البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الواقع ليس الصواب

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 7744


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


هناك خلط لدى الناس باعتقاد أن كل ما هو موجود واقعا هو ضمنيا صحيح وصواب، فتصبح السلوكيات والعادات مقياس الصواب وتقييم الناس على ضوئها، وكلما ابتعدت عن ما هو متعارف عليه بحكم عادة المجتمع أو عادة المنطقة بل حتى عادة الحي، تصبح نشازا وغير عادي

لكن أن تكون غير عادي لا يعني حقيقة شيئا خطيرا، ولكنه يعني فقط أنك على غير عادات الناس، ولكن عادات الناس ليست بالضرورة صحيحة

بالتوازي يقع تكريس عقلية السلبية الاجتماعية أي العمل على جعل الفرد يتصور أنه ليس على شيء مادام لم يلتحق بركب الموجود، أي أنه يجب أن يصبح جزء من قطيع كبير، مما ينتهي بتسفيه كل من يعارض الواقع بوسمه ووصمه بالأنورمال(anormal)، والحال أن هذا المصطلح أساسا ملتبس ويختلط في أذهان الناس باللاطبيعي، لكن معنى عادي ليس معنى طبيعي، فالأول يتناول الواقع والثاني يتناول المفترض الوجود أي الصواب نسبة لخلفية فكرية وعقديه، فكان يجب أن يكون مصطلح غير عادي لا قيمة له

لكننا في تونس تأثرنا بفعل عمليات الاقتلاع الذهني، بالمذهب الفلسفي الوضعي الذي يتخذ الواقع مقياسا ويرى أصالة الواقع، أي الأصل هو الواقع ومنه نقيم صوابية الأفكار، بينما الأصح بالنسبة لنا كمسلمين وكل صاحب خلفية فكرية أن يتخذ أصالة الفكرة وليس أصالة الواقع، أي الأصل هي الفكرة والعقيدة والمبدأ ومنها نقيم الواقع، فيصبح المقياس الواجب اعتماده هو: الطبيعي أي الواجب الوجود كما تفترضه خلفيتنا العقدية مثلا، وليس العادي أي الواقع الذي شكلته سلوكيات الناس

الأخطر أن بعض العلوم الإنسانية التي أسميها أنا العلوم الايديويولجية (أنظر تفصيل ذلك مقالاتي بموقع "بوابتي")، كعلم النفس وعلم الإجتماع بصيغها الغربية، تشيع مناهجها إعتماد عامل الإبتعاد والقرب من الواقع لتصنيف درجة صحة السلوكيات الفردية والاجتماعية، أي تعتمد أصالة الواقع، وهذا طبيعي بما أنها علوم متأثرة بخلفبة ايديولوجية وضعية، ولكن الغير طبيعي أن تعتمد هذه العلوم الايديلوجية وتقدم في جامعاتنا باعتبارها علوما لا تناقش، حتى إن ردت فليس لمنهجها المعتمد أصالة الواقع

بانتشار عقلية إفتراض أن ما هو واقع أي العادي هو الصواب، يقع تكريس الأوضاع الموجودة وزرع عقلية الإمعية والسلبية الذهنية، ومن هناك يسهل التحكم في الجموع من خلال أدوات تشكيل الأذهان وهي الإعلام والتعليم والتثقيف


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الواقع، الموجود، نقد الواقعه، الإمعية، التبعية، التدجين،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 30-06-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
حميدة الطيلوش، يزيد بن الحسين، أشرف إبراهيم حجاج، عبد الله زيدان، خالد الجاف ، الهيثم زعفان، حسني إبراهيم عبد العظيم، ياسين أحمد، حاتم الصولي، كريم فارق، العادل السمعلي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، رافد العزاوي، يحيي البوليني، عمار غيلوفي، أحمد النعيمي، إياد محمود حسين ، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، خبَّاب بن مروان الحمد، حسن الطرابلسي، نادية سعد، عبد الله الفقير، د - محمد بن موسى الشريف ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، فتحـي قاره بيبـان، رحاب اسعد بيوض التميمي، محمد العيادي، د- هاني ابوالفتوح، محمد الياسين، علي الكاش، محمد علي العقربي، أحمد بوادي، محمد شمام ، د - محمد بنيعيش، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، د - الضاوي خوالدية، محمد عمر غرس الله، المولدي الفرجاني، رافع القارصي، مراد قميزة، طارق خفاجي، محمد يحي، سليمان أحمد أبو ستة، إسراء أبو رمان، سلام الشماع، صلاح المختار، إيمى الأشقر، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، د. صلاح عودة الله ، محمود سلطان، مصطفى منيغ، طلال قسومي، أ.د. مصطفى رجب، سفيان عبد الكافي، د. عبد الآله المالكي، صفاء العربي، عراق المطيري، صلاح الحريري، الهادي المثلوثي، حسن عثمان، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، ماهر عدنان قنديل، فوزي مسعود ، رضا الدبّابي، د. أحمد بشير، أبو سمية، مجدى داود، د - المنجي الكعبي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رمضان حينوني، د. خالد الطراولي ، الناصر الرقيق، محمود طرشوبي، د. أحمد محمد سليمان، بيلسان قيصر، عبد العزيز كحيل، محمود فاروق سيد شعبان، المولدي اليوسفي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. مصطفى يوسف اللداوي، وائل بنجدو، عواطف منصور، محمد الطرابلسي، د- محمود علي عريقات، د. عادل محمد عايش الأسطل، سيد السباعي، منجي باكير، محمد اسعد بيوض التميمي، د - مصطفى فهمي، جاسم الرصيف، أحمد الحباسي، عزيز العرباوي، محرر "بوابتي"، د. طارق عبد الحليم، مصطفي زهران، د- جابر قميحة، فهمي شراب، صالح النعامي ، ضحى عبد الرحمن، أنس الشابي، عمر غازي، د- محمد رحال، د - صالح المازقي، سامح لطف الله، فتحي الزغل، كريم السليتي، علي عبد العال، فتحي العابد، سلوى المغربي، صفاء العراقي، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، سامر أبو رمان ، د - عادل رضا، صباح الموسوي ،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة