البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

التصاميم الظلية المصرية: ‘سفر حالم’ نحو منح الصورة للمادة

كاتب المقال سامي العافي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3427


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


يعتبر تصميم الظل المصري تناص بصريا وايقونا فكريا يستمد أهميته من خصوصياته التشكيلية والرمزية والتعبيرية... التي تظل ماثلة، مستمرة، دائمة... في ما حمله من ترميز وغموض وعوالم مبهمة وإشكاليات غير محدودة، لا تفهم من خارج أنساقه التراثية وأبعادها التقنية والفنية... ونظرياتها الاستيطقية الراغبة في تجاوز النسق التشكيلي المألوف مع محاولة البحث عن حلول جديدة ومعاصرة تسمح بالحضور الكثيف للفعل التأويلي المتسائل عن مبدأ الهوية وخصوصياته الفكرية والتشكيلية.

وأعتقد أن هذا ما يجعلنا ضرورة أمام مجال إيحائي خصب ببنى مركبة ونصوص مفتوحة وقراءات متجاوزة للرسم والحدود، متحركة في مسار دلالي ذو صلة بالواقع وبسياق التجلي وحضارة التقبّل.

وهو ما يوثّق بحقّ علاقة التواصل بين الفنون والحرف ويُسر فكرة المصالحة بين الفن والحياة معتبرا الخصوصية الثقافية والفنيّة... من المبادئ الغير ثابتة ومن المعطيات الغير جاهزة لتفاعلها مع متغيرات الواقع... الضامن لتبادل الأفكار وتدعين الأنشطة الفنية وتجاوز منطق الثنائيات انطلاقا من فكرة تقاطع المادة والفعل.

لذلك ينبغي علينا هنا التأكيد على مسألة تفكيك المرئي والانزياح عن الواقع المحسوس داعين إلى تمثل الحقيقة التصويرية القادرة على تحويل كل معطى واقعي إلى واقع ذهني مدرك يتخرق حدود الكائن ويفلت من فكرة توجيه المادة وإرغامات الموضوع للاحتفاء بعضوية الرؤية واستقلال الذات الناطقة بلغة التشكيل والتصميم وأبعادهم التشكيلية لنية الحصول عن تموضع صحيح يقوّم التقنية ويبدّد ماهية الأثر التشكيلي.

لكن في اعتقادي انه مهما حفا التصميم الظلي المصري بوفرة العلامة وقوّة الترميز والإيحاء المنبثق عن حركة بصرية أو ملاحظة فكرة أو حتى تأمل روحي... مستلهما المتن النظري لقراءة هذا الشكل ‘النموذجي ‘الأيقوني’ بإشاراته المختزلة وأفكاره المختصرة... ومهما حاول تمثيل الواقع ممتطيا نظرية ‘منح الصورة للمادة’ أو ‘إضهار الصورة في المادة’ فإنه يظل منقوصا ما لم يتشرع لقراءات نقدية مؤسسة لمناهج ورؤى جديدة ذات أسس مرجعية تنهل من ينابيع الفكر والواقع والفلسفة والفن والتفكير الجمالي... كما يجسدّها الأدباء والفلاسفة والفنانون...
و’بعبارة أخرى لا يجب أن ننظر إلى فضاء التصميم الظلي المصري بكونه بنية ايقونية متمثلة أو مظهر من مظاهر التعبير فحسب بل على كونه بنى هندسية معقّدة تتباين فيها الأنساق وتتحاور في نظمها الأنماط الممتزجة بمقومات المواد والخامات... وفق مباحث تحليلية نقدية لا يفوتها استدعاء صور بصيغ تعبيرية منبثقة من الحضارة والمجتمع لتشمل أفكاره وتختصر قيمه... دون التغافل دوما على إعادة طرح السؤال عن قضايا الامتزاج الحضاري وأبعادها التشكيلية؟ عن المناهج والرؤى في ظل الحاجة إلى التعصير والتجديد؟ عن فن خيال الظل المصري وكيف أتاح لنا فرصة التأسيس لخصوصية جمالية حديثة في التعبير والتشكيل؟

---------
بقلم سامي العافي
جامعي وباحث اكاديمي


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الفن التشكيلي، الفن، النقد الفني،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 18-02-2016  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حسني إبراهيم عبد العظيم، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، نادية سعد، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، فهمي شراب، فتحي الزغل، أشرف إبراهيم حجاج، سلوى المغربي، ياسين أحمد، أبو سمية، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، عبد الرزاق قيراط ، محمد شمام ، كريم فارق، صلاح المختار، خبَّاب بن مروان الحمد، د. أحمد بشير، د. أحمد محمد سليمان، أ.د. مصطفى رجب، فتحي العابد، عواطف منصور، عمر غازي، د. مصطفى يوسف اللداوي، د- هاني ابوالفتوح، د - شاكر الحوكي ، حسن الطرابلسي، رافع القارصي، الهيثم زعفان، محمود طرشوبي، عمار غيلوفي، مصطفى منيغ، إسراء أبو رمان، فتحـي قاره بيبـان، د. عادل محمد عايش الأسطل، د - صالح المازقي، محمد يحي، إيمى الأشقر، محمد أحمد عزوز، د - الضاوي خوالدية، وائل بنجدو، موسى عزوق، د - عادل رضا، د - محمد بنيعيش، يزيد بن الحسين، علي عبد العال، حسن عثمان، ماهر عدنان قنديل، د - المنجي الكعبي، الهادي المثلوثي، ضحى عبد الرحمن، عراق المطيري، أنس الشابي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، طلال قسومي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الناصر الرقيق، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، د. كاظم عبد الحسين عباس ، يحيي البوليني، رضا الدبّابي، د- محمود علي عريقات، سيد السباعي، أحمد بوادي، مراد قميزة، محمد اسعد بيوض التميمي، بيلسان قيصر، د- محمد رحال، مصطفي زهران، عبد العزيز كحيل، محمد الياسين، تونسي، محرر "بوابتي"، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، علي الكاش، مجدى داود، رشيد السيد أحمد، عبد الله زيدان، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، حميدة الطيلوش، محمود سلطان، محمد الطرابلسي، د- جابر قميحة، أحمد بن عبد المحسن العساف ، المولدي اليوسفي، عزيز العرباوي، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، العادل السمعلي، إياد محمود حسين ، سامر أبو رمان ، خالد الجاف ، أحمد الحباسي، سفيان عبد الكافي، محمد العيادي، صلاح الحريري، منجي باكير، د - محمد بن موسى الشريف ، محمد عمر غرس الله، سلام الشماع، فوزي مسعود ، كريم السليتي، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. طارق عبد الحليم، رمضان حينوني، حاتم الصولي، محمود فاروق سيد شعبان، طارق خفاجي، أحمد ملحم، صفاء العراقي، محمد علي العقربي، د - مصطفى فهمي، صباح الموسوي ، المولدي الفرجاني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة

سياسة الخصوصية
سياسة استعمال الكعكات / كوكيز