البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حكومة السبسي ناطقة باسم التونسيين أم باسم شركة نفطية؟

كاتب المقال  طارق الكحلاوي - تونس   
 المشاهدات: 3829



لا يوجد أهم من احتلال العقول. الاستلاب الذهني يتم عادة بشكل ناعم. لنأخذ مثلا الأزمة الأولى التي تواجهها حكومة السبسي الثانية، المسماة بحكومة الشاهد، وهي احتمال "انسحاب" الشركة البريطانية "بتروفاك" التي تستغل بالشراكة مع المؤسسة العمومية التونسية "إيتاب" حقلا للغاز "حقل الشرقي" في جزيرة قرقنة المحاذية لصفاقس بسبب اعتصام شبان عاطلين عن العمل من أبناء الجزيرة. الحقل يوفر ما يعادل 10% من حاجات تونس في الغاز وتوقفه عن العمل يمثل عجزا مهما تقوم الحكومة بتغطيته عبر الجزائر.

خطاب الحكومة وأنصارها، منها وسائل إعلام مساندة لها تعرض وجهة نظر واحدة وتتجاهل وجهة نظر المحتجين، يركز على أن "الخاسر الوحيد هو مئتي عامل في الشركة وعائلاتهم التونسية"، محملين ما يحصل حصرا وأساسا للمعتصمين. في هذا الخضم لا أحد سأل عن موقف هؤلاء العمال. مسؤول نقابتهم أصدر تصريحا لم يهتم به تقريبا أحد من أنصار الحكومة، يقول فيه ببساطة ما يلي: "تحصلنا على أجورنا رغم توقف العمل، لكن الدولة بقيت غائبة ولم يتحرك أي مسؤول، وقدموا لنا وعودا زائفة.
بمعنى آخر كذب ممثلو عمال الشركة الحكومة ولم يوجهوا سهامهم للمعتصمين. المشكل ليس في في المعتصمين بل في بطء الحكومة وغيابها. باسم من تنطق حكومة السبسي؟ كل المؤشرات تشير إلى أنها تنطق باسم "بتروفاك" وليس باسم التونسيين سواء عمال الشركة او المعتصمين.

مشكل استغلال "حقل الشرقي" والاحتجاجات في جزيرة قرقنة معقد وليس هينا ولا يمكن اختزال مسؤولية تطوراته لطرف واحد، لكن بكل تأكيد ما تقوم به الحكومة الآن، من حصر المسؤولية في أهالي الجزيرة والمحتجين منها، والتحريض عليهم، بل اتهامهم بأنهم سوغوا لـ"لاحتلال الجزيرة" من قبل متطرفين دينيين (حزب التحرير) في حين أن أنصار هؤلاء يقطنون في منطقة محددة ("العطايا") بعيدة عن الاحتجاحات، يمكن اعتباره تصرفا غير مسؤول ولا يعبر عن حكومة تهتم بالصالح العام بل تخدم أساسا أجندات مصالح خاصة.

يوجد ثلاثة فاعلين في الأزمة الحالية، الحكومة والشركة والمحتجين مع اتحاد الشغل. لنبدأ بالحكومة. إذ صرح ناطقها الرسمي هذا الأسبوع بالحرف ما يلي: "مؤكد أن الشركة قامت بمراسلة الحكومة التونسية وأعلمتها باتخاذ إجراءات المغادرة من بينها إيقاف أجور الخدامة وإيقاف الأمور الفنية والتقنية بحقل الغاز". كما أشار إلى "أن مسألة التفاوض مع المحتجين قد انتهت"، موضحا أن الحكومة استوفت كل الجهود لإيجاد حل إلا أن الطرف المقابل لم يبد أي جدية في الحوار". عضو آخر في الحكومة اعتبر أن الجزيرة أصبحت خارج سيطرة الدولة، متجاهلا تواصل وجود ممثليها الإداريين من معتمد وغيره، كأن غياب الشرطة هو تحديدا غياب الدولة. قياديون حزب السبسي والذي يمثله في الحكومة رئيسها وأغلب أعضائها تحدثوا في الوقت ذاته عن أن من يحكم الجزيرة أنصار حزب التحرير، وهو أمر مجانب تماما للحقيقة مثلما يعلم أي شخص يعيش في جزيرة قرقنة. كل هذه التصريحات تعتبر أن "الطرف الآخر" هو المحتجون أبناء جزيرة قرقنة، وتخملهم حصرا وأساسا المسؤولية بل وتصورهم كمتطرفين دينيين.

بالإضافة إلى ذلك ما يحصل الآن هو نتيجة مباشرة لعدم الاستقرار الحكومي والتعثر في معالجة الملفات. لا يوجد أي شك أن بطء حكومة السبسي الأولى ثم كل الوقت الضائع الذي استهلكه السبسي في تصريف مبادرة "حكومة الوحدة الوطنية" أي حوالي أربعة أشهر ساهم في تعقيد الوضع. بالمناسبة من المهم التذكير أن استطلاعات مختلفة آخرها قام به "المعهد العربي لرؤساء المؤسسات" أن أهم مصادر القلق للمستثمرين، ليس "مجلة استثمارات" التي تم التهليل بها مؤخرا، بل عدم الاستقرار السياسي وغياب الرؤية.

الحكومة أيضا لا يبدو أنها مهتمة أصلا بوجود إحدى مؤسساتها في حقل الشرقي، ولدى هذه المؤسسة ما يلزم من كفاءات تقنية لتسييره ومنع توقفه ومردودية الحقل تضمن بالتأكيد إيجاد تمويل أو إيجاد شركاء آخرين. وبالمناسبة حتى علاقة الحكومة بالجزائر التي نستورد منها جزءا من حاجاتنا في الغاز ليست على أحسن ما يرام. فالأداء الديبلوماسي لحزب الكفاءات بين السبسي ووزيري خارجيته البكوش سابقا والجهيناوي حاليا كارثي، خاصة في أهم ملف أي العلاقة بالجارين بشكل لم يحصل البتة سابقا. آخر الأمثلة تدهور العلاقة مع الجزائر حيث صرح السفير الجزائري في تونس الحجار (معروف بنفوذه داخل الحكم في الجزائر) بأنه طلب لقاء من اشتهر بالسبسي ولم يستطع لقاءه بعد تسليط ضريبة دخول على المسافرين الجزائريين إلى تونس.

لنأت الآن لشركة "بيتروفاك". الأخيرة أوقفت مؤخرا الإنتاج وهددت بالانحساب نهائيا احتجاجا على شبهات فساد شركة بيئية تم الاتفاق على تأسيسها وتمويلها من قبل الشركة لتشغيل عاطلين عن العمل في الجزيرة، لوجود ما يشير إلى أن المنتدبين لا يعملون أصلا وأن بعضهم لا يوجد في الجزيرة. من المفارقات، الحقيقة، أن تحتج شركة "بيتروفاك" على الفساد في حين أن وجودها في "حقل الشرقي" متعلق ليس بمجرد شبهات فساد بل بفساد تم توثيقه في المحاكم. ومثلما نقلت صحيفة "الصباح" التونسية منذ جويلية 2012: "في سنة 2006 عمد المنصف الطرابلسي (شقيق ليلى الطرابلسي زوجة بن علي) إلى التدخّل لفائدة شركة "بتروفاك" البريطانية ومديرها التنفيذي الفلسطيني أمجد بسيسو لدى الشركة الوطنية للأنشطة البترولية للحصول على رخصة إنتاج الغاز والنفط بحقل الشرقي بجزيرة قرقنة مقابل أن يسحب البساط من تحت أقدام شركة آل نهيان الإماراتية التي قدمّت عرضا مغريا يناهز 50 مليون دولار ورغم ذلك وجدت نفسها خارج الصفقة التي ذهبت على طبق من فضة لفائدة بتروفاك بعرض أقل بكثير ماديا من عرض الإماراتيين. وعند مثوله أمام القضاء في طور الاستئناف أمام المحكمة لم ينكر المنصف الطرابلسي تهمة التوسّط والتربّح باستغلال نفوذ صهره المخلوع." التجاء "بتروفاك" للعملات ليس جديدا وخاص بتونس. آخر القضايا تم اثارتها في الصحافة البريطانية في أبريل من هذا العام تتعلق بشبهات في صفقة نفطية في الكويت. الحقيقة يجب فتح كل الملفات التي يشوبها الفساد. ويلتحمل الجميع المسؤولية بلا أي تمييز.

في النهاية يجب التأكيد على عدد من النقاط:

أولا، لا نعتقد أنه من المفيد للمفاوضات إجراؤها تحديد تهديد الشركة بالانسحاب (إلى حد الآن لا يوجد أي مؤشر حقيقي على أنها ستفعل إذ ستكون متضررة من ذلك في البروصات الأجنبية).

ثانيا، السلطة الحالية بالحكومة الراهنة أو السالفة تصرفت بسلبية كبيرة ثم بقمع مفاجئ كبير والآن تبدو متحدثة باسم الشركة أكثر من أنها طرف يبحث عن الصالح العام.

ثالثا، إلى حد الآن لا يوجد أي تحقيق في كيفية إسناد رخص حقل الشرقي في قرقنة لشركة بتروفاك رغم ما ورد من شكوك في تقرير "اللجنة الوطنية لمكافحة الفساد" برئاسة عبد الفتاح عمر واعترافات المنصف الطرابلسي خاصة فيما يتعلق بالدور المشبوه لممثلها القانوني وحصوبل الشركة البريطانية على الرخصة عبر عمولات.

رابعا، نعتبر أن التنمية الجهوية والمحلية لا يمكن أن تنجح إلا بمشاريع منتجة جدية وليس بإسناد منح بدون أفق إنتاجي.

خامسا، من المهم التفكير جديا في دور اكثر فعالية للشريك الوطني التونسي Etap في قطاع البترول والغاز. من الضروري دراسة إمكانية قيامه بالاستثمار بشكل كامل بعد انسحاب الشريك الأجنبي وطلب التمويل لذلك خاصة أننا بصدد مشروع مربح بناء على ما يحتويه هذا الحقل وذلك بعد الاتفاق مع المعطلين على صيغة معقولة لتأسيس شركة ذات أفق إنتاجي.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، حكومة الشاهد، السبسي، الثورة المغدورة، نهب البترول بتونس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 23-09-2016   المصدر: عربي 21

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
رضا الدبّابي، عبد الله زيدان، سامر أبو رمان ، جاسم الرصيف، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، محمد شمام ، رافع القارصي، أبو سمية، الهيثم زعفان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفي زهران، محمد عمر غرس الله، حسن عثمان، فتحـي قاره بيبـان، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله الفقير، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، د. طارق عبد الحليم، عمر غازي، سلام الشماع، رافد العزاوي، صلاح الحريري، بيلسان قيصر، سعود السبعاني، منجي باكير، أحمد بن عبد المحسن العساف ، عبد العزيز كحيل، سفيان عبد الكافي، خبَّاب بن مروان الحمد، خالد الجاف ، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمد رحال، فتحي العابد، ضحى عبد الرحمن، سامح لطف الله، محمد الطرابلسي، صباح الموسوي ، أحمد الحباسي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. خالد الطراولي ، محرر "بوابتي"، يزيد بن الحسين، صالح النعامي ، محمد أحمد عزوز، د- جابر قميحة، يحيي البوليني، حسن الطرابلسي، عزيز العرباوي، نادية سعد، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد محمد سليمان، رشيد السيد أحمد، محمود طرشوبي، محمد يحي، كريم السليتي، فهمي شراب، مجدى داود، إسراء أبو رمان، صفاء العربي، أ.د. مصطفى رجب، د. كاظم عبد الحسين عباس ، طارق خفاجي، أشرف إبراهيم حجاج، صفاء العراقي، د - مصطفى فهمي، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، المولدي الفرجاني، د - عادل رضا، علي عبد العال، عبد الغني مزوز، د - شاكر الحوكي ، د - محمد بنيعيش، أنس الشابي، الناصر الرقيق، محمد علي العقربي، محمود فاروق سيد شعبان، ماهر عدنان قنديل، إياد محمود حسين ، فوزي مسعود ، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، حسني إبراهيم عبد العظيم، العادل السمعلي، الهادي المثلوثي، حاتم الصولي، د. صلاح عودة الله ، د- محمود علي عريقات، تونسي، أحمد ملحم، طلال قسومي، د - صالح المازقي، رمضان حينوني، وائل بنجدو، أحمد بوادي، مصطفى منيغ، علي الكاش، إيمى الأشقر، د. أحمد بشير، عبد الرزاق قيراط ، كريم فارق، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، عمار غيلوفي، سيد السباعي، صلاح المختار، عراق المطيري، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، مراد قميزة، ياسين أحمد، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، محمود سلطان، المولدي اليوسفي، محمد الياسين،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة