محمد الكوري ولد العربي - موريتانيا المشاهدات: 3085
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الوعي هو مفتاح الطريق نحو وضع الثوابت وتصحيح المواقف على ضوئها.. إنه حاجة أساسية في أي عمل أو موقف، وخصوصا حين تتسع مساحة الالتباس وتتداخل الألوان في الأذهان، حينها يكثر اللغط وسواه مما ينبغي إلغاؤه من سخف القول، المعبر عن العجز عن مسك البوصلة وقراءتها قراءة صحيحة. واختلال البوصلة قد يتأتى بفعل الصدأ، وقد ينتج عن عيب فني في الأصل، أو أنه عمل تخريبي مقصود. فالاختلال بالصدأ، في موضوعنا هذا، يسببه الابتعاد عن الفكر و المنطلقات النظرية من بعض العناصر القومية، وأما العيب بالأصل فمرده التأطير بالشعارات العروبية التي ظلت تفتقر في نشأتها للسند الفكري والدليل النظري في العمل السياسي؛ الأمر الذي أنتج تيارا قوميا عريضا في الوطن العربي مصابا ب " حول في الرؤية"، ما انفك يتخبط في مواقفه دون هدي ولا كتاب منير. وأما التخريب المقصود فنعني به تيارات عربية أممية برهنت، بالوقائع، على أنها تحسن ركوب الموج، وهي الأقدر على تطويع أدبيات مبادئها لخدمة مصالحها الحزبية والتيارية، مع نفض اليد من كل ما عدى ذلك، عند الاقتضاء. وحين ترتعش الأيدي وتختل البوصلة نفسها لأي سبب من الأسباب المذكورة، فلا يعود في الإمكان التأكد من صحة الجهات والوثوق بوجهة الموقف. وفي مثل هذه الأوضاع يتفرق الناس طرائق قددا ويضيع سعيهم شتى، وبخاصة عندما ينسد أفق الأمل لدى كثير من هؤلاء وهؤلاء بسبب تجارب الانتكاس والإخفاق، وبسبب تآمر ذوي القربى بعضهم على بعض، لحد ما يعجزون عن التمييز بين الخبيث والطيب وبين الصديق والعدو، وبين الشقيق والأجنبي. عندها، قد يولي المؤمن، في صلاته، دبره للكعبة المشرفة ويولي وجهه قبل مشهد وطهران وقم... من حيث أراد صحة الصلاة.
لقد نجحت القوى الدولية نجاحا كبيرا في خلق هذا المستوى من الإرباك لتيارات عريضة من أمتنا، حينما أدخلت دولة المعممين في إيران الفارسية في لعبتها للوصول إلى تضارب مواقف القوى الحية في الأمة، وتقسيمها على نفسها، ما بين مؤيد لإيران وساخط عليها. أجل.. لقد نجح الغرب، قبل هذا، في زرع كيان صهيوني مسخ في قلب الوطن العربي وفرض وجوده بالقوة، ولكنه فشل فشلا ذريعا في تطبيع وجوده في جغرافية الأمة ونفسية الانسان العربي خصوصا، والمسلم عموما، بسبب تميز هذا الكيان عقديا عن عقيدة الاسلام المهيمنة على الأغلبية الساحقة من المواطنين العرب، وفي من حولهم من الشعوب الاسلامية. لكن الغرب، بدهاء ماكر، توصل، في بحثه عن أنجع أدوات التدمير والتمزيق لأمتنا، إلى معممي ولاية الفقيه الذين حكموا إيران منذ أكثر من ثلاثة عقود من الزمن، ولم يدخروا جهدا عن تخريب الاسلام وتحطيم العروبة.
لقد برع المعممون الفرس، بفعل تلبسهم بعباءة الاسلام، في التشويش والتضليل بحق نخب عربية راحت ضحية لمخططات إيران المحبوكة بعناية، فسممت تفكير هذه النخب بسيل من الشعرات المعادية، في الظاهر، لأمريكا والكيان الصهيوني، بينما تضاجع الاثنتين في السر. وإذ ننطلق من هذا التمهيد، فإن قصدنا ليس الطعن في أحد، وإنما بهدف الاعتراف أن وطأة الأوضاع المزرية، التي تعيشها أمتنا هي من القسوة والتعقيد، على كل جبهات الاشتباك الحضاري مع القوى المعادية، ما من شأنه أن يصيب العقل العربي برمته بالارتجاج ويدفع بكثيرين من المخلصين إلى الوقوع في درك الخطيئة، بينما هم يسعون، بحسن نية، إلى تقديم طوق النجاة لأبناء الأمة. ههنا، وقع قطاع غفير من النخب العربية في شراك ثعالب الفرس، الذين استغلوا، لأقصى مدى، النتائج المريرة لسياسات بعض الأنظمة العربية المرتبطة ارتباطا مهينا بالإمبريالية الأمريكية، على حساب الأمن القومي العربي. فوظف فقهاه الدجل الفارسي تلك التصرفات، وتمكنوا، بسببها، من اختطاف عواطف تلك النخب العربية الشعاراتية الساخطة على حكامها، عبر مسرحيات سركية اعلامية متصادمة، في العلن مع الشيطان الأكبر، وفي الخفاء تغطي بها على مؤامراتها القذرة مع هذا الشيطان لتصفية الوجود القومي العربي، على مستوى الهوية والتاريخ. ومما زاد في تشوش الصورة بشكل ادراماتيكي هو الترويج الاعلامي المكثف والمتواصل الذي حظيت به إيران إبان الحصار الغربي – الفارسي – العربي على العراق، وتقديمها صاحبة دور مقاوم كبير، وخصوصا من قنوات خليجية مثل الجزيرة والعربية، اللتين حفرتا صورة وردية نمطية عن إيران وحزب " اللهيان" في وجدان الجماهير العربية، بالتزامن مع التحضير لغزو العراق واثناءه.
وهكذا، تلوثت ذهنية النخب والعوام، على حد سواء، جراء هذه الصورة الوردية المفبركة. فكانت الخدعة الكبرى، خدعة العصر، المتمثلة في مليشيا حزب " الله" المتألفة من مجاميع مذهبية متطرفة تابعة لولاية الفقيه الصفوية في إيران، ومتشبعة من زادها في اشعال الفتن. فقد أسست إيران، بخبث الفرس التاريخي المشهود، مليشيا عسكرية، شقتها عن حركة أمل الشيعية اللبنانية، فدربتها أحسن تدريب وسلحتها أحدث تسليح، وحددت لها مواقيت تحريكها، وخطت لها مجال مناورتها مع العدو الصهيوني، تبعا لشدها وجزرها مع القوى الغربية. فكلما أرادت شد الحبل معه، أوعزت لعملائها في حزب " الله" برفع الصوت على " إسرائيل"، وأحيانا بالدخول معه في اشتباك عسكري محسوب، في أمتار معدودة من مزارع شبعا.
وكلما خف التجاذب بين إيران وأمريكا، بلع (نصر الخميني) لسانه، حتى إيعاز جديد، كما هو الحال الآن. وقد بلغ التضليل الإيراني، بواسطة أداته اللبنانية تلك، ذروته في مناسبتين : احداهما في حرب 2002، والثانية في حرب 2006، مع الكيان الصهيوني. أما المعركة الأولى فكانت بدافع التشويش على التقارب وقتها بين الدول العربية، والذي كاد أن يتوج بالدعوة إلى رفع الحصار عن العراق، بينما كانت إيران وأمريكا، فيما يتسرب اليوم، تنسقان جهودهما لاحتلال هذا البلد، وسرقة ثرواته وتقاسم النفوذ فيه. فمثلت تلك المعركة سرقة الضوء عن ذلك التقارب، مثلما اختلست وميض الأمل الذي بدا في الأفق. وأما المعركة الثانية، وهي الأكبر والأخيرة مع العدو أبدا، فجاءت بعدما اعترفت إيران بدورها المحوري في احتلال العراق مع أمريكان فكانت تلك المعركة مسحوقا تجميليا لصورة إيران التي تكسرت في عيون ملايين العرب والمسلمين، بعد فضيحة انكشاف عهر المعممين مع بوش وعصابة المحافظين الجدد، حيث التقى "التفويض الإلهي" لبوش مع التفويض الإلهي "لخامنيئي"،لإسقاط نظام صدام حسين. وإذن، اتضح أن حرب 2006 لم تكن سوى خدعة بتحريك الدمى ضمن كوميديا تجارية إيرانية مع الغرب، وجردة تخريفاتمدمعة للسذج من العرب. إنه حزب - أداة لإيران في قلب الوطن العربي، مثلما للغرب أداته الصهيونية في هذا القلب، بدليل انكشاف سوأته بتباهيه بخروج العراق مما يسميه بالزمن الأمريكي ليدخل في الزمن الفارسي. فهذا الحزب " المقاوم " يقف مع الغزو الأمريكي للعراق ويتبنى إفرازاته السياسية والدستورية ويتحالف مع رموز هذا الاحتلال، ويعتبر العمالة في لبنان خيانة، بينما في العراق فضيلة جديرة بالاحترام والدفاع عنها.
كل ذلك لأنه حزب " مقاوم" استرجع فراسخ من مزارع شبعا وشارك أمريكا في احتلال العراق، عاصمة الخلافة الاسلامية وجمجمة العرب. ولأنه استرجع تلك الفراسخ من مزارع شبعا، فهو كفارة لما تقدم وما تأخر من جرائم إيران في الوطن العربي الممزق بفتنها الطائفية والمذهبية. ولأنه " مقاوم" فله الحق في استباحة ما يراه مباحا على طول مساحة هذه الأمة، بما في ذلك تمكين إيران من احتلال أرض العرب، أولا،، سبيلا لتحرير فلسطين، في إطار ما يطلقون عليه ترتيب الأولويات. فلا بد من الهيمنة على الخليج العربي وتخريب باقي الأقطار الأخرى بالطائفية لاسترجاع القدس الشريف، بالشعارات الفارغة، من براثن الصهاينة (طبعا بالتنسيق مع أمريكا). فبمثل هذا المنطق المتكسر، الذي استخدمه بعض عرب الجنسية، في ثمانينيات القرن الماضي، لتبرير انحيازهم إلى إيران في عدوانها على العراق (في طريقها إلى القدس يومذاك)، ومنه قولهم الأجوف يومئذ (إن الواجب الاسلامي يقتضي القتال مع المسلمين في إيران)، بمثل هذا يريد بعض من بني جلدتنا أن نقف مع المعممين الذين يشككون في صحة أكثر من سورة من القرآن، ويتعبدون بلعن أصحاب النبي (ص)، ويتهمونهم بتلفيق الأحاديث عنه ويطعنون في سنته، ويستهزئون بالتاريخ الهجري ويغمزون في أمهات المؤمنين بالزنى، ويعتبرون أن الرسالة المحمدية غير مكتملة، وأن أولياءهم الحاضرين والغائبين هم المسؤولون عن اتمام هذه الرسالة. هؤلاء الدجالون، يريد منا، بعضنا، أن نقف معهم في عدوانهم على السعودية ودول الخليج العربي، متحججين بأخطاء حكام الخليج، ونكاية بهم للأدوار التي قاموا بها بالاشتراك مع الولايات المتحدة ضد العرب. والواقع أننا ندعم السعودية ودول الخليج العربي في وجه الحروب التوسعية والمذهبية الإيرانية انطلاقا من ذات المبادئ التي دعتنا للوقوف مع العراق عندما تعرض للعدوان ذاته من إيران ذاتها في قادسية الشهيد صدام حسين، وفي العدوان الثلاثيني عليه 1991، وفي معركة الحواسم، التي قادتها أمريكا وإيران لاحتلاله، وكما وقفنا مع ليبيا في مواجهة العدوان الأطلسي 2011، بذريعة دعم الثورة التي انحرفت عن خطها القومي السليم، عندما استقوت بالأجنبي. لقد وقفنا بحزم، لا لين فيه، ضد تلك الأنظمة العربية التي انحازت ضد مصالح أمتها وعرينا صورتها لجماهير الأمة، وكنا، يومها، نحفر في صخرة واقع أليم؛ لأن العالم كله مجير ومستأجر ضد مواقفنا؛ ولم يفت ذلك في مواقفنا. ولكن تلك المواقف ضد الأنظمة الفاسدة، لا يعني أننا فاقدون للرشد الفكري. فالرشد الفكري وشدة وضوح الرؤية القومية هما اللذان دفعا بنا للوقوف ضد حكام الخليج يومئذ، وليس موقفا عدائيا ثابتا من هذه الدول، وهو ذاته الرشد الفكري الذي يلزمنا بالوقوف مع دول الخليج العربي حين تتعرض لعدوان خارجي ماحق، تقوده إيران، وتسندها فيه الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا القيصرية، لتحطيم آخر الأقطار العربية، التي نجت من الجحيم العربي. وإلا كيف يستقيم أن نعيب على حكام عرب أنهم وقفوا مع الأجنبي ضد اخوانهم، وعندما تتعرض هذه البلدان لذات الخطر الخارجي نسمح لأنفسنا بالاصطفاف مع الأجنبي ضدها. أليس هذا هو بالضبط: تنهى عن خلق وتأتي مثله.... عار عليك إذا فعلت عظيم. وأين نختلف عن تلك الأنظمة التي بررت مواقفها الشائنة في تحالفها مع أمريكا وإيران، نكاية بصدام حسين وحزب البعث.
إن المواقف القومية السليمة تمنع من هذه التصرفات الخرقاء، وتدعوا، بخلاف ذلك، إلى الوقوف، عسكريا وسياسيا وإعلاميا وشعبيا، مع السعودية ومع كل قطر عربي لدحر عدوه. و لا مناص من التنبيه، هنا، لأولئك الذين وقعوا في الدفاع عن إيران، خطئا، بسبب ما يعتمل في صدورهم من غضب ضد حكام عرب في أقطار بذاتها، إلى مسألتين جوهريتين : أولاهما أن الحكام الذين عارضناهم لا يشكلون خطرا على هوية الأمة و لا على تاريخها، وإنما اقتصر أذاهم على هدر مقدراتها وخذلان قضاياها الحيوية. وهذا على خطورته البالغة، لا يضاهي الخطر الفارسي الذي لا يرضى بأقل من تدمير الأمة كهوية قومية، وشطبها كذات في التاريخ وكوجود مادي له حضوره في مسرح السياسة الدولية. أما المسألة الثانية فهي أن صراعنا مع إيران ينبع مندافعين: الدافع الأول عقدي. فالإسلام الذي يدين به أتباع وأذيال ولاية الفقيه الحاكمة في إيران هو إسلام ينفي صحة المصحف الذي بين أيدي المسلمين ويزعم ردة أغلبية الصحابة عن الإسلام.. وأما الدافع الثاني فقومي. فإذا كنا مجمعين على حرمة الأرض العربية، فلا يجب الكيل في ذلك بمكيالين، أو أن نتوهم احتلالا حميدا واحتلالا خبيثا. ف " اسرائيل" مغتصب استيطاني للأرض العربية، وإيران مغتصبة للأحواز العربية وجزر الإمارات العربية، ومقيمة لاحتلال استيطاني في العراق، بدعم أمريكي مبين. والآن تمد إيران مجساتها التخريبية لأقطار أخرى، من ضمنها السعودية التي تشتمل على أعظم مقدسات المسلمين وفيها أضرحة أكمل البشر. فهل الاحتلال الصهيوني خبيث والاحتلال الصفوي حميد، وأي إسلام لا ينتخيلمقدساته وأية قومية عربية لا تحتمي لدينها وحوزتها الإقليمية. ومن الغريب أن الذين يعانون من عمى الألوان في موضوع إيران يسلكون سبلا فجاجا لتبرير مواقفهم، لكنهم، في النهاية، يلتقون في نقطة واحدة، هي أن حكام الخليج لا يصلحون لأي خير، ولا يرجى منهم فائدة قومية. غير أنهم، بقولهم هذا، يقعون في صدام مع التاريخ أولا، ومع الضمير القومي، ثانيا. فالخليج العربي، هو الذي أنجب الملك المرحوم فيصل بن عبد العزيز، الذي قاد معركة النفط العربي في خدمة الأمة، إبان حرب 73، فهز به أركان الغرب الامبريالي، وأظهر هشاشة العدو الصهيوني، حين تجد الأمة حكاما عربا مخلصين يوظفون مقدراتها الاستراتيجية لصالح قضاياها الحيوية. والخليج العربي هو الذي وقف مع العراق ضد إيران في قادسية صدام ومول جيش القادسية الثانية. والخليج العربي هو الذي خرج منه الشيخ زايد طيب الله ثراه، دوحة العرب الوارفة وصاحب الآيادي البيضاء والأفضال العميمة، التي وصلت لكل شعب عربي في شتى مجالات الحياة، وتحت كل عنوان. وإذا تذكرنا مثالب حكام في حقبة، فلا يجوز التغافل عن مواقف مشرفة لهم في حقب تاريخية أخرى. وأما التصادم مع الضمير، فهو أننا حين نفضح مواقف هذا الحاكم أو ذاك، فهذا ليس مما يدخل في العبادة التوفيقية، وإنما هو عائد لأسباب موضوعية. وحين تزول تلك الأسباب، بزوال شخوص الحكام أو بتبدل في المواقف، أو يأتي حاكم عربي، من بين أبناء الخليج العربي ليغسل آثار العار في مرحلة شاذة، فهذا مما يثلج الصدور ويفتح بابا للأمل امام الشعب العربي، الذي يرنو، هذه، الأيام، إلى السعودية بالذات لتقود الأمة وتستجمع قدراتها وتعبئ كافة مواردها وامكانياتها لتحسين شروط الوجود القومي في وجه توسع السرطان الفارسي، خصوصا بعدما تبينت عورة أمريكا المتآمرة ضد دول الخليج، كما فعلت بأنظمة أخرى. فهل من المقبول أن نخذل هذا الحاكم في مواقف قومية صحيحة، لأن حكاما آخرين اتخذوا مواقف مشينة. فلو اتبعنا هذا المنطق لما وقفنا مع حاكم في العراق بعد " حلف بغداد المخزي" ولما وقفنا مح حاكم في مصر بعد السادات....إن أبناء الأمة العربية وتياراتها، من قومية وإسلامية، ويسارية وليبرالية وطنية، بغض النظر عن مواقف سابقة، مدعوة لمؤازرة أشقائنا في الخليج العربي لصد الهجمة الفارسية الحاقدة، واستنهاض فاعليات الأمة الشعبية لدعم مقاومة الشعب العراقي لكنس الاحتلال الإيراني منه و كشف المشروع الإيراني، الذي يتسلل، إلى منطقتنا،تحت رداء الإسلام والحمية لآل البيت المبجلين، مستغلا السيولة التي تطبع الوعي لدى بعض من النخب العربية، والفراغ الهائل الذي نتج عن احتلال العراق.
إن تصفية الحساب، الآن، مع حكام الخليج والنكاية بهم، ليس من المسؤولية لا في الدين ولا في العروبة، فضلا عما فيه من التفريط بمزيد من الحقوق القومية وخذلان أولي القربى، باللهاث خلف عدو تاريخي حاقد ينهمر أذاه فصولاتترى، ولا يقبل بدون شطب العرب، هوية ودينا وتاريخا ومآثر. وإن الذين يراهنون على العدو الإيراني لدعم نهوض الأمة من كبوتها، لهم في وهم أكبر من توهم ابليس بدخول جنة الرحمن.. ولن يكون حظهم بأحسن حال من حال الذين راهنوا، من الحكام، على التحالف الاستراتيجي مع أمريكا. وقبلهم راهن عرب على فرنسا وبريطانيا في الحرب العالمية الأولى، فكانت النتيجة استعمارا غربيا هو الأقسى في التاريخ. فكفى من الدعاية لإيران وبذل الجهود، عبثا، في تنظيف عيون فارسية "كلها قذى" وتبييض "وجوه كلها تهم".. بل نقف مع أشقائنا في مواجهة إيران، وخلانا ذم..
------
لم يردنا المقال مباشرة من الكاتب، بل أمدنا به أحد المتعاونين مع الموقع
محرر بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: