ماذا وراء الحملة الصهيوغربية على السعودية ودعم اسرائيل الشرقية؟ 1
صلاح المختار - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4077
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لقد برهنا نحن سياسيو بعد 2003 على أننا مجموعة من اللصوص الطائفيين الجهلة - موفق الربيعي
الاعلام في الغرب لاهم له منذ اعدام النغل الفارسي نمر النمر الا هذه القضية وكل الاحداث الكارثية تراجعت الى الخلف بما فيها كوارث الابادة اليومية لعشرات العراقيين والسوريين واليمنيين والليبيين والقتل المتعمد بدم بارد لشباب وشابات فلسطين ونقله تلفازيا في تحد صارخ لكل العالم، فامريكا الرسمية والاعلامية وكذلك بريطانيا تشنان حملات وصف مسعورة قليل بحقها ضد السعودية ومن يقف معها ضد الغزو الفارسي الذي لم يعد تهديدات بل خطوات حدثت ووجدت اثارها على ارض العراق وسوريا واليمن وانتشرت في المغرب العربي في ليبيا والجزائر وتونس وغيرهما ناقلة ما زرعته في المشرق العربي من الغام طائفية خطيرة.
ولعل موقف اهم شبكات الاعلام الالكتروني وهي ياهو ذات الانتماء الصهيوني والموجهة من الحكومة الامريكية ومؤسساتها الاستخبارية والاعلام الامريكي بشكل عام يبدي دعما قويا لاسرائيل الشرقية بشكل ملفت للنظر ومعاديا للسعودية بشكل صريح وغير مسبوق وهو تحول جوهري له دلالات كثيره فهو يصور نغل اسرائيل الشرقية نمر النمر على انه ضحية (العداء السعودي للمذهب الشيعي)!
ولم يقتصر العداء للسعودية في امريكا على الاعلام بل تدخل الحكومة الامريكية بصورة رسمية معركة كسر العظم مع السعودية فالناطق الرسم باسم البيت الابيض - اي المتحدث باسم اوباما - يصرح ان "السعودية تتحمل وزر الغليان الطائفي باعدامها لما اسمته "امام الشيعة في السعودية" ويحذر السعودية مما اسماه (مغبة خلق المشاكل او النار الطائفية ما بين السنه والشيعة)!!! كأن السعودية وليس اسرائيل الشرقية هي من اشعلت النار الطائفية!!! ولهذا انتبه صحفيون امريكيون لهذا التزوير فعلقوا عليه بالقول ان النظام السعودي موجود بايديولوجيته الحالية منذ عقود ولم تتفجر ازمات طائفية بسببه بل هي تفجرت بعد وصول خميني للحكم وهذه حقيقة واضحة للمنصفين الباحثين عن الحقيقة.
ومن كثرة التركيز على شيطنة السعودية يقول صديق عربي امريكي الجنسية (ان الناس قد زهقت من المبالغات في تغطية موضوع نمر النمر على صفحات شبكات الياهو واخبار ايران التي برزت كحليف استراتيجي لامريكا ضد العرب والمسلمين وارهابهم! يا ريت السعوديين يطلعون الى هذه الحملة التي لم نشاهد او نقرأ مثلها منذ عام 1973 - حرب اكتوبر والمقاطعة النفطية العربية - فهي والله هذه المرة يقصد منها سوء كبير وعظيم) انتهى كلام صديقي.
السؤال المركزي هو: لم تعلن امريكا وبريطانيا دعمهما المطلق والمتطرف لاسرائيل الشرقية وعداءهما للسعودية ودول الخليج العربي الان وفي هذه المرحلة التاريخية الخطيرة من تاريخنا المعاصر بعد ان ادى دعمهما لاسرائيل الشرقية الى تدمير العراق وسوريا واليمن؟ وهل لهذا التعاقب والتتابع في مواقف امريكا تجاه العراق وسوريا واليمن والان تجاه السعودية وشقيقاتها رابط عضوي لابد من اكتشافه قبل فوات الاوان؟ ولكي تكون صورة العداء للعرب واضحة خصوصا السعودية ودعم اسرائيل الشرقية من الضروري قراءة ما نشر في اعلام امريكا وبريطانيا خلال اليومين الماضيين في الروابط المرفقة تحت وهي كافية لاثبات انهما تدعمان بقوة رسميا واعلاميا الموقف الايراني وبلا اي غموض او تردد، ولهذا سنناقش تداعيات ذلك الموقف وماهو المطلوب من العرب.
1- الهدف المباشر حاليا هو الاعداد لتقسيم السعودية بدعم غربي تحت غطاء خرق السعودية لحقوق الانسان وهي نفس المعزوفة التي استخدمت لمحاصرة العراق تمهيدا لغزوه وتدميره فليس ثمة شك بان هذه الحملة لا تختلف من حيث النوعية عن الحملات التي شنت ضد العراق وبطريقة مسعورة ايضا لاجل شيطنته امام العالم تمهيدا لغزوه وتدميرة وتقسيمة، فالنمر هنا يشبه بازوفت البريطاني الجنسية الايراني الاصل والذي اعدم نتيجة لقيامه بمحاولة تجسس في العراق لصالح بريطانيا وربما غيرها فشن الغرب حملة ضخمة من الاكاذيب والتشويهات ضد العراق مهدت للعدوان عليه لاحقا نتيجة لشيطنته كله، ولهذا فليس صحيحا اعتبار الحملة الغربية ضد السعودية سعارا مؤقتا سوف ينتهي بدون نتيجة سوى الضرر الخفيف بل يجب اخذ العبر مما حصل في العراق وهو ان الغرب لا يشن حملة اعلامية الا كي تتبعها وبصورة حتمية اعمال عدائية تنتهي بغزو او عدوانات عسكرية اذا فشل التحريض الداخلي.
2- التغييرات السكانية الضخمة التي جرت في العراق وسوريا حتى الان يجب ان تكون امام اعين قادة السعودية لانها تأتي في اطار خطوات تقسيم الاقطار العربية وتذويب الهوية العربية عن طريق تقليل نسبة العرب وزرع المستوطنين الفرس محلهم بصورة كبيرة بأجبار ملايين العرب على الهجرة تماما مثلما حصل للفلسطينيين قبل ذلك. وهذا ما سنراه غدا في السعودية ودول الخليج العربي اذا لم نواجه الامر بجدية وتخطيط مسبقين، فسوريا شهدت تهجير ثمانية ملايين عربي الى خارجها طبقا لاحصاءات الامم المتحدة الرسمية واغلبهم في سن الشباب ومن العراق هجر عدد غير محدد بدقة لكنه ليس اقل من ثمانية ملايين ايضا، وجلب الى سوريا والعراق سكان من الفرس او من اتباعهم وحلو محل المهجرين، والاستقبال الالماني الحار لهم يؤكد ان التهجير ليس نتاج عنف اعمى بل عنف غائي هدفه تهجير الملايين من اجل اهداف متعددة من بينها :
أ- حل المشكلة السكانية الخطيرة في دول اوربية تواجه موت شعوبها سكانيا نتيجة تراجع الولادات تحت النسبة الطبيعية وهي فوق الاثنين بالمائة ولهذا فمن يظن ان الكرم الالماني هو السبب في استقبال مليون سوري حتى الان واهم ولا يعرف العقلية الغربية الانتهازية والانانية، فالتهجير سيتواصل وبكميات اكبر حالما ينتهي فصل الشتاء وهذا هو السبب في تعمد الغرب افشال كل الحلول السلمية وبالتعاون مع روسيا لاطالة الازمة لتحقيق هذا الامر. كما لا يستبعد ابدا ان روسيا يالذات التي تعاني مثل المانيا من مشكلة تراجع النمو السكاني قد تكون خططت لتهجير الاف وربما ملايين السوريين اليها لتحسين النمو السكاني ايضا.
ب- الهدف الستراتيجي الثابت هو الاصرار على تنفيذ مستلزمات سايكس بيكو الثانية اي تقسيم وتقاسم الاقطار العربية ومن يظن بان هذا الهدف مستحيل عليه ان يعيد النظر والا سيجد نفسه اما مقبورا او مهاجرا، فالغرب وخلفه وفوق ووراءه الخطط الصهيونية المعادية للعرب يسير وفقا لهدف مركزي وهو انهاء الهوية العربية بشرذمة العرب طائفيا وهو ما تقوم به اسرائيل الشرقية بكفاءة عالية، وهنا يكمن السر الاول لدعم الصهيونية الغربية لها بشكل كامل منذ اوصلت القوى الغربية خميني للحكم، بينما يتراجع التقسيم العنصري قليلا وهو ما نراه في الموقف من انفصال الاكراد في العراق وسوريا بعد تشجيع شديد لانفصالهم في سنوات غزو العراق الاولى والانتقال لزرع بذور التقسيم على اسس عنصرية في المغرب العربي.
وحينما يتم تقسيم العراق وسوريا واليمن فان الخطوة التالية والحتمية هي السعودية اولا، فتقسيمها هو الخطوة الجوهرية التي ستجعل بقية دول الخليج العربي تتساقط تلقائيا وبلا اي جهد فارسي في احضان اسرائيل الشرقية، كما انها الخطوة الاجبارية على مسار زيادة وتائر شيطنة الاسلام وتشجيع التطاول على الرسول الكريم وهو ما نراه الان مثلا في مصر – وليس في اوربا وامريكا فقط - ويتم بوقاحة عجيبة من قبل اعلاميين ومن فضائيات مصرية بضرب صحابة النبي اولا وهي خطوة تمهيدية لضرب سمعة النبي لاحقا وفقا لقاعدة (انك تعرف من اصدقائك).وجعل التطاول على النبي ممكنا ليس سوى تمهيد لابد منه لغزو مكة والمدينة وربما تدمير الكعبة وقبر النبي وسط اقل احتجاج ممكن. وطبعا عندما تصل الامور ال هذا الحد تكون السعودية قد قسمت بين القوى الاقليمية والدولية في تطبيق عملي لاركان خطة التقسيم والتقاسم.
ولهذا فان الحملة ضد السعودية لن تتوقف عند حد شيطنتها بل سوف تصل فيما بعد الى مرحلة شرذمة كل الكتل السكانية السعودية وسوف يشمل ذلك حتى امراء الاسرة السعودية فنرى امراء يتقاتلون فيما بينهم من اجل البقاء او السيطرة على منطقة تكفي لبقاءه حيا، والقوات المسلحة السعودية سوف تقسم وتشرذم كما حصل للجيش اليمني والليبي، والقبائل سوف تجد نفسها مجبرة على خوض صراعات داخلية دموية وهو ما رايناه في العراق وليبيا واليمن، وتنتقل الشرذمة الى الطائفة الواحدة فالسنة سوف يتشرذمون ويتحولون الى مذاهب متناحرة بعدائية متطرفة والشيعة كذلك سوف لن يبقوا معسكرا واحدا فغدا سوف نرى انصار ولاية الفقية يتذابحون مع غيرهم...الخ مثل ما نراه الان في العراق.
وتبدأ العمليات بأغراء البعض بانه سينجو لو تنازل فيتنازل لكنه يكتشف بعد فوات الاوان ان تنازله كان مقتله كما حصل للقذافي فرغم كل تنازلاته للغرب قتل شر قتلة، وكما يحصل في السودان حيث ان الغرب والصهيونية ضغطا على السودان كي يقبل بانفصال الجنوب على امل كاذب بغلق ملفات دارفور وغيرها من الالغام لكن الذي حصل هو ان جنوب السودان وقع اسير التشرذم الداخلي الدموي والسودان الاصلي وجد اكثر من دارفور تفور وتتسع وتتعقد، اضافة لما هو بالغ الخطورة وهو الاستخدام الاوسع للنظرية الصهيونية (شد الاطراف) والتي تقوم على دفع جيران العرب غير العرب في اسيا وافريقيا للاشتباك معهم في صراعات حول المياه والحدود وغيرها فبعد ايران جرت اثيوبيا للصراع ضد العرب في السودان ومصر وغدا ستجر دول اخرى غير عربية للدخول في صراعات مفتعلة مع العرب.
الهدف الذي وضعه المهندس الامريكي هو عدم السماح ببقاء قوة مؤثرة على مستوى القطر كله وجعل كل زعيم مؤثرا فقط على مجموعة صغيرة وفي منطقة محدودة في حالة صراع عدائي لا ينتهي مع غيره، تقسيم القطر يبدأ بزرع بذوره اولا وتوفير امكانية لامريكا للسيطرة على كل الاجزاء بسهولة ثانيا من خلال التحكم في الاطراف المتصارعة، بينما الثروة تبقى بيده هو فيترك الكل يتقاتلون.
يتبع.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: