مهند الدوري - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3213
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
عرفته بالصدفة ذلك الشخص الصعلوك , الذي تجنبه الناس دوما لمكره , الا انا فقد كنت عارفا بحيله , وهو يعلم جيدا انني اذا رأيت منه حيلة فضحته , فأصبح يتجنب صعلكته امامي .
دار الزمن وتطورت الصعلكة لتصبح سياسة ورفيقنا الصعلوك يتطور معها .
لم اره منذ اخر مرة اشتد فيها بيننا النقاش , فقد تطرق وقتها لحديث استنكرت له قوله , لا زلت اتذكر جيدا نقاشنا , فقد كان يقول ان الارض يجب ان تحرق لتقوم لها قائمة جديدة , فأنبريت له متسائلا وهل يحرق الاطفال مع الارض والنساء والشيوخ والابرياء , ام تحرق الحضارة والتاريخ وتراث اذا ذهب صعب عودته .
اجاب بالايجاب : فأندفعت بعصبية موضحا مفهومي في التطور فقلت له : لو كنت وطنيا تحب الوطن لما قلت قولتك .
اجابني : (الوطن يروح ويجي) بس الجيب مرة . قلت له بل العكس فالوطن ان ذهب فأقرأ على نفسك السلام فلا قبر يأويك ولا عين تبكيك , اما المال (فزائل قادم) .
قال لي ما الزائل القادم : قلت له ان زال فهو قادم مرة وان جاءك فسيزول ويعود اخرى .
فقال لي : اذن سأعتمد عليه فأنا لست بحاجة للقبر فالموت واحد والوطن لأمثالكم وليس لي .
اجبته : بوضوح نعم فأنت بلا وطن واسفي على الوطن الذي ولد امثالك .
وغادرت مودعا لتجمعني الصدفة به بعد كل تلك السنوات وتغيرات الزمان ناداني محييا , تطلعت اليه فعرفته وكيف انسى الذي ملئت صوره الشاشات والاعلام .
حياني بود : هل تذكرتني ام قد انساك الزمان قصتي
اجبته : وهل ينسى الوطني عدوه .
ضحك مرددا هذه قصص قديمة فلقد غيرني الزمان
قلت له مستفسرا : كيف غيرك وانت الذي بعت الوطن بالمال .
قال لقد انتميت لحزب وطني واصبحت فارسا امتطي صهوة السياسة .
قلت له وهل لك حمير تمتطيها .
قال لي مهددا , هل تعرف حزبي يا فلان وهل تعرف من هو .
قل لي يا صاحب الحمير : من حزبك الوطني ذاك الذي اؤى امثالك .
فقال : حزبي دولة تحكم بالقانون لها سيادة ودستور يخافها المخربين امثالك .
ضحكت وقلت عرفته فلا تضيف فحزبك قد حول الجنائن الى صحراء وطرد العقلاء وجذب الحمير وقتل من اجل البومة طيور الحب وجعل الانهار مستنقع للتماسيح .
ارسل رسالتي لحزبك وقل له : انا العربي ابن الوطن ان سميتني اسد فأنا وان سميتني ذئب فبفخر اجيب نعم , لا تسود علي الضباع والحمير .
قانونكم مكر يأوي الصعاليك , فأمثالك من كانوا في الاسواق ايديهم متسولة اصبحوا اليوم من اجل الوطن مجاهدين , لا تحدثني عن حزبك بل قل لي بأي رزق ارتقيت وهل لا زال جيبك مليء بالحرام , وهل يديك قد تطورت من سرقة الاموال الى سرقة الفرحة من الصغار , فها انا ارى اليوم ما كنت عنه متحدثا , تحرق ارضي مقابل فلس .
لم يصرح ولم يعلق , استغربت , قلت له اين افلاك الكلام تلك التي قلتها في الاعلام واين الوعود واين العمار واين كفل الثكالى والايتام ,ام كنت تستغلها للأنتخابات ؟
لا تحدثنا عن سياستك ولا تمسك يدي لتسرق صوتي ولا تقل لي قولا فكلام السحر معي ما عاد يجدي .
اذهب وخذ حميرك او ان شئت فها هي يدي كبلها واعتقلني بتهمة مضمونة (4ارهاب) حب الوطن , فهي لي فخرا .
سوى ذلك اتركني او اقتلني , لم يجبني ولكني رأيت علامات الغضب بادية واراه يهز برأسه (طا) حارسه قد رماني بالنار امام الناس ووثقت الاحداث ودفعت انا روحي من اجل وطني بأخلاص .
ونلت من اجل الوطن والشعب شهادة , وفاز صاحبنا من جديد فلقد صوت له الجبناء وربح مقعده , واستمر مسلسل القتل والدمار , حتى اصبحت القصة حقيقة واحرق الوطن بشعبه وحمير القانون ما زالوا بسلام .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: