البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الربط بفرنسا :الآليات الذهنية لصناعة الضحايا (2) – التفسير النتائجي

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 1967


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يفضل عامة الناس وضع الأدنى العقلي حين تناول الواقع، وذلك يجعلهم في حالة استقالة وتواكل، يستقيل هؤلاء من واجب فهم الواقع ويوكلون تلك المهمة للغير الذي لن يكون إلا أدوات تشكيل الأذهان بشقيها الرسمي و الفواعل الإلحاقية (يسارية، ليبرالية، إسلامية) (1) التي تروج للنموذج الفرنسي والربط به بحماسة تؤشر لعمق حالة الاقتلاع النفسي وكره الذات التي يعانيها هؤلاء الفواعل

وضع الأدنى العقلي يقويه انعدام الفاعلية الذاتية، وهي حالة تلعب فيها آليات معينة دورا مهما لتكريس وضع البلادة الذهنية، ومن تلك الآليات: التفسير النتائجي / النقطي عوض التفسير السببي


في فهم التفسير النتائجي (2)

هب أنه وقع حادث سيارة بمنطقة عمرانية ما، ونتج عنه قتل شخص، أحدهم ممن له مشكلة مع السائق، سيقول إن السائق هو السبب لأنه يعرف أنه متهور، أما الآخر ممن له مشكلة مع رئيس بلدية المكان فسيقول إن سبب الحادث البلدية ورئيسها لأنهم لم يعبدوا الطريق، أما موزع علامة سيارات منافسة للسيارة التي قامت بالحادث، فسيقول إن سبب الحادث السيارة ذاتها لأنها علامة تجارية سيئة و ما كان لها أن تباع بتونس أصلا، وقس على ذلك غير هؤلاء

حينما تبدأ عملية التثبت من الحادث، ويتبين مثلا أن الحادث سببه السائق، فستكون تفسيرات كاره البلدية وصاحب العلامة المنافسة خارج مجال التناول، ولو تبين أن الحادث سببه حفرة بالطريق فسيقع استبعاد تفسيران يتعلقان بالسائق والمنافس، ولو تبين أن الحادث سببه فرامل السيارة فسيقع استبعاد تفسير كاره السائق وتفسير معادي البلدية

الآن لو تعمقنا في البحث مثلا، وتبين أن السائق إنما قام بالحادث لان عمود الكهرباء سقط صدفة وأغلق أمامه الطريق، فهنا فلن تصدق تفسيرات كاره السائق ولن تصدق أيضا التفسيرات المتعلقة بالبلدية والسيارة المنافسة

ماهي الخلاصة من هذه القصة :
- حينما نأخذ نقطة النهاية فقط لفهم حادث / موجود، فانه يمكن لأي كان أن يقدم تفسيرا من دون أن نستطيع رفضه لأنه تفسير محتمل
- كلما أخذنا بعين الاعتبار نقطة أخرى لتفسير الحادث / الموجود، تناقصت احتمالات المفسرين والمتدخلين
- النظر للحادث من خلال نقطة النهاية / النتيجة فقط، يمثل ما اسميه التفسير النتائجي، والاقتصار عليه يجر للمغالطة وهو مدخل للتلاعب بالحادث / الموجود

حينما نتوسع في فهم ما يؤدي إليه التناول المبني على نقاط معينة من الحدث، يمكن أن نستحضر مصطلحات معتادة لدى الناس من نوع :

- التناول التجزيئي أو الجزئي أو الانتقائي، وهي صيغ فاسدة تنتهي لفهم غير صحيح للحدث / العملية، وهو تناول تفريعي من التناول النتائجي، حيث يأخذ مجالا جزئيا من المجال الكامل للحدث / العملية عوض نقطة، لكنه من حيث الخطر والنتيجة الفاسدة مثله مثل التناول النتائجي
- التناول خارج السياق، أو أخرج من سياقه، وهي صيغ تؤكد ضمنيا أهمية الفهم للعملية في شمولها نسبة لخط وجودها الزمني وليس التناول المبني على نقاط بعينها أو مجالات جزئية من مجال وجود الحدث / العملية

- التناول النتائجي أو الجزئي والتركيز عليه، ينتهي لإخفاء مسار العملية الكامل، أي أن هذا التناول مقابل للتناول الموضوعي الذي يبحث عن الحقيقية التي تشمل مسار وجود العملية من أولها لنهايتها

- التناول النتائجي / النقطي / الجزئي، يقود للمغالطة، لأنه ينطلق من حقيقة فرعية ثم يقوم بتعميمها وسحبها على مجال أكبر غير مثبت نسبة لتلك الحقيقة

- نستنتج من حقيقة أن نقطة زمنية على مسار العملية / الحدث لا تمثل العملية / الحدث في إجمالها، أن الأفعال من حيث أنها مكونات جزئية لمسار كبير، لا قيمة لها إلا في سياق عملية ممتدة في الزمن، هذا يعني أنه لا يمكن الحكم قيميا على أي فعل خارج وجوده في عملية ممتدة على مسار زمني، بمعنى آخر فان فعل ممارسة الجنس مثلا في ذاته من حيث أنه فعل لا يمكن تقييمه أكثر من أنه إحداث أثر في مجال زمي ومكاني من دون تقييم لذلك والحكم عليه، مثله مثل ركوب سيارة ومثله مثل فعل استعمال القوة ضد السلطة الحاكمة، ما يعطي قيمة للفعل هو السياق الذي سيقيم نسبة لمسار العملية / الحدث، فتصبح العملية الجنسية إما مشروعة إن كانت العملية التي يدخل تحتها فعل ممارسة الجنس إطار الزواج أو زنا أو اغتصاب إن كان مسار الحدث غير ذلك، ويصبح ركوب السيارة عملا عاديا وقد يكون سرقة وجرما إن كان السياق سيارة مسروقة، ويصبح استعمال القوة عملا مقاوما أو عملا إرهابيا مثلا حسب مسار الحدث / العملية المتناول في شموليته
ويصبح تدريس اللغة الفرنسية أمرا عاديا إن كان في سياق تدريس لغة كسائر اللغات ليس في ذلك النطاق ما يؤشر لعكس ذلك، ولكنه يصبح أمرا خطيرا وعملا دعائيا و أيديولوجيا حينما تكون تلك اللغة أداة لعمليات الإلحاق بفرنسا كما يقع حاليا بتونس


تأصيل منهجي لقاعدة التفسير النقطي

- حينما نأخذ عملية متغيرة نسبة للزمن، فان كل نقطة فيها تمثل فعلا جزئيا لا يعكس العملية، وهذا النقطة يمكن أن تكون نقطة البداية أو نقطة النهاية أو غيرها، فالأفعال الجزئية المنسوبة للزمن لا تمثل العملية في كليتها

- العملية المتغيرة نسبة للزمن (وعادة أغلب أعمال الناس من هذا النوع)، لا يمكن فهمها من خلال نقطة واحدة وإنما من خلال مسارها الكلي نسبة للزمن، وبغرض الفهم المضبوط فإن تلك العملية يمكن نمذجتها من خلال دالة رياضية متغيرة نسبة لمتغير الزمن

- حينما نأخذ نقطة معينة من دالة رياضية، فإنه يمكن وجود عدد لا نهائي من الدالات الرياضية التي تمر من خلال تلك النقطة وتشترك فيها معها، وهذا الذي يفسر كون الاقتصار على التفسير للأحداث من خلال نقطة النهاية يؤدي لاحتمالات لامتناهية من التفسيرات التي تبدو كلها مقبولة

- هذا يعني أن الاعتراض ليس في التفسير النتائجي فقط و إنما يطرح أيضا مع التفسير الابتدائي / المنطلقي، أي التفسير الذي ينظر لنقطة بداية الحدث فقط، لأنه رياضيا يطرح نفس الاعتراض حيث أن نقطة واحدة من مسار كامل يعطي الإمكانية لعدد لامتناهي من الاحتمالات المقبولة، فالتفسير الابتدائي / المنطلقي مغالط مثل التفسير النتائجي أو أي تفسير يتخذ نقطة معينة من مسار زمني كعامل تفسير (3)

- كلما ضبطنا العملية / الحدث بنقاط كلما كنا أقرب دقة لفهمها (لذلك حينما حددنا نقطتين لسبب حادث السيارة ألغينا كل الاحتمالات التي كانت مطروحة أولا)، لكن رياضيا يمكن أن يشترك منحنيان ممثلان لحالتين من خلال نقطتين أو أكثر، يعني أننا حينما نأخذ مزيدا من النقاط صحيح أننا نقترب من الفهم الأكثر للعملية، لكننا لن نكون متأكدين من أننا ندرسها في مسار يخصها لوحدها

- يمكن أن يكون مسار العملية فيه حالات تتغير فيها العملية بطريقة استثنائية وهي خاصة البداية والنهاية والنقاط التي تتقطع أي لا تصح فيه العملية / الحادث ولا تكون موجودة، يجب علينا أن نوليها اهتماما خاصا

- الحل بغرض فهم سليم للأحداث / عمليات الواقع، أقترح التناول شبه الرياضي للعمليات المتغيرة زمنيا، أقول شبه رياضي وليس رياضيا بحتا لان الأحداث التي يدخل فيها البشر يصعب ضبطها رياضيا، حيث أساسا لا نعرف الصيغة الرياضية لها، لكن يمكننا تناولها بمنهجية رياضية في الجوانب الممكنة

- إذن مقاربتي للفهم المنهجي للأحداث، هي تناولها حسب الشروط التالية:
1- تحديد مجال فاعلية / عمل الحدث أي المجال الذي تتواجد فيه العملية وتكون صحيحة، لان الحدث يمكن أن يستثنى من الوجود في حالات معينة، وهي النقاط التي يجب أن نحددها
2- تحديد حالة العملية في النقاط الاستثنائية وهي نقاط : البداية، النهاية، والاستثناءات، يعني علينا أن نوضح قيمة الحدث في النهاية أي نتيجته، وقيمته / حالته في البداية، ثم قيمته في الحالات الاستثناءات
3- البحث في ما أوجد العملية أي أسباب وجودها، وهو ما يشبه التكامل في الرياضيات (Primitive)
4- البحث في ما يمكن أن تؤدي إليه العملية، وهو ما يشبه الاشتقاق في الرياضيات (Dérivée)

حينما نتبع هذا المنهج فإننا نكون ملمين بالحدث في كل أبعاده بطريقة تقرب للتناول الرياضي، ولا نقع بالتالي في الأخطاء التي طرحت من قبل، من نوع التناول النتائجي والتجزيئي والتناول المخرج من السياق




نماذج لاستغلالات فاسدة لقاعدة التفسير النتائجي / النقطي (4)

1 - "الإرهاب" يعد أكبر نموذج استعمال دعائي لقاعدة التناول النقطي، حيث تعتمد عملية إرهابية ينجر عنها قتل فيقع تعميمها على كيانات مسلمة من خلال اعتماد حقيقة الاشتراك في نقطة وهي الانتماء للإسلام، فيسحب الكره المتولد من تلك الحادثة على باقي المشتركين في تلك النقطة وهي الإسلام، و أفضل من برع في استغلال هذه المغالطة فرنسا وبقاياها في تونس

ففرنسا تستعمل عملية مسلحة ما (بقطع النظر عن وجاهتها و صوابيتها، فنحن لا نناقش ذلك في هذا السياق) لتسحب إنكار الناس تلك الفعلة وكرههم لمنفذها، على مسارات وجود كيانات إسلامية بل وعلى المسلمين أساسا ممن يتواجد بفرنسا، وتلقف أدوات تشكيل الأذهان الفرنسية ذلك وتقوم بعملية مغالطة من خلال قنص فرصة حدث العملية الإرهابية في نقطة زمنية ومكانية معينة وتسحبها على كل من تريد محاربته وهم عموما المنظمات الإسلامية بل و وجود المسلمين ذاتهم بفرنسا وتضايقهم في لبسهم وخاصياتهم
هنا الحدث فعل إرهابي، فهو إرهاب نسبة لمسار غير مسار المنظمات الإسلامية و المسلمين، لكن فاعل الإرهاب يشترك مع هؤلاء في انتمائهم للإسلام، هنا مسارات مختلفة اشتركت في نقطة انتماء للإسلام، ووقع استعمالها من خلال هذه المغالطة وهي اعتماد نقطة من مسار زمني متغير لكنها مشترك للعديد من المسارات

أما في تونس، فالأمر مشابه، حيث يقع استغلال حدث إرهابي، وحقيقة كون القائم بذلك الفعل يزعم محاربة الموجود ويدعو لنصرة الإسلام (لا يهم كثيرا كون بعض أولئك مسيرون مخابراتيا، لان هذا تفصيل لا يغير من موضوعنا كثيرا، حيث استغلال أعمال الإرهاب سيقع بقطع النظر كون القائم بالفعل الإرهابي مسيرا من مخابرات أو مستقلا)، ثم يقع سحب كره الناس للفعل الإرهابي ومنفذه على أصحاب التوجهات الإسلامية وكل من يعادي فرنسا وبقاياها أي المتحكمين في أدوات تشميل الأذهان في تونس، لذلك فان اكثر من يتبنى كبر هذه المغالطة هم الإعلام و عموم الفواعل الإلحاقية الفرنسية بالتعليم والثقافة، فهم بفعلهم ذلك في حالة دفاع عن النفس واستباق لعملية كشفهم

2 - حين الحديث عن فرنسا يكثر القول أنها بلد الحريات والأنوار، وهذا نموذج للتناول التجزيئي المغالط وهو فرع من مغالطة التناول النقطي، حيث جزء مضيء يقع تعميمه على كل مجال التناول، لإننا إزاء حقيقة ولكنها ليست كل الحقيقة، حيث لا تشمل كل مجال التناول المفترض أن يقع البحث فيه حين الحديث عن فرنسا، فهذه الأخيرة أيضا بل و أكثر مجال تناولها حروب وتقتيل واستعباد للغير

3 - الحسم مسبقا في اختيار أدوات ممارسة فعل معين تمثل نموذجا للتناول النقطي المغالط، مثلا تنظيمات سياسية معينة حينما تقول أنها سلمية دوما أو عنيفة دوما، إنما تقوم بنوع من المصادرات الموجهة نحو نفسها، لأنها تنبني على فرضيات أن إنكار فعل إنما يكون دوما نسبة للزمن، والحال أن فعل العنف مثلا إنما ينكر في مجال زمني ومكاني ما و يشرع بل ويفضل وقد يكون واجبا في مجالات وجود أخرى، وهذا ما عبرت عنه بالبحث في حالات الوجود الاستثنائية حينما طرحت منهجية البحث ذات الشروط الأربع، أي متى يوجد فعل ومتى لا يوجد، أما الافتراض أن فعلا يبقى دائما على نفس الصيغة فتناول فاسد لأنه يؤكد أن منهجية العمل بنيت على فرضية فعل لا تغطي مجالات زمنية متنوعة
لذلك فالذين يستبعدون العمل العنيف أو العمل السلمي مسبقا أو أي صنف من الأعمال الممكنة نظريا في سياق الرسالة / المهمة المنوي إنجازها، لديهم بلادة ذهنية مثلهم مثل أصحاب حادث السيارة المذكورين في أول هذا المقال

------------
الهوامش:
(1) الفواعل الإلحاقية بفرنسا تمثل الشق الثاني المساهم في عمليات الإلحاق الذهني بفرنسا إضافة للجهات الرسمية المستولية على أجهزة الدولة
والفواعل الإلحاقية كانت لفترة الخمسينات والستينات ذات توجهات يسارية وزيتونية، ثم انضاف لذلك مكون ليبيرالي من خارج السلطة، ثم اندثر المكون الزيتوني وبرز المكون الإسلامي الحركي ممثلا بالاتجاه الإسلامي ثم النهضة الذي وافق على خط التبعية لفرنسا ولم يبد أي اعتراض يذكر عليه ولم تفرد أدبياتهم فرنسا بالتناول كمهدد لهوية تونس، بل لما تسلم هذا المكون الإسلامي الحركي السلطة بعد الثورة نافس المكون اليساري والليبرالي في المحافظة على مصالح فرنسا الثقافية واللغوية في تونس وعمل على استبعاد اللغة العربية وتحقيرها وعجز حتى على مجاراة اختيارات من خارج الصف الإسلامي نادت باستنقاذ اللغة العربية، لما دعا نائب من التيار الديموقراطي بإعلاء اللغة العربية واستعمالها في مدينة تونس (مبادرة الدكتور المرحوم بوعزي)، فتوارت حركة النهضة في ما يشبه التبرؤ من ذلك الطلب، حتى ذبل ولم ينفذ، رغم تفاهته نسبة لما يجب أن يفعل لاستنقاذ هويتنا المستباحة من فرنسا وبقاياها

(2) أول مرة أنحت واستعمل مصطلح التفسير النتائجي، كان أمام قطب قضايا الإرهاب حيث اعتقلت و الذي أحلت إليه من بعد أن أحلت قبل ذلك أمام محكمة تونس (2015-2016)، في مجموعة مقالات كتبتها تعلقت بما أراه من تفسير أن الإرهاب في تونس سببه الأول تحكم فرنسا وبقاياها في تونس واستفزازهم للتونسيين من خلال أدوات تشكيل الأذهان، وقلت أن التركيز على فعل الإرهاب فقط يؤدي للمغالطة لأنه فعل نتيجة لمسار طويل، و أنه بغرض الفهم و إيقاف الإرهاب مرة واحدة يجب علينا النظر لمسار إنتاج فعل الإرهاب وهو التفسير السببي ويكون من خلال استبعاد بقايا فرنسا من حكم تونس، وان النظر لنقطة معينة وهي عملية الإرهاب فقط لن يمنع من تواصل الإرهاب لان أسبابه متواصلة

وكان من ضمن تلك المقالات واحد اعتبر تمجيدا للإرهاب، قلت فيه أن مواصلة تدريس البرامج الفرنسية للتونسيين في المدارس الخاصة أمر يحب أن يقع إيقافه فورا وأن مواصلة ذلك بعد الثورة استفزاز للتونسيين، و أن هذا الاستفزاز يمكن أن يجر للإرهاب وذكرت أن مجموعة "بوكو حرام" قبل أن تنحرف للقتل العشوائي، في أصلها كانت مجموعة رافضة لتدريس البرامج الغربية التي أتت مع الكنائس حيث استغلت الفقر في المجتمعات الأفريقية، والناس هناك رفضوا الكتب الغربية التي تغالب الإسلام ومن هنا كان مصطلح بوك أي الكتاب، أي أن "بوكو حرام" في أصلها حركة مقاومة للتدخل الغربي من خلال التعليم، وهو التدخل الذي لا زال يقع لدينا عن طريق البرامج الفرنسية التي تدرس أطفالنا وتنحت شخصياتهم من دون اعتراض منا للأسف، ولكن ذلك يمكن أن يتغير ويصبح فرض التعليم الفرنسي على التونسيين بالمدارس الخاصة سببا للإرهاب، لذلك دعوت لإلغاء هذه البرامج من المدارس التونسية

أشكر بالمناسبة الأساتذة الذين ترافعوا عني في مختلف مراحل القضية : سمير بن عمر، رفيق الغاق، إيمان الطريقي، ضياء مورو

(3) تبين الآن أني أقدم هذه القاعدة على أنها تفسير نتائجي وهو أكثر استعمالاتها حيث أخذ نقطة النتيجة وتعميمها على مسار العملية كلها، وإلا فإن التفسير الأسلم يتعلق بأخذ نقطة من مسار العلمية وتعميمه، فالأصح إذن القول أنها قاعدة التناول النقطي، أما التناول الجزئي فهو وصف ليس دقيقا لان الجزء يمكن أن يكون مجالا زمنيا وليس نقطة، والحال أن أكبر المشاكل التي تطرحها هذه القاعدة متعلقة بالتناول النقطي

(4) الحقية أن استعمال التفسير النقطي لن يكون إلا فاسدا، وبالتالي فقد يكون إضافة وصف فاسدة، نوعا من الحشو، لكننا نستعمله هنا لان المصطلح ليس واضحا بعد لدى الناس


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

التبعية لفرنسا، الإلحاق، الربط بفرنسا، الإرتباط بفرنسا، تونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 2-11-2021  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة
  التضاد في المصطلحات: "على مسؤوليتي"، "إسلام التسامح"
  الاذاعات والتلفزات التونسية تمثل أكبر مصدر للتعفين الذهني: بداية من السجناء السياسيين وصولا لعموم الناس
  الدروس الوعظية تشوش وعي الناس ولاتخدمهم
  تناول مشاكل واقعنا من خلال نقاش الحرية والتنمية والديموقراطية، كحال من يرمّم بيتا خربا
  الإكتفاء بالتقييم المعياري يعيق فهمنا الحقيقة
  الإسلام ورموزه ليسوا في حاجة للأساطير
  الناس لديهم طاقات للفعل لكنهم يقمعون أنفسهم ويفضلون السلبية
  هل يقيّم ويقدّر الإنسان لفعله أو لفعل غيره به
  الإسراف في نقل أحداث الواقع انفعال وغياب للتفكير
  حول حضور "صلاة الجمعة" التي تخضع للسلطات
  حول مسألة الحج، في ظل سلطة آل سعود
  في المجال العام لا يكفي التعامل مع الفعل ببعده المادي، وانما علينا النظر للمحرك العقدي للفعل
  "الحل في الديموقراطية": نموذج للأخطاء التصورية
  أخلاق القوة وأخلاق الضعف: إذا لزم قول "لا" فقلها مباشرة وبوضوح
  لا نقيّم تفاصيل أمر، ما لم يكن صوابا في أوله
  نموذج هجرة الإسلاميين المطاردين وتحولهم لأدوات إقناع بالتبعية للغرب

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمد أحمد عزوز، د- محمود علي عريقات، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، سفيان عبد الكافي، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، الهيثم زعفان، نادية سعد، أنس الشابي، صباح الموسوي ، عواطف منصور، عبد الله زيدان، د. عبد الآله المالكي، سلام الشماع، مجدى داود، حاتم الصولي، د - محمد بنيعيش، عزيز العرباوي، د - صالح المازقي، مراد قميزة، فتحـي قاره بيبـان، العادل السمعلي، د - المنجي الكعبي، رافد العزاوي، د. صلاح عودة الله ، د - شاكر الحوكي ، أبو سمية، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، محمود سلطان، رشيد السيد أحمد، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، سيد السباعي، حسن عثمان، أحمد بوادي، د - الضاوي خوالدية، رضا الدبّابي، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، إسراء أبو رمان، عمار غيلوفي، مصطفي زهران، رحاب اسعد بيوض التميمي، خالد الجاف ، رمضان حينوني، فتحي العابد، محمد الياسين، د.محمد فتحي عبد العال، ياسين أحمد، منجي باكير، د- جابر قميحة، أحمد ملحم، سامح لطف الله، إياد محمود حسين ، كريم السليتي، كريم فارق، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمر غازي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، المولدي الفرجاني، د. مصطفى يوسف اللداوي، سامر أبو رمان ، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، صالح النعامي ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، محمود فاروق سيد شعبان، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، محرر "بوابتي"، صلاح المختار، د. أحمد محمد سليمان، فتحي الزغل، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عراق المطيري، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د- هاني ابوالفتوح، محمد العيادي، علي عبد العال، سلوى المغربي، علي الكاش، د - عادل رضا، د. عادل محمد عايش الأسطل، أ.د. مصطفى رجب، ضحى عبد الرحمن، حسني إبراهيم عبد العظيم، صفاء العربي، د. أحمد بشير، محمد شمام ، عبد الله الفقير، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، رافع القارصي، يحيي البوليني، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، حسن الطرابلسي، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد الحباسي، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، تونسي، فهمي شراب، طلال قسومي،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة