البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

ماذا كانت تنتظر الرموز من أمريكا؟!

كاتب المقال احمد الدراجي - العراق    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3396


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


بالرغم من إن الموروث الثقافي والتاريخي الذي تحمله الشعوب العربية الإسلامية عموما تجاه أمريكا قائم على أساس إنها دولة استعمارية استكبارية والحليف والداعم والمدافع الأول والرئيسي لإسرائيل، وأن شعار أمريكا عدوة الشعوب يحفظه الصغار والكبار، إلا أن هذا المورث لم يستطيع أن يصمد أمام سطوة وقوة الفتاوى الدينية والرؤية والقراءة التي تعاملت بها الرموز الدينية والسياسية في العراق تجاه قضية الاحتلال الأمريكي، حيث تم إخراجه من هذا المعنى إلى معاني أخرى يتقبلها المجتمع العراقي الذي يحمل ذلك الموروث، فتحول الاحتلال إلى تحرير وديمقراطية وازدهار، وصار المحتل صديقا وحليفا ومحررا ومنقذا، وهكذا استطاعت الرموز الدينية والسياسية من تخدير الشعب العراقي وإخماد روح المقاومة والرفض التي يحركها ذلك الموروث، يوازي ذلك قمع كل صوت يرفض الاحتلال ويدعوا إلى مقاومته.

بينما تُطلق الألقاب الرنانة على مَن مرر وشرع الاحتلال، وما نتج عنه من عملية سياسية فاشلة، وحكومات ظالمة فاسدة طائفية، تهاوى ويتهاوى بلد الرافدين ويسير بخطى متسارعة نحو الأسوأ، حتى وقع في النفق المظلم، وتتطاير أشلاء أبناءه وتنزف دمائهم كالسيل الهادر، ويعاني من لم تناله المفخخات والكواتم والمليشيات وعصابات التكفير من الفقر والجوع والحرمان والإقصاء والتهميش والتهجير وغير من الويلات والمآسي، كل هذا من نِعَم الاحتلال، وبركة وحنكة مَن مرره ودعمه والشعب العراق الذي يدفع الفاتورة لازال متمسكا بالرموز الدينية والسياسية التي دفعت به إلى الهلاك.

بعد سقوط الموصل وسيطرة التنظيم الإرهابي داعش على ثلث مساحة العراق بسبب السياسة الطائفية القمعية التي انتهجتها الحكومة السابقة، وما افرزه من تداعيات مهلكة على المستوى الداخلي والخارجي، وهنا نريد أن نسلط الضوء على قضية تناقلتها وسائل الإعلام الداخلي والخارجي تتعلق بموضوع الدعم السري الذي يتلقاه داعش من الولايات المتحدة الأمريكية، والذي أثارته عملية إلقاء الطائرات الأمريكية المساعدات العسكرية على المواقع التي يتمركز فيها داعش، يضاف إليها ما حدث مؤخرا من قيام الطائرات البريطانية بنفس العمل، حيث أعلنت لجنة برلمانية عراقية، الأحد، أنها بصدد إرسال استفسار إلى السفارة البريطانية في بغداد بشأن حطام طائرتين بريطانيتين أسقطتا في محافظة الأنبار، مشيرة إلى أن الطائرتين استهدفتا من قبل قوات عراقية بعد إلقائها مؤناً لـ”الدولة الاسلامية...، ولسنا هنا بصدد إثبات ذلك أو نفيه، وأتما نريد ننظر إلى هذه القضية من زاوية أخرى نكشف من خلالها النوايا الخبيثة التي تقف وراء المشروع الأمريكي الذي أرادت تحقيقه من احتلالها للعراق، هذا المشروع الذي لم تلتفت إليه الرموز الدينية والسياسية ومررته وشرعته ودعمته ودافعت عنه بكل بسالة، وحاربت وقمعت كل من يقف بالضد منه، فبناءا على هذه المعطيات وما سبقها، وما جرى ويجري في العراق من خراب ودمار وهلاك ممنهج ومبرمج تمخض عن الاحتلال وديمقراطيته الدموية، فقد بات من البديهي أن التحرير مسرحية تم إعداد سيناريوهاتها في الغرف المظلمة للماسونية العالمية، وان مَن سار في ركب الاحتلال ومرَّره وشرَّعه كان جزءا من هذه المخطط المشؤوم، فليس بغريب أن يحصل تنظيم داعش على الدعم الأمريكي والبريطاني، لكن الغريب والعجيب أن يُمرَّر الاحتلال ويُشرَّع ويُدعَم ويُدافَع عنه، فماذا كانت تنتظر تلك الرموز الدينية السياسية من أمريكا عدوة الشعوب وحليفتها بريطانية؟!!!، وكيف أقنعت نفسها وجماهيرها بحسن النوايا الأمريكية ؟!!!،وأي قدرة علمية أو حنكة سياسية تتمتع بها تلك الرموز وقد جعلت من نفسها أداة لتنفيذ المخطط الأمريكي المشؤوم الذي تكشفت خيوطه رغم أنها كانت من البديهيات الواضحة؟!!!، والى متى يبقى الشعب العراقي مسلوب الإرادة أسيرا لتلك الرموز تحركه وفقا لمصالحها الشخصية الضيقة؟!!!، أما آن الأوان لكي يستفيق من مؤثرات الأفيون الذي سقته به تلك الرموز؟!!!، فهذه هي حقيقة أمريكا التي صيرتها الرموز محررا وصديقا وحليفا ووليا ومنقذا.

من الجدير بالذكر إن السيد الصرخي كان قد كشف عن المخطط الأمريكي في العراق ونبه له وحذر منه ومن عواقبه الوخيمة في مناسبات وخطابات عديدة حيث كان مما قال : (منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى أن العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات ... وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر إلى أسوأ وأسوأ وأسوأ... وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. ))


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

العراق، داعش، تنظيم الدولة الإسلامية، المرجع الصرخي، الشيعة العرب، الشيعة،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 4-03-2015  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
خالد الجاف ، يزيد بن الحسين، صباح الموسوي ، فتحـي قاره بيبـان، رمضان حينوني، د. طارق عبد الحليم، محمد اسعد بيوض التميمي، ضحى عبد الرحمن، المولدي اليوسفي، عبد الغني مزوز، سعود السبعاني، فتحي الزغل، عبد العزيز كحيل، د- جابر قميحة، د. خالد الطراولي ، رشيد السيد أحمد، محمود فاروق سيد شعبان، سلوى المغربي، د. أحمد بشير، رافد العزاوي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، الناصر الرقيق، د - عادل رضا، تونسي، إسراء أبو رمان، محمد الياسين، د. كاظم عبد الحسين عباس ، محمد علي العقربي، نادية سعد، د - المنجي الكعبي، رحاب اسعد بيوض التميمي، عمار غيلوفي، أنس الشابي، يحيي البوليني، إيمى الأشقر، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمد يحي، د. مصطفى يوسف اللداوي، أحمد ملحم، أحمد النعيمي، عمر غازي، جاسم الرصيف، سيد السباعي، د. عادل محمد عايش الأسطل، صلاح الحريري، حسن الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان، د - مصطفى فهمي، د - صالح المازقي، صفاء العربي، علي عبد العال، مصطفى منيغ، عراق المطيري، محمد العيادي، محمود سلطان، مصطفي زهران، د. عبد الآله المالكي، سفيان عبد الكافي، بيلسان قيصر، ماهر عدنان قنديل، د- هاني ابوالفتوح، حسن عثمان، عبد الله زيدان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، الهادي المثلوثي، د - محمد بن موسى الشريف ، طلال قسومي، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، أحمد بوادي، خبَّاب بن مروان الحمد، د- محمد رحال، عزيز العرباوي، سامر أبو رمان ، مراد قميزة، العادل السمعلي، د- محمود علي عريقات، أشرف إبراهيم حجاج، محمد شمام ، فوزي مسعود ، ياسين أحمد، إياد محمود حسين ، صلاح المختار، فهمي شراب، محرر "بوابتي"، محمد الطرابلسي، أ.د. مصطفى رجب، سليمان أحمد أبو ستة، فتحي العابد، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، منجي باكير، محمود طرشوبي، سامح لطف الله، د - الضاوي خوالدية، مجدى داود، د - شاكر الحوكي ، عبد الله الفقير، عواطف منصور، كريم السليتي، محمد أحمد عزوز، علي الكاش، صفاء العراقي، د. صلاح عودة الله ، حاتم الصولي، عبد الرزاق قيراط ، سلام الشماع، المولدي الفرجاني، وائل بنجدو، كريم فارق، الهيثم زعفان، رضا الدبّابي، رافع القارصي، أحمد الحباسي، محمد عمر غرس الله، أبو سمية، صالح النعامي ، طارق خفاجي، د.محمد فتحي عبد العال،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة