العدد الجديد من "الكلمة"
استعادة الطيب الصديقي، أحمد ناجي، الاحتفاء بالشعر، سعار الرأسمالية، ومفهوم التثاقف
الكلمة ـ لندن
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3236
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يهتم العدد الجديد من (الكلمة) عدد 107 لشهر مارس/ آذار 2016 التي تصدر من لندن، ويرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، بالشعر لأن هذا الشهر هو شهره الذي يحل فيه اليوم العالمي للشعر في 21 مارس. صحيح أن (الكلمة) تحرص على وجود الشعر وغيره من الأجناس الأدبية من نقد وقص ومسرح ورواية، بل وكانت المجلة الأولى التي تنشر رواية كاملة في كل عدد. ثم أصبحت تنشر ديوان شعر جديد كل شهر، لكنها احتفت بالشعر كثيرا هذا الشهر، وخصصت له أكثر من دراسة تستشرف الحساسية الشعرية الجديدة في المغرب ومصر، وأكثر من مقال تأملي في معانيه ومراميه. كما أهتم العدد بما يدور في الواقع العربي وزحف خيالة الفناء والدمار وسعار الرأسمالية المالية الصهيونية عليه في أكثر من دراسة. كما اهتمت بالإبداع النقدي وخاصة في مجال التنظير لمفهوم جديد هو مفهوم التثاقف الذي يكرس له الناقد الفلسطيني المرموق دراسة ضافية. ونشرت من باب الاحتجاج على العسف بحرية الإبداع مراجعة لرواية (استخدام الحياة) التي حكم على كاتبها أحمد ناجي بالسجن. كما اهتم العدد برحيل المسرحي المغربي الأشهر الطيب الصديقي وخصص له بابي علامات وشهادات، وبرحيل المفكر والمبدع الإيطالي الكبير أمبيرتو إيكو.
ولم يفت العدد كالعادة الاهتمام بالنصوص الأدبية المختلفة من شعر وقص ومسرح، فتقدم أكثر من دراسة عن روايات بعينها، ودراسة أخرى من كشمير التي تؤكد اتساع نطاق الاهتمام بالمجلة عن مسيرة التحديث في النقد الأدبي العربي .. وغيرها من المقالات والمتابعات لجديد الواقع الأدبي العربي العريض. فضلا عن احتفاء العدد كالعادة بالنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من العراق، مع قصص من مختلف البلدان العربية. وباب شعر الذي بدأ بديوان جاء هذه المرة من فلسطين، كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي؛ مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطة ثقافية.
في باب دراسات يقدم الناقد الفلسطيني وليد أبو بكر دراسة يحاول من خلالها تحديد "معنى التثاقف" وأثره المدمر على السرد، وتكشف الباحثة السودانية خديجة صفوت في دراستها "الاقتصاد السياسي لاتفاق وقف القتال بسوريا" البنية التحتية لهذا الصراع الدامي بين رأسماليتين (أمريكية وروسية)، ويتناول الباحث المغربي محمد الدوهو في دراسته "كتابة الحضور والغياب" هذين المفهومين وحضورهما في ديوان شعري ينتمي للحساسية الشعرية الجديدة، ويشخص الباحث العراقي رميز نظمي في دراسته "الفناء: هدية الغرب للعالم العربي" حالة التردي الراهنة التي يعيشها العالم العربي، وتنشر الكلمة بحثا تاريخيا للناقد معراج الدين الندوي موسوم ب"مراحل النقد الأدبي والتحديث فيه بمصر" متناولا المراحل الباكرة للنقد الأدبي العربي في العصر الحديث، ويسعى الباحث المصري بليغ حمدي اسماعيل في "تفكيك النص" الى تقديم قراءة في مشروع صلاح عبدالصبور الشعري تحتفي بحضور النص وشغف السؤال، فيما تكشف دراسة الناقد محمد سيد عبدالمريد "جماليات التشكل الشعري" أهمية أن يقدم كل جيل من المبدعين نقاده الذين يبلورون جماليات نصوصهم الجديدة، وحول "التعايش الثقافي" يشير الكاتب معازيز عبدالقادر أن النص المقدس الإسلامي أكد على وحدة الأصل الإنساني مع الإقرار بالاختلاف.
في باب شعر تنشر الكلمة ديوانا شعريا للشاعر الفلسطيني نمر سعدي موسوم ب"سبايا الملح"، ونصوصا شعرية للمبدعين: محمد الشحات، فتح الله بوعزة، عمر يوسف سليمان، ابراهيم خالد أحمد شوك، صفاء سالم اسكندر، عبدالله أحمد الأسمري. في باب السرد نقرأ رواية "أست لوجيا" للروائي العراقي صلاح صلاح والتي تصور زمن الدكتاتور، الى جانب نصوص قصصية لكل من: سلام ابراهيم، عمر الحويج، سليم مطر، سعيد أحباط، إحسان شرعي، سمير المنزلاوي.
في باب نقد يتناول الباحث ساري حنفي قضية "اللاجئون السوريون والخليج"، وتتقصى الباحثة سعيدة تاقي "الشعر تلك الكينونة الأولى"، فيما يقدم الكاتب محمد تركي الربيعو قراءة لكشوفات "جوزيف مسعد والكشف عن سياسات الشهوة الكولونيانية"، وتشارك الكلمة قرائها رحيل المبدع الكبير امبيرتو ايكو حيث يقدم الكبير الدادسي بورتريها مصغرا للراحل، ويستقصي محمد ابحير "القيم التربوية في شعر الأحداث نموذجا"، ويتكئ الكاتب عيد اسطفانوس على لغة ساخرة لتقديم راهن اليوم في مقال وسمه ب"دين الحب"، ويرى الباحث محمد بقوح أن الفلسفة مؤهلة لإخراج الإنسان من محنته الحضارية في مقاله "الفلسفة وسياسة التكرار". باب علامات ومواجهات خصص لرحيل عميد المسرح المغربي والعربي الطيب الصديقي، حيث تناول عبدالعزيز جدير محطات في مسيرة الرجل، "صانع الفرجة ورائدها"، فيما يقدم الباحث سالم اكويندي "وكيل عطاء المسرح المغربي" في شهادة عميقة تسبر أغوار تجربة الطيب الصديقي، وينهي الباحث والناقد سعيد يقطين باب مواجهات بمقال مؤطر ل"مدرسة الطيب الصديقي الثقافية".
في باب كتب يكتب شوقي عبدالحميد يحيى عن "الثورة تلبس الأنثى في ثوب فرح" في رواية تعود لمرحلة ما قبل اندلاع الثورة المصرية، وتعبيرا عن احتجاج الكلمة على حبس الكاتب المصري أحمد ناجي، تنشر مراجعة لبهاء عبدالمجيد وهي قراءة نقدية لرواية أثبتت جدارتها، ويقدم منير الشرقي في "الاعتقال.. التقاسم.. الفضاءات والذاكرة" كتابا توثيقيا عبارة عن بيانات تفصيلية حول المعتقلات السرية، ويرى الناقد محمود عبدالشكور في "أنا العالم: يوسف المقاوم وحدته بالكتابة والأساطير" أن رواية هاني عبدالمريد تطرح أسئلة مؤرقة عن الرقيب، ويركز حمدي بشير في "بصمات خالدة في تاريخ الشعوب" على دراسة الشخصية السياسية العلمية ودورها التاريخي، ويقارب عماد الضمور "تجليات قصيدة النثر الأردنية" فيما تقربنا سمر الصالح من "تغريبة حارس المخيم" وأسئلة الشتات الفلسطيني في رواية مزيج من الواقع والخيال.
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي. لقراءة هذه المواد اذهب إلى موقع الكلمة في الانترنت: http://www.alkalimah.net
--------
وردنا المقال أعلاه المعرف بالعدد الجديد من مجلة "الكلمة"، من طرف عبد الحق مفراني
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: