فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9917
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
كانت قافلة تشق مسيرها كما أعتاد الناس منذ مدة طويلة في طريق متفق على إتجاهه.
فجأة ولسبب ما، وقع الهجوم على القافلة، وانتهى الحال بتعيين المهاجمين لأحد الصعاليك قائدا عليها، فما كان منه إلا ان أمر بتغيير وجهة القافلة لمسار يوافق هواه وهوى من عينه، بالتوازي عمل على التخلص ممن عارضه.
ثم كان أن شبت أجيال بتلك القافلة فتحت أعينها على المسيرة وهي تسعى في ذلك الاتجاه فاعتادته وخالته الأمر الطبيعي
ثم تمضي السنون، وكان أن نشأت أجيال أخرى تفطنت الى أن أمر قافلتهم ليس طبيعيا، وأنه وقع تحويل إتجاهها بالقوة ولمصلحة عدو خارجي، وأن قائد العصابة الذي أسس المسيرة الجديدة هو مجرد متسلط خائن لأهل القافلة، ثم أنتهى بهم تفكيرهم الى أنه يجب إعادة النظر في كل ما جدّ منذ عملية الإغارة وتحويل اتجاه القافلة، بل طرح السؤال أساسا لماذا يتم تغيير اتجاه القافلة.
كان اصحاب هذا الرأي أقلية مقابل الجموع الأغلبية التي اعتادت الواقع وقبلته واعتبرته الصواب، لشدة انفعالها بأدوات تشكيل الأذهان التي أخضعهم لها الصعلوك المتسلط على مسيرة القافلة.
الآن تذكر حال قافلة تونس وإغارة فرنسا وتعيينها سيئ الذكر وصيا عليها، وقيادته المسيرة المنحرفة مباشرة او عن طريق نبت الزقوم الذين زرعهم ورعاهم، ثم الرافضين الذين يقولون أنه لايجب القبول بالواقع وانه يجب اعادة النظر في كل ما حصل منذ ستة عقود، وان متسيدي الساحة الان بتونس من بقايا فرنسا هم خطأ تاريخي لا ينبغي ان يقبلوا كعناصر طبيعية فضلا ان يتزعموا ويقودوا واقعنا من اعلام وثقافة وتعليم وثورة
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: