البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

على هامش التصريحات الأخيرة لـ "سماحة المفتي" محمد الطالبي: ارحموا شيخوخة الرجل

كاتب المقال محمد المختار القلالي - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3982 kallalimokhtar@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


أثارت التّصريحات الأخيرة التي أَدلى بها الدكتور محمد الطالبي لعدد من المنابر الإعلامية عاصفة من الغضب لدى الرّأي العام،من خلال قلّة قليلة أدرجت هذه التّصريحات ضمن الحقّ في حريّة التّفكير والتّعبير .
ما يمكن أن يؤخذ على الأستاذ الطالبي في نظري:

• كونه ، وهو المؤرّخ ورجل الفكر، نجده يزجّ بنفسه في شأنٍ هو في غنًى عن التّعرض لمزالقه ومطبّاته. و أعني به’ميدان الإفتاء’.والغريب في الأمر أنّه ، في الوقت الذي ينفي فيه الأستاذ الكبير عن نفسه صفة’المفتي’ أو ‘العالم بالدّين ‘ (الفقيه)، نجده يصرّ، في المقابل، على أحكامٍ هي من صميم الإفتاء،وشأن المفتين. وإلاّ ماذا يُعدّ القول بأنّ الإسلام لا يحرّم شرب الخمر، ولا يمنع من تعاطي البغاء، إن لم يندرج هذا في باب الإفتاء، شاء الأستاذ أم أبى؟

• تعاليه المشطّ على محاوريه ، ما يضطرّنا لسؤاله كارهين : ‘ أين أنت من تواضع العلماء يا سيدنا ؟’بادرت تسأل كلّ من رغب في محاورتك عن عدد ما ألّف من كتب ، والحال أنّ محاوريك إنّما أرادوا بالأساس أن يسألوك ويسمعوا لك . فهل لا يحقّ، في عُرفك ، أن يسأل السّائل إلاّ متى ما كان ممّن ألّف التّآليف ؟ سقراط ، و ما أدراك ما الرّجل ، مات دون أن يخلّف مخطوطا واحدا ،وكلّ ما وصلنا من فلسفته جاءنا من خلال ما نقله عنه تلميذه أفلاطون . إلى ذلك تشير سيرة ‘ الفيلسوف ‘ إلى أنّه كان يجلس إلى تلاميذه من الشّباب ، يرشدهم إلى أساليب البحث في ‘ الحكمة ‘ و ‘الماهيات ‘ في أدب جمٍّ ، ودون أن يدّعي لنفسه الاستفراد بامتلاك الحقيقة . أليس هو القائل : ‘ لا أعرف سوى شيء واحد هو أنّني لا أعرف شيئا ‘؟

• شدّة تهجّمه على مخالفيه في الرّأي، يرميهم جزافا بالجهل، و هم عندنا من المشهود لهم برسوخ القدم في العلم، منْ مثل سماحة الشيخ محمد المختار السلامي والمفكر المستنير عبد المجيد الشرفي .

• اعتماده ‘حديث الخُمْرة’ دليلا على أنّ النّبي عليه السلام كان يشرب الخمر. و هو تأويلٌ لا يستقيم بحال، وليّ فاضحٌ لعنق الحقيقة، إذ هل كانت عائشة لتتحرّج لو أنّ الأمر كان يتعلّق فعلاً بمُسْكر، فتتحجّج بحال الحيض التي هي عليها؟ لقد تردّدت في الإجابة لطلب بعلها تهيباً من دخول المصلّى والمسك بحصيرة الصّلاة وهي على غير طهر.

• وقوعه في التّناقض لمّا يتحجّج بحادثةٍ ورد ذكرها بالتّراث، وهو الذي لا يعترف، من سوى القرآن، بالتّراث أصلاً، وفق ‘عقيدته ‘، كـ’مسلم قرآني ‘!

ــــــــــ ــــــــــ ــــــــــ
القرن بعد القرن يمضي، ونحن لم نزل نجعل من ‘ثنائيّة الحلال والحرام ‘ إحدى معاركنا رغم الجهود المضنية والمهمّة التي بذلتها ‘حركة الإصلاح العربيّة’منذ انطلاقها، و التي دعت إلى فكّ آرتباطنا مع ‘ طاحونة الشّيء المعتاد ‘ ، ساهمت فيها ، كما المعروف، أسماء كبيرة كثيرة، ومع ذلك آستمرّت المعركة قائمةً لم تُحسم بعد بين ‘الدّاعين إلى التّحديث’ و ‘اللاّئذين بالقديم البالي’، لا يريمونه. يتلمّسون العثور على حلول لحاضرهم في ماض مضى. بل البادي أنّ هذه الحركة التي سعت إلى أن تعيد للعقل سلطانه تراجعت القهقرى أمام زحف الخطاب النّقيض ، ما يجعل المسؤولية تزداد ثقلاً على عاتق مفكّرينا من أمثال أستاذنا الطالبي لو هو وقف عند الاشتغال على ‘الأفكار’ خصوصاً ما تعلّق منها بما يعترض سبيل الأمّة من تحديّاتٍ يهدّد وجودها، بدل الخوض في ثنائيّة الحلال والحرام بترتيب مثير، لا يخلو من ‘الشّبهة’، بعث في النّفس أشجانها، و بعث فيها بالأخصّ الشّعور بالشّفقة على الرّجل حين يُتّخذُ منه ‘هزأةً ‘، ومن خلاله من العلم والعلماء في هذه البلاد. وهو ما آلمني شخصّياً كأشدّ ما يكون الإيلام حتّى أنّني وددت لو لم تقع عيناي على أستاذ بحجمه على تلك الحال من التّوتر و التّخبّط والارتباك .

إلى ذلك و بالمناسبة ، ألا يقتضي الإنصاف الاعتراف للرّجل بجرأته في الوقت الذي ابتلعنا فيه جميعا ألسنتنا إلّا ما ندر . روى لي من أثق به ( المهاجر الصّديق محمد الجُمّني ) وقد كان شهد ندوةً نظّمها البرلمان الأروبي سنة 2004 بمدينة ‘ستراسبورغ ‘الفرنسية حول ‘الإسلام والآخر ‘ ، قال : ‘ لمّا أتى الدّور على الدكتور الطالبي لإلقاء مداخلته بدأها بالقول : آتيكم من بلد يحكمه دكتاتور سفّاح.
(Je viens d’un pays dirigé par un dictateur sanguinaire)
ما أحرج المتعهّد بإدارة الحوار، فبادر إلى مقاطعته قائلاً : هذا القول لا يلزم إلاّ صاحبه، فما كان من الدكتور الطالبي إلاّ أن ردّ عليه بالقول : من فضلك، لا تقاطعني، وهل ثَمَّ ما يمنع أن أقول هذا في مؤسّسة تُعلي من شأن الحريّة والدّيمقراطية، والحال أنّني صرّحت بهذه العبارة نفسها بمركزيّة اتّحاد الشّغل في تونس ؟’ ( بدون تعليق ).

مفكّرونا تيجان على رؤوسنا...و الأستاذ الطالبي سيظلّ مهما اختلفنا معه في الرّأي، محلّ احترامنا وتبجيلنا، تقديراً لعلمه،ومراعاة لسنّه، أمدّ الله في أنفاسه،و في البال أيضا ما يمكن أن يفعله بـ’ذي السّنّ’( مرّاللّيالي واختلاف الأعصر) *.

*لمن مازالوا على حبّهم للقريض: هذا عجز لبيت من قصيدةٍ للشّاعر أعصر بن سعد بن قيس بن عيلان، يشكو فيها تقدّمه في السّنّ وتداعياته السلبيّة على الصّحّة البدنيّة والعقليّة جميعا، ومنها قوله:
قالت عُميْرةُ ما لرأسك بعدما ** نــفِدَ الشّباب أتى بلون منكر؟
أَعُمَيْرُ إنّ أباك شيّب رأســـه ** مرّ اللّيالي واختلاف الأعصر


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، محمد الطالبي،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
محمود فاروق سيد شعبان، محمد الطرابلسي، عزيز العرباوي، حسن عثمان، رشيد السيد أحمد، محمد أحمد عزوز، علي عبد العال، إيمى الأشقر، د - المنجي الكعبي، العادل السمعلي، عراق المطيري، سامح لطف الله، د. خالد الطراولي ، سعود السبعاني، فوزي مسعود ، رمضان حينوني، د - شاكر الحوكي ، محمود طرشوبي، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، رحاب اسعد بيوض التميمي، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله زيدان، صلاح الحريري، فتحي العابد، حاتم الصولي، جاسم الرصيف، أنس الشابي، سفيان عبد الكافي، د. أحمد محمد سليمان، صالح النعامي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، رافع القارصي، خبَّاب بن مروان الحمد، الهيثم زعفان، محمد الياسين، نادية سعد، د - عادل رضا، عمار غيلوفي، المولدي الفرجاني، محمد يحي، كريم فارق، تونسي، صلاح المختار، يزيد بن الحسين، الهادي المثلوثي، د. عادل محمد عايش الأسطل، الناصر الرقيق، سليمان أحمد أبو ستة، مصطفى منيغ، سامر أبو رمان ، د - مصطفى فهمي، مراد قميزة، ضحى عبد الرحمن، أبو سمية، سلوى المغربي، إياد محمود حسين ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، محمد اسعد بيوض التميمي، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، د. طارق عبد الحليم، رضا الدبّابي، طلال قسومي، د - محمد بن موسى الشريف ، سيد السباعي، رافد العزاوي، ياسين أحمد، عواطف منصور، عبد الغني مزوز، محمد عمر غرس الله، مجدى داود، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، د - صالح المازقي، وائل بنجدو، سلام الشماع، أحمد ملحم، د.محمد فتحي عبد العال، محمد شمام ، د- محمد رحال، د- جابر قميحة، د- محمود علي عريقات، صفاء العراقي، د- هاني ابوالفتوح، حميدة الطيلوش، صفاء العربي، د. صلاح عودة الله ، إسراء أبو رمان، د - محمد بنيعيش، محمد العيادي، أ.د. مصطفى رجب، فتحـي قاره بيبـان، د. عبد الآله المالكي، أحمد النعيمي، صباح الموسوي ، د. مصطفى يوسف اللداوي، عبد الله الفقير، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محرر "بوابتي"، منجي باكير، حسن الطرابلسي، محمود سلطان، فتحي الزغل، عمر غازي، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، علي الكاش، مصطفي زهران، د. أحمد بشير، يحيي البوليني، أشرف إبراهيم حجاج، كريم السليتي، د. ضرغام عبد الله الدباغ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة