البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على خطى من سبقوه.. هل تشهد تونس حكمًا عائليًا بعهد قيس سعيّد؟

كاتب المقال عائد عميرة - تونس   
 المشاهدات: 2601


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط



خلال حملته الانتخابية، جمع قيس سعيد مجموعة من أنصاره للعمل معه، بعضهم من طلبته في الجامعة والبعض الآخر زملاء دراسة أو شغل ومن عائلته الموسعة والضيقة أيضًا، برز هؤلاء الأنصار على الساحة السياسية التونسية في أثناء تلك الحملة بمداخلاتهم الإعلامية وتحركاتهم الميدانية.

لكن عقب فوز سعيد بالرئاسة وحكم تونس، غاب العديد منهم عن المشهد إما كرهًا أو طوعًا، وبقيت قلة قليلة حول الرئيس، أبرزهم شقيقه نوفل سعيد الذي تحول وفق بعض التونسيين إلى رجل الظل في قرطاج رغم أنه لا يحمل أي صفة رسمية في الدولة، ما جعل البعض يتحدث عن عودة حكم العائلة في تونس.

مؤشرات عديدة
أول أمس الخميس، حطت طائرة تركية في مطار جربة جنوب البلاد، تحمل مساعدات طبية موجهة إلى ليبيا، أثار هذا الموضوع جدلًا في البلاد، فلم يصدر أي توضيح من السلطات الرسمية إلى أن جاء التوضيح من شقيق الرئيس نوفل سعيد وقال إن تونس تطبق القانون الدولي الإنساني لا أكثر ولا أقل.

قبلها بيومين، كشف نوفل سعيد أيضًا، أن شقيقه الرئيس ألغى صفقة شراء زهور وأكاليل لفائدة رئاسة الجمهورية بقيمة تناهز 300 ألف دينار، ونشر سعيد الوثيقة التي تثبت ذلك، دون أن يكشف مصدرها وهو الذي لا يحمل صفة رسمية في الدولة تمكنه من الإطلاع على هذه الوثائق.

قبل ذلك، كان نوفل سعيد قد دعا إلى ضرورة تغيير النظام السياسي "المريض" في تونس حسب تعبيره، مع تهجمه على المنظومة الحزبية واعتبارها سبب الداء في تونس، وهو نفس الموقف الذي يتبناه الرئيس بناء على تصريحاته وخطبه ولقاءاته الإعلامية قبل الانتخابات وبعدها.

كما دعا شقيق الرئيس في أكثر من مرة إلى تنقيح الدستور، معتبرًا إياهًا مهمة عاجلة وأكيدة بحجة أن تونس لم تعد تحتمل "العبث الدستوري"، كما سبق أن أبدى استغرابه من الإجراء المعمول به بالدستور الذي يجعل رئيس الحكومة مسؤولًا أمام برلمان فاشل في تقديره.

تدخلات شقيق الرئيس الذي لا يحمل أي صفة رسمية في الدولة أو أي منصب سياسي أو حزبي، لم تتوقف هنا، فبالعودة قليلًا إلى الوراء، تحديدًا للدور الثاني للانتخابات الرئاسية، عزل نوفل سعيد، وفق الناشط السياسي التونسي سعيد عطية، الرئيس الحاليّ عن التواصل مع المحيط الخارجي وقطع حتى حبل التواصل بينه وبين أبرز داعميه رضا لينين وسنية الشرايطي.

أضاف سعيد عطية في حديثه لنون بوست، "الجميع يتذكر أنه ليلة انتصار قيس سعيد بالرئاسة على حساب نبيل القروي كيف تحدث شقيقه مطولًا في الإعلام، في الوقت الذي غاب فيه الرئيس وخيم الصمت لوقت طويل".

رسم سياسات الرئيس
قيس سعيد الذي فاز بأغلبية ساحقة بمنصب رئاسة البلاد في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، دون أن يقدم برامج انتخابية لأنه "لا يريد بيع الأوهام" ولأن "الشعب سئم الوعود الزائفة"، ترك مهمة رسم السياسات وتقديمها للشعب لشقيقه نوفل.

وفقًا لسعيد عطية، فقد "أظهرت منشورات نوفل سعيد الافتراضية سياسات رئاسة الجمهورية وظهر نوفل من خلال نفس تلك المنشورات أنه هو الراسم والمخطط لهذه السياسات، في ظل عدم تعقيب الرئاسة عليها سلبًا أو إيجابًا".

يضيف محدثنا "بعد انتخاب شقيقه في منصب الرئاسة، قفز نوفل سعيد لواجهة الأحداث سعيًا منه للظهور كرجل الظل المتحكم في سياسات القصر، رغم وجود نادية عكاشة مدير ديوان رئيس الجمهورية ورشيدة النيفر الناطقة الرسمية".

يرى عطية في حديثه لنون أن الغموض المخيم حول محيط الرئيس قيس سعيد وبعض الارتباك الذي ساد أداء مؤسسة الرئاسة يؤكد وجود تجاذبات كبيرة تحدث بين شقيق الرئيس وبعض طاقمه الاستشاري"، وتابع "الواضح أن شقيق سعيد يمثل حاليًّا رقمًا صعبًا بمحيط قصر قرطاج وربما يمثل إشكالًا سياسيًا كبيرًا بالبلد".

بدورها تقول المحللة السياسية التونسية خولة بن قياس: "ما يحدث في البلاد وما نلامسه ونراه يؤكد أن شقيق الرئيس هو من يحرك حجر الشطرنج في كواليس قصر قرطاج، في ظل وجود فريق ضعيف يعمل مع قيس سعيد".

تحكم نوفل سعيد في سياسات قرطاج ظهر جليًا في استقالة العديد من مستشاري الرئيس في الأشهر الماضية، بعد أن رفضوا أن يكونوا مجرد ديكور في القصر، لا تتم استشاراتهم في المجالات التي عينوا من أجلها.

خشية من حكم العائلة
طالما ردد أستاذ القانون قيس سعيد في تصريحات متعددة قبل فوزه بالرئاسة أو بعدها بقليل، بأن عائلته لن يكون لها دخل في السياسة، كما طالما تعهد أنه لن يشغل أقاربه وأصهاره في قصر قرطاج، ولن يسعى لتمتيعهم بامتيازات.

صحيح أنه لم يعين أحدًا من هؤلاء إلى حد الآن بصفة رسمية، لكن الظاهر أن أخاه أصبح المتحكم في القصر وله تأثير كبير في الشأن العام واتخاذ القرارات، فقد غزا الحياة السياسية في تونس ولم يكتف بالتدخل في الكواليس ومن وراء ستار.

هذا الأمر يحيلنا إلى تجارب مريرة وذكريات مؤلمة عاشها التونسيون طيلة عقود من سطوة عائلات الرئيس على الحكم، وتدخل أقاربه في مقاليد الرئاسة، بدأ من عائلة الحبيب بورقيبة مرورًا بعائلة زين العابدين بن علي وأصهاره وصولًا إلى عائلة الباجي قائد السبسي.

لم ينس التونسيون بعد، زوجة الحبيب بورقيبة، وسيلة بن عمار الملقبة بـ"الماجدة" التي كان تتدخل في عمل الحكومة والرئاسة، كانت تعين وتعزل المسؤولين وتقرر باسم الرئيس، دون أن يعارضها أحد ومن يعارضها مآله السجن.

نفس التجربة تكررت مع ليلى بن علي وعائلتها، فقد تحكموا في كل شيء، وأحكموا سيطرتهم على قصر قرطاج والقصبة وباردو، يعينون ويعزلون كما يشاؤون، وتحكموا في الاقتصاد وفي العمل المدني والجمعياتي أيضًا، لم يتركوا شيئًا إلا وغزوه.

عبثت عائلة بن علي وعائلة زوجته "الطرابلسية" بمؤسسات الدولة وأخضعوها لإمرتهم وسلطانهم، عبثوا بالدستور والمؤسسة التشريعية، ليمهد الطريق أمام الرئاسة مدى الحياة سنة 2002، ولعبوا بالقضاء والمؤسسة الأمنية فقتلوا العشرات وشردوا المئات واعتقلوا الآلاف.

سنة 2014 وما تلاها من فترة حكم الباجي قائد السبسي، عرفت تونس نفس التجربة، فقد عمل السبسي على تكريس حكم العائلة وحاشيته المقربة، وحاول تثبيت حكم ابنه حافظ وفرض وصايته على الدولة ومؤسساتها، مستهينًا بالشعب الذي ثار ضد بن علي وإدارته.

من جهتها أبدت الصحافية خولة بن قياس خشيتها من عودة حكم العائلة في تونس، في ظل وجود سياسيين هواة في قرطاج، ورئيس لا نعرف هل هو قادر على حماية المسار الديمقراطي أم لا بعد أن أثبت عددم قدرته على حماية قصره من أخيه، وتختم بقولها "الشعب انتخب قيس سعيد ولم ينتخب عائلته أو أخاه".

يخشى التونسيون من تكرار تجربة تونس المريرة مع حكم العائلة خلال فترة حكم سعيد، خاصة أن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد مساعي أفراد من عائلة الرئيس للتدخل والتأثير المباشر في الحكم بدلًا من البقاء على الهامش وخلف الستار.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، قيس سعيد، نوفل سعيد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 9-05-2020  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د- محمد رحال، طلال قسومي، حسن الطرابلسي، صفاء العربي، أحمد النعيمي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، وائل بنجدو، رشيد السيد أحمد، عزيز العرباوي، محمد عمر غرس الله، الناصر الرقيق، أ.د. مصطفى رجب، أنس الشابي، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، أبو سمية، د. أحمد محمد سليمان، سيد السباعي، سلوى المغربي، محمد الياسين، صلاح المختار، رافد العزاوي، تونسي، أحمد بوادي، طارق خفاجي، منجي باكير، مراد قميزة، د- محمود علي عريقات، رحاب اسعد بيوض التميمي، جاسم الرصيف، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، صلاح الحريري، إياد محمود حسين ، أحمد الحباسي، سعود السبعاني، سامح لطف الله، د. عبد الآله المالكي، يحيي البوليني، عبد العزيز كحيل، فتحي العابد، د- جابر قميحة، د. ضرغام عبد الله الدباغ، نادية سعد، محمد العيادي، د. عادل محمد عايش الأسطل، مجدى داود، بيلسان قيصر، د - الضاوي خوالدية، حسني إبراهيم عبد العظيم، د.محمد فتحي عبد العال، فتحي الزغل، محمود فاروق سيد شعبان، خالد الجاف ، العادل السمعلي، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، فوزي مسعود ، عمار غيلوفي، عبد الرزاق قيراط ، علي عبد العال، كريم فارق، سفيان عبد الكافي، محرر "بوابتي"، المولدي الفرجاني، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، د - المنجي الكعبي، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، محمد أحمد عزوز، يزيد بن الحسين، سليمان أحمد أبو ستة، محمد يحي، عراق المطيري، ضحى عبد الرحمن، فهمي شراب، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - شاكر الحوكي ، ياسين أحمد، حميدة الطيلوش، كريم السليتي، عبد الغني مزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - صالح المازقي، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، د. أحمد بشير، إسراء أبو رمان، إيمى الأشقر، عبد الله الفقير، علي الكاش، د - محمد بن موسى الشريف ، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، د - عادل رضا، محمود طرشوبي، د- هاني ابوالفتوح، رمضان حينوني، الهيثم زعفان، محمد شمام ، سلام الشماع، عمر غازي، مصطفي زهران، الهادي المثلوثي، عبد الله زيدان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمود سلطان، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي اليوسفي، مصطفى منيغ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. خالد الطراولي ، رافع القارصي، محمد علي العقربي، حاتم الصولي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة