البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1975


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحكى أن أحدهم كان له ابن بلغ مبلغ الرشد، فأهداه بيتا فخما، وعمل على تزويجه فتاة ذات حسب ونسب، فأصبح الابن زوجا يقطن بيتا فارها مع زوجة يغبط عليها

وكان في الحي سفهاء وخفافيش، ولسبب ما وجدوا جرأة جعلتهم يدخلون بيت الابن / الزوج ويأتون داخله ما لا يجب فعله، و الزوج في كل ذلك لا يتكلم بل ولا يعترض أصلا إلا أن يكون في قلبه مما تتدافع به الخواطر، حتى تمادوا فأصبحوا يتواعدون بالبيت و يتنادمون ويسكرون داخله، كل ذلك والزوجة تحضرهم

ثم كان أن وفد عليهم صعلوك آخر به شيء من خفة عقل و بعض من تنطع وتفاهة ولعلها أحيانا تجتمع فيه كلها معا، فتشارك مع من سبقه في الاستخفاف بالبيت وأهله، واتخذه من سبقه زعيما لهم

حتى علم أهل الفتاة بالموضوع، فكلموا الابن / الزوج وطالبوه بأن يعمل على صيانة حرمة زوجته حيث يلمّ بها الغرباء والصعاليك حتى في غيابه

وكان رد الزوج أن ضحك منهم ومضى ولم يعقب، وكان الأب في حيرة من موقف ابنه ولكنه لم يرد أن يتركه نهبا للأصهار و كان يضطر كل مرة لابتداع ما يواجه به غضبهم، فمرة يقول لهم إن ابنه حكيم ينظر لأفق بعيد ويعلم ما لا نعلم ولا يريد أن يعامل أولئك الصعاليك بالحزم وينزل لمستواهم، ومرة يقول لهم إن ابنه تصدق بعرضه وهو يشكو أولئك المعتدين لربه وسوف يكون لهم خصيما يوم القيامة، ومرة يقول لهم نحن عائلة متحضرة ولن نرد على العنف والاستفزازات حتى ولو أهانوننا، ومرة أخرى يقول أن الصعاليك يحركهم الحساد والأعداء يريدوننا أن نرد على الاستفزازات ولو رددنا لكنا وقعنا في مخططاتهم، لكن الزوج كان بالمقابل يتألم ويبكي في نفسه مما يلقاه من المعتدين

حتى تمادى العجز وتطبّع معه، وصار لكأنّ لسان حال الزوج وعشيرته التي تدافع عنه: دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

ومضت الأيام وتكاثر الصعاليك بالبيت وكان صاحبنا الزوج في كل مرة يتلقى بخنوع يقرب للتسليم ما يبتدعه سفهاء الحي من إهانات حتى وقع اغتصاب الزوجة وهو في كل ذلك قابل بمصيره القبيح وأهله يدفعون عنه ما يلقاه من تقريع، وكان أن انجبت الزوجة سفاحا، والزوج لم يتحرك، ثم أخيرا قام الصعلوك بطرد الزوج من البيت واتخذ الزوجة خليلة واستولى على البيت وأثاثه

ساعتها، ساعتها فقط تحرك الزوج وأبوه وعشيرته مطالبين أهل الحي بالوقوف معهم للقصاص من المعتدي مغتصب الزوجة وإخراجه من البيت

الكل تنادى لطرد الصعلوك وعقابه وبدؤوا يتحاجون في ذلك، لكنهم لم يذكروا بسوء باقي السفهاء ممن سبق بالاعتداء على البيت، ولم يذكروا مجرد ذكر أفاعيلهم و إهاناتهم ولم يذكروا اغتصاب الزوجة ولم يذكروا ابن السفاح، ولعلهم بذلك تطبعوا مع تلك الأفاعيل، لم ينتبهوا إلا لآخر الصعاليك

أنا بالمقابل اعتقد أن من يجب البدء بعقابه واستبعاده هو الزوج المنكسر ثم الخفافيش الصغار ثم كبير الصعاليك، لأن جرأة كل أولئك إنما كانت نتيجة لتفريط وانكسار الزوج "الحكيم" وعشيرته التي كانت تدافع عنه، و أن اغتصاب الزوجة سببه أن الزوج ليس أهلا أصلا لان يقع معادلته بفتاة بذلك المستوى و أنه ليس جديرا أن يستؤمن على بيت فخم، وأنه إن أبقي مع تلك الفتاة فسيغتصبها صعلوك آخر وسيتناهشها سفهاء آخرون

ثم إن زوجا يغلبه من به خفة عقل، لجدير أن يركل ويطرد لحيث يستحق، أما الصعلوك فأمره يسير لو كان من يتصدى له رجال ذوو حزم وحسم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-12-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، حسني إبراهيم عبد العظيم، كريم السليتي، أحمد النعيمي، منجي باكير، د. أحمد محمد سليمان، د - صالح المازقي، أحمد ملحم، صفاء العراقي، ماهر عدنان قنديل، د- محمود علي عريقات، نادية سعد، صلاح المختار، فتحي العابد، جاسم الرصيف، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، محمد الياسين، أبو سمية، حسن عثمان، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، رافع القارصي، محمد عمر غرس الله، طلال قسومي، حميدة الطيلوش، ضحى عبد الرحمن، عبد العزيز كحيل، صلاح الحريري، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، د. صلاح عودة الله ، العادل السمعلي، د - عادل رضا، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، صالح النعامي ، سلام الشماع، مصطفى منيغ، الهيثم زعفان، د- محمد رحال، د - الضاوي خوالدية، محمود فاروق سيد شعبان، إيمى الأشقر، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، د - المنجي الكعبي، تونسي، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، محمد شمام ، د. عبد الآله المالكي، محرر "بوابتي"، وائل بنجدو، فوزي مسعود ، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، عمار غيلوفي، فهمي شراب، طارق خفاجي، سامح لطف الله، صباح الموسوي ، إسراء أبو رمان، الهادي المثلوثي، مراد قميزة، سلوى المغربي، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافد العزاوي، د - محمد بن موسى الشريف ، د. أحمد بشير، محمد علي العقربي، أنس الشابي، المولدي اليوسفي، د- جابر قميحة، محمد اسعد بيوض التميمي، سيد السباعي، محمود سلطان، سليمان أحمد أبو ستة، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، علي الكاش، بيلسان قيصر، إياد محمود حسين ، عراق المطيري، د.محمد فتحي عبد العال، خبَّاب بن مروان الحمد، صفاء العربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، أحمد بوادي، عزيز العرباوي، مصطفي زهران، علي عبد العال، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد الله الفقير، كريم فارق، يزيد بن الحسين، سفيان عبد الكافي، خالد الجاف ، د. خالد الطراولي ، مجدى داود، سعود السبعاني، المولدي الفرجاني، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد الطرابلسي، عبد الغني مزوز، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - محمد بنيعيش، أ.د. مصطفى رجب، الناصر الرقيق، محمد العيادي، رشيد السيد أحمد، عواطف منصور،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة