فوزي مسعود
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 11551
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
سنحاول في هذا البحث تناول بعض من خصائص التدافع الفكري لدى شريحة من التونسيين، وهم أولئك الذين تيسرت لهم إمكانية الإفصاح عن آرائهم بالكتابة في الصحف والكتب ومواقع الانترنت أو بالتحدث في وسائل الإعلام كالتلفزة والإذاعة.
ولئن كان ما سنقوله يبقى صحيحا في جزء منه على غير التونسيين، فإن بعضه الآخر يستمد صحته من ملاحظة مواقف التونسيين بعينهم دون سواهم.
لنوضح في البداية التالي:
- أولا أننا لن نركز على محتويات النقاشات التي تقع، ولا على أسسها، ولكن يحسن التذكير مع ذلك أنه توجد العديد من التيارات المتدافعة حين تنتج تدخلاتها، والتي يمكن إجمالها في الخطوط التالية التي تحمل كل منها تفصيلات عديدة:
1- تيار يدعو لإعادة الاعتبار لمكونات الهوية الأصيلة لتونس وهما الإسلام كدين، والعربية كلغة، مع ما يعني ذلك من إعادة رؤية الوجود بما يشمل كل نشاطات الحياة على ضوء الإسلام.
2 - تيار منبتّ عن أصوله، كان وجوده من أثر ما ألمَّ بتونس بعيد فترة الاستقلال، وما أنجر عنه من التمكين للفكر المعادي للإسلام كدين شامل، وإن اختلفت مكونات هذا التيار بين متطرف مجاهر بإلحاده، وبين منافق يزعم الإسلام ولكنه يعمل مع ذلك على محاربته والتشكيك فيه والعمل على عدم التمكين له من خلال أساليب عديدة، يعمل ظاهرها على التخفيف من حدة سعيه أو إخفائه.
3- تيار ينتج مواقف لا تصنف باعتباراتها الفكرية، إذ هي لا تكاد تكون من الفكر أصلا، ولكنها عبارة عن أحاديث دفعت إليها دفعا من غير وعي منها، كمجمل المداخلات العفوية في إذاعاتنا وتلفزتنا، وهذا الصنف ينتج كما هائلا من الكلام، ولكنه لا ينتج مواقف.
- ثانيا إن استعمالنا لبعض التوصيفات لا يعدو كونه وصفا موضوعيا، وليس تقييما للطرف المعني بذلك الوصف، فليس يعنينا في بحثنا هذا تقييم الناس ومواقفهم.
1- منطلقات الحديث
حينما يقوم شخص بالإفصاح عن رأيه من خلال أي واسطة إعلام، فهو لا ينفك عن دافع له في ذلك، يكون متوسلا به لهدف ما يبتغيه من وراء موقفه، وهذان العنصران (الدافع والهدف) يمثلان عاملي الانطلاق.
ثم إن الدافع قد يكون واضحا لدى صاحبه كما يمكن أن يكون مجهولا أو غير واضح في أحيان أخرى، وكلما كان الدافع واضحا كان محتوى الموقف والفعل أنضج وأعمق، وفي المقابل كلما كان الدافع مجهولا كانت الأفعال تتسم بالعفوية والتسطيح.
كما إن الهدف قد يكون مجهولا أو معلوما أو غائما، وكلما كان الهدف معلوما لصاحب الموقف، كلما كان أقدر على التحكم في موقفه وتوجيهه، وإلا فان بعض المواقف والأفعال قد يقع توظيفها من طرف غير منتجها، ويكون ذلك في الحالات القصوى المقابلة، حيث لا يعرف المتحدث (كاتب المقال، المتدخل في برنامج إذاعي، القائم بتدخل في موقع انترنت..) ماذا يريد بالتحديد من عمله / حديثه، فيقع استغلاله وتوظيفه، مثل ذلك: توظيف وسائل الإعلام للتدخلات العفوية الساذجة للمواطنين في برامجها لأغراض تجارية وأحيانا أخرى دعائية.
ثم إن اعتبار الوضوح والجهل بالدافع للكلام أو بالغرض منه، يقصد نسبة لمنتج الكلام وليس للطرف المتلقي أو المحاور.
يمكن تناول منطلقات الحديث من زوايا عديدة، سنخص منها بالحديث زاويتين:
- زاوية موقع المتحدث في عملية تبادل الكلام (وليس بالضرورة حوارا)، إذ يمكن أن يكون في وضع دفاع بحيث يكون ترتيبه الثاني في العملية أو مبادرا بالحديث بحيث يكون ترتيبه الأول.
- زاوية الغرض الدافع لعملية الحديث / الحوار، وهو قد يكون في سياق إنتاجي مادي، أو سجال فكري، أو لغرض الحاجة (استجداء مواقف)، أو بدافع حب الظهور أو أن المتكلم أوجد في موقف دفع له من دون وعي منه، بحيث لا يكون صاحب غرض في العملية كلها (كأغلب اللقاءات الإذاعية والتلفزية ببلادنا).
1-1- الحديث من حيث موقع المتكلم:
1-1-1- الدفاع:
توجد عديد المنطلقات التي يمكن تصنيفها على أنها منطلقات دفاعية، وذلك باعتبار العوامل الثلاثة: المتحدث، والطرف الهدف، وموضوع الحديث، من حيث درجة توفرها ووضوحها وإعلانها.
1-1-1-1 الدفاع الطبيعي:
وهو موقف يكون بتوفر قضية مطروحة بشكل واضح ومعلن كموضوع للحوار بين طرفي الحوار، ثم توفر طرفي النقاش بشكل مباشر يفهم من خلاله ان هناك تواصل لنسق الحديث بين الجانبين.
ويمكن الجزم بوجود تواصل للحوار، من خلال توفر واسطة لتبليغ الحديث من كلا الطرفين بحيث يضمن وصول المعلومة للطرف المقابل و وجوب وقوع العملية في حيز زمني كاف بان لا يخرج الحديث موضوع النقاش من سياقه إن تمادى الزمن.
من هنا يمكن اعتبار السجال الذي يقع بين الأطراف الفكرية بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة أو بمواقع الانترنت أو بالصحف، حيث يشترك فيها كل برأيه، سواء بتواجد مباشر في نفس الوقت أو لا، داخل في باب الدفاع الطبيعي.
ولكن لا يمكن اعتبار المواقف التي يتحدث فيها طرف واحد عن موضوع في ظل تجاهل الطرف المفترض المقابل لكلامه، على انه حوار دفاعي.
1-1-1-2 الدفاع المراوغ:
وهو موقف الحوار الدفاعي الذي يتوفر فيه طرفي الحوار مع موضوع غير متفق عليه، إذ يستهدف المتكلم الطرف المقابل بموضوع آخر غير الموضوع المعلن، حيث يتوفر هنا طرفا الحوار، ولكن الموضوع يكون مختلفا بينهما، بحيث يتولد سوء فهم من خلال الحديث، ولكنه سوء فهم متعمد من إحدى الطرفين.
وهذا الموقف الدفاعي، هو من ضمن الأساليب الدعائية، يتبناه أناس حينما يرمون باتهامات يجدون أنفسهم إما غير قادرين على الدفاع عنها دفاعا طبيعيا إن هم أعلنوا الموضوع بشكل واضح للنقاش، أو إنهم لم يقنعوا الطرف المقابل بموقفهم حينما اتيحت لهم فرص الدفاع الطبيعي.
يمكن أن نسوق أمثلة عن ذلك لدينا من تونس، حيث تفتعل بعض وسائل الإعلام قضايا ثم تبدأ في الدفاع عنها وذلك للتغطية عن تهم أخرى توجه لها و تكون عادة ثابتة، كأن تقول بعض وسائل الإعلام لدينا (إذاعة الزيتونة مثلا) أن تونس بلد العلماء وتعد البرامج في هذا الغرض و تؤثثها لتناول علماء مسلمين أنجبتهم تونس قديما، والحال أن هذا دفاع عن تهمة لم تطرح أصلا، ولم يقل أحد بأن تونس لم تكن من قبل موطنا للعلماء، أو كأن يقع الإكثار من ذكر أن الإسلام دين تسامح والحال أن لا احد ذكر عكس ذلك، أو كأن يقال أن الإسلام كرم المرأة، والحال أن لا احد قال بعكس ذلك، وكل هذه الصيغ الدعائية هي مواقف تعكس حالات دفاعية لحرج تستشعره وسائل الإعلام تلك، تجاه تهم توجه لها وتعرف أنها ثابتة ضدها، إذ تتهم وسائل الإعلام لدينا (العمومية والخاصة على السواء) بأنها تأتي بما لم يأمر به الإسلام وتشجع على ما يخالفه، وبما أنها لن تستطيع الرد المباشر على تلك التهم، باعتبارها تهما ثابتة، فإنها تقوم بالدفاع بطريقة تظهرها –عن طريق الإيحاء- كمن يعمل على الإعلاء من شان هذا الدين، وهو نفي لب الاتهام الثابت ضدها ابتداء.
1-1-1-3 الدفاع الانهزامي:
وهو موقف الحوار الدفاعي الذي يتوفر فيه طرفي الحوار مع موضوع غير مطروح بشكل رئيسي مع اعتماده رغم ذلك كمدار للحديث، وهو موقف دفاعي خارج عن إطار الموضوع المتحدث فيه، يستصحب القائل به تهمة موجهة له من غير ثبوت وجودها في السياق المعني للحديث. بمعنى أن الأمر كان لا يستدعي أصلا وجود موقف دفاعي، ولكن المتحدث يتوهم انه متهم في سياق الحديث، ويبدأ في نفي تلك التهمة، مع ما يجره ذلك من ركاكة في الصياغة، لان المقام لم يكن خاصا بالدفاع ويظهر ذلك في الاستدراكات المتكررة بالمقال.
وهذا الأسلوب الدفاعي يعكس نوعا من تسلط مسألة على صاحبها بشكل افقده قدرة التصرف في الأفكار، وصل لحد أن جعلها محورا لكل أحاديثه وكتاباته بطريقة أو بأخرى.
ولان الأمر يتعلق بدفاع، بما يعنيه من دفع لتهمة أو رأي مقابل، واستيلاء ذلك الرأي عليه بشكل مسرف، كان الحال هنا مشابه لهزيمة يستشعرها المتحدث.
ويمكن إعطاء بعض الأمثلة في هذا الباب، كقيام وسائل الإعلام عموما بمناسبة أو غير مناسبة، بالتذكير المتكرر أن تونس أعلت من شان الإسلام، وهو قول يعكس هزيمة تستشعرها وسائل الإعلام تلك تجاه الرأي القائل بان الإسلام يحارب.
المثل الثاني، هو قيام كتاب إسلاميين، يصنفون كذلك بالمنهزمين أو المتساقطين من قبل البعض من داخل صفوفهم، بالتبرؤ من بعض القضايا بمناسبة أو بدونها، كأن يكثروا من الاستدراكات داخل مقالاتهم الدالة على تبرئهم من الإرهاب مثلا بدون داع يستدعيه سياق المقال، أو التذكير بدون داع بأنهم لا يكفرون الناس ولا يقولون بالتكفير، وقد يذهب بعضهم بان يجعل جل مقالاته وإنتاجه الفكري يتمحور في نفي تهمة يستشعرها لوحده، كأن يكثر من تناول موضوع المرأة وأن لها حقوقا في الإسلام، أو يكثر من تناول الديمقراطية وأن لها جذورا في الإسلام، أو يكثر من التذكير بان الإسلام ليس دين إرهاب ويبدئ ويعيد حتى ينتهي به الأمر لإلغاء فريضة الجهاد أصلا أو يصل لحد الدعوة لأطروحات أهل الباطل العلمانيين والكفار، و عموما كل مسعى يرمي صاحبه من وراءه لتطويع الإسلام لغرض إثبات تماشيه مع القيم الغربية.
بمعنى أن هذا الصنف من الناس حينما يسرف في دفاعاته حول مسالة بحيث يجعلها مدار إنتاجه، فهو يؤكد استشعاره إتهام خصومه وقوة حجتهم فيها، وتسلط ذلك الموضوع عليه حتى اخذ بمجامع نفسه، وهو ما يعني تضخيم الطرف المقابل، الذي هو بالتالي نوع من الانهزام من حيث أن أفعاله كانت تحت ضغط ذلك الطرف الذي احكم عليه سيطرته لدرجة أن قام بتوجيه إنتاجه الفكري والتأثير في محتواه.
1-1-2- التهجم / المبادرة
لفهم أصناف الحديث / الحوار المبني من منطلق الدّفع المبادر أو التهجم الواقع من طرف التونسيين، سنقوم بتناول ذلك من خلال إتباع تغير العوامل التالية: أطراف الحديث، اتجاه الحديث و موضوع الحديث.
1-1-2-1. الدّفع الداخلي الفئوي:
وهو صنف من النقاشات يدور بين أطراف تنتمي لتيار فكري أو حزبي واحد، ويكون اتجاهه متابدلا، أما الموضوع فهو يتعلق عادة بمسائل داخلية تهم الحزب أو التيار، ولكنها عادة ما تكون ذات صبغة حزبية تنظيمية و سياسية ونادرا ما تكون فكرية.
1-1-2-2. الدّفع الداخلي المحلي / الوطني:
وهي عملية تحاور يقصد منها التهجم تقع بين طرفين منتميين لتيارات مختلفة، ولكنها ذات انتماء وطني واحد، ويكون اتجاه الحديث هنا متبادلا بين الطرفين، ويكون الموضوع متعلقا بمسائل حزبية أو فكرية، وسنتناول في باقي البحث، المزيد من الجوانب حول هذا السجال.
1-1-2-3. الدّفع المبدئي:
وهو نوع من المواقف التي تقوم بها أطراف انطلاقا من خلفية مبدئية فكرية أو عقدية، كالمواقف من احتلال العراق أو احتلال فلسطين أو القضايا الإسلامية الأخرى كالرسوم الكاريكاتورية ضد النبي صلى الله عليه وسلم، وهو موقف يكون طرفه الأول تونسي أما الثاني فهو أجنبي، كما أن الاتجاه يكون من الداخل للخارج، أما الموضوع فهو مسائل مبدئية عامة.
يمكننا تسجيل الملاحظات التالية في هذا المجال، في انتظار باقي البحث –إن شاء الله-، حيث سنتناول بعض الأوجه الأخرى للمسالة:
- أن وجود هذا الصنف من المواقف من عدمه ببلد ما يؤشر على حيوية الأطراف الفكرية بذلك البلد وتفاعلها مع قضاياها المبدئية.
- نلاحظ ضعف الدّفع المبدئي عموما بتونس مقارنة بالبلدان العربية الأخرى، فنادرا ما تجد سجالا يتناول القضايا المبدئية.
- استطاعت وسائل الاعلام التونسية وبعض الأطراف العلمانية أن تحدث ما يشبه غسيلا للمخ لدى الناس، بحيث أبعدت اهتماماتهم عن القضايا المبدئية من ناحية، ثم سطحت فهمهم لمجمل هذه القضايا من ناحية أخرى، وهي تستعمل في ذلك أساليب تتمحور في مبادئ تقول بوجوب التسامح مع كل الأطراف بما فيها المعادية لقضايا المسلمين، وبالتوازي مع ذلك العمل على سلخ التونسي عن جذوره العربية الإسلامية وإلحاقه بالغرب، بدءا من البرامج التعليمية الابتدائية (انظر عينات من بعض كتب القراءة بالمرحلة الابتدائية التونسية، حيث الشخصيات والأماكن جلها فرنسية من غير داع لذلك، غير قصد إلحاق الطفل التونسي نفسيا بالغرب، وهو الذي لازال في طور التشكل) ووصولا لوسائل الإعلام.
- يلاحظ سلبية كبيرة للاطراف التي توصف بأنها إسلامية، لأنها لم تستطع هي نفسها الخروج من المسار الذي رسمته الأطراف السابقة الذكر، بحيث أنها ركزت كذلك على البعد الوطني في اهتماماتها الفكرية على قلتها، وأعرضت عن القضايا المبدئية بشكل وإن لم يكن كليا ولكنه يقارب ما قامت به الأطراف الأولى.
- لما كان وعي الناس بالقضايا المبدئية غائبا نتيجة عمليات دعائية موجهة، فإن استحضار ذلك الوعي يمكن أن يقع حينما يحتاج له وظيفيا، وهو ما يحدث أحيانا حينما نرى بعض المظاهرات أو الاجتماعات التي تعقدها بعض الأطراف كتعبير مزعوم عن مساندة لقضايا مبدئية (العراق، فلسطين)، لغرض امتصاص الغضب أو إبعاد التهم عن تونس بكونها بلد منسلخ عن أصوله.
- لا يوجد لدى النخب التونسية وهي الأطراف المنتجة للأفكار، إتفاق على مسائل مبدئية إذا استثنينا تلك البعيدة والتي لا تمثل خصوصية للمسلم والعربي، فحتى قضايا فلسطين والعراق لا يكاد يوجد إجماع على البقاء على اتفاق بشأنها، وبما أنه يلاحظ تغييب لأث&;#1585; المواقف المبدئية بتونس على قلتها، فمعنى ذلك أنه وقع تمكين للطرح الذي يسعى لسلخ تونس من جذورها العربية الإسلامية، وهو الطرح الذي أثر حتى في من يوصفون بالإسلاميين، حيث نرى بعضهم (خاصة بعض الهاربين بالخارج) يتبرؤون من العديد من القضايا المبدئية، مراعاة ربما لوضعياتهم الشخصية أو وضعيات تنظيماتهم الحزبية (لا يوجد بمواقعهم للانترنت مثلا تناول للقضايا الفكرية الكبرى كأعمال التنظير الفكري للقضايا المطروحة محليا او دوليا، وجل اهتماماتهم اهتمامات سياسية أو سجال محلي مطلبي..)
سنواصل قريبا –ان شاء الله-،
1-2- الحديث من حيث الغرض
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
28-01-2008 / 08:10:14 اخوكم
يا اخي اب محمد لماذا تلوم هذه الحركة
لماذا لا تلوم الذين خرجوا منها وهم يدعونها لمزيد من التنازلات
هؤلاء يجب ان تلومهم اكثر من هذه الحركة التي تجتهد وقد تخطئ ولكن يجب ان تعرف الكل ضدها حتى من كانوا من ابناءها
26-01-2008 / 12:02:23 أبو محمد
أريد أن أوضح أن التونسي شديد التأثر بالإطار المكاني، فعامة التونسي المقيم بدواخل البلاد متمسك بقضاياه العقدية أما التونسي المقيم بالمدن الكبرى و خاصة العاصمة فتجده متأرجحا بين مختلف التيارات و ذلك حسب رأيى بسبب احتكاكه بمن يسمون المثقفين من أساتذة جامعات و غيرهم و هؤلاء في الواقع ينظرون لنظام علماني متطرف.
أما أحسن فئة من التونسيين ممن جمعوا بين نور العلم و نور الإسلام فهم المقيمون بالخارج المولودون بتونس (طبعا توجد أيضا فئات ضالة كالذين انصهروا في الثقافة الغربية ) و هم شديدو التعلق بقضايانا و لا تجد لديهم جدالا حول المبادئ و للأسف يبدو أن حرية ممارسة شعائر الإسلام الموجودة عندهم و المنقوصة للغاية عندنا لم تيسر لهم العودة للوطن.
هنا يجب أن أوضح أن من أقصد مستقلون أما السياسيون فهم لا أمل فيهم فقد قادهم حب المنصب إلى التخلي عن مبادئ واضحة فنادوا مثلا بولاية المرأة و تحالفوا خاصة مع أحزاب اليسار المتطرفة للوصول إلى مآربهم و حركة تتحالف مع الشيطان حركة لا أمل فيها.
28-01-2008 / 08:10:14 اخوكم