صلاح المختار - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3493
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
لست محاسبا على ماقلته فقط فانت تحاسب ايضا على ما لم تقله وكان يجب ان تقوله - مارتن لوثر كنج زعيم حركة الحقوق المدنية الامريكي
5- هل مازالت السعودية على علاقة جيدة مع امريكا؟ كلا طبعا فامريكا لم تعد تخفي انها تقيم صلات ستراتيجية مع اسرائيل الشرقية وبنفس الوقت تبتعد عن السعودية ودول الخليج العربي وكانت اول خطوات تلك الفرقة هي عملية درع الجزيرة في البحرين والتي قامت بها السعودية وبقية دول الخليج العربي لمنع تسليم امريكا البحرين الى اسرائيل الشرقية في صفقة تشبه صفقة تسليم العراق لها، وبتراكم المواقف الامريكية اصبح معلوما ان امريكا لم تعد تحمي دول الخليج العربي بل تدعم مواقف عدوها التوسعي وهو اسرائيل الشرقية.
ويكفي ان نشير الى ان اوباما وغيره لم يكتفوا بالخطوات السابقة بل امتدحوا اسرائيل الشرقية مرارا وحضارتها وبنفس الوقت صب اوباما جام غضبه على ما سماه (تخلف السعودية ووجود عدد كبير من سكانها معارضا ولم تعالج مشاكله وفيها خروقات كبيرة لحقوق الانسان) متناسيا ان اسرائيل الشرقية فيها النسبة الاكبر للفقر والتمييز الطائفي والاعدامات المتوالية علنا لمئات الايرانيين سنويا وانتشار المخدرات والجريمة والتخلف والمعارضة الاكثر تنظيما ورفضا للنظام لكن دعم امريكا وبريطانيا لنظام الملالي هو الذي يجعله يستمر!
6- السعودية ودول الخليج العربي تواجه تهديد وجود وليس صراعا عدائيا فقط مع اسرائيل الشرقية وبما ان امريكا تخلت عن حماية دول الخليج العربي فان غريزة البقاء تجبر السعودية ودول الخليج العربي على اتخاذ موقف موحد من اجل البقاء ومنع الزوال الكامل للكيانات القطرية والكتل البشرية وبطريقة كارثية اشد هولا من كارثتي العراق وسوريا. قادة الفرس يصرخون بلا تحفظ بانهم (يحكمون الان اربعة اقطار عربية وان مكة والمدينة يجب ان تحررا وتصبحان منطقة دولية والسعودية يجب ان تقسم الى دويلات وان حدود ايران اصبحت في المتوسط....الخ).
وعندما اعدم النغل الايراني نمر النمر تصاعدت التهديدات الفارسية ومن نغول الفرس واتخذت طابعا يؤكد كل ما قلناه اذ انها تهديدات تبشر بقرب زوال انظمة الخليج العربي وخصوصا السعودية وشارك فيها ديكتاتور اسرائيل الشرقية الاوحد خامنئي الذي تجاوز كل الحدود فتحدث نيابة عن الله! فهل مبادرة السعودية لانشاء تحالف عسكري خطأ؟ ام انها ضرورة حياتية مشروعة قبل ان تكون حتمية ستراتيجة؟ جواب كل من لديه منطق سليم سواء كان مع السعودية او ضدها ان السعودية مطالبة وفورا باقامة كافة اشكال التحالف ومع اي طرف يقبل بدعمها والتعاون معها ضد التهديدات الوجودية.
7- اما تصريحات امريكا الشكلية القائلة بانها تدعم التحالف العسكري الاسلامي فهي ليست سوى لعبة كلعبة دعم المعارضة السورية فهي تريد ابقاء الامل لدى اطراف خليجية بدعمها كي لا تقوم بخطوات عملية لحماية ذاتها وكيانها الوطني بدون دعم امريكي وعندها تصبح عملية غزو دول الخليج العربي اسهل، كما انها تعمل بطريقة الحرامي الذي يتظاهر بكل شيء لتضليل الضحية بما في ذلك التظاهر بحمايتها لكنه عندما يجد الجد لا يقوم باي خطوة لتوفير الحماية وهذا امر نراه الان وليس فرضية فرغم كل اعمال اسرائيل الشرقية ونغولها العرب العدوانية في السعودية والبحرين والكويت فان امريكا لم تحرك ساكنا الا لدعم نغول اسرائيل الشرقية، فهل يكفي ان تقول امريكا اننا مع الحلف كي نظن بانها كذلك فعلا؟
8- اما من يقول بان اهداف التحالف الاسلامي غامضة فانه مغمض الوعي قبل العينيين لان الارهاب وهو عنوان كافة المبادرات بالنسبة لدول الخليج العربي يعني اولا وقبل كل شيء الارهاب الذي تهندسه اسرائيل الشرقية وتأمر نغولها العرب او من ذوي الاصول الفارسية المقيمين في دول الخليج العربي بتنفيذه، ونفذته فعلا وتنوي تنفيذ غيره، والاسلحة التي عثر عليها في الكويت والبحرين وبكميات ضخمة تكفي لتسليح جيش وما اعقبها من تهديدات وقحة بعد اعدام النغل الفارسي نمر النمر لا تبقي اي شك في ان الارهاب الذي يحتل المقام الاول في سلم الاولويات الامنية الخليجية كلها خصوصا السعودية هو الارهاب الذي يقوم به نغول اسرائيل الشرقية.
لماذا؟ اولا لان الارهاب الذي تتعرض له السعودية من اطراف سنية متطرفة محدود التأثير امنيا ولا يشكل تهديدا بازالة الكيان الوطني للدول الخليجية ولا بالقضاء على الاف الناس، وثانيا لان التهديدات الفارسية تتعلق بازالة الكيان الوطني وابادة السكان العرب او تهجيرهم، كما فعلت وتفعل اسرائيل الشرقية في العراق وسوريا وكما يفعل توأمها اسرائيل الغربية في فلسطين، وبما ان التهجير بالملايين ونسف الكيان الوطني وفرض هوية قومية غير عربية وتوطين سكان غير عرب يمثل خطرا وجوديا فان الارهاب الاخطر والاهم بالنسبة للسعودية ولنا هو الصادر عن نغول الفرس.
9- وهنا نجد نقطة اللقاء المشترك مع السعودية والذي يجعلنا ندعمها لمنع تحقيق الاهداف القومية الفارسية. وعندما نصل الى هذه النقطة الحيوية لابد من اسقاط اي ابتزاز يقوم به البعض بتذكيرنا بالماضي وكيف ان دولا خليجية تأمرت على العراق فكيف ندعم من تأمر علينا؟ هذه طريقة ساذجة لا يستخدمها الا اطفال تربيتهم فاسدة، او خبثاء انزرع اللؤم الفارسي فيهم فنحن اولا وقبل كل شيء قوميون عرب هدفنا اقامة الوحدة العربية وايصال العرب كل العرب لحالة التقدم واللحاق بالعالم والمساهمة الفعالة في التقدم الانساني، فهل بامكاننا اقامة الوحدة العربية قبل ان نحافظ على اهم وحداتها الاساسية وهي الكيانات القطرية؟ وعندما تتعرض الكيانات القطرية لاي تهديد فاننا نحن دعاة الوحدة العربية الذين ناضلنا من اجل ازالة الكيانات القطرية قاتلنا وسنقاتل من اجل حماية الكيانات القطرية العربية ومنع تفكيكها بفتن طائفية او عرقية، الم نقصف طهران بعشرات الصواريخ حينما حاولت عصابة منها اغتيال امير الكويت؟ الم نؤكد في مواقفنا وافعالنا باننا حماة البوابة الشرقية للوطن العربي واحبطنا الهجمات الشرسة التي قام بها خميني لغزو الاقطار العربية؟
هذه مواقفنا وهي ليست تكتيكا ولا انفعالا مؤقتا بل هي تربية عقائدية قومية راسخة وعندما نتخلى عنها تزول صفتنا البعثية ونصبح اما قطريين او مستسلمين لعواطف ثأرية مدمرة لانها تخلو من العقلانية وتستعبدها نزعة الانتقام بدل العثور على حلول تخدم الامة كلها، وهذه العواطف عابرة ويجب السيطرة عليها من اجل حماية الوجود العربي في كافة الاقطار العربية وبلا اي استثناء، فنحن ونكرر نتعرض للابادة وتغيير هوية قطرنا العراقي وقطرنا السوري وتوطين الملايين من الفرس في القطرين لهذا فان معركتنا الرئيسة والحاسمة ليست معركة ثأرات داحس والغبراء بل هي معركة الوجود القومي والهوية الوطنية ونخوضها ضد عدو يحتل اراضينا فعلا ويهجر الملايين فعلا ويوطن الملايين فعلا، وهو اسرائيل الشرقية.
لقد وقفنا وبلا تردد مع التحالف العسكري الاسلامي لانه مبادرة ايجابية قد تساعد على حماية الكيانات القطرية العربية وان لم تكن مبادرة مكتملة الشروط فاننا اولا لسنا في حالة اختيار بل تحت ضغط حالة اجبار تفرضها عمليات الابادة المنظمة للعرب، واننا ثانيا بدعمنا للتحالف نستطيع التأثير في توجهاته خصوصا عندما يكون التحالف متعاونا مع قوى شعبية عربية منظمة تحرر الارض من غزوات الفرس بدعم من التحالف وهو ما تحتاج اليه المقاومة العراقية والمقاومة السورية والمقاومة اليمنية.
المطلوب الان وقبل اي شيء وفوق كل شيء هو حماية كياناتنا القطرية من الخطر المميت للتقسيم والتفكك باي طريقة ووسيلة بما في ذلك وضع وضع كافة اختلافاتنا وتحفظاتنا في الخلف، فلا صوت يعلو فوق صوت الانقاذ القومي والوطني ولا قيمة لامة فقدت كياناتها القطرية، وعندما نحمي الوجود فان اصلاح الوجود يصبح ممكنا اما اذا زال الوجود بالغزو وغيره فان كلمة الاصلاح والتغيير تصبح لامبرر لها منطقي لها لان الاصلاح للموجود وليس لغير الموجود.
واخيرا ليتذكر نغول اسرائيل الشرقية وغيرهم بان البعث وجبهة الجهاد والتحرير وفصائل المقاومة المنضوية تحت رايتها خصوصا قرة عين المقاومة العراقية وتاج المقاومات العربية قاطبة جيش رجال الطريقة النقشبندية هم من يمنحون صكوك الصواب والخطأ في موضوع مقاومة امريكا ورفض هيمنتها فنحن من ضحى بالسلطة وبكل شيء رفضا لاي مساومات مع امريكا – وكان بامكاننا ان نساوم فنبقى في الحكم الى ماشاء الله – لكننا اخترنا المقاومة الشعبية المسلحة بدلا عن اي مساومات تمس شرفنا القومي فقاومنا امريكا وشريكتها الاساسية اسرائيل الشرقية وقدنا المعركة ضدهما وقدمنا 160 الف شهيد بعثي في مقدمتهم اعضاء قيادة الحزب وامينها العام سيد شهداء العصر صدام حسين.اليست تلك اكبر ماثر المقاومة العربية قاطبة؟ اما اسرائيل الشرقية فقد كانت ومازالت شريك امريكا في كل الجرائم التي ارتكبت بحق العرب في العراق وسوريا واليمن وغيرها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: