البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1484


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يحكى أن أحدهم كان له ابن بلغ مبلغ الرشد، فأهداه بيتا فخما، وعمل على تزويجه فتاة ذات حسب ونسب، فأصبح الابن زوجا يقطن بيتا فارها مع زوجة يغبط عليها

وكان في الحي سفهاء وخفافيش، ولسبب ما وجدوا جرأة جعلتهم يدخلون بيت الابن / الزوج ويأتون داخله ما لا يجب فعله، و الزوج في كل ذلك لا يتكلم بل ولا يعترض أصلا إلا أن يكون في قلبه مما تتدافع به الخواطر، حتى تمادوا فأصبحوا يتواعدون بالبيت و يتنادمون ويسكرون داخله، كل ذلك والزوجة تحضرهم

ثم كان أن وفد عليهم صعلوك آخر به شيء من خفة عقل و بعض من تنطع وتفاهة ولعلها أحيانا تجتمع فيه كلها معا، فتشارك مع من سبقه في الاستخفاف بالبيت وأهله، واتخذه من سبقه زعيما لهم

حتى علم أهل الفتاة بالموضوع، فكلموا الابن / الزوج وطالبوه بأن يعمل على صيانة حرمة زوجته حيث يلمّ بها الغرباء والصعاليك حتى في غيابه

وكان رد الزوج أن ضحك منهم ومضى ولم يعقب، وكان الأب في حيرة من موقف ابنه ولكنه لم يرد أن يتركه نهبا للأصهار و كان يضطر كل مرة لابتداع ما يواجه به غضبهم، فمرة يقول لهم إن ابنه حكيم ينظر لأفق بعيد ويعلم ما لا نعلم ولا يريد أن يعامل أولئك الصعاليك بالحزم وينزل لمستواهم، ومرة يقول لهم إن ابنه تصدق بعرضه وهو يشكو أولئك المعتدين لربه وسوف يكون لهم خصيما يوم القيامة، ومرة يقول لهم نحن عائلة متحضرة ولن نرد على العنف والاستفزازات حتى ولو أهانوننا، ومرة أخرى يقول أن الصعاليك يحركهم الحساد والأعداء يريدوننا أن نرد على الاستفزازات ولو رددنا لكنا وقعنا في مخططاتهم، لكن الزوج كان بالمقابل يتألم ويبكي في نفسه مما يلقاه من المعتدين

حتى تمادى العجز وتطبّع معه، وصار لكأنّ لسان حال الزوج وعشيرته التي تدافع عنه: دعهم يتبولون علينا ودعنا نبكي، إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا

ومضت الأيام وتكاثر الصعاليك بالبيت وكان صاحبنا الزوج في كل مرة يتلقى بخنوع يقرب للتسليم ما يبتدعه سفهاء الحي من إهانات حتى وقع اغتصاب الزوجة وهو في كل ذلك قابل بمصيره القبيح وأهله يدفعون عنه ما يلقاه من تقريع، وكان أن انجبت الزوجة سفاحا، والزوج لم يتحرك، ثم أخيرا قام الصعلوك بطرد الزوج من البيت واتخذ الزوجة خليلة واستولى على البيت وأثاثه

ساعتها، ساعتها فقط تحرك الزوج وأبوه وعشيرته مطالبين أهل الحي بالوقوف معهم للقصاص من المعتدي مغتصب الزوجة وإخراجه من البيت

الكل تنادى لطرد الصعلوك وعقابه وبدؤوا يتحاجون في ذلك، لكنهم لم يذكروا بسوء باقي السفهاء ممن سبق بالاعتداء على البيت، ولم يذكروا مجرد ذكر أفاعيلهم و إهاناتهم ولم يذكروا اغتصاب الزوجة ولم يذكروا ابن السفاح، ولعلهم بذلك تطبعوا مع تلك الأفاعيل، لم ينتبهوا إلا لآخر الصعاليك

أنا بالمقابل اعتقد أن من يجب البدء بعقابه واستبعاده هو الزوج المنكسر ثم الخفافيش الصغار ثم كبير الصعاليك، لأن جرأة كل أولئك إنما كانت نتيجة لتفريط وانكسار الزوج "الحكيم" وعشيرته التي كانت تدافع عنه، و أن اغتصاب الزوجة سببه أن الزوج ليس أهلا أصلا لان يقع معادلته بفتاة بذلك المستوى و أنه ليس جديرا أن يستؤمن على بيت فخم، وأنه إن أبقي مع تلك الفتاة فسيغتصبها صعلوك آخر وسيتناهشها سفهاء آخرون

ثم إن زوجا يغلبه من به خفة عقل، لجدير أن يركل ويطرد لحيث يستحق، أما الصعلوك فأمره يسير لو كان من يتصدى له رجال ذوو حزم وحسم


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إنقلاب قيس سعيد، تونس، الإنقلاب في تونس، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 14-12-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
سفيان عبد الكافي، د.محمد فتحي عبد العال، د - صالح المازقي، محمود سلطان، محمد اسعد بيوض التميمي، ياسين أحمد، يزيد بن الحسين، حسني إبراهيم عبد العظيم، صالح النعامي ، عزيز العرباوي، سعود السبعاني، محمد شمام ، د. مصطفى يوسف اللداوي، حسن عثمان، فهمي شراب، رشيد السيد أحمد، حاتم الصولي، الهيثم زعفان، د. صلاح عودة الله ، محمد العيادي، محمد عمر غرس الله، إيمى الأشقر، د. عادل محمد عايش الأسطل، كريم فارق، د - شاكر الحوكي ، د. أحمد بشير، د- هاني ابوالفتوح، صباح الموسوي ، رمضان حينوني، أشرف إبراهيم حجاج، د- جابر قميحة، أ.د. مصطفى رجب، د - عادل رضا، سامح لطف الله، إسراء أبو رمان، عراق المطيري، طلال قسومي، سيد السباعي، عمار غيلوفي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. خالد الطراولي ، د- محمود علي عريقات، أحمد النعيمي، عبد الغني مزوز، د - مصطفى فهمي، أبو سمية، د. ضرغام عبد الله الدباغ، محرر "بوابتي"، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم السليتي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، ضحى عبد الرحمن، د - المنجي الكعبي، محمد الطرابلسي، عواطف منصور، أحمد ملحم، محمود فاروق سيد شعبان، أنس الشابي، محمد أحمد عزوز، المولدي الفرجاني، عبد الله زيدان، جاسم الرصيف، د - محمد بنيعيش، محمد يحي، علي الكاش، مراد قميزة، رافد العزاوي، مصطفى منيغ، صفاء العراقي، خبَّاب بن مروان الحمد، فتحـي قاره بيبـان، علي عبد العال، فوزي مسعود ، أحمد بوادي، العادل السمعلي، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، صفاء العربي، د - محمد بن موسى الشريف ، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافع القارصي، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، محمود طرشوبي، عبد الله الفقير، فتحي الزغل، سلام الشماع، حسن الطرابلسي، سامر أبو رمان ، عمر غازي، تونسي، أحمد الحباسي، إياد محمود حسين ، د - الضاوي خوالدية، ماهر عدنان قنديل، د. أحمد محمد سليمان، سلوى المغربي، نادية سعد، منجي باكير، يحيي البوليني، مصطفي زهران، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، الناصر الرقيق، رضا الدبّابي، صلاح المختار، صلاح الحريري، حميدة الطيلوش، فتحي العابد، مجدى داود، سليمان أحمد أبو ستة،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة