د.محمد حاج بكري - تركيا
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3880
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
خيانة وعمالة من تسليم القنيطرة وهو وزير للدفاع الى تسليم وافساد لكامل الوطن
ادعوا بأنها ثورة .. وزعموا بأن ثورتهم مقدسة .. وباسمها استباحوا كل شيء، استباحوا أرواح الناس وولغوا في دمائهم واستولوا على أموالهم واستخفوا بالحرمات والمقدسات وانتهكوا الأعراض.
مارسوا الطغيان في أبشع صوره، وأخضعوا الشعب لقمع وبطش لم يعرف حدودا. باسم هذه ‘الثورة المقدسة’ انتهكوا كل مقدساتنا، وارتكبوا جرائم الاعتداء على الحريات .. وابتدعوا صنوفا من التعذيب تقاصرت دونها أعتى الديكتوريات .. زجوا بأحرارنا في السجون .. مارسوا الاعتقالات الجماعية والعشوائية .. مارسوها تحت جنح الظلام عندما كانوا لا يزالون في سنة أولى طغيان .. ثم مارسوها جهارا نهارا بعدما تأصلت الجريمة في عروقهم وبعدما أرهقوا الناس وأرعبوهم وأرهبوهم، وبعدما أخضعوا منظوماتنا القضائية والأخلاقية والاجتماعية لأخطبوط فسادهم وأطماعهم وتصورات سيدهم الفاسدة وترهاته الحمقاء.
هم من حولوا السجون إلى أوكار للتعذيب، وتفننوا في ابتداع طرق إخضاع السجناء وقهرهم جسديا ونفسيا .. تسابقوا في استيراد أدوات التعذيب .. وتحت أيديهم الآثمة استشهد الكثير من أبناء الوطن.. لم يكن التعذيب وحده كافيا فارتكبوا جرائم قتل مع سبق الإصرار والترصد .. ترصدوا بإخواننا وأبنائنا في سجون كثيرة على امتداد مساحة الوطن وارتكبوا مجزرة بشعة قتل فيها في يوم واحد أكثر من خمسين الف من اهل مدينة حماة عزل من أي سلاح ..
هم من حولوا السجناء إلى رهائن يبتزون بهم أهاليهم ويخضعونهم إلى عذاب مستمر لا يعرف شفقة ولا رحمة .. السجناء تحت قسوة جلاديهم، والأهالي يواجهون الإنكار أحيانا ويواجهون الحرمان من زيارة أبنائهم والتعرف على مصائرهم، الأهالي في هذه المعاناة تشتعل في أفئدتهم لوعة الفراق ومرارة الضيم وقلة الحيلة، أما هم فيزدادون صلفا وكبرا وينتفشون زهوا بقدرتهم على إذلال الناس. ومن خلال هذه الممارسات أخضع الشعب السوري –جله أو كله- لثقافة السجنين الكبير والصغير وتحول المواطن إلى سجين على أية حال.
لديهم أرقام قياسية على المستوى الدولي لا يحسدون عليها: السجين الذي قضى أطول مدة في السجن .. عدد من سجنوا واعتقلوا لأسباب سياسية نسبة إلى عدد السكان .. المدد التي يقضيها المعتقلون دون محاكمة .. والرقم القياسي الذي سجلوه في مجزرة سجن تدمر ومجزرة حماه مرشح لأن يكون رقم قياسي دائم لا يستطيع أحد أن يحطمه.
وهم من ارتكبوا جرائم القتل .. فقتلوا الأحرار الأبرياء على أعود المشانق .. حولوا شوارعنا ومياديننا ومدارسنا وجامعاتنا بل وحتى ملاعبنا إلى ساحات للإعدام ، ساقوا الناس سوقا .. أقفلوا الطرق كلها إلا التي تمر على منظر الشهداء وهم يتدلون من على حبال المشانق، ساقوا طلبة وطالبات المدارس الابتدائية ليشهدوا عمليات الإعدام .. وإمعانا في القتل والقمع سخروا كل أجهزة الإعلام لبث عمليات الإعدام .. واختاروا مناسباتنا الدينية ليفجعوا شعبنا بشتى الفجائع .. اعتقالات جماعية .. محاكمات ‘ثورية فورية الأحكام’ .. إعدامات علنية ..أو قرارات لشغل الناس في أرواحهم ومعيشتهم .. وغير ذلك مما تفننوا فيه من مجلبات النكد والقهر والرعب، فتحولت مناسبات البهجة إلى مآتم وأحزان، وأصبح هم المواطن هو أن يعيش ليومه وأن يتقي شرورهم.
وهم من حولوا عمليات الشنق إلى مواسم يتعبدون فيها لسيدهم بالهتاف الداعر الذي نفضوا عنه كل براقع الثورجية التي ادعوا قداستها .. تعبدوا لسيدهم بالتعلق في أرجل الشهداء وبإهانتهم بشتى الإهانات دون رعاية لرهبة الموت ولا لمشاعر من سيكون بعد ثوان في عداد الموتى.
لم يستحوا مما فعلوا، ولم يراعوا مشاعر الشعب السوري، فنقلوا طقوسهم الآثمة وهتافاتهم الداعرة وتشنجاتهم إلى كل بيت من خلال إذاعة مرئية سخروها بالكامل لخدمة مخططاتهم الآثمة، هتاف كان يدعو إلى مزيد من سفك الدماء وإلى مزيد من تكميم الأفواه وخنق الحريات .. هتاف يؤله سيدهم ويصم بالخيانة كل من لا يوافقه في ترهاته .. هتاف ينفخ في الطغيان ليحوله إلى غول يغتال ويفترس كل سوري يشعر بأن من حقه أن يفكر ثم يعبر عن رأيه وأن يقول ‘لا’ ويتصدى لهذا الجنون الذي يحيل البلاد إلى مقبرة لأصحاب الأفكار النيرة .. هتاف داعر حول ضحية يساق إلى الموت .. وتشنجات تقول للسوريين إن هؤلاء الأوغاد لا يعرفون حرمة لأي شيء .. حتى الروح البشرية التي تزهق على مذبح أهواء سيدهم.
هم من حولوا معسكراتنا إلى أوكار يمارس فيها القتل بالرصاص إمعانا في تدجين وترويض القوات المسلحة .. وإخضاع أحرارها ليكونوا تُبّعا لضابط عرفه زملاءه بأنه فاشل في كل ما هو عسكري .. وفاشل في كل ما هو طبيعي .. وناجح إلى حد التألق في كل ما هو شاذ. وهكذا كان ما أرادوا، فقاد سيدهم قواتنا المسلحة من هزيمة منكرة إلى أخرى أشد نكرا، ومع كل هزيمة كان همهم ذر الرماد في العيون وتجنيب سيدهم تحمل أية مسؤولية عن هذه الهزائم، لم يهتموا للهزائم والخسائر في الرجال والمعدات، ولا لمن قتل وجرح وأسر من أبنائنا، كل همهم أن لا يدان سيدهم، بل إنهم وقفوا إلى جانب استهتاره برجالنا الذين ساقهم إلى أتون حروب فاشلة فقتل من قتل وسقط في الأسر من سقط، وقفوا إلى جانب إنكاره لأسرانا واستمروا في تكميم الأفواه.
هم من لم يستطيعوا أن يصبروا على رأي مخالف لرأيي سيدهم، لم يتركوا أحدا إلا حاولوا الزج به لخدمة مخططات سيدهم، لم يتركوا لأحد حتى خيار أن يقفل على نفسه بيته، أو أن يغادر كل طموحاته وقدراته العلمية والعقلية ويتبع أغناما يرعاها في سفح الجبل، لم يتركوا أحدا في سورية إلا أخضعوه أو قتلوه أو سجنوه أو جعلوه خارج دائرة الفعل والتأثير، بل إنهم لم يتحملوا أن يهاجر سوريين هربا بدينهم أو بأرواحهم، لم يتحملوا أن يكون للسوري رأي مخالف لسيدهم حتى وإن كان قد ترك لهم البلاد ولاذ بالغربة والهجرة، لم يتحملوا أن يروا هذا السوري حرا من إرهابهم فعقدوا الاجتماعات وخططوا ودبروا وتآمروا مع سيدهم وخرجوا بمصطلح التصفية الجسدية في محاولة منهم لتغليف حملات القتل والإجرام التي قرروا القيام بها، وابتدعوا نظرية أخرى من نظرياتهم البديعة فأعلنوا بأن ‘التصفية الجسدية هي المرحلة النهائية في جدل الثورة مع أعدائها’.
وهم من أوفد المرتزقة والعصابات إلى خارج البلاد يتعقبون السوريين الذين هاجروا فرارا بدينهم وبأرواحهم، من هؤلاء السوريين من ليس له باع لا في السياسة ولا المعارضة وإنما هاجر فقط ابتعادا عن جحيم الطغيان.
هم من أوفد المجرمين القتلة إلى ميلانو وروما ولندن وبيروت وأثينا والمغرب وأسبانيا والقاهرة والإسكندرية والخرطوم وإلى مكة البلد الحرام في الشهر الحرام .. أيام الحج .. أوفدوهم إلى هذه البلاد وإلى غيرها مما لا نعلم ليقتلوا مواطنين سوريين أبرياء عزل من أي سلاح .. لا يكتفون بقتلهم فقط ولكنهم يمثلون بجثثهم أو يقطعونها او يفخخون سياراتهم ليحولهم الى اشلاء متناثرة . لا يكتفون بالقتل وإنما يسخرون وسائل الإعلام في مهرجانات آثمة وفي تبجح وضيع فاجر بجرائم القتل هذه.
وهم من يحق للشعب السوري أن يسميهم ‘نباشي القبور’ الذين تجرأوا على حرمة الموت وحرمة القبر فجاؤوا بسلاحهم وفؤوسهم ينبشون قبور الشهداء ضحايا جرائمهم ممن دفن في البلاد. لم يتوقفوا عند حد نبش القبور وإنما ألقوا بالجثث في البحر ‘خارج المياه الإقليمية’، وتبجحوا بهذه الفعلة الآثمة الأثيمة ومجدوها في صحائفهم الدنسة. أي فجور .. وأية خسة .. وأي انحطاط .. جريمة لم يفعلها حتى العدو .
وكما حولوا ‘السفارات بالخارج’ إلى أوكار يأوي إليها هؤلاء القتلة وتمدهم بالأسلحة والمعلومات، فقد قاموا بتسخيرها أيضا لتسهيل مهمة إنقاذ القتلة وإخراجهم من السجون وتسهيل عودتهم إلى أوكارهم . ومع بشاعة جرائمهم وخستها وتوزعها على أنحاء متفرقة من العالم، إلا أنهم لم يتمكنوا من تنفيذ كل ما أرادوه من جرائم قتل بحق مواطنين سوريين مقيمين في الخارج، ، والفضل في هذا يرجع إلى الله أولا وأخيرا الذي أفشل مخططاتهم ثم إلى يقظة أجهزة هذه الدول والإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذها المعارضون في الخارج.
وهم من سخروا علاقات سورية الدولية وإمكاناتها في التضييق على المهاجرين وتلفيق قضايا وتهم لهم، بل ودفع رشاوى إلى مسؤولين في دول أخرى من أجل التمكن من تسلمهم أو اختطافهم أو قتلهم.
هم من سخروا أنفسهم كلابا تحمي حكما همجيا استولى على السلطة بقوة السلاح عبر انقلاب عسكري، وهم من سخروا أنفسهم ‘حواريين’ –حسب تعبيرهم– لترهات سيدهم، نظّروا لها وطبلوا ورددوها كالببغاوات، وكانوا سوطا في يد سيدهم ففرضوا هذه الترهات على كامل الشعب السوري بالقمع وبالحديد والنار فأحرقوا الأخضر واليابس، ووقفوا بالمرصاد لكل من حاول أن ينبه لحجم الكارثة ومغبة التسليم بهذه الترهات وإحكامها على خناق الشعب السوري.
وهم .. هم من زعموا بأن هذه الترهات تتفوق على حدود ذكاء ووعي الشعب السوري.. تتفوق على حدود الزمان والمكان، ورغم كل النكبات والمصائب والكوارث التي جرها هذا الحكم الأغبر وهذه الترهات السقيمة،.. رغم قرابة الخمسون سنة من القهر والقمع والفساد والإفساد، رغم تضييع فرصة الدهر على بلادنا سورية للتطور والنماء والتقدم، رغم كل ذلك فما زالوا سادرين في غيهم يرددون مقولة سمجة بأن التطبيق هو الخطأ أما ترهات سيدهم فهي صحيحة مائة في المائة.
هم من أقاموا حزبا يتحكم في حياة المواطنين على مختلف الأصعدة، ويتحكم في كل مفاصل الدولة،ويتلقى التمويل الكامل من خزانة الشعب السوري، في الوقت الذي منعوا غيرهم من إنشاء الأحزاب وجرموهم وخونوهم وطاردوهم وزجوا بهم في السجون وأعدموهم.
وهم من أنشأ مليشيا مسلحة، من خلالها أخضعوا الشعب السوري كله لرعب وإرهاب فاق ما ارتكبته إيادي نيرون وهتلر ، مارسوا التخويف والابتزاز، واستعرضوا عضلاتهم وسلاحهم على المواطنين العزل، وتدخلوا في كل ما يمس حياة المواطن، قتلوا وسجنوا وفجروا وأرهبوا.
هم من صادر أموال السوريين وممتلكاتهم واستولوا عليها، وتفننوا في إذلال المواطنين السوريين، ثم في ابتداع الطرق والإجراءات واختلاق ‘القوانين’ لسلب ممتلكات وأموال السوريين وحرمانهم من العمل الحر، وتحويلهم إما إلى عاطلين أو موظفين ينتظرون رواتب قد تصرف وقد لا تصرف. هم من عمل على إفقار السوريين كانت لدينا شركات للإنشاء فأغلقوها، وكانت لدينا مصانع فاستولوا عليها ثم فتحوا الباب على مصراعيه أمام الشركات الأجنبية والأفاقين الدوليين لابتلاع سوق العمل والتجارة في سورية لقاء أن يتحصلوا على عمولات ومزايا تزيد من ثرائهم وصلفهم وتطاولهم على المواطنين السوريين وهم من ابتدعوا اقتصاد الرمرمة.
هم من حولوا سورية إلى ما هي عليه الآن .. من دمار وخراب وتخلف عن العالم من حولنا .. تعامت عيونهم فلم يروا العالم يتطور من حولنا .. ولم يروا ماذا فعلت دبي والإمارات وقطروتركيا وعمان، لم يشعروا بالعار وهم يرون المواطنين السوريين يبيعون كل غالي لعلاج أحبتهم وأبنائهم، وأين ؟ في مصر والأردن وتونس، بل لم يدركوا فداحة أن يجد المواطن السوري علاجا في بيروت ولا يجده في دمشق. تعامت عيونهم فلم يروا الدول من حولنا وهي تتطور ونحن نتخلف بسبب الطغيان والقهر الذي مارسوه، وبسبب ترهات سيدهم السقيمة التافهة التي فرضوها، لم يروا شيئا من هذا فساروا وراء سياسات وممارسات أفقرت السوريين وأذلتهم، وسخرت كل خيرات بلادهم لخدمة سياسات ومخططات لم تجلب علينا إلا المزيد من الدمار والخراب، رأوا كيف عاقبنا العالم بسبب فعال سيدهم، ثم رأوا كيف استخدم سيدهم هذه العقوبات ليزيد من إرهاقه وإذلاله للشعب السوري، ورأوا كيف دفعت المليارات تعويضات عن ممارساتهم العابثة ومن أجل إنقاذ حكم سيدهم ثمنا لاسلحة لقتل الشعب ، .. ومرت سنوات .. والشعب الليبي على حاله محروما من أمواله التي باتت تضخ مع كل زيارة يقوم بها سيدهم إلى إحدى الدول. رأوا سيدهم يبعثر مليارات الدولارات في كل أرض زارها بينما أبناء الشعب السوري في حاجة إلى اساسيات الحياة. رأوا كل ذلك ولم تتحرك لهم أية بقايا من ضمائر، فهم مصرون على غيهم وطغيانهم وعبوديتهم لسيدهم، هم ما زالوا يصرون على أن خطاياهم لا غبار عليها.
سواء كانوا من مجرمي الدفاع الوطني او الشبيحة، أو كانو من عتاة أجهزة الأمن، فهم من ارتكب كل تلك الجرائم، وهي غيض من فيض لا يتسع المقام له. هم من سخروا أنفسهم ليكونوا خناجر في ظهور السوريين وفي خواصرهم، وهم من كانوا مطية سيدهم وأداته الطيعة لتنفيذ مخططاته الآثمة ضد الشعب السوري. بدونهم ما كان الشعب السوري ليذل ويقهر، وبدونهم ما كان هذا الحكم الأغبر يستمر ويحقق مخططاته، وبدونهم ما كانت بلادنا تصل إلى ما وصلت إليه من دمار وخراب وتخلف.
وهم مع ذلك ورغم الخمسون عاما، ورغم النتائج التي لا يخطؤها إلا من كان أعمى البصيرة، ما زالوا يريدون من الشعب السوري مزيدا من الخضوع والتسليم ونسيان الماضي. ما زالت ترهات سيدهم هي ‘القانون’ الذي يحاكمون الناس إليه.. يريدون كل شيء كما كان ولكنهم يريدون من السوريين أن ينسوا ما كان منهم طيلة سنوات حكمهم العجاف، يريدون أن ننخدع لحيلهم الجديدة حتى يتمكنوا من إطالة عمر هذا الحكم الهمجي، ولهذا فهم يؤلفون الحواديث والسيناريوهات المفبركة، ويبثوا الأشرطة المدبلجة، ويحاولون إخفاء الحقيقة وراء ستائر كثيفة من أكاذيبهم التي يسوقونها بشتى السبل والطرق على مسارح أعدت خصيصا، وباستخدام المرئيات، وعلى صفحات جرائد يتحكمون فيها...
ارتكبوا أبشع الجرائم وأقذرها، وتستروا عليها ما مكنتهم ماكيناتهم القمعية من التستر عليها .. أنكروها ما كان الإنكار ممكنا .. وهم اليوم يبحثون عن سيناريوهات مدبلجة ليقدموا روايات مفبركة علهم بها يخدعوا من لا تزال بصيرته تغلفها حجب الغفلة والانسياق الأعمى.
هم كما كانوا، لم يتغيروا ولن يتغيروا ولكنهم يريدون منا أن نقر لهم –زورا- أن تغييرات تحصل، التسويق لا يتم فقط لأوهام سورية الغد، بل وإلى أن الماضي يجب أن ننساه.
لكن أوهام المستقبل التي يدّعونها لن تكون أفضل من الوعود التي أطلقها والد سيدهم يوم انقلابه الأغبر. وعود نكث عنها بمجرد أن أصبحت السلطة مطلقة في يده. أما أوهام المستقبل فقد رأيناها فقاعات تطلق ثم يتم التنكر لها بعد أيام من إطلاقها، أما الماضي فهو حاضر أمامنا بما عليه بلادنا من تخلف وبما عليه شعبنا من معاناة، حاضر أمامنا بما خلفه من دماء وشهداء ومن معاناة لا زالت قائمة، وهو حاضر أمامنا بالفضائع التى ارتكبت بحق سورية الإنسان والأرض والحاضر والمستقبل، وهو حاضر أمامنا لأن المجرمين الذين أحالوا حياة الشعب السوري إلى جحيم لا يزالون في مواقعهم وما يزالون سادرين في غيهم.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: