يزيد بن الحسين (*) - ألمانيا / العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3196
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تعرضت منطقة جرمانا في ريف دمشق لقصف صاروخي أسفر عن مقتل سمير القنطار القيادي البارز في حزب الله اللبناني و8 آخرين. ونحن نتساءل اين الصواريخ الروسية الحديثة من طراز “اس 400″ و”اس 300″ وعن عدم تصديها للطائرات الاسرائيلية التي نفذت عملية الاغتيال، لقد صوروا لنا ان شبكات الصواريخ هذه ستشكل نقطة تحول استراتيجي في موازين القوى في المنطقة، وتضع حدا للعربدة والغارات والانتهاكات الاسرائيلية للاجواء السورية.وتبين ان روسيا لاتعادي اسرائيل مطلقا فهناك اتفاق ضمني بين الطرفين السماح لطائرات الروسية في دخول المجال الجوي لدولتهم المزعومة وضرب المدنيين السوريين الابرياء مع ترك مطلق الحرية للطائرات الاسرائيلة التجول في كل انحاء سوريا بكل حرية واطمئنان بضرب حزب الله .
ولكن السؤال يبقى مطروحا على تل أبيب وموسكو . هل أبلغت إسرائيل روسيا سلفاً بالغارة، خصوصا وأن الجانبين أكدا أكثر من مرة أنهما ينسّقان في ما بينهما لتجنب مواجهة في سوريا؟ وما مدى علم روسيا وموافقتها على الغارة في منطقة قرب دمشق ، وهل يرسم التنسيق الإسرائيلي ـ الروسي مجالا للتدخل اسرائيل ضد حزب الله وإيران في سوريا؟ الامر المؤكد ان هناك اختراقا امنيا اسرائيليا لوحدة المقاومة التي كان يقودها سمير قنطار لتحرير الجولان، يتمثل في توصل الاسرائيليين الى المعلومات كاملة حول تحركاته، ومقر اقامته، او الشقق التي يتردد عليها، .ثم هل حقا كان هدف سمير هو تحرير الجولان ام مقاتلة الشعب السوري الثائر ؟ الم تعترف زوجته المطلقة انه كان بصدد محاربة الثوار السوريين ؟. ماذا كان يفعل سمير في دمشق؟؟ وهل كان يقاوم الإحتلال؟؟ وهل الميليشيا التي كان ينوي أن يؤسسها بإسم المقاومة الدرزية لتحرير سورية من أيدي الإحتلال الإسرائيلي؟؟ أم الشعب السوري؟؟
ويبقى السؤال مطروحا ، ماهو الدور الذي لعبه سمير القنطار في سوريا، هل وجوده كما قلتم ويقال من اجل تاسيس كيان مقاوم لتحرير الجولان، وهل النظام السوري يرغب اصلا في تأسيس هكذا كيان في وقت عصيب لا يرغب فيه النظام في استثارة اسرائيل، ان وجود سمير القنطار في سوريا في مناطق سيطرة النظام وبين اكنافه انما هو دليل على ان هذا الرجل انهى حياته بعيدا عن العزة وانما بالخيانة العظمى، سمير القنطار لم يقم بعمليات في الجولان سوى اطلاق عدة صواريخ كاتيوشا لم تقتل احدا، ولعله فعل ذلك للتغطية والتضليل لان وجوده الان انما هو دفاعاً عن بشار . سمير ولد مقاوما ولكنه مات مرتزقا واختار حمل السلاح في وجه الحق بعدما قبع خلف السجون مدافعا عن الحق . كان قنطار فدائيا في فلسطين. صار بلا وزن، ولا قيمة، حين صار شبيحا في سوريا
الحقيقة لحد الان غامضة ولم تتوضح من قام باستهداف سمير اسرائيل ام المقاومة السورية ؟ هناك من يحاول تبرئة الروس وصواريخهم الحديثة، وتقصيرهم في التصدي للطائرات الاسرائيلية الذي يقول بان الطائرة التي نفذت عملية الاغتيال اطلقت صاروخها القاتل وهي تحلق فوق الجولان، ولم تخترق الاجواء السورية بالتالي، بينما تبنت مجموعة تدّعي انتماءها لـ “الجيش السوري الحرّ”، اغتيال سمير القنطار ومرافقيه، بـ”عمليّة نوعيّة” ونفت هذه المجموعة “ما يقوله “حزب الله” عن استهداف القنطار من جانب الطيران الاسرائيلي”.وإعتبر بيان الجيش الحرّ خلال كلمة مسجلة عبر شريط مصوّر ان “الكلام الذي يقوله “حزب الشيطان” ما هو إلا محاولة منه لاحباط معنويات الجيش السوري الحر ورفع معنويات المرتزقة جماعته”، يحتاج حزب إيران في كل مدة ضربة منعشة له أيديولوجيا من إسرائيل، ليستمر مسلسل الدجل (المقاومة)!!!
هذه العملية الاسرائيلية جاء تنفيذها احراجا لروسيا اولا، ، واي تبرير غير مقبول. وربما سينضم بوتين لمحور الاحتفاظ بحق الرد في المكان و الزمان المناسبين بل لقد انظم فعلا اثرالحادثة التركية و لم يفعل شيئ سوى العويل . الكرملين رفض التعليق على الغارات الإسرائيلية الأخيرة على سوريا، وما إذا كانت إسرائيل أبلغت روسيا بها مسبقا، وأحال جميع الأسئلة بهذا الشأن إلى وزارة الدفاع الروسية. روسيا تسيطر تماما على أجواء سوريا، فمن المنطق أن يكون مقتل سمير القنطار من بركات التنسيق الروسي الإسرائيلي!!! وقال دميتري بيسكوف الناطق الصحفي باسم الرئيس الروسي الاثنين، حسب ما قالت “روسيا لليوم” “كما تعرفون هناك آليات لتبادل المعلومات بين هيئتي الأركان (في الجيشين الروسي والإسرائيلي)، ويجب إحالة الأسئلة حول ما إذا كانت هناك أي معلومات قدمت مسبقا من جانب إسرائيل، إلى الزملاء العسكريين . أن بوتين أرسل صواريخه إلى سوريا ليس ليطلقها على الطائرات تلاسرائيلية وانما عبارة عن تخويفات للغرب او الطائرات العربية ب. وتين الذي لم يجرؤ حتى الآن على الرد على الإهانة التركية له , هل تتوقع أن يرد على العدو الصهيوني ؟ بوتين أرسل صواريخه إلى سوريا استعراضا للقوة فقط ولا شيئ غير ذلك . حتى لو تكررت الانتهاكات الصهيونية في سوريا فلن يفعل بوتين شيئا ، حتى نصر الله لن يفعل شيئا بعد ان ادار ظهره لفلسطين منذ أن تدخل في سوريا . سيحتار نصر الله، إذا كان ثأر عماد مغنية الأب لم يُؤخذ بعد، فهل سيؤخذ ثأر القنطار؟ ربما بعملية محدودة تتبعها رسائل مثل عملية الرد على اغتيال مغنية الإبن؟
----------
(*)
يزيد بن الحسين، إسم مستعار، والإسم الصحيح للكاتب معروف لدينا
محرر موقع بوابتي
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: