البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات
   رأي القُرعة

مكونات منظومة التحكم في الواقع بتونس

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 6495


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


المتحكمون في تونس منذ عقود ستة فعلوا ذلك لأنهم أستحوذوا على أجهزة الدولة التنفيذية والمصممة والمنتجة للمعاني
الأجهزة التنفيذية هي أدوات القمع والقوة عموما
أدوات تصميم المعاني هي الهيئات التي تسن القوانين كمجالس النواب وهيئات التشريع القانوني التي تصيغ القوانين، وهي أدوات تنبع من خلفية عقدية وفكرية

أما أدوات إنتاج المعاني فهي تلك التي تشكل الاذهان ويمكن تحديدها بثلاث دوائر وهي التعليم والإعلام والثقافة

يتصور الكثير أن خطورة الأنظمة القمعية تكمن في الأمن و الجيش، ولذلك تركز منظمات حقوق الانسان على تجاوزات تلك الأجهزة بل إن الجماعات المسلحة تستعمل مفهوم الطاغوت الذي يعتبر الأمن والجيش العدو الأوحد

أنا أعتبر هذا الفهم قاصرا، وهو قصور تشترك فيه المنظمات الحقوقية والجماعات المسلحة، لماذا ؟

لأن الأمن والجيش هما مجرد المكون التنفيذي للمنظومة التي تحكم الواقع، فهي جهاز نتائجي (جهاز نتيجة لغيره وليس السبب) للمكونات المفكرة والمصممة في المنظومة الحاكمة التي هي المسؤولة عن إنتاج التجاوزات وشرعنتها

أنا أقترح أن المنظومة المتحكمة بالواقع يمكن تصميمها بمكون فيه ثلاث جوانب متتابعة من حيث الوجود: المفكر والمصمم والمنفذ

والتفسير السببي يعطي قيمة أكبر للسابق في الوجود، إذن فالحانب المفكر أي الخلفية الفكرية / الايدولوجيا هي المسؤولة الأولى عن كل التجاوزات، يليها الجانب المصمم والمنتج للأفكار وهو القوانين و أدوات تشكيل الأذهان، وأقلها أهمية الجانب التنفيذي (الامن والجيش) عكس مايتصور الكثير

منهجيا أي تناول يحلل النتيجة عوض السبب هو تناول فاسد موضوعيا، ومنظمات حقوق الانسان هي منظمات نتائجية تتناول عمليات التعذيب وغيرها، أي تتناول تفاصيل الجانب التنفيذي للمنظومة أي النتائج، وهذا لن يضع حدا للتجاوزات

إذا رجعنا لواقعنا الذي يتحكم فيه بقايا فرنسا من خلال منظومة كاملة بجوانبها المفكرة والمصممة والمنفذة، و إذا استقرأنا أدبيات الفاعلين السياسيين وجدناهم يفهمون المنظومة المتحكمة بطريقة نتائجية قاصرة، فهم يشتكون من تجاوزات الأجهزة التنفيذية، ولم نر في أدبياتهم تنبيها لخطورة المنظومة الفكرية والإيديولوجية التي أوجدت عمليات القمع تلك وصاغت فلسفتها

لم ينبه الفاعلون السياسيون لخطورة الايدولوجيا التي تقف وراء قانون الارهاب مثلا التي تفترض إبتداء أن الالتزام الاسلامي امر غير مقبول وأن التهتك والإنحرافات هي الوضع الطبيعي السوي الذي تقاس إليه السلوكيات

إذن خطورة بقايا فرنسا ليس في أدواتهم التنفيذية التي يحكموننا بها، و إنما في أدوات التشكيل الذهني التي يصيغون من خلالها الواقع بإنتاج معاني مستحدثة للمفاهيم المتعارف عليها


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، بقايا فرنسا،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  التعامل الساذج مع كاتبة مسلسل الفهري: نموذج من التفكير البدائي
  تأملات (71): المسؤولية الفردية تغيرت عما كانت سابقا، صيغة للفهم
  إلى أي مدى يصح لوم الناس على فساد أخلاقهم
  الدولة التي تمضي وقتها كله تستبعد الإسلام وتحاربه، توظف شهر رمضان للايهام بعكس ذلك من خلال هواية ترصد الهلال
  ماذا لو نكف عن النظر لاتجاه واحد: مشاكلنا في نسبة كبيرة منها ستنتهي وستقل استعمالات من نوع: بهايم، أغبياء
  حينما تطرد اللغة الفرنسية وفرنسا من حياتنا يمكننا أن نعتبر اليوم ذكرى استقلال
  المفكر التابع (7): لماذا يذكر كتابنا طائر السنونو والنورس ولايذكرون طيورنا
  تأملات (70): الفرد موضوع إخضاع متعدد منذ وجوده
  في تكوّن المعنى (6): سطوة الحدث تغير وتنتج المعاني
  المغالطات (8): اللباس مسألة شخصية لايصح تناولها بالنقد
  الاصرار على "الحق" في وقت التنازع لايعني حلا للمشكل، لاختلاف معانيه
  أسلوب السخرية زمن وجوب الفعل يعني العجز والتسليم بالهزيمة: السخرية من لباس بنت السيسي ومن لباس أعوان قيس
  حينما يتساوى الكل في الصفات، تنعدم الأهمية التمييزية بسبب ضياع المعنى
  عموم الناس أي الشعب لاقيمة لهم في الأحداث الكبرى إلا كوقود معارك
  التدين الشكلي (26): الشعائر لا تبرر وإنما قيمتها في الخضوع لها من دون فهمها: نموذج الحج والصلاة
  التدين الشكلي (25): تعقيد معارف الإسلام الذي يبعدنا عنه
  تأملات (69): الفرق بين: ليس عاديا(موش نورمال)، ليس طبيعيا وليس سويا
  بناء الطوب وخرفان الذبح
  تأملات (68): كيف ننقذ أنفسنا من الغرق في التفاصيل، محورية الفكرة ومحورية الواقع
  تأملات (67): تكرار تناول نفس الخبر دليل غياب المعنى في تعاملات الناس
  حلقات "الاعترافات الكنسية" مازالت متواصلة كأطول المسلسلات التلفزية
  يريد أفراد القطيع أن يلتحق الكل بقطيعهم ومن رفض هاجموه
  أرفض هذه الثنائية
  في تكوّن المعنى (5): المعاني يمكن أن تنتج بتفويض واع، من طرف أدوات الثقافة
  في تكوّن المعنى (4): التبريرات البعدية المعتمدة على القرآن في عمومها مصادرات فاسدة عقليا
  في تكوّن المعنى (3): الاتفاق على المفهوم لايعني الاتفاق على معانيه: إبطال أساس القيم الكونية
  هل الذي يكتب مجرد "فرايجي" كما ينتقد البعض
  المفكر التابع (6): الترويج لقيم المركزية الغربية من خلال زعم التصدي للانقلاب، نموذج شيماء عيسى
  نقص الخيال حينما يحكم المثقف ورجل السياسة
  المصطلحات السائبة: نموذج "الفتنة"

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يحيي البوليني، محمود طرشوبي، د. مصطفى يوسف اللداوي، فوزي مسعود ، حسن الطرابلسي، رمضان حينوني، حاتم الصولي، أحمد الحباسي، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، صباح الموسوي ، د- جابر قميحة، د - مصطفى فهمي، رضا الدبّابي، أ.د. مصطفى رجب، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، أحمد ملحم، مجدى داود، د.محمد فتحي عبد العال، علي عبد العال، يزيد بن الحسين، طلال قسومي، المولدي الفرجاني، سيد السباعي، إياد محمود حسين ، محمد أحمد عزوز، مراد قميزة، كريم السليتي، د - محمد بن موسى الشريف ، تونسي، أحمد بن عبد المحسن العساف ، سفيان عبد الكافي، مصطفي زهران، إسراء أبو رمان، الهيثم زعفان، صلاح المختار، عبد الرزاق قيراط ، رحاب اسعد بيوض التميمي، حسني إبراهيم عبد العظيم، د- محمود علي عريقات، سلوى المغربي، مصطفى منيغ، د. طارق عبد الحليم، محمد الياسين، سليمان أحمد أبو ستة، د. عبد الآله المالكي، د. خالد الطراولي ، فتحي الزغل، علي الكاش، سعود السبعاني، عمر غازي، سامح لطف الله، عواطف منصور، صفاء العراقي، حسن عثمان، أشرف إبراهيم حجاج، نادية سعد، ضحى عبد الرحمن، جاسم الرصيف، محمد يحي، محمد شمام ، د - شاكر الحوكي ، د- محمد رحال، أحمد بوادي، د. أحمد محمد سليمان، العادل السمعلي، خبَّاب بن مروان الحمد، محمود سلطان، عمار غيلوفي، عزيز العرباوي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، عبد الغني مزوز، إيمى الأشقر، صفاء العربي، د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، منجي باكير، محرر "بوابتي"، أنس الشابي، د - عادل رضا، محمد اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، محمد العيادي، أحمد النعيمي، عراق المطيري، حميدة الطيلوش، عبد الله زيدان، محمد الطرابلسي، صالح النعامي ، سامر أبو رمان ، أبو سمية، د - الضاوي خوالدية، د. أحمد بشير، صلاح الحريري، رشيد السيد أحمد، رافع القارصي، فهمي شراب، فتحي العابد، خالد الجاف ، الهادي المثلوثي، فتحـي قاره بيبـان، الناصر الرقيق، محمود فاروق سيد شعبان، د. كاظم عبد الحسين عباس ، كريم فارق، وائل بنجدو، محمد عمر غرس الله، د- هاني ابوالفتوح، ماهر عدنان قنديل،
أحدث الردود
مقال ممتاز...>>

لغويا يجب استعمال لفظ اوثان لتوصيف مانحن بصدده لان الوثن ماعبد من غير المادة، لكني استعمل اصنام عوضها لانها اقرب للاذهان، وهذا في كل مقالاتي التي تتنا...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

واضح أن الكاتب يعاني من رؤية ضبابية، وهو بعيدٌ عن الموضوعية التي يزعم أنه يهتدي بها..
نعم، وضعت الأنظمة القومية قضية تحرير فلسطين في قائمة جدول...>>


الأولى أن توجه الشتائم التي قدمتها لما يُسمى بالمعارضة الذين هم في الحقيقة تجار الوطن والشرف.. ارتموا كبائعات الهوى في حضر التركي والأمريكي والقطري وا...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة