الآثار العراقية بين الطمس لتاريخها و هويتها و المطالبة بحفظها و صيانتها
احمد الخالدي - العراق
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 3315
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
المعروف لدى الأمم العالمية و البشرية جمعاء أنها تفتخر و تعتز و تصون و تحافظ على ارثها التاريخي القديم و تقدس كل ما يذكرها بماضيها العريق القديم و تجعله نصب أعينها وفي الحفظ و الصون وعلى سبيل المثال الآثار و الحضارات القديمة التي تعانق بقدمها مئات بل آلاف السنيين حتى غدت مثار حديث و افتخار الأمم فيما بينها و هذا الافتخار و الاهتمام يبدأ من مناصب رفيعة المستوى كالساسة و الحكام في تلك الأمم إلى أدنى منصب فيها من أفراد و أبناء المجتمع البشري لما تحمله تلك الآثار من سجل حافل بالمواقف المشرفة و القصص التاريخية التي تدرسها تلك الأمم و تعلمها لابناءها من جيل إلى جيل فتجعل الأفراد تعتز و تفتخر بها لكن في العراق و حضارته العريقة فالأمر يختلف كلياً فساسة العراق الانتهازيون بداً منذ عام 2003 و إلى ألان فكلهم شاهد و رأى و سمع بما جرى على الإرث العراقي التاريخي العريق من سرقات و نهب و تحطيم و إخفاء لمعالمها الحضارية و تشويه لصورتها الحقيقية وما آخرها و ليس أخيرها ما حدث في الموصل على يد مرتزقة داعش الإرهابي من تحطيم و هدم و تخريب للآثار الآشورية في المتحف الموصلي متذرعين بحجج و ذرائع واهية لا تمت للحقيقة بأي صلة فإننا لم نر أو نسمع أي تنديد أو شجب و استنكارٍ أو تحريك لساكن من قبل حكومة و ساسة العراق و كأن الأمر لا يعنيهم وهذه الآثار التي أهينت و انتهكت قدسيتها ليست هي أثار العراق بلاد أقدم الحضارات و أعرقها على الإطلاق وقد التزموا الصمت و اتخذوا جانب السكوت عن تلك الجريمة النكراء لأنهم تعلموا من سابقيهم الفاسدين عندما تحدث مثل تلك الجرائم في العراق فعليهم التزام جانب الصمت و السكوت حيث لا إذن سمعت و لا عين رأت فهل هذا هو عملكم يا حكومة و ساسة العراق ؟؟؟؟
فالجريمة واحدة منظمة فداعش الإرهابي يحطم و ساسة العراق يسكتون ولا يحركون ببنت شفه فها قد أقدما كل منهما على طمس تاريخ و هوية الآثار العراقية العريقة هذا من جهة ، ومن جهة أخرى فأن من الجدير بالذكر أن أصوات العراقيين الشرفاء لم ولم تسكت عن المطالبة و المطالبة بحفظ و صيانة الماضي العراقي الأصيل و تراثه العريق من آثار و غيرها وكل ما يحتويه هذا الماضي العريق و على رأسهم المرجع العراقي العربي الصرخي الحسني وما صدر من سماحته في بيانه المرقم (41) تحت عنوان ( آثارنا تربطنا بأرضنا ) بتاريخ 31/3/2007 فقد دعا فيه المرجع الصرخي إلى حفظ و صيانة الآثار العراقية القديمة لما تنسجه من الوحدة بين مكونات الشعب العراقي التي تربطه بوحدته القديمة بالإضافة إلى أنها تكون رمز فخر و اعتزاز للعراقيين و مصدر ثروة و مورد مالي للعراق و العراقيين لو استثمرت بالشكل الصحيح لكن قد أسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي فقد جاءت هذه المضامين للمرجع الصرخي الحسني متجسدةً في بيانه الموسوم ( آثارنا تربطنا بأرضنا ) بقوله : (( فالآثار القديمة يجب صيانتها والحفاظ عليها لأنها تربطنا وتشدنا لأرضنا وعراقنا الحبيب وشعبه العزيز والمفروض أنها توحّدنا لوحدتنا القديمة الأزلية على أرض الرافدين التي تكشفها وتعبّر عنها الآثار القديمة ، فهي فخرنا وعزّنا لأنها تضيف عنصر وأساس قوة لنا ولأرضنا فيصح أن نقول بل الواقع يثبت أن العراق أصل ومنبع الحضارات وأرض الأنبياء وشعب الأوصياء والأولياء الصالحين الأخيار ، نعم عراقنا عراق الحضارة والنبوة والإمامة والولاية الصالحة العادلة ، ولولا الاحتلال وقبله الدكتاتورية ولولا الفساد والمفسدين ولولا العملاء والمنتفعين لاستثمرت الآثار والمناطق الأثرية على أفضل وانجح استثمار ولأصبحت ثروة وطنية كبرى كالنفط والزراعة((.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: