البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التجربة الديمقراطية المغربية في ضوء الانتخابات التشريعية ل 7 اكتوبر2016

كاتب المقال سعيد توبير - المغرب    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3469


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقد نجحت المملكة المغربية في سياق واقع تاريخي _عربي مشرقي و مغاربي تكون فيه المأساة الانسانية هي السمة المميزة له، و قد بلغت شأوا من الضرواة و الهمجية_ في اجتياز تمرين "المنهجية الديمقراطية" بطريقة تحترم روح القوانين المؤسسة للدستور الجديد المتعاقد بشأنه، غداة الخربف العربي الذي اتي على اليابس و الاخضر في بثر بشع لكل من الاثار و المعالم الحضارية الفينقية و البابلية الاشورية "بلاد دجلة و الفرات" و حتى "بلاد النيل"، وقد اكتوت بلهيب حرب الاستئصال السياسي العنيف و العمليات الارهابية الدموية. انه تمرين تاريخي نوعي في تجربة المغرب السياسية، تخوض فيه كل من الامة و العاهل المغربي رهان تحقيق التوازن العقلاني دستوريا و قانونيا، عبر التذبير المؤسساتي لما هو اجتماعي و سياسي، في تحد صارم لنبوءات تجار الحرب و الفتنة، النافثة لسموم فكرة امكانيات الاصطدام ما بين حزب العدالة و التنمية ذو المرجعية "الاسلامية" و النظام السياسي المغربي.

و الحال اننا اليوم، في مغرب المشاورات السياسية بين الاحزاب السياسية، حول تشكيل الحكومة من طرف رئيس العدالة و التنمية المتصدر حزبه لنتائج الانتخابات التشريعية في مناخ اقل ما يقال عنه انه صحي. و العاهل المغربي في عمق الشرق الافريقي"بحيرات منابع نهر النيل". نريد ان نوجه رسالة الى العالم العربي و الاسلامي و العالمي، مفادها: ان المغرب منخرط بالفعل في مشروع الحداثة كافق انساني في الحرية و العقلانية و العدالة الاجتماعية بناء على "ارادة العيش المشترك"، افق يؤسسه مبدأ "المسؤولية" بتعبير هانز جوناس، على اساس انها موجهة نحو المستقبل البعيد، وان موضوع المسؤولية، هو ذلك المعرض للهلاك او للتلف باعتباره كذلك. فالامة المغربية متعلقة بالحياة و بالتوازن السياسي و الاجتماعي، و الحال انه في كثير من دول العالم العربي يلاحظ فيها بشكل لا يقبل الشك او الريب انهيار "ارادة العيش المشترك" فتفكك معها النظام السياسي ككل.

غير ان الدولة المغربية السائرة في طريق النمو الاقتصادي و السياسي تستحق التشجيع المعتبر، لما تقوم به من ادوار طلائعية من تجفيف جذري لمنابع الارهاب ومحاربة الهجرة غير الشرعية نحو اوربا و التهريب و الجريمة الدولية. و مبادرات جادة على مستوى التنمية الاقتصادية و التهذيب الديني و الروحي في عدد من دول القارة السمراء، الذي تئن من شدة تداعيات فضائع حروب الابادة و الفقر و الجفاف و المجاعة. واما السر في استقرار التجربة المغربية: فيكمن في نسق مؤسساتي تدعمه "ارادة العيش المشترك" بين جميع المكونات الاجتماعية، الثقافية، السياسية و الدينية لدى المغاربة، على اساس انه بلد السلم و ليس الاستسلام . بل بدى جليا من ان تمرين "المنهجية الديمقراطية" على ان المغاربة حريصون بتعبير " حنا ارندت "على اعتبار ان السلطة، هي انية بمعنى ما، انها توجد و الان، و لهذا نريدها جميعا والتداول السلمي عليها هو شرط استمراريتها، و هو الامر الذي يستدعي الوعي التاريخية في تجديد هذه الارادة، "ارادة العيش المشترك"

وقبل الدخول في مناقشة بعض الملاحظات المختصرة و المفصلة حول تجرتنا السياسية الديمقراطية، لابد ان نوجه الى المتتبعين للشأن الوطني و المتربصين بوحدة المغرب الترابية نقطة نظام لقيمة مضافة: و هو ان القيادة السياسية و النخب السياسية واعية تمام الوعي بالمخططات الدنيئة التي تحاك ضدا على وحدته الترابية، ناهيك على بعض الصعوبات المالية و الاقتصادية التي تواجه المغرب في ظل ازمة مالية كونية تسم بميسمها الخاص الاقتصاد العالمي. ومع ذلك استطاع المغرب ان يقدم درسا اخلاقيا و بيداخوجيا في تصريف اهداف الممارسة الديمقراطية، و التي نجد صداه القوي في الخطاب الملكي السامي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية في ضرورة تقويم السلوك الاداري و ووظبفة الادارة التي تذبرها النخب المنتخبة و التي يجب ان تخدم مصلحة المواطن باعتباره المعنى الاول " المنهجية الديمقراطية.

1_ و كاي تجربة سياسية ناشئة لا بد و ان تعترضها بعض الصعوبات مثل "العزوف السياسي"، و هو ظاهرة سوسيو ثقافية و جب ايفاءها حقا من التحليل العلمي و التربوي. بحيث ان امكانية التجاوز ممكنة عن طريق تطوير الثقافة السياسية الحديثة او التربية على المواطنة لتعميق النقاش العمومي و الاكاديمي ( تفكيرا، تخطيطا، تأليفا و نشرا) بهدف الحسم في تجذير فكرة المواطن الذي يدين بالولاء لوطنه، متجاوزا ولاء اسرته، وبني جلدته و جماعته: التحرك في رقعة الحياة العامة بشكل منضبط و متحفز: الاخلاق المدنية.

2_ ضرورة تفعيل و عقلنة الادارة لتذبير حاجيات المجتمع المدني ( الصحة، السكن، التعليم و التشغيل) أي الادارة الرشيدة للمجتمع من خلال مؤسسات اجتماعية سياسية و ثقافية و اقتصادية قادرة على حل المشاكل و تسوية الاختلافات و التصدي للازمات دون اللجوء للعنف و على وضع المخططات التي تضمن استمرار المجتمع ورفاه اعضائه في المستقبل و من خلال الاجراءات الديمقراطية و فصل السلط.

3_ ضرورة التطبيع السايكلوجي مع منطق صراع الاجيال في المؤسسات الحزبية لاعطاء فرص حقيقية للشباب لحل مشاكل تداول السلطة: أي تجنيد اعضاء جدد من الاجيال الجديدة من النخب السياسية و الاقتصادية و الثقافية لتحل محل النخب و القيادات القديمة و نجحت في حل هذه المشاكل بحيث اصبح من الممكن تداول السلطة بدون عنف او سفك الدماء . وفي الاخير لابد من التأكيد على التعاقد التاريخي ما بين الشعب و الملك هو ما جعل المغرب يشكل الاستثناء، و لن يستطيع أي كان ان يزايد على هذه الضمانة الروحية و السياسية في استدراج المغرب الى مستنقع" الفوضى الخلاقة"



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

المغرب، الإنتخابات المغربية، التجربة الديموقراطية، الوحدة الترابية للمغرب،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 28-10-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. صلاح عودة الله ، سفيان عبد الكافي، الهيثم زعفان، حاتم الصولي، محمد شمام ، مصطفي زهران، صفاء العربي، طلال قسومي، أحمد بوادي، د - عادل رضا، عمر غازي، يزيد بن الحسين، حميدة الطيلوش، فهمي شراب، سليمان أحمد أبو ستة، د- هاني ابوالفتوح، أحمد بن عبد المحسن العساف ، جاسم الرصيف، رافد العزاوي، د - المنجي الكعبي، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، محمد اسعد بيوض التميمي، عراق المطيري، كريم السليتي، أبو سمية، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، خبَّاب بن مروان الحمد، عزيز العرباوي، فتحي الزغل، د- جابر قميحة، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمد عمر غرس الله، محمود فاروق سيد شعبان، محمد العيادي، صلاح الحريري، محمود سلطان، يحيي البوليني، الناصر الرقيق، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، وائل بنجدو، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد ملحم، عواطف منصور، عبد الله الفقير، منجي باكير، سيد السباعي، حسني إبراهيم عبد العظيم، فتحي العابد، حسن الطرابلسي، أحمد النعيمي، سعود السبعاني، د - الضاوي خوالدية، إسراء أبو رمان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، تونسي، د. عبد الآله المالكي، ضحى عبد الرحمن، ياسين أحمد، د- محمود علي عريقات، سامر أبو رمان ، فوزي مسعود ، عبد الله زيدان، عبد الغني مزوز، د. أحمد بشير، د - محمد بنيعيش، مجدى داود، رضا الدبّابي، د. أحمد محمد سليمان، د. طارق عبد الحليم، محرر "بوابتي"، حسن عثمان، خالد الجاف ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمار غيلوفي، د - شاكر الحوكي ، أنس الشابي، سلوى المغربي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رحاب اسعد بيوض التميمي، أ.د. مصطفى رجب، رافع القارصي، صباح الموسوي ، نادية سعد، الهادي المثلوثي، د. خالد الطراولي ، أشرف إبراهيم حجاج، المولدي الفرجاني، العادل السمعلي، محمود طرشوبي، صالح النعامي ، محمد يحي، كريم فارق، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، علي عبد العال، رشيد السيد أحمد، صفاء العراقي، إيمى الأشقر، د - مصطفى فهمي، علي الكاش، فتحـي قاره بيبـان، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، سامح لطف الله، أحمد الحباسي، مصطفى منيغ، مراد قميزة، محمد الياسين،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة