الجبهة الشّعبيّة هي أكبر مشروع للحرب الأهليّة في تونس
عبد اللطيف علوي - تونس المشاهدات: 2764
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هل مازال في هذا البلد من يشكّ في ذلك؟
لم أستطع يوما أن أستوعب أو أجد مبرّرا واحدا لكلّ هذا الطّوفان من الحقد الأعمى تجاه الإسلاميّين عموما وتجاه النّهضة تخصيصا سوى الرّغبة المجنونة في الانتقام.
ولكن الانتقام ممّن؟ ولماذا؟
إنّهم ينتقمون من الشّعب وليس من النّهضة، ينتقمون من شعب أذلّهم، ومن حضارة بصقتهم ومن تاريخ بال على وجوههم وعوراتهم القبيحة ورماها في المزابل.
هذا اليسار ليس أمميّا، ولا إنسانيّا، ولا وطنيّا. إنّه يسار الخناجر الطّويلة في اللّيالي السّوداء.
هذا اليسار الّذي لا يريد أن يتعلّم ولا أن يعتبر ولا أن يستحي. سيبقى دائما مشروعا للاستهلاك وللهلاك. لأنّه لا يستطيع أن يحكم هذا الشّعب إلاّ بعد أن يبيده عن آخره.
هذا اليسار هو نبت شيطانيّ لقيط، لا علاقة له بيسار المقاومة والوطنيّة وقيم العدالة والتّحرّر؟
لن تنجحوا أبدا في أن تصبحوا شيئا يلتفت إليه النّاس، لأنّكم لم ولن تفهموا أبدا من يكون هؤلاء النّاس. هؤلاء البسطاء الّذين لن تشتروهم أبدا بدماء، بلعيد والبراهمي.
هذا اليسار الدّمويّ المتوحّش، لم يترك لنا الفرصة لنحاسب النّهضة على سياساتها، ولنعاقبها على فشلها، لأنّه ببساطة يذكّرنا دائما، بأنّها ذبيحته الوحيدة في هذه البلاد، وأنّه كان شريكا دائما لكلّ من أجرم في حقّ الإسلاميّين، وفي حقّ هذا الشّعب المطحون. كان شريكا في الدّم وفي التّعذيب وقطع الأرزاق واغتصاب الحرائر، وكان شريكا في قتل الحضارة وموت القيم. وسيكون شريكا طال الزّمن أم قصر، في دفع الفاتورة الكاملة عن كلّ سنوات الخراب والعذاب في هذا البلد.
شكرا لغبائكم الحكيم، أنتم فعلا على الطّريق السّريع... السّريع جدّا، إلى اللّعنة الكاملة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: