د.محمد حاج بكري - تركيا / سورية
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3338
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
امي الحبيبة :
اعرف انني لا اغيب عن قلبك وعقلك وانك تتنقلين في هذا الزمن من حقبة الى أخرى يبحث خيالك عن طيفي ليراه في ارجاء المنزل املأ الدنيا عليك حياة وفرحا وحبورا .
كنت اكذب عليك وأقول انني لا احب أحدا في الدنيا اكثر من حبي لست الحبايب وتبتسمين وتقولين عندما تتزوج ستسرق عروستك مكاني في قلبك وكنت افكر كيف تقولين هذا والجنة تحت قدميك .
حقيقة كنت اكذب فقد اكتشفت في اذار عام 2011 حبي الأكبر لمن عمرها الاف السنين وهي عذراء ولو تبادل اغتصابها طغاة ولصوص وذئاب في كل العصور والعهود رأيتها حورية من البحر لم يلمسها انس ولا جان وهي تختفي وتعود وتظهر فجأة عندما يغلي عنفواني على ضباع يظنون انها غنيمة شهية وعلى لصوص يريدون سرقتها .
معذرة امي الحبيبة فأنا الان ادافع عمن احببتها اكثر من حبي لك ومعي الملايين من عشاقها وكل واحد يصر انه الأقرب اليها وان الموت في سبيلها يضمن له الجنة .
امي الحبيبة :
لا تخافي ولا تحزني فقد سقط جدار الخوف وان اخي الذي لم تلده امي كان بجانبي يتلقى القذائف والبراميل والقصف عني ويضمد لي جراحي ومادام حبنا الأكبر لسوريا فنحن نتنفس غضبا ونركل الخوف بعيدا وحبيبتنا تقف شامخة كأنها قررت ان يكتب شبابها التاريخ من جديد بعد ما ظل آل الأسد ينسخونه بمداد من دمائنا .
امي الحبيبة :
اريد ان اعود اليوم قبل الغد وقبل ان تلوذي الى فراشك بدموعك وخوفك علي لكنني الان في احد اهم ميادين الدفاع عن الوطن ومعي دائما أبو محمد وأبو مصطفى وأبو هاني وأبو رشيد وغيرهم الكثير مئات الالاف ونحن نملك سلاح حب الوطن الفاصل بين الظلم والباطل وضميرا تصطك منه ركب الذين يطلقون القذائف والبراميل والغازات السامة فهم لا يعرفون الايمان بالوطن ويظنون ان سوريا قصر يتربع على عرشه الأسد لا تصدقيهم فهم كاذبون وقتلة يخلفون الوعود وينكثون العهود .
اذا لم اعد اليك فلا تيأسي ولا تحزني فهو قدرنا وهي امانة في اعناقنا والذنب يحمل وزره من تجسد الجبن فيهم وزارهم الخوف وتسلل اليهم في فراشهم وطارد احلامهم واستقطب منهم الالاف فجعلهم ارانب يدوس عليهم متى يشاء .
انا في حالة حب صادق وعشق ولهان لا تغادره صورة سوريا نائما كان ام في اليقظة فلا تخيفك وحشية الذين ينهالون علينا بأسلحتهم التي دفعنا ثمنها من أموال الشعب ولا يذهب بك الظن ان دمارهم وبطشهم سيثنينا عن هدفنا حقيقة اريد ان ابكي بكاء الابن على صدر امه وليس بكاء الرجل على قسوة جلاديه فأثناء سنوات بعدي عنك شاهدت عيناي ما جعلني أتمنى الشهادة وان التحق بمن سبقني في جنات الخلد .
اذا لم اعد اليك فسيبلغك حتما نبأ استشهادي بأيدي أعداء الوطن فتحرير سوريا ليس له ثمن اقل من الشهادة .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: