سنية تومية - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4006
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
هذا محسن مرزوق يقرر عدم حضور مؤتمر النهضة رغم بسطها يديها إليه ودعوته شأنه في ذلك شأن أبرز السياسيين الذين وجهت إليهم الدعوة ليتحول كلام أحد أنصاره إلى ‘لغة’ الببغاء في تكرار ممجوج للجملة ‘البجبوجية’ ألا وهي ‘الحركتان تسيران وفق خطين متوازيين لا يلتقيان ‘وفي تشبه بالقادة صاحبي الكاريزمات السياسية والممثلين لأعلى سلطة في البلاد سواء باعتبار القائد الرئيس الشرفي لحزب النداء والمؤسس له أو سواء باعتباره منتخبا بطريقة ديمقراطية لرئاسة الجمهورية.فأرجو من الله أن لا يتحول أمثال هؤلاء المتشبهين إلى غربان أرادوا تقليد مشية العصافير فنسوا مشيتهم الأصلية ولم يوفقوا في تعلم المشية المرجوة.
وكأن خبر تغيبه الذي أصبح عنوانا في جريدة الشروق اليومية ليوم 20 ماي 2016 في الصفحة الثالثة أريد به ‘سياسة خالف تعرف’.
النهضة حتى وهي تعلن فصلها المرتقب للدعوي عن السياسي والذي قد حسم في المؤتمرات المحلية والجهوية نرى مرجعيتها الإسلامية تطغى في توقيت ابتداء أشغال المؤتمر.
فاختيار يوم الجمعة المبارك وهو سيد الأيام في الأسبوع لابتداء أشغال المؤتمر لا أعتقد أنه من محض الصدفة وإنما هو ينطلق من نظرة إسلامية حيث يسن في هذا اليوم للمسلم الاغتسال والتطيب ولبس أحسن الثياب. ولقد حدث أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ‘خير يوم طلعت فيه الشمس يوم الجمعة ففيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة... ‘
الغريب أن أشباه الإعلاميين يناقشون مرجعية الحزب في رغبة مكبوتة للقضاء عليها والأجدى في هذا الوضع أن تكون مرجعيات جل الأحزاب السياسية في تونس إسلامية باعتبار أن الإسلام دين الدولة كما أقره الدستور التونسي الجديد وباعتبار أن الأغلبية الساحقة للتونسيين مسلمون وما الأحزاب في نهاية الأمر إلا جزء من الدولة وهياكل من هياكلها.
في الوقت الذي سال فيه كثير من الحبر قبل المؤتمر العاشر لحركة النهضة عن تساؤلات حول مدى تمسك النهضة بالمرجعية الإسلامية يأتي المؤتمر أخيرا معتزا ومشيدا في افتخار بمرجعيته الإسلامية وعاقدا العزم على النهل منها غير خائف أو متردد من فقدان محبيه و أنصاره الذين هم يتكاثرون يوما بعد يوم.
في الوقت الذي تناولت فيه صحف كثيرة غربية وأجنبية قراءات تحليلية مضمونية لخطاب الشيخ راشد الغنوشي ولمسار النقاشات حول الورقات المضمونية و تطرقت فيه عديد المواقع الالكترونية العالمية لمضامين المؤتمر حيث قدمت قراءات في فحوى الورقات التي نوقشت خلال المؤتمر نرى عديد الشخصيات والأحزاب بقياديها ورؤساءها يطلقون اتهامات ما أنزل الله بها من سلطان لمهاجمة النهضة بمناسبة وبغير مناسبة بدل محاربة ‘الدولة’ التي هي أكبر من الدولة و التي هي خارج سيطرة الدولة على حد تعبير الطبيب الذي اكتفى بالتشخيص وأعيانا في البحث عن الدواء رغم كلنا كلنا شوقا إليه .
وتحاول هذه النخبة في انتحاب دائم هرسلة حركة النهضة وتشويهها من خلال التقاط كلمة حول الشهيد والفقيد محرز بودقة الذي أعدم منذ قرابة الربع قرن على يد النظام البائد في تهمة مفبركة اعترف النظام نفسه بتلفيقها.لم يخن النهضة أبناءها الإحياء ولم يضعوها في مآزق فما ما بالنا اليوم بالشهداء الذين هم عند ربهم أحياء يرزقون.فماذا ينتظر هؤلاء الخصوم فهل سينطق الميت أم أنهم تراهم يستغلون موته في هذه الحياة الدنيا حتى لا يكذبهم.
وهذه نائبة لم نسمع بها أصلا في حزب النداء واعتقد أنها في انفلات و غفلة من رئيس كتلتها تصول وتجول مستنكرة عدم إعطائها الحق في نقطة نظام لتواصل تلفيق تهمة التفجيرات في المنستير وسوسة لرجل أعدم منذ سنوات بدل ذكر الموتى بخير. وكأن النظام في مجلس النواب في سير الجلسة مختل وكأن كل قضايا الفقر والتهميش وجد لها الحلول وعوض أن تتوجه بالنقد لبعض الولاة القابعين في مكاتبهم ولا يخصصون الجزء الأكبر من عملهم للزيارات الميدانية لتفقد حالات المواطنين نراها تهتم بالسفاسف.
كان الأجدر بها أن تزمجر خارج قبة البرلمان باعتبار أن هذا الأمر لا يهم من انتخبوها في شيئ والحال أن ‘شيخها’ أي من كان رئيس حزب النداء ومؤسسه 'الباجي’ وشيخ النهضة قد اتفقا وهما الآن يحكمان سويا.
أقول لها ولأمثالها هيهات هيهات فللشهيد أهال وله ذويه الذين بمقدورهم رواية الملابسات التي حفت بإعدامه.
وهل يعتقد هؤلاء أن ذكر اسم الشهيد محرز بودقة جاء سبهللا أو كان زلة من زلات اللسان في مؤتمر تواكبه وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لحظة بلحظة؟
هكذا إذن بدت الحركة منفتحة وبعيدة كل البعد عن التكلس الإيديولوجي.
لم يكتب أحد عن التوافق العام الذي ساد بين المؤتمرين فقد خرجوا مصرحين أن لا خلاف يذكر مما يؤكد على أن عبارة التوافق السحرية التي اعتمدتها النهضة مع شركائها في الوطن كانت خيارا لا اضطرارا مما يدلل على أن سياسة التوافق أصبحت منهجا عاما داخل الحركة وخارجها مع الشركاء في الوطن .
لقد كان المناخ العام في المؤتمر راقيا مما ينم على نضج أبناء الحركة وقدرتهم على جعل حركتهم تتصدر المشهد السياسي في قادم المحطات الانتخابية.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: