خطاب الإسلاميين الدعويين صنع أكبر مشاعر الانهزامية والاستسلام أمام المستبدين
أنس حسن المشاهدات: 3212
ساهم خطاب الإسلاميين الدعويين على الدوام في حشد أكبر مشاعر الانهزامية والاستسلام أمام الطغاة والظالمين، بل وقاموا بإضفاء بيئة شرعية للعجز والاتكالية، حيث إن توصيف المشكلة بأنها قضية ذنوب "فردية" ثم توصيف العلاج بأن نتوب جميعا إلى الله ونتصدق ونصلي، ليس إلا تعمية عن أهم جانب في فساد الحكام وهو مواجهتهم ودفن ميراث إسلامي كامل في مقارعة الطغاة، بل وتاريخ الإسلام الأول الذي كان كله ملحمية مواجهة بين الطغيان والمستضعفين حتى اشتد عودهم وفتحوا الأرض..
الخطاب الدعوي لأمن الدولة المتستر خلف اللحية الأزهرية والعمة الأشعرية الصوفية وقليل من الدروشة الإخوانية، منحت فكرة التوبة الشخصية كما لو أنها خلاص جماعي مركزية حمقاء في الحركة ضد الظلم، مما أحال التدين الإسلامي الحديث إلى نمط مسيحي رهباني، وهذه من أهم مغالطات الخطاب التي حولت عقل الشعوب لقبول مسألة الاستسلام وتبرير واقع الهزيمة..
كما إن فقه الاستضعاف والمستضعفين وتعزيز أن الجميع مغلوب على أمره ومساكين، وتصوير أن الفاعلين من السياسيين والحركيين، وفقط، هم من يجب أن ينوب عن الأمة في مواجهتها مع الظالمين، صنع، هذا وذاك، توجها عاما بالاتكالية واعتقاد أن المسلم "الفقير" و"الغلبان" ليس مخاطبا بنصوص المواجهة والرفض والثورة على الظلم، وكأن الدين الإسلامي جاء بفكرة "النواب" عن الأمة في حركتها ودعوتها، كما هي المسيحية وطوائف الوثنية!!
كل شخص مخاطب بالنص في الدين، وسيُسأل بما فيه .. وكل مسلم مطالب بالحركة، والعجز هو من باب الاستثناء الفردي لا التقعيد الجماعي، والفرد هو الذي يخاطب بالاستثناء وليس الأمة!
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: