لوموند الفرنسية: قيس سعيد ليس الرئيس المثالي الذي حلمت به أوربا
لوموند / الجزيرة المشاهدات: 2107
نشرت صحيفة "لوموند" الفرنسية مقالًا افتتاحيا مباشرة بعد فوز قيس سعيّد برئاسة تونس، سلطت فيه الضوء على حاكم قصر قرطاج الجديد.
أبرز ما جاء في الافتتاحية:
الشباب وأستاذ القانون
تعبأ الشباب التونسي على نطاق واسع في تونس لمساندة الفقيه الدستوري قيس سعيد، الذي ينادي بثورة مؤسساتية، ونهج محافظ أخلاقيا ودينيا، كما يدعو إلى تحقيق السيادة الدبلوماسية للبلاد.
قررت تونس بهدوء من خلال صندوق الاقتراع، إعادة إطلاق "الثورة" التي كانت متعثرة في السنوات الأخيرة.
الدرس الذي تعلمناه من الانتخابات في تونس، هو الانتصار الساحق لقيس سعيد أستاذ القانون الدستوري ذي المظهر الزاهد، الذي يعتبر نسخة طبق الأصل من "الربيع التونسي" الشهير لعام 2011.
قيس سعيد، يحظى بتأييد الشباب الباحث عن التغيير في البلاد.
بعد أكثر من ثماني سنوات من سقوط دكتاتورية زين العابدين بن علي، التي كانت مقدمة لموجة "الربيع العربي"، تتمتع تونس برئيس دولة يدعو إلى إعادة إحياء مطالب الثورة التونسية وهي "السلطة للشعب والعدالة الاجتماعية وتخليق الحياة العامة".
نضج الديمقراطية التونسية
هناك العديد من الطرق لقراءة الحدث، أولاها بلا شك هو الرضا عن رؤية الممارسة الديمقراطية تنضج في تونس.
التسلسل الانتخابي الذي عرفته البلاد للتو، الانتخابات البرلمانية (6 أكتوبر/تشرين الأول)، بالإضافة إلى جولتي الانتخابات الرئاسية (15 سبتمبر/أيلول و13 أكتوبر/تشرين الأول) مرت بسلام دون الإخلال بالنظام العام أو التزوير.
واجهت البرامج التلفزيونية المرشحين كما يحدث في أي ديمقراطية غربية قديمة.
النقطة الوحيدة التي ألقت بظلالها على الانتخابات هي اعتقال رجل الأعمال نبيل القروي في 23 أغسطس/آب بتهمتي "التهرب الضريبي وغسل الأموال".
القروي تأهل للجولة الثانية ولم يتمكن من القيام بحملته، على الأقل حتى إطلاق سراحه يوم الأربعاء، 9 أكتوبر/ تشرين أول.
مشاركة نبيل القروي في المناظرة التلفزيونية مع قيس سعيد لم تقنع التونسيين على ما يبدو، حيث كان الفرق كبيرًا بين الرجلين مما لا يدع مجالًا للشك في اختيار التونسيين.
أوربا وتونس الجديدة
انتخاب قيس سعيد على رأس أعلى سلطة في تونس طرح العديد من الأسئلة.
قيس سعيد هو من مؤيدي إحداث ثورة مؤسساتية من بينها عكس هرم السلطة في البلاد لصالح المجالس المحلية.
هناك سبب آخر يدعو للحيرة فيما يتعلق بمواقفه الدينية والأخلاقية المحافظة.
بالاعتماد على رأي الأغلبية، فإن قيس سعيد لا يخفي معارضته لإلغاء تجريم المثلية الجنسية والمساواة بين الرجل والمرأة في الميراث.
التوجه المحافظ للرئيس، إضافة إلى الوجود المركزي لحزب النهضة الإسلامي المحافظ في البرلمان، سوف يضع الآن "الطرف التقدمي" الأقلية، في المجتمع المدني التونسي في موقع دفاعي.
أفكار قيس سعيد المستمدة من القومية العربية تعتبر أي علاقة مع إسرائيل "خيانة عظمى"، مما سيؤثر على العلاقة بين تونس وشركائها الأوربيين.
سيتعين على أوربا التعامل مع تونس الجديدة.
من المؤكد أن قيس سعيد ليس الرئيس المثالي الذي حلمت به أوربا لكنه يعبر بشكل واضح عن تطلعات غالبية التونسيين.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: