البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

عاشت القومية الفارسية… تسقط القومية العربية!

كاتب المقال د. فيصل القاسم   
 المشاهدات: 3328


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هل تعلم عزيزي القارئ أن كل «القومجيين» الذين كانوا يترددون على قصور الرئيس الراحل صدام حسين بوصفه قائداً عربياً قومياً، أصبحوا الآن في حضن الإيرانيين الذين أعدموا «القائد القومي» صدام حسين في يوم عيد الأضحى المبارك؟ يبدو ذلك نكتة صارخة. فعلاً. لكنها الحقيقة. دلوني على «قومجي» أو «ناصرجي» أو «يسارجي» عربي واحد من الذين كانوا يدافعون عن نظام صدام حسين، ويقبضون منه، لا يقبض، ولا ينضوي الآن تحت عباءة الفرس المعروفين تاريخياً بعدائهم الشديد للعرب والعروبة. ربما نجد بضعة قوميين عرب حقيقيين يُعدون على الأصابع حافظوا على مواقفهم القومية الحقيقية، ورفضوا أن يكونوا مجرد سماسرة ومرتزقة للمشروع الإيراني. لكن السواد الأعظم ممن يسمون بـ»القومجيين والناصرجيين واليسارجيين» العرب أصبحوا على عينك يا تاجر حلفاء معلنين لإيران التي حاربت «حبيبهم» السابق صدام حسين لثمان سنوات طوال، لأن صدام كان، بالنسبة للفرس، رمزاً قومياً عربياً حقيقياً خطيراً، على عكس نظيره البعثي السوري الذي تحالفت معه إيران استراتيجياً.

ولم تكتف إيران بمحاربة المشروع القومي العربي الذي كان يقوده صدام حسين، بل نسقت مع الأمريكيين لاحقاً لغزو العراق حسبما جاء في كتاب أمريكي جديد. ويكشف سفير أمريكا السابق في العراق خليل زاده في الكتاب أن كبار المسؤولين الأمريكيين أجروا – قبيل الغزو الذي أطاح بحكم صدام حسين- محادثات سرية مع إيران تناولت مستقبل العراق، ونجحوا في انتزاع تعهد من الجيش الإيراني بعدم إطلاق النار على الطائرات الحربية الأمريكية التي قد تضل مسارها، وتدخل المجال الجوي الإيراني. واستمرت تلك المحادثات – التي لم يُكشف النقاب عنها من قبل، وعُقدت في جنيف مع محمد جواد ظريف مندوب إيران لدى الأمم المتحدة آنذاك، وزير خارجيتها حاليا- حتى بعد استيلاء القوات الأمريكية على بغداد في أبريل/نيسان 2003.

وقال زلماي خليل زاده، في كتاب بعنوان «المبعوث» سينشر الشهر الجاري: «كنا نريد التزاما من إيران بأنها لن تطلق نيران مدافعها صوب الطائرات الأمريكية التي تحلق من غير قصد فوق الأراضي الإيرانية». وأضاف بأن «ظريف الإيراني وافق على ذلك. وكنا نأمل من إيران أن تحث الشيعة العراقيين على عدم مواجهة الأمريكيين، وهذا ما فعلته»، مشيراً إلى أن زعماء الشيعة العراقيين البارزين ممن كانوا يناصبون صدام حسين العداء، كانوا أدوات في أيدي إيران. ولا ننسى ما قاله نائب الرئيس الإيراني الأسبق علي أبطحي حينها: «لولا إيران لم تمكنت أمريكا من الوصول إلى بغداد».

ماذا يقول السماسرة القومجيون بعد أن يطلعوا على مكنونات الكتاب الأمريكي الجديد وما يحتويه من أسرار تقشعر لها الأبدان حول التآمر الإيراني الأمريكي على حبيبهم السابق صدام حسين ونظامه القومي؟ يا الله كم أصبحت كلمات «قومي» و»عروبي» بذيئة وساقطة وقذرة عندما ننظر إلى من كانوا يتشدقون بها على مدى عقود. وكما يقول المثل: «الثلم الأعوج من الثور الكبير»، فالنظام القومجي الشهير نظام آل الأسد ضحك على السوريين والعرب بشعارات العروبة والقومية لعقود، ثم اكتشفنا الآن أن مهمته الأساسية حماية إسرائيل العدو الأول للعرب. ولا شك أن نظام البعث السوري كان قد سبق جميع القومجيين والناصرجيين والعربجيين الحاليين إلى أحضان إيران، فقد رفع حافظ الأسد شعارات العروبة والقومية والوحدة العربية، بينما كان يناصر إيران جهاراً في حربها ضد الشقيق العراقي. وعندما جمعت أمريكا ثلاثين دولة ضد العراق كان حافظ الأسد أول المرحبين. لا بل أرسل قوات سورية ضخمة لقتال القوات العراقية، مع العلم أنه لولا القوات العراقية في حرب تشرين عام 1973 لسقطت دمشق خلال ساعات أمام الدبابات الإسرائيلية.

وإذا أردت أن تعرف مدى سفالة ونذالة وعمالة وخيانة القومجيين والناصرجيين واليسارجيين العرب هذه الأيام انظر فقط كيف يرتمون في أحضان إيران، ويعادون دول الخليج العربية على رؤوس الأشهاد. أليس من المفترض أيها العربجيون أن تقفوا مع أبناء جلدتكم العرب حتى لو كنتم على خلاف معهم، بدل الانضواء تحت العباءة الإيرانية التي تعادي العرب والعروبة، أيها الأنذال الساقطون؟ ألم تصدعوا رؤوسنا على مدى عقود بالتضامن العربي، ورفعتم شعار: انصر أخاك العربي ظالماً أو مظلوماً؟ ألم تطالبوا بنصرة القضايا العربية ضد أي جهة غير عربية؟ فلماذا الآن تسخّرون أقلامكم وحناجركم للدفاع عن الاستعمار الإيراني للمنطقة العربية؟ هل ترضون عندما تسمعون إيران وهي تقول إنها باتت تسيطر على أربع عواصم عربية: بغداد، ودمشق، وصنعاء، وبيروت؟ لماذا لم تدينوا هذه التصريحات الاستعمارية الإيرانية التي تدق إسفيناً في قلب العرب والعروبة؟ أين شعاراتكم القومجية القديمة؟ ألم تقولوا لنا دائماً: العرب أولاً؟ فلماذا الآن تصطفون مع الأبواق الإيرانية ضد دول الخليج؟ لنفترض أن لكم خلافات مع السعودية أو غيرها، لكن هل يعني ذلك أن تتحالفوا مع العدو الصفيوني ضد أشقائكم العرب. قال قوميين قال.
شكراً للثورات التي فضحت هؤلاء المرتزقة القومجيين، وأظهرتهم على حقيقتهم، فهم لا يقلون خطورة على العرب عن الصهيونية والصفيونية. ولا ننسى كيف نادوا بالثورات الشعبية ضد الطغاة، وعندما ثارت الشعوب ضد الطواغيت وقفوا بحقارة عز نظيرها ضد الشعوب الثائرة، تحت حجج المؤامرة الممجوجة التي انفضحت كما انفضحت كل الوجوه القومجية القبيحة الحقيرة.

---------
الكاتب على علم بنشر مقالاته بموقع بوابتي، تم إعلامه من خلال أحد المتعاونين مع الموقع

محرر بوابتي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إيران، الفرس، العراق، القومية الفارسية، القومية العربية، سوريا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 19-03-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فهمي شراب، سلام الشماع، سلوى المغربي، سامح لطف الله، محمد يحي، أشرف إبراهيم حجاج، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، نادية سعد، صلاح المختار، رمضان حينوني، عبد الله الفقير، صلاح الحريري، د. خالد الطراولي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، المولدي الفرجاني، فوزي مسعود ، يزيد بن الحسين، جاسم الرصيف، يحيي البوليني، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، محمد علي العقربي، د. أحمد بشير، حاتم الصولي، سليمان أحمد أبو ستة، وائل بنجدو، د- هاني ابوالفتوح، محمد عمر غرس الله، ماهر عدنان قنديل، رافع القارصي، عبد الرزاق قيراط ، عواطف منصور، د - شاكر الحوكي ، فتحي الزغل، حميدة الطيلوش، محمد شمام ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، محمود سلطان، عمار غيلوفي، أ.د. مصطفى رجب، منجي باكير، محمد الطرابلسي، أحمد النعيمي، بيلسان قيصر، د - صالح المازقي، أنس الشابي، الناصر الرقيق، د. مصطفى يوسف اللداوي، عراق المطيري، المولدي اليوسفي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، كريم السليتي، طارق خفاجي، خبَّاب بن مروان الحمد، تونسي، محمود طرشوبي، علي عبد العال، صفاء العربي، د - الضاوي خوالدية، رحاب اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمد رحال، د- محمود علي عريقات، رافد العزاوي، د.محمد فتحي عبد العال، د - المنجي الكعبي، سعود السبعاني، أحمد ملحم، الهيثم زعفان، عزيز العرباوي، الهادي المثلوثي، العادل السمعلي، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، مراد قميزة، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، أحمد بوادي، رضا الدبّابي، ياسين أحمد، د. ضرغام عبد الله الدباغ، علي الكاش، د. صلاح عودة الله ، عبد الله زيدان، عبد العزيز كحيل، د - عادل رضا، محمد العيادي، محمد الياسين، أحمد بن عبد المحسن العساف ، د. عبد الآله المالكي، د - مصطفى فهمي، د - محمد بن موسى الشريف ، إياد محمود حسين ، إسراء أبو رمان، صفاء العراقي، صالح النعامي ، خالد الجاف ، كريم فارق، د. عادل محمد عايش الأسطل، رشيد السيد أحمد، عمر غازي، حسن عثمان، فتحـي قاره بيبـان، سامر أبو رمان ، مجدى داود، محمد أحمد عزوز، أحمد الحباسي، سيد السباعي، حسن الطرابلسي، صباح الموسوي ، فتحي العابد، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، طلال قسومي، أبو سمية،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز