المعتدي .
نعم سقطت يافا وعكا وبعدها سقطت القدس والضفة وغزة ولكن لم تسقط الإرادة الفلسطينية، لقد بقى 160 ألف فلسطيني داخل أراضى 48 وصل عددهم الآن إلى مليون فلسطيني وبقى في الضفة وغزة عشرات الآلاف من الفلسطينيين وصل عددهم الآن إلى ما يزيد عن 2,5 مليون فلسطيني ، نعم وقعت مجازر أخرى بعد دير ياسين لأن الصهاينة عرفوا أن الفلسطينيين لن تفلح معهم مجزرة واحدة بل أن الفلسطينيين لاحقتهم المجازر حتى خارج أراضيهم في صابرا و شاتيلا وفى مخيماتهم بالأردن - أيلول الأسود- و الآن في العراق على أيدي الميليشيات الطائفية، ورغم ذلك كله بقى هذا الشعب صامدا يقاوم حتى وإن قام اقرب الأقربين بخيانته سواء دول أو فصائل بل وبيع قضيته بثمن بخس ،من بين أنقاض المجازر خرج عز الدين القسام وأمين الحسيني وأحمد ياسين وعبد العزيز الرنتيسي وإبراهيم المقادمة وفتحي الشقاقى جمال سليم وجمال منصور وإسماعيل أبو شنب وصلاح شحادة ومحمود أبو هنود وعشرات بل آلاف ومئات غيرهم استشهدوا أو أُسروا أو يقودون المقاومة دون سند إلا من الله والشعوب المخلصة .
وقعت دير ياسين وجنين وغيرها من المجازر لكن فشل الصهاينة في هدفهم الأكبر أن يستسلم الإنسان الفلسطيني الأبي . الحدث الثالث أو نكبتنا الثالثة سقوط بغداد في 9أفريل 2003 بيد الاحتلال الأمريكي الصليبي الجديد- بتعبيرهم لا بتعبيرنا نحن -،لقد ظن الصليبيون الجدد انهم في نزهة للشرق وأن العراقيين سوف يستقبلونهم بالورود وأن العراق ما هو إلا محطة يتبعها محطات أخرى ولكن الواقع جاء مختلفا تماما فالعراقيون استقبلوا الاحتلال بما يستحقه أي احتلال فلم يهنأ بيوم منذ أن سقطت بغداد فتنوعت عمليات المقاومة وتعددت أماكنها ولم تقتصر على بقعة واحدة، وارتفع عدد قتلى الاحتلال الأمريكي إلى 4000 قتيل وفقا لأرقامه الرسمية واكثر من 30 أتلف جريح خلال خمس سنوات بمعدل 800 قتيل على الأقل سنويا وهو أكبر من الرقم الذى ذكره الخبراء في بداية الاحتلال أن 500 قتيل أمريكي سنويا كفيل بإخراج الاحتلال من العراق .
ألغيت الخلافة واحتلت فلسطين وسقطت بغداد ولكننا لازلنا أمة قائمة تسري فينا روح المقاومة وتذيق عدوها مرارة عدوانه رغم كل الظروف التي تحيط بنا والتي إن أحاطت بأمة غيرنا تحارب في أوطانها ودينها منذ قرنين كاملين أو أكثر لأصبحت أثرا بعد عين ولكنها ظلت صابرة قائمة مقاومة تنتصر على أعدائها وتسمو فوق نكباتها وتتعلم من تجاربها.
15-05-2008
islamtime.net
Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
19-05-2008 / 22:25:20 Abderraouf
مع كل هذا الحديث الذي يدور الآن حول "زوال إسرائيل" .أخشى أن إسرائيل تحضر لحرب كبيرة تفاجئ بها العرب، من يعرف الكيان الصهيوني لا يمكن أن يأمن جانبه و هذا السكون قد يسبق العاصفة. أخشى أن العدو وراء هذه الأفكار حتى لا نأخذ حذرنا.حذار يا عرب حذار يا مسلمين.
19-05-2008 / 22:25:20 Abderraouf