البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مقاومة الإرهاب بالإباحية؟

كاتب المقال شيرين حامد فهمي   
 المشاهدات: 7610



شاهدت على قناة روتانا الفضائية إعلاناً عن الإرهاب. الإعلان – باختصار – يُظهر مجموعة من الإرهابيين المُدججين ‏بالسلاح الذين يقومون بالانقضاض على حي من الأحياء السكنية؛ فيعيثون فيه فساداً ورعباً وتخويفاً. ثم يأتي المشهد الآخر، ‏عبارة عن رجلٍ وقور في ثياب بيضاء، يقدم عليهم، ناظراً إليهم كالصقر. ويبدأ جموع الناس – من كافة الأطياف والفرق – ‏يلتفون حوله، سائرين سوياً، في حشدٍ كبير، تجاه الإرهابيين. فتكون النتيجة أن يتراجع الإرهابيون إلى الوراء؛ وتنفلت ‏الأسلحة من أيديهم. ‏

كل ذلك كان مقبولاً إلى حدٍ ما؛ فنحن بالطبع ضد الإرهاب وترويع الأبرياء؛ ونحن بالطبع ضد القتل دون سبب؛ ولكننا لسنا ‏ضد الكفاح الوطني الشريف الذي يحرر الوطن من المحتل. وتقبلي للإعلان كان نابعاً من هذا المنطلق. المهم أنني فوجئت ‏بعد ذلك، أنه تم قطع الإعلان ليأتي إعلان آخر، يتحدث عن أحدث أغاني "المطربة اللبنانية المشهورة"، وكيفية تحميلها ‏على الموبايلات...إلى آخره. طبعاً "المطربة" كانت في "أبهى" ملابسها "العطرة" التي لا تخفى على أحد؛ وطبعاً كانت ‏تغني بكلماتها التي تدغدغ قلوب الشباب والشابات، لينصرفوا عن كل ما يمكن أن يكون نافعاً ومفيداً لهم ولدينهم ولأوطانهم. ‏والعجيب أنه بعد انتهاء إعلان "تلك المطربة" رجعت القناة لتُكمل إعلان الإرهاب مرةً أخرى، ليظهر على الشاشة المقولة ‏الإعلامية الشهيرة:"الإرهاب لا دين له".‏

والحقيقة أن مشاهدتي للإعلانين، وهما منغمسان في بعضهما البعض، أثار لدي الكثير من التساؤلات التي أرغب أن ‏أشاركها مع جمهور القراء، وهي: لماذا تتم محاربة الإرهاب ولا يتم محاربة الإباحية المتمثلة في المغنيات الكاسيات ‏العاريات؟ هل يصير الإرهاب هو وحده الحرام المُستنكر بينما تصير الإباحية هي الحلال المُستساغ؟ هل ستكون محاربة ‏الإرهاب بالإباحية؟ ألم يأتي على بال تلك القناة – وغيرها من القنوات التي لا تتورع عن الترويج لتلك الأغاني – أن ‏الإباحية المفرطة كانت سبباً أساسياً في إنتاج الإرهاب؟ وأن الإفراط من ناحية يؤدي دائماً إلى التشدد من الناحية الأخرى؟ ‏لماذا تعج القنوات الفضائية والأرضية عن الإعلانات المناهضة للإرهاب، ولا تعج في الوقت ذاته بالإعلانات المناهضة ‏للإباحية؟ هل الرسالة – التي أرسلتها قناة روتانا للمشاهد – هي محاربة الإرهاب للتوجه بعد ذلك إلى الإباحية؟ هل صرنا ‏أمام بديلين – إما الإرهاب إما الإباحية – لا ثالث لهما؟

إذا كان الإرهاب مدمراً للدين والنفس والعقل والمال، فإن الإباحية لا تقل تدميراً. كلاهما يعتدي على حرمة جسد الإنسان؛ ‏فالإرهاب ينهي الجسد إلى أشلاء ودماء؛ والإباحية تنهي على الجسد الإنساني، فتقضي على روحه، وتهبط به إلى ‏الحيوانية، بل أقل من ذلك. كلاهما مُدمر وُمحطم للإنسان المُستخلف في الأرض؛ كلاهما ينال من كرامة الإنسان التي ‏أودعها الله فيه بيده. كلاهما مُضيع لحياة الإنسان التي هي مزرعة لآخرته. كلاهما هلاك مُحقق؛ ومن ثم، ليس من العدل أو ‏الإنصاف مكافحة الأول دون الآخر.‏


 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-01-2008   almesryoon.com

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

Warning: mysql_fetch_array(): supplied argument is not a valid MySQL result resource in /htdocs/public/www/actualites-news-web-2-0.php on line 785

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
الردود على المقال أعلاه مرتبة نزولا حسب ظهورها  articles d'actualités en tunisie et au monde
أي رد لا يمثل إلا رأي قائله, ولا يلزم موقع بوابتي في شيئ
 

  19-05-2008 / 17:08:46   علاء
البيئة

ان البيئة هي الحيز الذي يعيش فيه الانسان و الكائنات الحية حيث يتاثر او يؤثر عليها لذالك وجب الحفاظ عليها من الاخطار كتلوث بانواعه مائي ارضي هوائي
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - صالح المازقي، محمد أحمد عزوز، مجدى داود، فتحي العابد، فهمي شراب، فتحـي قاره بيبـان، عبد الله زيدان، صفاء العربي، ياسين أحمد، صلاح الحريري، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، د - مصطفى فهمي، د. خالد الطراولي ، كريم فارق، رمضان حينوني، أبو سمية، صالح النعامي ، محمود فاروق سيد شعبان، عبد الغني مزوز، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي الزغل، د. عبد الآله المالكي، رافع القارصي، علي الكاش، محمد شمام ، إسراء أبو رمان، أحمد النعيمي، محمود سلطان، د - المنجي الكعبي، يزيد بن الحسين، محمد الطرابلسي، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، تونسي، الهيثم زعفان، محمد العيادي، عواطف منصور، خالد الجاف ، محمد الياسين، أحمد ملحم، عبد الله الفقير، الهادي المثلوثي، مصطفى منيغ، د - محمد بنيعيش، د - محمد بن موسى الشريف ، عمر غازي، سامر أبو رمان ، رافد العزاوي، منجي باكير، ماهر عدنان قنديل، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، طلال قسومي، د - عادل رضا، مراد قميزة، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، المولدي الفرجاني، د. ضرغام عبد الله الدباغ، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، نادية سعد، علي عبد العال، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، حميدة الطيلوش، عبد الرزاق قيراط ، سليمان أحمد أبو ستة، حسني إبراهيم عبد العظيم، رضا الدبّابي، كريم السليتي، العادل السمعلي، صباح الموسوي ، مصطفي زهران، سامح لطف الله، جاسم الرصيف، د. صلاح عودة الله ، أحمد الحباسي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، أحمد بوادي، سيد السباعي، سلوى المغربي، فوزي مسعود ، سعود السبعاني، رشيد السيد أحمد، محرر "بوابتي"، رحاب اسعد بيوض التميمي، عزيز العرباوي، أ.د. مصطفى رجب، د - شاكر الحوكي ، د.محمد فتحي عبد العال، محمد يحي، حسن عثمان، عمار غيلوفي، الناصر الرقيق، سلام الشماع، د - الضاوي خوالدية، د- محمود علي عريقات، عراق المطيري، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. طارق عبد الحليم، صفاء العراقي، ضحى عبد الرحمن، د- جابر قميحة، أنس الشابي، د. أحمد محمد سليمان، حاتم الصولي، محمود طرشوبي، محمد عمر غرس الله،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة