البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بلديّات تونس: النهضة تنتصر والناخبون يعزلون رافضي "التوافق"

كاتب المقال مجول بن علي - تونس   
 المشاهدات: 2699



أغلقت مكاتب الاقتراع أبوابها كليا عند الساعة السادسة من مساء الأحد 6 مايو في تونس، لتنطلق عمليات الفرز اليدوي للأصوات في أول انتخابات بلديّة تنظمها البلاد بعد الثورة، كخطوة أولى من خطوات تنزيل الباب السابع من الدستور المتعلّق بالديمقراطية المحلية واللامركزيّة، انتخابات شهدت تنافسا بين آلاف القائمات المترشحة التي لم تتمكّن من تعبئة سوى ثلث عدد الناخبين المسجّلين الذي يتجاوز الخمسة آلاف ناخب.


مع انتهاء عمليات التصويت وانطلاق عمليات الفرز، بدأت تصدر تباعا استطلاعات الرأي التي أجريت لدى الخروج من مكاتب الاقتراع واتّفقت كلّها على فوز واضح لحركة النهضة، بأكثرية مقاعد المجالس البلديّة، يليها شريكها في الائتلاف الحكومي حركة نداء تونس، الذي فاز بأكثريّة المقاعد البرلمانية في آخر انتخابات تشريعية شهدتها البلاد نهاية سنة 2014.


وبنسب متقاربة وبفارق بعيد جدّا عن بقيّة القائمات الحزبية والائتلافيّة، تزعّم حزبا النهضة والنداء المشهد البلدي والمحلّي، بعد أن تزعّم الحزبان المشهد السياسي في البلاد منذ إعلان حركة النهضة التخلّي عن السلطة سنة 2014، وقبولها بالدخول في حوار وطني أفرز منهج توافق هو الأوّل من نوعه في الوطن العربي بين الإسلاميين والعلمانيين، يتم فيه إدارة الاختلاف بالحوار بعيدا عن منطق الغلبة والتنافي.


فوز ساحق لحركتي النهضة ونداء تونس بنحو نصف أصوات الناخبين ليوم الأحد 6 مايو 2018 بتونس، وفشل ذريع وواضح لبقيّة الأحزاب والائتلافات الانتخابيّة يعكس بوضوح السند الشعبي لمنهج التوافق الذي بات محلّ انبهار داخلي وخارجي كبير، مقابل لا شعبيّة واضحة لخطابات الضدّ التي بنت حملاتها الانتخابية بشكل أساسي على استهداف مخرجات الحوار الوطني والتوافق.


حدث فريد من نوعه في الوطن العربي بات تقليدا في تونس بعد الثورة يتمثل في التسليم بنتائج الصناديق الحرة والنزيهة، فقد خرج برهان بسيس مدير الشؤون السياسيّة لنداء تونس معلنا فوز حركة النهضة بفارق يتراوح بين 3 إلى 5 نقاط على حزبه، دون تشكيك في نتائج التصويت ولا يهمّ في هذا الموضع من يفوز بالمرتبة الأولى أو الثانية فقد خرج زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي نفسه معلنا انتصار نهج التوافق.


بشكل واضح وجّه التونسيّون رسالة إلى الداخل مفادها، أن لا مناص من التعايش والتعددية في مناخات من الحرية والديمقراطية، التي تكون فيها صناديق الاقتراع فيصلا مرفوقة برسالة أخرى إلى الخارج، مفادها أن التجربة الناشئة في البلاد ما زالت تسير نحو تحقيق ديمقراطيّة صلبة عبر تكريس نهج التوافق، بعيدا عن الانقلاب والإقصاء وغيرها من ممارسات النظام المستبد التي قامت ضدها الثورة ويجرّمها الدستور الجديد للبلاد.


رسالة ثالثة وجّهها الناخبون التونسيّون إلى كلّ خصوم ورافضي التوافق، ممّن يرفضون تواجد حركة النهضة في السلطة أو في المشهد السياسي برمته، وكذا ممّن يرفضون المصالحة وتغليب التشاركية والمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة تحت أي عنوان كان، بما في ذلك الدفاع عن الثورة، مفاد هذه الرسالة أنّ تونس لكلّ التونسيين وأن أصوات الإقصاء فيها معزولة ولا سند شعبيا لها.


حركة مشروع تونس وغيرها من الأحزاب التي انشقّت عن نداء تونس رافضة للتوافق وحزب آفاق تونس الذي غادر الائتلاف الحكومي رفضا للتوافق ومعهما التيار الديمقراطي الذي يرفض التوافق باعتباره مدخلا لعودة النظام القديم حسب تعبير قيادته، كلّها أحزاب فشلت في الترشح على أغلب الدوائر البلدية وأكّدت النتائج الأوليّة أنها معزولة فعليا وعمليا عن العمق الشعبي الذي اختار التصويت لغيرها.


في المحصلة لم تكن نسب الإقبال على مكاتب الاقتراع في المستوى المأمول في أوّل استحقاق بلدي في تونس منذ الثورة، غير أن الرسائل من وراء النتائج الأوليّة كثيرة ليس أقلّها تحديد طبيعة المنهج السياسي العام للإصلاح والتوافق من جهة وتحديد المشاريع الكبرى التي تقدّم تصوّرات لطبيعة المشاكل والهواجس لدى الشارع التونسي من جهة ثانية وهما تصوران يقدمهما حزبان كبيران في المشهد أمّا ما تبقّى فبالديمقراطيّة تحسم الأحجام الانتخابية والسياسية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الإنتخابات البلدية، حركة النهضة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-05-2018   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
صالح النعامي ، محمد شمام ، إيمى الأشقر، محمود طرشوبي، خبَّاب بن مروان الحمد، أ.د. مصطفى رجب، أحمد الحباسي، عراق المطيري، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، د- محمد رحال، رشيد السيد أحمد، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، علي عبد العال، حميدة الطيلوش، ماهر عدنان قنديل، رحاب اسعد بيوض التميمي، حاتم الصولي، د. خالد الطراولي ، سامح لطف الله، محمود فاروق سيد شعبان، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، مراد قميزة، جاسم الرصيف، صلاح الحريري، محمود سلطان، فتحي العابد، مصطفي زهران، محمد علي العقربي، رافع القارصي، سلوى المغربي، د. أحمد محمد سليمان، بيلسان قيصر، أنس الشابي، عمار غيلوفي، محمد اسعد بيوض التميمي، سامر أبو رمان ، حسني إبراهيم عبد العظيم، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - محمد بن موسى الشريف ، فوزي مسعود ، د - المنجي الكعبي، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، د - محمد بنيعيش، د- محمود علي عريقات، محمد يحي، إياد محمود حسين ، د - صالح المازقي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد بوادي، أبو سمية، طلال قسومي، د - الضاوي خوالدية، سعود السبعاني، محمد الطرابلسي، إسراء أبو رمان، سيد السباعي، سليمان أحمد أبو ستة، الهيثم زعفان، طارق خفاجي، محمد الياسين، رمضان حينوني، العادل السمعلي، د- هاني ابوالفتوح، الناصر الرقيق، فتحي الزغل، محمد العيادي، عمر غازي، د - شاكر الحوكي ، حسن عثمان، يزيد بن الحسين، صفاء العربي، خالد الجاف ، محمد أحمد عزوز، منجي باكير، يحيي البوليني، د - عادل رضا، عبد الغني مزوز، علي الكاش، صفاء العراقي، سلام الشماع، محرر "بوابتي"، رافد العزاوي، نادية سعد، سفيان عبد الكافي، المولدي اليوسفي، ياسين أحمد، عبد الله الفقير، د. عادل محمد عايش الأسطل، حسن الطرابلسي، عبد الله زيدان، محمد عمر غرس الله، عواطف منصور، صلاح المختار، د. عبد الآله المالكي، أحمد ملحم، وائل بنجدو، د- جابر قميحة، كريم السليتي، مصطفى منيغ، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني، فهمي شراب، أحمد النعيمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، فتحـي قاره بيبـان، رضا الدبّابي، د. طارق عبد الحليم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، كريم فارق، أحمد بن عبد المحسن العساف ، أشرف إبراهيم حجاج، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد العزيز كحيل، تونسي،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة