العداء الفارسي.. حقيقة ام تجني؟ (الجزء الثاني)
عهد الشاه وحكم الملالي
د. مأمون السعدون
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3456
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
* خميني: "ان لايران الحق في الهيمنة على كل منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية"!
* خميني: "لايوجد افضل من الشعب الايراني ولا حتى شعب رسول الله في صدر الاسلام"!
* صفوي" حدود ايران من قناة السويس حتى تخوم الهند، ومن آسيا الوسطى حتى بحر العرب"!
* لاريجاني: "ايران لاتعادي اسرائيل، والمفاعلات الايرانية لاتشكل تهديداَ لامن اسرائيل"!
* ارييل شارون: "لم ار في شيعة ايران اعداء لاسرائيل"!
ثالثاَـ المرحلة المعاصرة (عهد الاسرة الشاهنشاهية، والعمامة الخمينية.. لايخلتف هذان العهدان الجديدان في عدائهما وحقدهما وسياستها التوسعية على حساب العرب، وابرز ما نجم عن ذلك في..
(أ) عهد الاسرة البهلوية
(1) ضم المحمرة العربية، بمساعدة البريطانيين، وابتلاع (احواز العراق) امارة عربستان والتمدد جنوباَ لضم اقليم (البلوش) الذي كان يحكمه (ال بوسعيد) حكام سلطنة عمان اليوم، والمطالبة بالبحرين واحتلال الجزر العربية الثلاث الاماراتية، وبهذا الصدد يذكر (د. ابراهيم يزدي) اول وزير خارجية لللجمهوري الاسلامية انه خلال قمة عدم الانحياز في هافانا قلت لـ (صدام حسين) عند لقائي به ".. ليس لديكم الحق في التدخل بشأن الجزر الثلاث! فأجابني صدام.. نحن بعثيون وكل قضية عربية هي قضيتنا"، فكل دول الخليج العربي، في رأيهم، تابعة لايران اذ يقول (حلنجي ميرزا) رئيس الحكومة الايرانية عام 1840 في رسالته الى (لابردين) وزيرخارجية بريطانيا "ان الخليج الفارسي من بداية شط العرب الى مسقط بجميع جزائره وموانئه بدون استثناء ينتمي الى فارس"، وزعم الشاه ان لهم حقاَ في مياه شط العرب فكانت معاهدة ارض روم عام 1937، ومن بعدها اتفاقية الجزائر عام 1975، اذ جاء في وصية الشاه رضا خان الى ولده محمد رضا بهلوي "لقد حررت الشاطىء الشرقي للخليج من العرب وعليك أن تحرر الشاطىء الغربي"!
(2)انتهاج سياسة غزو المنطقة العربية بالايرانيين وشراء العقارات والتجنس والاكثار من فتح الحسينيات والمساجد ومؤسسات باسماء دينية واهداف سياسية اضافة الى السفارات والقنصليات والشركات الوهمية والمراكز الثقافية بهدف بث ثقافة طائفية (التفريس) وهذا ما دأب عليه نظام الملالي في العراق وسوريا ولبنان واليمن واقطارمجلس التعاون الخليجي وبما يمهد الى الادعّاء بها والمطالبة بضمها واحتلالها!.
(3) دعم وتشجيع التمرد الكردي في شمال العراق لاضعاف العراق بوابتها الى المنطقة العربية.
(4) الاعتراف بالكيان الصهيوني بعد اغتصابه فلسطين واعلان كيانه مباشرة في العام 1948، وكانوا الى جانب اسرائيل في حروب العرب عامي 1967 و1973.
(ب) وفي عهد جمهورية الملالي عادت الاطماع والادعاءات والنزعة التوسعية والاستعلائية والعدائية ضد العرب بقوة وصلافة لاتخلو من استهتار وتحد وباسلوب وسياسة بازارية" نعومة وخبث وخداع وتقية"! ويمكن تلمس ذلك في تصرفات وتصريحات المسؤولين الايرانيين ومنذ تسلطهم في العام 1978، فقائدهم (خميني) وهو في الطائرة من باريس في طريقه الى طهران بعد نجاح الثورة قال في اول تصريح له " ان لايران الحق في الهيمنة على كل منطقة الخليج بضفتيها الشرقية والغربية!وقد بلغ به الغرور و الغلو حد القول بعد استعادة المحمرة ثانية اثناء الحرب مع العراق عام 1982".. لايوجد افضل من شعبنا ولا حتى شعب رسول الله في صدر الاسلام "! وفي الوصية 6 من وصاياه يقول (خميني) بهذا المعنى ايضاَ " ازعم بجرأة من ان الشعب الايراني بجماهيره المليونية في العصر الراهن افضل من اهل الحجاز في عصر رسول الله "، و(علي لاريجاني) رئيس مجلس الشورى الايراني من جانبه هدد باعادة العرب للانحسار في الحجازقبل 1550 سنة! فضلاَ عن ادعاء المسؤولين الايرانيين بان الجزر الثلاث المحتلة وكذلك البحرين ايرانية!و ان الكويت عمق ايران الاستراتيجي بعد سوريا، واعتبارهم قيام اي اتحاد بين البحرين والسعودية بانه "اعلان حرب على ايران"!وبعد ان تنمروا، بضوء اخضر من الولايات المتحدة، فبسطوا نفوذهم وسلطتهم على العراق وفي سوريا وجنوب لبنان ومؤخرا في اليمن، وهذا التمدد السرطاني في المنطقة لتنفيذ مشروعهم الطائفي باقامة (الهلال الشيعي) لم يعد هناك ما يمنعهم من التحدي والاستهتار بحق دول الجوارالعربي اذ صرح (رحيم صفوي) المستشارالعسكري للمرشد الاعلى خامئني مؤخرا قائلاَ.. ".. ان ايران تريد اعادة رسم حدود البلاد من جديد كما كانت في عهد الاخمينيين، وحدودنا من قناة السويس حتى تخوم الهند، ومن اسيا الوسطى حتى بحر العرب"! اما موقفهم من العراق.. يمكن اجماله بالاتي:
(1) رد خميني المغّرض والمشكّك على برقية تهنئة الرئيس (احمد حسن البكر) التي ختمها وبقصد وحقد بـ " والسلام على من اتبع الهدى"! وهو ما خاطب به الله عزّ وجل فرعون! وجاء في مذكرات اول رئيس للجمهورية الاسلامية (ابو الحسن بني صدر) معترفاَ ان ".. نوايا العراق كانت حسنة ولكن خميني في وقتها قال.. لن يستمر صدام في مكانه اكثر من 6 أشهر"! ولكن الرئيس الشهيد (صدام حسين) وقبل يومين من اعدامه، وكما نقل محاموه، قال مما قاله ".. خميني خصمي وقد قاتلته بشرف ولم احقد عليه، فاوصي شعبي.. اياكم اياكم والحقد "! فايران الملالي كانت تستهدف العراق وهي من دفع الى حرب الثمان سنوات وهي من بدأت الحرب لاسيما وان المقاتلة الايرانية التي يقودها النقيب الطيار (حسين لشكري) قد اسقطت فوق بغداد في 11سبتمبر/ايلول 1980 كذلك طائرة سوخوي اخرى بقيادة الطيار (محمد زارع نعمتي) قبل ايام من بدء الحرب! وقد احتفظ العراق بالطيارين لسنوات كاحد الادلة على البادىء بالحرب!
(2) الشعارات الاستفزازية والتي تعكس السياسة العدائية والتوسعية على حساب العراق والعرب كشعار"تحرير القدس يمر عبر كربلاء"!وشعار (تصدير الثورة) والثورة في مفهوم وفتاوى خميني ".. الشرارة التي ستفّجر المنطقة" وهذه الشرارة وسياسة واشنطن (الفوضى الخّلاقة) هي من اضرم نار الحروب والعنف والاقتتال والتمزيق لبلدان المنطقة وبالذات ما تفعله طهران و مايجري على الساحة العراقية منذ الاحتلال وحتى اليوم!، وهذا كاف لمعرفة نوايا ايران واطماعهم في العراق وهذا ما وصلوه بعد تسلّطهم واحتلالهم العراق ثمن مشاركتهم المحتل الامريكي عام 2003، فهم ليسوا معنيين بالقدس وتحريرها فهذا الشعار وشعارات اخرى وتصريحات المسؤولين النارية بـ (ألقاء اليهود في البحر) هدفها تخّدير وتضليل الداخل الايراني والضحك على الشارعين العربي والاسلامي! فالاسرائيليون يؤكدون ان ايرا ن الملالي ليست عدوة، وكذا الايرانيون، (لاريجاني) يطلقها علناَ ان ".. ايران لاتعادي اسرائيل وان المفاعلات النووية الايرانية لاتشكّل تهديداَ للامن الاسرائلي"! و(ديفيد ليفي) وزير خارجية سابق قال في تصريح له عام 1997 "ايران لم تكن عدواَ" و(اريل شارون) رئيس الحكومة السابق يقول في مذكراته" لم ار في شيعة ايران اعداء لاسرائيل في المدى البعيد"!وحتى مسعى ايران لامتلاك قنبلة نووية لايراه الاسرائيليون على انه تهديد لامن اسرائيل وانما حسب الصحفي (يوسي ميلمان) فان "المفاعلات النووية الايرانية موجهة للعرب!" وهذا الرئيس (روحاني) ومعه وزير الخارجية (ظريف) يداهنان ويتزلفان للصهاينة ومن على منبر الجمعية العامة للامم المتحدة بقولهما ".. المحرقة النازية جريمة بشعة!" ويؤكد (د. بهمن ديبا) الدبلوماسي الايراني في مقال له تحت عنوان (الايرانيون والاسرائيليون حلفاء طبيعيون) يعترف فيه انه.. "ليس للفلسطينيين اي مكان خاص في قلوب الايرانيين "! ثم انهم اليوم في كربلاء وعلى مقربة من تل ابيب.. الحرس الثوري وفيلق القدس بقيادة (قاسم سليماني) في جنوب لبنان وفي الشام.. ألم يحن الوقت لتحرير القدس؟! وليس من باب المقارنة فالعراق والغزو الاميركي على الابواب وتحديداَ اوائل عام 2003 وفي مؤتمر صحفي للاستاذ (طارق عزيز) نائب رئيس الوزراء قدّم احد الصحفيين نفسه على انه اسرائيلي فرد عليه الاستاذ طارق بقوة وثبات.. " بلادي في حالة حرب مع اسرائيل، ولاتعامل مع الصهاينة"؟!
(3) الدفع باتجاه شن العدوان على العراق فكانت حرب الثمان سنوات 1980 ـ 1988 وهي التي حصدت وعوقّت ورملّت ويتمّت وشردت الملايين من الطرفين اضافة الى الخراب واضعاف البلدين، وخلالها كانت فضيحة (ايران ـ غيت) حول الجسر الجوي لتزويد ايران بالاسلحة الاميركية عبر اسرائيل، وفضيحة سقوط طائرة محملة بالاسلحة ومرسلة من اسرائيل على الاراضي الروسية! وقد اعترف (اوليفر نورث) مساعد مستشار الامن القومي الاميركي في مذكراته المنشورة عام 1991 بان" حجم مبيعات السلاح، بواسطة اسرائيل، لايران قد بلغ انذاك عدة بلايين من الدولارات"!
(4) المساهمة بفعالية في تطبيق الحصار الجائر المفروض على شعب العراق لاكثر من 12 عاماَ، وخلال العدوان الثلاثيني الغاشم عام 1991 غدر الغادرون اذ تسلل الحرس والباسيج الايراني ومعهم عصابة (فيلق بدر) في جنح الظلام، من وراء ظهر العراقين غدراَ لانشغالهم بالتصدي للمعتدين، فاستباحوا محافظات الجنوب والوسط حيث القتل الانتقامي والتدمير واتلاف سجلات النفوس والعقارات وحتى المستشفيات لم تسلم منهم! وقد تم بعد التطهير اعتقال 60 ضابطاَ من استخبارات الحرس ومن المخابرات!.
(5) انكار133 طائرة مقاتلة ومدنية، اضافة الى زوارق كانت قد اودعت لديهم كأمانة قبيل عدوان1991 ومن ثم مصادرتها ولم تعدها الى السلطة الحالية التابعة لهم! والاحتفاظ باسرانا منذ 1980 ومازال الى اليوم اسرى عراقيون يقبعون في سجون ايران، فضلا عن اساليب التعذيب الوحشية التي مورست ضدهم واجبارهم على الانخراط في فيلق بدر وعلى تغيير مذاهب وديانة البعض ومن يرفض يقتل وبالدريلات تسمل عيونه وتهشم الاجساد والرؤوس
(6) المشاركة الايرانية الفاعلة للامريكان في احتلال العراق عام 2003 و لولا طهران، حسب المسؤولين الايرانيين " لما استطاعت اميركا دخول بغداد وكابل!"وتنفيذ اجندة تدميره وتمزيق نسيجه الاجتماعي وتفكيكه طائفياَ وعرقياَ واضعاف ارادة شعبه وبسط النفوذ بدافع الحقد والثأر والعداوة وبما ينسجم واطماعهم في تحقيق مشروعهم الطائفي وحلم احياء (امبراطورية فارس) القديمة ويخدم اجندة حلفائهم الاميركان في استعمار المنطقة مرة اخرى وفق الرسمة الجديدة وفق خارطة الصهيوني (لويس برنارد) لتقسم وتجزأة الدول العربية الى ما يشبه الكانتونات والدويلات الهزيلة بعد الهيمنة على نفطها الغزيز وخيراتها الكثيرة! والاهم في ذلك تحقيق الهدف الاستراتيجي الصهيوني الذي لخصّه (آفي ريختر) وزير الامن الاسرائيلي السابق بقوله".. الابقاء على العراق متشظياَ بعد سحقه كقوة عسكرية وتمزيقه كبلد موحد مما يمنعه من العودة الى دوره العربي والاقليمي " فملالي ايران واتباعهم هم شرّع للمحتل الاميركي في العراق!وهم باحزاب السلطة وميليشياتها التابعة والمرتبطة بهم، وبتواطؤ اميركي انتهى بتسليط ايران على العراق!
فكان نظام طهران وما زال المعول الاساس في الانتقام والتدمير والتخريب على جميع المستويات وفي كل المرافق ووفق سياسة حرباء خبيثة مبرمجة عادت بالعراق الى عصور الظلام والتأخر، فهيمنوا بـ "سوداويتهم على الحياة في العراق بكل مناهلها"وقتلوا وعذبوا واعتقلوا خيرة ضباط ومقاتلي الجيش العراقي وابرز العلماء والاساتذة، و شردوا وهجروا الملايين، ونهبوا وسرقوا اموال ونفط الحقول الحدودية، وبثوا ثقافة الجهل والتخلف والامية ببدعها واباطيلها واساءاتها للاسلام الحنيف، وغيّروا على اساسها المناهج الدراسية وحتى الخرائط والاسماء فاصبح شط العرب (اروند رود) وصار الخليج فارسياَ ومحافظة القادسية الى الديوانية والمثنى الى السماوة وذي قار الى الناصرية، وحتى حي القادسية في الحلة الى (الخسروية)! وحتى النصب والتماثيل التي تخلّد مسيرة الحضارة العراقية شملها الدمار،
وقد انشأت (هيئة ازالة الاثار) لهذا الغرض وعملوا تماثيل مسخ لغوغاء عام 1991 تحت مسمى (نصب الانتفاضة الشعبانية)! وازالوا عدة نصب منها (نصب ثورة العشرين!) في النجف، ورفعت اعلام فارس داخل مكاتب المسؤولين و علقّت صور خميني وخامئني في بغداد والمدن الاخرى!! انها عملية " تفريس " ممنهجة تعزز زرع الفرقة وتعميقها بين العراقيين، وهم اليوم من خلال احتلالهم العسكري للعراق وبقيادة فيلق قدس سليماني ينفذون سياسىة (تغيير ديمغرافي) لسكان العديد من المدن العراقية وبالذات في المناطق القريبة من حدودها واسكان الايرانيين بدلا عن سكانها الاصلاء اذ تشير المعلومات الى ان اكثر من 3 مليون ايراني ادخلوا فقط خلال عامي 2005 و2006 وقد منحوا الجنسية العراقية؟! فضلاَ عن تخريب الاقتصاد العراقي ونهب العملة الصعبة واغراق السوق بالبضائع الايرانية من اصغر شيء الى المخدرات والاسلحة والادوية الفاسدة والمجرثمة.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: