البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بين أميركا وإيران ضاعت الشعوب والأوطان

كاتب المقال ايمن الهلالي - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3277


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


مُرة هذه النتيجة التي يتوصل لها الباحث عند سبر غور ما تتعرض له بلدان المنطقة من هجمة شرسة تذكرنا باجتياح المغول والتتر لبلداننا ، وعندما يبدأ الباحث في رصد وتحليل ما يجري والعلاقة بين أميركا وإيران تراه يقف متحيراً للوهلة الأولى ، فالأفكار والمبادئ تختلف بين طرفي الصراع ولكن الوقائع والأحداث تشير بنفس الوقت إلى وجود اتفاق أو تحالف أو تشابه في المشاريع والأهداف إذا لم يكن كلها ففي جزء منها ، فكلا الطرفين رغم تناقضهما الظاهري يسعيان إلى التوسع على حساب الشعوب ، وكلا الطرفين يتدخلون في الشؤون الداخلية للآخرين ، وكلا الطرفين لا تهمهم مصالح الشعوب ، وكلا الطرفين وراء الكثير مما حل بالمنطقة من خراب ودمار وقتل وسرقات وفساد ، فيتيه الباحث أحياناً وحق له أن يتيه وتساوره الشكوك والتساؤلات ، هل هي التبعية مما تسالم أن نطلق عليه بالعمالة ؟ أم هو تحالف المصالح ، وتبقى المبادئ مجرد شعارات تختفي خلفها مشاريع الطرفان ؟

يذهب البعض إلى إنهما مختلفان في الظاهر متحالفان في السر ، بينما يرى آخرون عدم وجود أي تحالفات وإنما هو الصراع والتناقض بينهما ولا وجود لأي تشابه في المشاريع .

ولأن هذه الدول عادة ممن لا يبني تصرفاته ومواقفه على أساس ردة الفعل وإنما يكون التخطيط هو سيد الموقف لديهم لذا نرى أنها رغم اختلافاتها فهناك مشتركات بينهما أشرنا لها ، وكذلك فان تنفيذ مشاريعهما والإيقاع والكيد للآخر يستدعي السماح له بالحركة في مجال أو مضمار معين ومحدد لا يتم تجاوزه فإذا تم التجاوز عليه سيظهر الصراع على السطح وإذا تم التقيد به يظهر الوفاق بدلاً عنه ، هكذا يمكن أن نقول انه الاختلاف الذي يحمل في داخله التوافق ، أي إن هذا الاختلاف وهذا الصراع بين الطرفين يحتاج لكي يستمر ويجني أي من الطرفين ثماره يحتاج إلى التوافق والتسامح وغض النظر في بعض الأحيان ، بل يحتاج إلى التسهيل والمساعدة وتقديم يد العون في أحياناً أخرى ، وهكذا هو صراع المتصارعين الأميركي والإيراني في العراق الذي كُتب عليه أن يكون ساحة للتنافس وتصفية الحسابات لما يتوفر في من الخيرات والطاقات ولما يشكله من مركز مهم لمن يحكم السيطرة عليه للتحكم بالمنطقة ، وفي لقاء لوكالة أخبار العرب مع المرجع العراقي السيد الصرخي بين حقيقة ما يجري من تنافس على ساحة العراق بين الأحزاب والكتل والجهات والحركات والمرجعيات قائلاً ( لا يخفى على العقلاء أن في العراق لاعبَيْن رئيسين أميركا وإيران ، أما الآخرون فكلُّهم أدوات بيَدِ هذين اللاعبَينِ يحرِّكاهُم كيفما شاءا ومتى شاءا ، وإذا حصل أيُّ صراع بين هذه الأدوات فهو مشروط بأن لا يخرج عن حلبَةِ السيدين الكبيرين ، أميركا وإيران ، ومن هنا يظهر لكم أن كل ما يقع على أرض العراق هو بسبب هذين الوحشين الكاسرين المُتَغطرِسَينِ ، فَمَن كان وجودُه أو مشروعُه مخالفاً لأميركا فإنها تحرّك عملاءَها وأدواتِها لِضَرْبِهِ ، ومن كان مخالفاً لإيران فإنها تحرّك عملاءَها وأدواتِها لضَرْبِهِ ، ومن كان وجودُه ومشروعُه مخالفاً للاثنين ومُعَرقِلاً لمشاريع الاثنين فبالتأكيد هنا المصيبة العظمى حيث ستتكالَب كل القوى العميلة والمرتزقة والفاسدة ضدّه ، وهذا ما وقع علينا قبل الاحتلال وبعده والى مجزرةِ كربلاء وما تَلاها ) .

ونتائج هذا الصراع بظاهره وباطنه هو ضياع الشعوب والأوطان والثروات ، فقد تمزقت سوريا واليمن ولبنان ، والعراق الذي امتلأ بالمليشيات التي تسيطر على مفاصل الدولة فلا دولة ولا قانون ولا حقوق في عملية استباحة لهذا البلد العريق وتضييع لهويته الوطنية .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، الصراعات المذهبية، الارهاب، داعش، الشيعة، السنة، التدخل الايراني، التدخل الامريكي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 12-05-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د. طارق عبد الحليم، العادل السمعلي، سلام الشماع، عبد الله زيدان، أ.د. مصطفى رجب، وائل بنجدو، صفاء العربي، عبد العزيز كحيل، فهمي شراب، د - المنجي الكعبي، صلاح المختار، علي عبد العال، حسن عثمان، عواطف منصور، محمد العيادي، سعود السبعاني، د - محمد بن موسى الشريف ، محمود سلطان، جاسم الرصيف، أحمد النعيمي، أشرف إبراهيم حجاج، طارق خفاجي، محمد الطرابلسي، د. عبد الآله المالكي، صالح النعامي ، محمد يحي، تونسي، أحمد ملحم، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، مصطفي زهران، خالد الجاف ، عبد الرزاق قيراط ، د. خالد الطراولي ، علي الكاش، رشيد السيد أحمد، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، محمد الياسين، مراد قميزة، د.محمد فتحي عبد العال، عزيز العرباوي، محمود طرشوبي، عراق المطيري، عبد الغني مزوز، محمد شمام ، ياسين أحمد، إيمى الأشقر، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، أبو سمية، رضا الدبّابي، د. عادل محمد عايش الأسطل، خبَّاب بن مروان الحمد، عبد الله الفقير، أحمد بوادي، رمضان حينوني، سيد السباعي، عمار غيلوفي، فوزي مسعود ، مجدى داود، د. أحمد بشير، عمر غازي، صباح الموسوي ، د. صلاح عودة الله ، ضحى عبد الرحمن، د - الضاوي خوالدية، حاتم الصولي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- محمود علي عريقات، سليمان أحمد أبو ستة، محرر "بوابتي"، د- جابر قميحة، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، حميدة الطيلوش، حسني إبراهيم عبد العظيم، يزيد بن الحسين، د- محمد رحال، الهيثم زعفان، يحيي البوليني، بيلسان قيصر، طلال قسومي، محمد عمر غرس الله، الهادي المثلوثي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - شاكر الحوكي ، محمود فاروق سيد شعبان، د - مصطفى فهمي، سفيان عبد الكافي، فتحـي قاره بيبـان، سامح لطف الله، د - عادل رضا، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، صلاح الحريري، المولدي الفرجاني، نادية سعد، رحاب اسعد بيوض التميمي، منجي باكير، سلوى المغربي، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، د- هاني ابوالفتوح، سامر أبو رمان ، أنس الشابي، المولدي اليوسفي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، مصطفى منيغ، محمد علي العقربي، الناصر الرقيق، د - صالح المازقي، إياد محمود حسين ، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة