البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الاسد وبروتوكولات حكماء صهيون

كاتب المقال د.محمد حاج بكري - تركيا / سورية    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 4174


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لقد عانت الثورة السورية من يتم لم تعانه أي ثورة ففي الوقت الذي يقتل فيه الشعب بالمئات كل يوم و يعتقل فيه مئات الآلاف و يموت منهم الآلاف تحت العذيب في الوقت الذي يتم فيه تدمير ممنهج للمدن و القرى و الأحياء على امتداد سوريا و يشرد نصف الشعب السوري داخليا و خارجيا على أيدي قوات الأسد و شبيحته في نفس هذا الوقت تتهم الثورة أنها حرب إرهابية في إطار مؤامرة كونية على النظام الممانع و العلماني و المقاوم المتحالف مع حزب الله و عصائب أهل الحق و دولة ولاية الفقيه في إيران بالإضافة إلى عشرات الفصائل الشيعية الحاقدة

الثورة السورية يتيمة و الشعب السوري يترك وحيدا يواجه أبشع المجازر و أكثر أساليب التعذيب الجسدي و النفسي على يد أحقر الأنظمة و أكثرها استهتارا بحياة الإنسان دون أن يجد نصيرا على امتداد العالم إلا إيمانه بالله عزوجل و دينه و عقيدته .
نحن نعيش العام الخامس لثورتنا شهدت على مدى العداء الذي يكنه الأسد للشعب السوري و الذي تجلى بهذا الكم المرعب من الجرائم الدموية و الكم المذهل من الدمار و التهجير للشعب و العداء الذي أظهره النظام العالمي لأي بادرة تغيير حقيقية في سورية طلبا للحرية و العدالة .

سنوات مرت كشفت حقيقة المعارضات السياسية المتسكعة على أبواب الدول و الحكومات لإستجداء السلطة و المناصب و المال فبرهنت على تشكيكها بمقدرة الشعب على التغيير و باستهانتها بالدوافع الحقيقية التي دفعت الملايين لمواجهة الموت في سبيل الحياة التي لم تعد ممكنة دون التغيير الجذري للواقع .

سنوات أكدت لنا تماما أن النظام العالمي بكل قواه من أنظمة و مؤسسات شرقا و غربا شمالا و جنوبا هم داعمين صادقين للاستبداد الدموي و المدعين كذبا صداقة الشعب السوري و تأييدهم لمطالبه يتملكهم العداء الصارم لأي محاولة يبادر لها الشعب لتحديد خياراته و تقرير مصيره و بناء مستقبله و لو على بحر من الدم و الدموع .

لن أستفيض في البحث بالأحداث و المآسي و الكوارث التي حصلت للشعب السوري و لا لعذابه و قهره و قتله واعتقاله و حالات الاغتصاب و الهجرة و الجوع و البرد و التشرد و إلى ما هنالك من وصمات عار على جبين الإنسانية .

لم يكن الشعب السوري في وارد ما آلت إليه الأمور اليوم فكل ما طلبه بعض من الحرية و الكرامة ليس أكثر فأريد له أن يتحول إلى أمثولة لسائر الشعوب في الطاعة و الخضوع لطغيان المستبدين المتسلطين لكن أسأل نفسي كما أتمنى أن تسألوا أنفسكم لماذا هذا الدفاع المستميت عن الأسد ومن يقف وراء ذلك ومن بقي في العالم لم يعرف بالوحشية و الإستبداد و القتل الممنهج للشعب و الذي يمارسه الأسد و عصابته .
بداية دعونا نعود إلى أصل هذه العائلة و فصلها فبإجماع المؤرخين و الباحثين أن عائلة الأسد ليس لها انتماء أو أصل في سورية فأصلها يعود إلى أرض أصفهان من أرض فارس في إيران و تحديدا من يهود أصفهان و ورد في الحديث الذي رواه الإمام مسلم من صحيحه يقول النبي صلى الله عليه وسلم ( يتبع الدجال من يهود أصفهان سبعون ألفا عليهم الطيالسة ) . قدمت هذه العائلة من أصفهان إيران واستقرت هجرتها في لواء اسكندرون ثم قدم الجد الأعلى لهذه العائلة سليمان الوحش إلى قرية القرداحة و سكن فيها و برز من أولاده حافظ علي سليمان الوحش فتعلم و واصل تعليمه إلى أن تخرج من الكلية الحربية و أصبح وزيرا للدفاع .

وفي شهادة لمحمود جامع (منشورة ) و هو كان صديقا مقربا من السادات بأنه قد زار سوريا في عام 1969 و كان السادات نائبا للرئيس جمال عبدالناصر و كان رئيس الجمهورية في سورية نور الدين الأتاسي و وزير الدفاع حافظ الأسد بأن السادات أقسم بالله العظيم و هو يربت على كتف محمود جامع قائلا له : سأخصك بسر خطير و هو ينظر إلى هضبة الجولان أن هذه الهضبة دفعت فيها إسرائيل مبلغ (100) مليون دولار آنذاك بشيك تسلمه كل من حافظ الأسد و رفعت الأسد و أودع في حساباتهما في أحد بنوك سويسرا و أن رقم الشيك موجود لدى عبد الناصر في خزانته

من المعلوم في سوريا أن حافظ الأسد كان وزير الدفاع في حرب 1967 و هو المسؤول مباشرة عما يمكن تسميته (فضيحة سقوط واحتلال الجولان ) و تأكد هذا ميدانيا من خلال كتاب الرائد السوري خليل مصطفى (سقوط الجولان ) الذي أصدره عام 1975 وو ضعه حافظ الأسد في السجن بسبب كتابه و أهم مافي الكتاب و هو الصفحة (327) بخصوص هذا الموضوع و في الفصل الثاني يشرح طريقة سير المعارك صباح الخامس من حزيران 1967 حيث كان الرائد خليل ضابط المخابرات السوري في الجولان مما يعني إطلاعه الدقيق على كافة الملفات السرية و العلنية ليلخصها في كتابه بنتيجة واحدة مفادها أن كل ما تم عبارة عن مسرحية ذات سيناريو ضعيف ومكشوف و لم تجري أي مواجهة حقيقية و خطة الهجوم كاذبة وأوامر حافظ الأسد المرتبكة بين الهجوم و الدفاع إلى الانسحاب جعلت كل المواقع و الوحدات السورية هدفا للطيران الإسرائيلي و المدفعية فكانت كارثة حطمت و أفرغت المواقع الدفاعية و تركت الأرض مشاعا للعدو تغطيها الجثث و هياكل الآليات و السيارات و الأسلحة ثم يؤكد الرائد خليل أنه مساء الخميس الثامن من حزيران صدرت من وزير الدفاع حافظ الأسد أوامر بالانسحاب الكيفي من الجولان في الصفحة (100) أي أن كل قائد ينسحب بالطريقة التي يراها مناسبة .

بالإضافة إلى تأكيد وزير الصحة السوري وقتها عبد الرحمن الأكتع الذي كان في جولة ميدانية جنوب القنيطرة عندما أعلن وزير الدفاع حافظ الأسد سقوط القنيطرة يقول الأكتع سمعت نبأ سقوط القنيطرة يذاع في الراديو و عرفت أن ذلك غير صحيح لأننا موجودون و لم نرى جيش العدو فاتصلت هاتفيا بحافظ الأسد و قلت له أن المعلومات التي وصلتكم غير دقيقة نحن موجودون و لا نرى جيش العدو الإسرائيلي فشتمني بأقذع الألفاظ و قال لي لا تتدخل في عمل غيرك و هكذا يكون حافظ الأسد أعلن السقوط قبل السقوط فعلا و لم يدخل جيش الاحتلال إلا بعد إعلان الأسد بسبعة عشرة ساعة .

و ليكن في علم القارئ بأن حافظ الأسد قد مات بتاريخ 10 حزيران عام 2000 أي يوم إعلانه سقوط القنيطرة فتفكروا يا أولي الألباب .
الأمر الآخر الذي يجب ذكره عن علاقة آل الأسد باليهود هو الوثيقة التي أشار إليها جرار آرو مندوب فرنسا في مجلس الأمن موجها كلامه إلى المندوب السوري بشار الجعفري قائلا له : بما أنكم تحدثتم عن فترة إحتلال فرنسا لسوريا فمن واجبي أن أذكركم أن جد رئيسكم الأسد قد طالب فرنسا بعدم الرحيل عن سورية ومنحها الإستقلال بموجب وثيقة رسمية وقع عليها و محفوظة في وزارة الخارجية الفرنسية و إن أحببت أعطيكم نسخة عنها .

و هذا نص الوثيقة بالحرف الموجهة إلى ليون بلوم و هو أول يهودي فرنسي يتولى رئاسة وزراء فرنسا في الجمهورية الثالثة مرتين و هو إبن لعائلة يهودية ثرية في باريس و درس القانون في السوربون مع العلم أن هذه الوثيقة تحتوي في ثناياها بأسرار كاتبيها و حقيقة أصولهم و انتمائهم الديني و العرقي و نهجهم السياسي , وتقول هذه الوثيقة :

دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية
بمناسبة المفاوضات الجارية بين فرنسا و سورية نتشرف نحن الزعماء العلويين في سورية أن نلفت نظركم و نظر حزبكم إلى النقاط التالية :
1- إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة و التضحيات الكبيرة في النفوس هو شعب يختلف بمعتقداته الدينية و عاداته و تاريخه عن الشعب المسلم السني و لم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطة مدن الداخل .

2- إن الشعب العلوي يرفض أن يلحق بسوريا المسلمة لأن الدين الإسلامي يعتبر دين الدولة الرسمي و الشعب العلوي بالنسبة للدين الإسلامي يعتبر كافرا لذا نلفت نظركم إلى ما ينتظر العلويين من مصير مخيف و فظيع في حال إرغامهم على الالتحاق بسوريا عندما تتخلص من مراقبة الانتداب و يصبح في إمكانها أن تطبق القوانين و الأنظمة المستمدة من دينها .

3- إن منح سورية استقلالها و إلغاء الانتداب يؤلفان مثلا طيبا للمبادئ الاشتراكية في سورية إلا أن الاستقلال المطلق يعني سيطرة بعض العائلات المسلمة على الشعب العلوي في كيليكيا و جبال اسكندرون و جبال النصيرية أما وجود برلمان وحكومة دستورية فلا يظهر الحرية الفردية إن هذا الحكم البرلماني عبارة عن مظاهر كاذبة ليس لها قيمة بل يخفي في الحقيقة نظاما يسوده التعصب الديني على الأقليات فهل يريد القادة الفرنسيون أن يسلطوا المسلمين على الشعب العلوي ليلقوه في أحضان البؤس .

4- إن روح الحقد و التعصب التي غرزت جذورها في صدور المسلمين العرب نحو كل ما هو غير مسلم هي روح يغذيها الدين الإسلامي على الدوام فليس هناك أمل في أن تتبدل الوضعية لذلك فإن الأقليات في سورية تصبح في حالة إلغاء الانتداب معرضة لخطر الموت و الفناء بغض النظر عن كون هذا الإلغاء يقضي على حرية الفكر و المعتقد و هنا إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق المسلمين يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على توقيع وثيقة يتعهدون بها بعدم إرسال المواد الغذائية إلى أخوانهم اليهود المنكوبين في فلسطين وحالة اليهود في فلسطين هي أقوى الأدلة الواضحة و الملموسة على أهمية القضية الدينية التي عند العرب المسلمين لكل من لا ينتمي إلى الإسلام فإن أؤلئك اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة و السلام ونثروا فوق أرض فلسطين الذهب و الرفاه و لم يوقعوا الأذى بأحد و لم يأخذوا شيئا بالقوة و مع ذلك أعلن المسلمون ضدهم الحرب المقدسة و لم يترددوا في أن يذبحوا أطفالهم و نسائهم بالرغم من وجود إنكلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا لذلك فإن مصير أسود ينتظر اليهود و الأقليات الأخرى في حالة إلغاء الانتداب و توحيد سورية المسلمة مع فلسطين المسلمة هذا التوحيد هو الهدف الأعلى للعربي المسلم .

5- إننا نقدر الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري و على الرغبة في تحقيق الاستقلال و لكن سورية لا تزال في الوقت الحاضر بعيدة عن الهدف الشريف الذي تسعون إليه لأنها لا تزال خاضعة لروح الإقطاعية الدينية ولا نظن أن الحكومة الفرنسية و الحزب الاشتراكي الفرنسي يقبلان بأن يمنح السوريين استقلالا يكون معناه عند تطبيقه استعباد الشعب العلوي أما طلب السوريين بضم الشعب العلوي إلى سوريا فمن المستحيل أن تقبلوا به أو توافقوا عليه لأن مبادئكم النبيلة إذا كانت تؤيد فكرة الحرية فلا يمكنها أن تقبل بأن يسعى شعب إلى خنق حرية شعب آخر لإرغامه على الانضمام إليه

6- قد ترون أنه من الممكن تأمين حقوق العلويين و الأقليات بنصوص المعاهدة أما نحن فنؤكد لكم أن ليس للمعاهدات أي قيمة إزاء العقلية الإسلامية في سورية و هكذا استطعنا أن نلمس قليلا في المعاهدة التي عقدتها إنكلترا مع العراق و التي تمنع العراقيين من ذبح الآشوريين و اليزيديين .

فالشعب العلوي الذي نمثله نحن المجتمعين و الموقعين على هذه المذكرة يستصرخ الحكومة الفرنسية و الحزب الاشتراكي الفرنسي و يسألهما ضمانا لحريته و استقلاله ضمن نطاق محيطه الصغير و يضع بين يدي الزعماء الفرنسيين الاشتراكيين و هو واثق من أنه وجد لديهم سندا قويا أمينا لشعب مخلص صديق قدم لفرنسا خدمات عظيمة مهدد بالموت و الفناء .
الموقعون مجموعة من الزعماء العلويين و على رأسهم سليمان الأسد .

عندما تقرأ الوثيقة فإننا نلحظ التمييز الواضح بين الشعب العلوي والشعب السني فلا يوجد أي قاسم مشترك بالإضافة إلى عدم رضا الشعب العلوي أن يكون جزء من سوريا المسلمة و أن النظام و الحكومة الدستورية يشكلان خطرا عليه وأن بقاء الوصاية الأجنبية على سورية هو الضامن الوحيد للأقليات و سلامتها ثم الحديث عن اليهود بطريقة عجيبة فهم الطيبون الذين جاؤوا بالحضارة و السلام و الذهب و الرفاه و أن الشعب المسلم هو من فعل الأفاعيل باليهود و أن الشعب العلوي حزين لما أصاب اليهود المساكين على يد وحشية العرب و أن الشعب العلوي قد قدم لفرنسا خدمات جليلة و المعاهدات لا قيمة لها مع العرب الملفت أكثر بالنظر أن الوثيقة وقعت عام 1936 أي قبل قيام دولة إسرائيل ب 12 سنة فما الذي يدفع هذه المجموعة إلى الدفاع المستميت بهذا الشكل الغريب عن اليهود .

و على سبيل المثال لا الحصر ففي الخامس و العشرين من شهر شباط عام 1974 أصدر حافظ الأسد المرسوم الجمهوري رقم /385/ القاضي بالعفو عن 23 جاسوسا كانوا يعملون لصالح الكيان الصهيوني ضد سورية بعد أن تغلغوا في أنحاء البلاد

تصريح موشي دايان لوكالة الصحافة الفرنسية في 5/6/1976 قائلا : أن على إسرائيل أن تظل في موقف المراقب حتى لو غزت القوات السورية بيروت و اخترقت الخط الأحمر لأن غزو القوات السورية للبنان ليس عملا موجها ضد أمن إسرائيل .

عند موت حافظ الأسد و خلال مقابلة لحبر اليهود السوري (إبراهيم الحمرة ) في القدس مع BBC قال فيها عندما سئل عن علاقة اليهود بالأسد في سورية أجاب بقوله : لقد زرته مع وفد يهودي عام 1972 للمباركة في رئاسته الأولى و طلبنا منه بعض التسهيلات فأجابنا عليها جميعا .

ويقول الدكتور منير غضبان في كتابه سورية في قرن ( لم يكن لحافظ الأسد أن تفتح له الأبواب و تهيأ له السبل و تذلل له العقبات إلا ضمن خطة مدروسة فتسليم الجولان كان الإمتحان الأول و التخلي عن الفدائيين الإمتحان الثاني و حظر الفدائيين عن العمل خلال الحدود السورية لمواجهة إسرائيل الإمتحان الثالث ) هذه الإمتحانات جعلته محط أنظار العالم ليؤدي دورا جديدا في المنطقة يهيؤه لنيل الثقة من اليهود و الماسونية فقد فعل خلال فترة حكمه ما عجزت إسرائيل عن تحقيقه فهي لم تعرف الاستقرار إلا في عهد الأسد حيث أصبحت حدودها آمنة و دمر سورية و لبنان و الفلسطينين و ساهم في تدمير العراق وحارب الإسلام و الحركات الإسلامية, لقد ربط الأسد مصيره و مصير عائلته بإسرائيل حتى اليوم و لنا في تصريحات رامي مخلوف عقب اندلاع الثورة السورية المباركة بقليل و التي أدلى بها إلى صحيفة النيويورك تايمز قائلا : لن يكون هناك استقرار في إسرائيل إذا لم يكن هناك استقرار في سورية و هذا من أكبر الشواهد حيث تفضح تصريحات مخلوف مقدار الترابط و وحدة المصير .

هناك من الوثائق و الشواهد الكثير الكثير ونحن لا نريد أن نسترسل في ذلك إنما كان السرد السابق لترسيخ القناعة لدى القارئ بثبوتية العلاقة الأسدية الماسونية و الغاية من ذلك الدخول في صلب الموضوع الذي نحن بصدده و التحدث حديث العقل و المنطق .
هل ما حدث ويحدث في سورية على مدى نصف قرن و حتى الآن من تردي و دمار لأوضاع البلاد هو شيئ عفوي ؟ بمعنى أن المسألة مسألة فساد و قلة حيلة و ضعف خيال

لكن العقل يقول فكما ان هناك آليات معروفة ومحددة و مجربة في كل أنحاء العالم لتقدم البلاد هناك أيضا آليات و إجراءات محددة تؤدي بالبلاد إلى حالة الخراب .

و لنسأل أنفسنا ببساطة شديدة , هل هناك من يعتقد أنه من الممكن أن تكون مهمة خراب أي دولة و إفساد شعبها مهمة سهلة و بسيطة يستطيع أن يقوم بها أي أحمق بادي البلاهة و الغباء ... العكس تماما هو الحقيقة .

هي مهمة ليست سهلة بل من أشق الأمور و أصعبها على الإطلاق و هي مهمة أصعب من مهمة تنمية و تطوير دولة و للقيام بهذه المهمة الصعبة فأنت هنا في حاجة إلى عقلية فذة و ذكاء خارق و تخطيط محكم و خبرة طويلة في مختلف العلوم السياسية و الطبيعية و العسكرية و الاقتصادية وفي علوم الإحصاء و الاجتماع و الإدارة و على درجة عالية ودراية تامة بالتاريخ .
هل تعتقد أن آل الأسد الذين حكموا سورية يتمتعون بأي من هذه الصفات ؟
بالقطع لا ... كيف حدث ذلك ؟
و على وجه الخصوص كيف تم تدمير وخراب سورية وهو موضوع بحثنا هنا ؟
سأحاول جهدي أن أذكر الحقائق المجردة و التي تكون معظم الأحيان مؤلمة و أسوغ ذلك بأسلوب مفهوم و بسيط لدى القارئ و ذلك لإعتقادي و قناعتي أنه آن الأوان لكي يعرف الشعب السوري ما جرى له و دار حوله و لنبدأ في إعمال العقل و المنطق و نقوم بتحليل الأحداث و لنتدبر مليا و لنفطن إلى ما حدث و يحدث لنا في سورية .

كل قرارات و سياسات الأسد تجعل أي مبتدأ في مجال السياسة و الإدارة و الاقتصاد يستخلص أن الأسد هو عميل لجهة ما هدفها الأول و الأخير إنهاك و تدمير و خراب سورية هذه النتيجة لا تحتاج إلى مفكر أو محلل للوصول إليها و لكن من هذه الجهة التي تحرك الأسد ؟
الجهة الوحيدة الموجودة في المنطقة هي إسرائيل و طبقا للنمط المخطط و المذكور في المخطط اليهودي القديم الجديد للإستيلاء و السيطرة على العالم و المسمى ( بروتوكولات حكماء صهيون ) و لنفهم بالتحديد ما حدث و يحدث لنا يجب علينا قراءة ودراسة كل ما جاء في هذه البروتوكولات رغم أن اليهود ينفون علاقتهم بها إلا أن قراءتها توضح لنا الأمور التي تحدث و نعيشها فهذه البروتوكولات هي المخطط اليهودي الأزلي للإستيلاء و السيطرة على العالم و هي مخطوط يصف بدقة و وضوح عجيبين خطة و تطور مؤامرة عالمية مشؤومة موضوعها الذي نشمله هو جر العالم إلى التفكك و الإنحلال المحتوم و تأسيس مملكة إسرائيل الكبرى أي مملكة يهوذا الكبرى و تنصيب ملك يهوذا ملكا على العالم و حياكة المؤامرات و المكائد ضد شعوب العالم الأخرى و يكون في مقدمة أهدافها دعم اليهود و محاربة الأديان و بث روح الإلحاد و الإباحية و الفساد و الخمور و المخدرات و الميسر و الرذيلة .

إن الإنسان الرشيد و عن طريق العقل و المنطق و الإستنتاج المستقيم و الإستدلال بالموضوعية لا يصدق أن فردا يمكنه أن يأتي بكل هذه الأعمال و يرتكب كل هذه الأخطاء و المصائب و الفساد وحده ولكنه بالقطع يكون على قناعة تامة بأن وراء تلك القرارات جيشا من المخططين و هم من يجتمع بهم الأسد مع العملاء و الخونة في بلدنا و جيشا آخر من المنفذين من المنتفعين و المنحلين الذين تم اختيارهم بعناية من عديمي الكفاءة عن عمد كل منهم ليس سوى دجال يلبس الحق ثوب الباطل و الباطل ثوب الحق حسب اتجاه مصالحه شخص قبلته المال و إلهه الأسد يسعى إلى الوصول و لو على جثث السوريين إلى ما يصبو إليه .

رجال الأسد لا ولاء لهم إلا إلههم و لا عقيدة عندهم إلا حسابات البنوك و لا هدف لهم إلا الترقي الوظيفي و المناصب و تلويث أكبر عدد من الناس لكي تتوه أعمالهم في زحمة الفساد فهم عبارة عن خليط مهجن من الإنتهازية و التملق و الإرتباط بالحاكم و استولوا على مكامن السلطة وشكلوا مانعا حقيقيا في وجه التقدم لكي يدافعوا عن أنفسهم ومكاسبهم وظلوا يحاولون امتصاص غضب المجتمع عن طريق تقديم حلول زائفة باسم الإصلاح في حين أنها تحمي وجودهم ومصالحهم و كلامهم حيلة غبية و أكاذيب للتستر على جريمة و تبرير لكارثة أو فساد و تدعيما لأهداف الأسد العليا في تدمير البلد و الشعب و صدق الله العظيم حين قال بسم الله الرحمن الرحيم ( و إذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ) و قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( قد بدت البغضاء من أفواههم و ما تخفي صدورهم أكبر ) صدق الله العظيم .

لقد فعل الأسد بسورية ما لم يفعله أسوء المحتلين و الطغاة و يا ليت لنا مثل حظ الحيوانات في عهده ففي عالم الحيوان يقود القطيع ذكر قوي عليه إخضاع الجميع نعم ... و لكن في نفس الوقت واجبه قيادتهم و إرشادهم إلى أماكن المرعى و الماء ثم الدفاع عنهم عند ظهور الخطر أما نحن فقادنا خنثى ليس بذكر و لا أنثى وليت كل الشعب السوري يستمع إلى قوله تعالى بسم الله الرحمن الرحيم ( فاتقوا الله و أطيعون , و لا تطيعوا أمر المسرفين , الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ) صدق الله العظيم .

جميع مشكلات بلدنا لها حلول موجودة ومدروسة و متوفرة و من عقول سورية وطنية مخلصة و عالمة و خبيرة لكن الأسد تجاهل هؤلاء العلماء و دراساتهم فالقضية هنا ليست في وجود حل بل في الشخص الذي يقرر أن يختار هذا الحل , و هل هو منوط به ؟ و موضوع في موقعه من أجل أن يحل المشاكل أم يوجدها .

فإن كل الحلول التي قدمت إليه من أهل العلم و الفكر في سورية أصبحت مشكلة بالنسبة إليه أمام الشعب فلا شيء غير الفساد و الخيبة و لا سلاح يسد عين الشمس و لا حريات سياسية و لاتنمية و لا إصلاح اقتصادي و عجز في الميزانية و سرقة لعائدات النفط و الغاز و الثروات الأخرى و لا مواقف كرامة و سورية تمتلك أكبر عصابة لنهب الثروة و السلطة و أكبر مجموعات شبيحة تقمع و تقتل و تشرد و تأكل حقوق الناس و حكم منحط أخلاقيا إلى أدنى مستوى من الإنحطاط و مؤسسة أمنية من أعتى المؤسسات الأمنية في العالم و احتلال إسرائيلي لصناعة القرار السوري و عائلة تتحكم و تحكم بغير نص قانوني أو دستوري و دولة مخترقة حتى النخاع و مجتمع يتحلل و يتفسخ بوطأة القهر و الفقر و المرض و البطالة و العنوسة و المذلة و تداعي القيم الأخلاقية و تحول السوريون إلى بشر على أرصفة الطرقات يهانون في الأفرع الأمنية و مؤسسات الدولة و طوابير الخبز و التسول للأطفال بالإضافة إلى سيطرة مطلقة بجهل على الصحف و محطات التلفزيون و وسائل الإعلام وحالة الطوارئ عشنا معها حياتنا كلها و تدمير للعلم و المعرفة و الثقافة , فماذا يكون الخراب أكثر من ذلك ؟ لقد تحولت سورية إلى جثة مرمية في الطريق العام تعفنت و تحللت و فاحت الروائح الكريهة و لن يعود لسورية دور إلا بعودتها للسوريين فنحن حقيقة بحاجة إلى خلق بلد و ليس مجرد تغيير حكم فاسد و إعادة بناء دولة و مجتمع , نحن اليوم ندفع ثمن سكوتنا و سلبيتنا بتدمير روحنا و حبيبتنا سوريا على صعيد البشر و الحجر .

هذا المخطط الشيطاني الذي خطته أيادي الأبالسة اليهود و نفذه الأسد على مر هذه الحقبة الزمنية و ما كان لبشر غير اليهود أن يجمعوا كل هذا الشر في جعبتهم و يصهروه بهذا الشكل المذهل المتعمق في معرفته بدوافع النفس البشرية و أهوائها و مكامن ضعفها و قوتها إتقانا ربما يعجز إبليس نفسه عن الإتيان بمثله حتى استطاعوا من خلاله التحكم بالبشر تمهيدا لسيطرة اليهود على العالم و تقسيم الشعوب إلى معسكرات متصارعة من خلال مشاكل متعددة اقتصادية واجتماعية و سياسية و عرقية كل هذه المخططات و غيرها تم تلخيصها في ( بروتوكولات حكماء صهيون ) .

لنقرأ هذه البروتوكولات و نسقطها واقعا عمليا على ما قام بتنفيذه الأسد طوال حكمه لسوريا و لنرى ألم تكن فترة الخمسين عاما تطبيقا عمليا لها ؟ أليس هذا الخراب الغير مسبوق لم يكن من بنات أفكاره الموؤدة ؟ و إنما كان من نتاج ما كان يؤمر بتنفيذه طبقا لما هو مذكور في هذه البروتوكولات الشيطانية .

البروتوكول الأول
المبدأ الأساسي : الحق يكمن في القوة
شرح البروتوكول : النظام البشري يخضع للقوة , الحرية السياسية لا وجود لها بل توجد غايات سياسية , السيطرة على الاقتصاد , الجماهير عمياء يقودها محدثو النعمة المفتقرين للحساسية السياسية , القوة و النفاق يوصلان إلى الهدف و الإرهاب يؤدي إلى الخنوع , الجشع و الرغبات المادية تكتم أنفاس المبادرة .
آمن حافظ الأسد منذ البداية بأن الحق يكمن في القوة فسيطر بعد تنفيذ حركته التصحيحية المشؤومة عام 1970 سيطرة تامة على الجيش السوري بكل قطاعاته و أسلحته و على رأسها القوى الجوية بالإضافة إلى الركيزة الطائفية و حزبية البعث و وفق في ربطها ببعضها من خلال توحيد مراكز النفوذ فيها ( ضباط بعثيون أكثرهم من الطائفة العلوية ) بالإضافة إلى ديناميات إجتماعية متنوعة داخل الجيش يتقاسم معظمها جذورا و توجهات متشابهة و كانت تضم بداية علويون من اللاذقية و دروزا من جبل العرب و سنة من منطقة حوران ودير الزور ومن بلدات ريفية متعددة و كانوا جميعا من أصول ريفية مغيرة تمهيدا لخنق الحياة في المدينة و تملكها باعتبارها الخزان الثقافي و السياسي و الفكري و الاقتصادي فشجع الهجرة الريفية و وسع الضواحي و نسج علاقات مع التجار و رجال الأعمال و أفهمهم أن أعمالهم تزدهر إذا أمنوا له الولاء و ابتعدوا عن المجال السياسي مثل دمشق التي استكانت لسلطانها و صارت أسهل قيادة من المدن التي ظلت بناها الاجتماعية متماسكة و خير دليل تجربة حماه التي انتقل فيها إلى خيار التدمير حيث أعطت مجزرة حماه و غيرها بالإضافة إلى حملات الإعتقال و التشريد و القتل هالة لجيش الأسد و أجهزته الأمنية و عنفها الضارب الذي لا يعفي أي أحد و لإستكمال قوة الأسد و تثبيته لسلطته واصل توسيع القطاع العام و استقطاب الموالين و تركيز أعمالهم و إقامتهم في المدن لتوسيع قاعدته و خاصة في المدن الرئيسية فتحكمت بالمصالح العامة و خدمات المواطنين و بموازاة ذلك سيطر الأسد على الأحزاب السياسية من خلال استيعابها و التسبب في انقسامات في صفوفها فأنشأ الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972 ضاما إليها أحزابا شيوعية و قومية و اشتراكية بقيت واجهة دون مشاركة فعلية في صنع القرار و شكلت تغطية لسياسات الأسد و كذلك قام بالإمساك و الإستيلاء على النقابات العمالية منسبا حوالي 98% من عمال القطاع العام إليها ليضيفها إلى قائمة الموالين أما القضاء فقد أفقده مصداقيته و فرض المحاكم الأستثنائية و العسكرية و المحاكمات على أساس قانون الطوارئ و الأحكام العرفية فهمش سلطته العادلة و حطم مصداقية العدل هذه العوامل أدت به إلى تخطي مع مرور الوقت الشكل الذي اتخذه الأسد منذ استيلائه على السلطة على أنه حكم عسكري ليصبح حكما ذا عقائدية عسكرية متسلحا بتحالفات وامتدادات ضمن طبقات اجتماعية و شرائح من مناطق مختلفة صعدت معه و استفادت منه و كونت مو اقع نفوذ و جاه و تأثير ليس من السهل إزاحتها عنه لتحالفها مع بعضها و دفاعها عن مصالحها المشتركة رغم التنافس و التنافر و بالمحصلة أصبح المجتمع السوري مطوعا لصالح قائد واحد تصول و تجول فيه عصابات الفساد و السطو و هي الأسس الضرورية لتثبيت السلطة و المواقع الحكومية أي أنه لا مشكلة مع الفساد طالما أظهر القائمون عليه و لاءهم للأسد و هذا يعني أن الفساد شبكة من شبكات الأسد و وسيلة للإستقطاب لمختلف فئات المجتمع .

أهم مظاهر القوة في حكم الأسد ذلك المزيج بين الشخصنة التي يتمحور حولها أي إنجاز لمصلحته و أي تراجع يعتبر تقدما و المأسسة للأدوات القمعية و الرقابية التي تدير شؤون البلاد و العباد ليدمج بين الكاريزما و التنظيم ففي التنظيم أسس الأسد أجهزة و مراكز قوى تأتمر بأمره مباشرة عبر المخلصين المزروعين فيها و المتخاصمين فيما بينهم بحيث تعددت الأجهزة الأمنية المتنافسة و اخترقت كل نواحي المجتمع ثم أصبح جميعها يراقب بعضه البعض أي أن كل مراقب مراقب و تمارس هذه الأجهزة العنف من خلال اكتساح حياة المواطنين الخاصة و التعاطي مع حياتهم اليومية و الزج بهم في السجون أو إرسالهم إلى القبور إذا اقتضى الأمر و نجح هذا الجو من الرعب و التسلط مع الوقت في تحويل العنف إلى شيء طبيعي في حياة المجتمع السوري فيكفي أن يخاف الناس من بعضهم البعض و يراقبوا ذويهم و أهلهم و تقمع آرائهم و يقدموا التقارير لكي يستتب الأمر لهذه الأجهزة و تطمئن إلى سيطرتها بالإضافة إلى أن الحزب بموازاة الجيش و البيروقراطية و القوى المخابراتية المختلفة شكل أداة أخرى للأسد فمن خلال منظماته الشعبية التي تضم الإتحادات النقابية و الشبابية و النسائية و الفلاحية و حتى الأطفال و إيلاء فروعه في المحافظات مهمة مراقبة المدارس و مناهجها و الإعلام العام و برامجه و تقديم المنح و توفير فرص العمل سيطر على الحياة العامة ليضيف قيمة مضافة إلى حكم الأسد إما على صعيد الكاريزما و الشخصنة فلم يبدو الأسد قائدا للمجتمع و الدولة بل أيضا وسيلة لإقناع الناس بما ينبغي الإقتناع به فأحاط نفسه بألقاب و نشرها تحت صوره المنتشرة في كل أنحاء الوطن و خلق واقع ألزم الجميع بتصديقه فالأسد هو القائد الرمز المفدى الخالد المخلد بطل التشرينين هو صلاح الدين و يوسف العظمة وإبراهيم وهنانو و هو باني سورية الحديثة الذي أمن لها الاستقرار و التقدم و حولها إلى قوة عظمى و حامي لبنان من التقسيم و منع إسرائيل من القضاء على الفلسطينين و وقف سدا في وجه المؤامرات التي حاكتها الإمبريالية العالمية ضد الشعب و الدولة هكذا أظهر نفسه و هكذا هي الملصقات و الهتافات أي الوصول بالشعب إلى مرحلة عبادة الأسد و تطويع الناس و فرض مناقبية عليهم تجعلهم يتصرفون كأنهم يعبدون قائدهم ضمن فلسفة التصرف و كأنها قناعة راسخة و الهدف مسخ العقلية السورية التي يمكن أن تفكر بأن الأسد هدف إلى محاصرة المواطنين و نزع الروابط فيما بينهم و دمر المجتمع و فتت حا لته الاجتماعية

كان الأسد مقتنعا بأنه بسياسة الحديد و النار و أن يقوم بتكميم الأفواه و تكبيل الأيدي بأن هذه القوى ستمكنه من السيطرة وإخضاع الشعب و بأن الحرية السياسية لا وجود لها إلا من خلال فكره ومنطلقاته و فكر الحزب الذي يديره كشركة خاصة و أن جماهير الشعب لا توجه إلا عن طريق دغدغة مشاعرها و عواطفها و جعلها في حالة تحفيز دائم ضد مواجهة وهمية غير معروفة مؤامرة كونية فخلق تصور و قناعة لدى المجتمع بأن حياتهم مستهدفة و أمنهم كذلك فكل ما يقوله القائد هو الحقيقة و الصواب و جرم القانون السوري نقد رئيس الجمهورية مهما كانت أفعاله و قراراته و أقواله بالإضافة إلى قناعة الأسد بأن مصلحة حكمه من الناحية الاقتصادية يجب أن تقاد بخلق طبقة تجارية من محدثو النعمة الذين يفتقرون إلى الحساسية السياسية فأوجد طبقة قوية و متمولة من بين رجاله و الموالين له لتحل محل البرجوازية السورية القديمة و هكذا كان تزاوج رأس المال و السلطة في عصره و أصبح مع عائلته و المقربين منه يديرون مفاصل الاقتصاد و يتحكمون في الأعمال كبيرها و صغيرها حتى ظهر ما يسمى بإقتصاد (الرمرمة) نسبة إلى رامي مخلوف إبن خال بشار الأسد و قبله أبيه محمد مخلوف .

كان الوضع الحقيقي في سورية ثقافة الغالب على المغلوب و بحكم القوة يقبل المغلوب تلك الثقافة لأنه لا يستطيع مقاومتها أو الإعتراض عليها هذه الثقافة المفروضة عززت العلاقة بين مكونات الإستبداد و هي الجيش و الأمن و حزب البعث و الأحزاب الملحقة به ليتمكنوا من السيطرة بشكل مطلق على الدولة و المجتمع بقيادة الأسد و ليصبح الشعب مقتاتا على فتات المزايا و التعود على أنه لا يرى و لا يسمع و لا يتكلم و تم حذف كل مكونات الثقافة السورية الأصيلة فلا وجود إلا لثقافة الأمن و الجيش و الحزب التي تؤدي بك في النهاية إلى ثقافة على الديك و الحاصودي .

هكذا صاغ الأسد حكمه بالقوة انطلاقا من شخصه إلى حكم العائلة ثم الطائفة و استيعابها في مواقع السلطة إلى المرتزقة من الأعوان و الأتباع من مكونات الشعب عن طريق تسهيل أعمال النهب و السرقة لهم ما داموا يعلنون ولائهم و التزامهم و طاعتهم ليطبق على المجتمع السوري بقبضة حديدية وليكون الإرهاب عنوانه لإسكات أي صوت معارض مستخدما القوة و النفاق و العنف و الرياء و الرشوة و الخيانة و ليصبح كل سوري محاصرا كيفما اتجه في الشارع في المدرسة في الجامعة و حتى في منزله و فراشه .

البروتوكول الثاني
الحرية الاقتصادية و اختلال النظام يؤديان إلى حكومة دولية
شرح البروتوكول : الذهب و المال الوسيلة الرئيسية , السيطرة على الصحافة و وسائل الإعلام هي القوة العظمى , يجب أن يكون الإداريين أشخاص غير مدربين على الحكم ليكونوا قطع شطرنج بأيدينا .

مر الاقتصاد السوري بمراحل متعددة بعهد الأسد فبداية بدأ نموذج الشراكة (التحاصص) و تشكلت الترويكة من صائب نحاس وعثمان العائدي و عبد الرحمن العطار و انحصرت فرص الثراء بين نخبة الجيش و الأمن و القيادة السياسية في الفترة الأولى ثم توسعت لتشمل عدد أكبر من المنتفعين و كانت كل مرحلة تترافق مع عملية تحرير و لبرلة جزئيتين للإقتصاد السوري يفتحان مجالات إضافية للإستثمار و الربح و كان الهدف الأساسي منذ البداية تقويض هامش المناورة عند أصحاب المال كي لا يكونوا استقلالية عن الأسد قد تستخدم في وقت ما لفرض رأيهم كشركاء في القرار السياسي و الاقتصادي أو التفكير بتغيير السلطة الحاكمة .

منذ منتصف التسعينات بدأت هذه الشبكات بالضعف أثر انحدار معدلات النمو الاقتصادي و تراجع المستوى المعيشي لذلك قرر الأسد انتاج شبكة جديدة أضيق من سابقاتها و محصورة بشركائها واستمر هذا الوضع حتى استلام بشار الحكم و احكام قبضته نهائيا على السلطة واقصاء الحرس القديم و شركائه الإقتصاديين و كل من لم يخضع للمعادلة الجديدة و برز إلى الساحة رامي مخلوف و شاليش و شركائهم الذين أحكموا قبضتهم على الاقتصاد السوري بحيث عندما كان صناع القرار يخيرون بين إحكام السيطرة على السلطة و بين اتخاذ قرارات تنموية للنهوض بالوطن و المواطن كانوا يختارون السلطة و استتبع ذلك اهتراء تدريجي للمؤسسات الاقتصادية حتى أضحى الولاء السياسي هو المعيار الوحيد للموظف المعني بأي شأن مما أدى إلى استفحال الفساد من رأس الهرم إلى الأدنى بشكل غير مسبوق و هنا نبين لمحة بسيطة عن آل الأسد وعلاقتهم بالمال فقد بدأ انتاج النفط في سورية عام 1968 و لم يعرف أحد أين ذهبت عائدات النفط من عام 1970 و حتى عام 2001 فحافظ الأسد لم يدخل قيمة النفط المباع إلى الخزينة أو إلى الموازنة العامة بل إلى جيوب عائلة الأسد في عام 1980 أسست شركة الفرات للنفط و كانت حصة سورية 65% و حصة الشركات الأجنبية 35 % ترأسها شركة (شل) الهولندية و وكيلها محمد مخلوف في سورية و أسست في عام 1980 أيضا شركة نفط اسمها (ليدز) مقرها في دمشق و هي مناصفة بين محمد مخلوف و قريبه نزار أسعد و تم لاحقا سحب عقود معظم الشركات النفطية مثل (توتال) الفرنسية و توقيع العقود حصرا مع شركة (بتروكندا) لأن وكيلها الحصري رامي مخلوف .

من عام 1995 و حتى عام 2004 بلغ إنتاج النفط ذروته بـ 600000 برميل يوميا إي ثلث أنتاج الكويت (نشرة الأكونوميست انتاليجانس بونت) و هذه الكمية غير مسجلة في منظمة أوبك كي لا تتم ملاحقة الكميات و الأسعار و لأن النفط السوري يباع في السوق السوداء بأقل من سعره الحقيقي بشرط الدفع كاش بالدولار و هذا لا يدخل الميزانية إطلاقا , في عام 2001 قرر بشار الأسد في ظل كذبة مسير التحديث و التطوير و الشفافية إدخال قسم من النفط المباع في الميزانية العامة للدولة لكن ذلك تم تطبيقه بشكل صوري و تثبت ذلك أرقام الموازنة و النهب و السرقة لازالا قائمين في صندوق الأسد و رامي مخلوف .

في عام 2004 و بعد عشرين عاما من ضخ 600000 برميل يوميا صرحت الحكومة السورية بتدهور كمية النفط السوري و لم تعد الأرقام تعكس الواقع رغم أن التقارير تبشر بمستقبل نفطي واعد في سورية وفق شركات عالمية و السبب في ذلك أن شركة رامي مخلوف (غالف ساندس بتروليوم) البريطانية دخلت على خط النهب للنفط السوري و تم إبعاد نزار أسعد شريك العائلة السابق في ظل غياب أي رقابة على النفط لأنها غير مسجلة في منظمة أوبك .

في عام 2004 كانت الموازنة العامة للدولة تساوي /460/ مليار ليرة أي /9.2/ مليار دولار و إنتاج النفط /219/ مليون برميل سنويا أي /600/ ألف برميل يوميا و سعر برميل النفط وقتها /50$/ وبعد دفع حصة الشركات الأجنبية /35% / وهي شركات آل مخلوف يبقى صافي عائدات سورية للبرميل الواحد /32.5$/ و حسابيا 219 مليون برميل × 32.5 = 7.1 مليار دولار لم تدخل في خزينة الحكومة ولك أن تعد سنوات و سنوات من هذا النهب .

مثال آخر في عام 2006 الموازنة العامة 495 مليار ليرة أي 9.9 مليار دولار و إنتاج النفط 155 مليون برميل سنويا أي بمعدل 424 ألف برميل يوميا حسب تصريحهم و وثائقهم أي أننا صدقناهم فرضا و سعر النفط العالمي للبرميل 75 $ أي أن حصة سورية بعد حسم نسبة شركات آل مخلوف 48.75$ للبرميل و بحساب بسيط 155مليون×48.75 =7.556 مليار دولار بالإضافة إلى أن سورية تنتج 8.76 مليار متر مكعب من الغاز الحر سنويا أي 24 مليون متر مكعب يوميا قيمتها 8.76 مليار × 0.3 = 2.6 مليار دولار سنويا أي أن المجموع 2.6 + 7.556 = 10.165 مليار دولار مقابل ميزانية 9.9 مليار دولار .

في عام 2010 صدرت أوامر بشار بإخراج النفط من الموازنة العامة لترك الساحة فارغة لرامي مخلوف و شركته (دجلة للنفط) .
في نفس العام كانت الموازنة العامة 754 مليار ليرة أي 15.08 مليار دولار و إنتاج النفط 128 مليون برميل سنويا بواقع 350 ألف برميل سنويا وسعر البرميل 110 $ حصة السوريين 71.05 $ للبرميل الواحد بعد استبعادحصة آل مخلوف و بالحساب 128 مليون × 71.05 = 9.1 مليار دولار بالإضافة إلى غاز 8.76 مليار متر مكعب قيمتها 2.6 مليار أي أن مجموع إيرادات النفط و الغاز2.6 +9.1=11.7 مليار دولار , فأين ذهبت و في أي بنك أودعت هذه الأموال ؟ .

في عام 2011 و قبل انطلاق ثورتنا المباركة كانت الموازنة العامة 835 مليار ليرة أي 16.7 مليار دولار و انتاج النفط 141 مليون برميل أي 387 ألف برميل يوميا ,حصة سورية بعد استبعاد حصة آل مخلوف

141 مليون ×71.05 = 10 مليار دولار بالإضافة إلى غاز 11.3 مليار متر مكعب قيمتها 11.3 × 0.3 = 3.4 مليار دولار أي أن مجموع الإيرادات = 13.4 مليار دولار .

و هكذا نرى إحكام قبضة آل الأسد على مفاصل المال و الاقتصاد في سورية بالإضافة إلى مئات الشركات و التعهدات التي قادتها مافيا السلطة لتشيع بالبلاد طولا و عرضا فسادا لم يعرف له العالم مثيلا , و كان لا بد لهذا الفساد من مجموعة من الموظفين الحريصين على استمرار و بقاء الحكم لإرتباطه بمصالحهم الشخصية فقد أصبحوا جزء منه و أصبح جزء منهم فتم تعيين جيوش من الموظفين غير المؤهلين و غير الأكفاء ليشغلوا مناصب تم إيجادها قسرا ضمن تسميات متعددة لترتفع تكلفة هذه العمالة مع تدني انتاجيتها و عدم وضوح أهداف عملها في ظل غياب معايير تقييم الأداء إلى جانب تعقد الإجراءات دون سبب حقيقي و إهدار حق الجماهير في إدارة الخدمات و الرقابة لتضيف قيمة مضافة إلى فساد السلطة و لتعطل عملية التنمية نهائيا .

فالمعيار الأول هو الولاء فقط و أصبحت ثنائية الفساد و السلطة الحاكمة وثيقة العرى و الإلتصاق و المجتمع السوري كله مدان و تحت هيمنة الأجهزة الأمنية المراقبة لكل صغيرة و كبيرة في حياة المجتمع ليزداد خضوعا و تبعية لآل الأسد .

كان لا بد لإكتمال المشهد بسوريا من السيطرة على الإعلام بأنواعه المرئي و المسموع و المقروء من خلال فلسفة تحددها منظومة الأسد و شبكات فساده حيث يقوم صندوق الإعلام في هذا المقام كأهم أدوات التمكين لهذه القوى التي اجتمعت مصالحها و مكنت السلطة و آليات استبدادها من خلال صناعة الصورة و صناعة الإرهاب و تشويه الشرفاء و صناعة التعبئة و مجتمع الفرجة في إطار يستغل التمكين لعقلية الشعب ليصل بالتدريج إلى قناعة بصناعة الإستبداد الثقيلة وكذلك تكريس مجتمع الفساد في إطار يقوم على صناعة كبرى تتولد عنها و تتعلق بصناعة مجتمع العبيد أي السيد و العبد لإحكام العلاقة التي تسمح بشكل أو بآخر بإدارة العبيد مستخدمة في ذلك مصانع الكذب التي يمكن أن تتطلع بها ساحات الإعلام و أدواته و آلياته التي تستخدم في إطار الصورة و الرضى و الكذب و مجتمع الإذعان .

من الضروري التأكيد على أن هذه البيئة التي صنعها الإعلام لخدمة الأسد في سورية بما تقدمه من رسالة إعلامية تسيطر على كافة عناصرها من إرسال و استقبال و محتوى و أدوات و أهداف و غايات و أكثر المساحات التي يتعاظم تأثيره فيها هي مساحة الإرسال و المحتوى و الذي يصنع به المواقف و يزيف به الحقائق و يقدم كل ما يمكن لرضاء كاذب أو هندسة الإذعان أو إحكام دخول الناس إلى صندوق الخوف و الترويع و هكذا ظهرت صورة القائد الخالد الملهم الأسد الأوحد الذي يهابه الجميع و لا يرضى إلا أن يكونوا عبيد مطيعين يدخلون عن بكرة أبيهم بيت الطاعة و تحركهم عناصر الخوف و التضليل .

هذا الإعلام رسم ضمن خريطة تتعلق بالإعلام الحكومي الرسمي و الإعلام غير الحكومي المحدود جدا و المسيطر عليه لمصلحة الإعلام الرسمي ليصل مجتمعا إلى مرحلة النفاق الأسطوري المتنافس على رضى الأسد أو إلى نظرة من عينه بالعطف و الرعاية .
يترافق معهم إعلاميون و مثقفون ومفكرون يقومون بدور ماسحي الأحذية يجلسون القرفصاء عند أقدام سيدهم يقومون بكل ما من شأنه تلميع حذائه ينتظرون منه العطايا و الهبات مندفعين إلى مرحلة الهوس في إثبات حالة من الولاء و الإنتماء و العمل على خدمته و توطيد أركان حكمه حتى يكونوا معه و ضمن جوقة استبداده و شبكات فساده , هناك مجموعة أخرى من المثقفين و الإعلاميين الذين قاموا بدور كلب الحراسة للأسد و ذلك بالنباح على كل من يقترب من الهالة القدسية له و يمارسون دور البلطجة الإعلامية و لا بأس بإهانة كل معارض أو شبه معارض مهما كانت مكانته ليشكلوا بمجموعهم فرقة إغتيال معنوية لكل من يجرؤ على مخالفته أو التقليل من شأنه أو اتخاذ مواقف مضادة لممارساته و سياساته .

هناك مجموعة أخرى من العلماء و الأكاديميين كان لها دور هو تبرير كل ما يتعلق بالأسد من خطابات و سياسات و هؤلاء المدعين للحكمة و يلعبون دور المفكرين و المحللين و المنظرين الإستراتيجيين لفكر هذا الأبله المعتوه يجتمع مع هؤلاء عناصر إعلامية يتراوح عملها بين صناعة الكراهية مع كل طريق و صياغة الإتهامات و فبركة الأخبار بينما يقوم بعض منهم بصناعة التفاهة في إطار لفت الأنظار و صناعة الإلهاء و الإشغال و تبديل سلم الأولويات للشعب بنشر أخبار تافهة تكون موضع اهتمام الناس لتمرير أمور تتعلق بشؤون عظيمة و أمور يمكن أن تؤثر على مستقبل البلد السياسي و الاقتصادي كل هذا يتم ضمن مصانع الكذب و ورش التضليل الإعلامي في إطار صناعة العبد و سيده و في هذا السياق يستغلون كل ما يتعلق بمجتمع الفرجة وا للا مبالاة يهمشون فيه المواطن ليصل إلى متوالية العبد المطلق و بذلك أصبحت وسائل الإعلام بأنواعها لا تمثل أطياف المجتمع و لا تعبر عن مشاكلهم و أوضاعهم بصورة فعلية و لا تمثل إلا وجهة نظر الأسد و التي يتم تقديمها على أنها حقائق مطلقة لا تقبل الجدل فهي الصواب المعياري و ما دونه خطأ أو تحامل أو تآمر لذلك كانت وسائل الإعلام لدى الأسد أحد أهم أدوات تكريس القمع و الفساد و الإستبداد و أهم أسباب التخلف السياسي و الجهل الكبير لدى قطاعات عريضة من الشعب .


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

سوريا، الحرب الأهلية بسوريا، النظام السوري، المعارضة السورية، العلويون، حافظ الأسد، بشار الاسد،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 6-07-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محرر "بوابتي"، حسن الطرابلسي، ضحى عبد الرحمن، سعود السبعاني، أحمد النعيمي، فتحـي قاره بيبـان، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، د- هاني ابوالفتوح، عبد الله زيدان، حاتم الصولي، فتحي الزغل، مجدى داود، د- جابر قميحة، عراق المطيري، رافع القارصي، أبو سمية، كريم فارق، صفاء العربي، محمد عمر غرس الله، نادية سعد، بيلسان قيصر، محمود طرشوبي، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، د - محمد بنيعيش، رضا الدبّابي، فهمي شراب، محمود سلطان، د. عادل محمد عايش الأسطل، عواطف منصور، عبد الرزاق قيراط ، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد أحمد عزوز، د. أحمد محمد سليمان، د. مصطفى يوسف اللداوي، يحيي البوليني، د. كاظم عبد الحسين عباس ، د - عادل رضا، خبَّاب بن مروان الحمد، الناصر الرقيق، سيد السباعي، خالد الجاف ، فتحي العابد، إسراء أبو رمان، طارق خفاجي، ياسين أحمد، أحمد ملحم، المولدي اليوسفي، د - محمد بن موسى الشريف ، د - المنجي الكعبي، إيمى الأشقر، عزيز العرباوي، صباح الموسوي ، صالح النعامي ، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، عبد الغني مزوز، رافد العزاوي، علي الكاش، صفاء العراقي، أحمد بوادي، تونسي، رمضان حينوني، سلام الشماع، د. خالد الطراولي ، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، سامح لطف الله، محمد العيادي، مصطفي زهران، عمر غازي، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، أحمد الحباسي، أنس الشابي، عمار غيلوفي، طلال قسومي، سفيان عبد الكافي، محمد علي العقربي، حميدة الطيلوش، حسن عثمان، محمد الياسين، د. طارق عبد الحليم، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، د - شاكر الحوكي ، رشيد السيد أحمد، العادل السمعلي، د - الضاوي خوالدية، محمود فاروق سيد شعبان، إياد محمود حسين ، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، د - صالح المازقي، أشرف إبراهيم حجاج، د- محمد رحال، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. أحمد بشير، محمد اسعد بيوض التميمي، د- محمود علي عريقات، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الهيثم زعفان، عبد الله الفقير، د. صلاح عودة الله ، علي عبد العال، د.محمد فتحي عبد العال، سلوى المغربي، كريم السليتي، مراد قميزة، محمد يحي، حسني إبراهيم عبد العظيم، منجي باكير، محمد شمام ، أ.د. مصطفى رجب، عبد العزيز كحيل،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة