فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8056
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
تقول الاخبار ان قطعانا تجمعت حول مقر سفير فرنسا بتونس للتعاطف مع قتل عاملين بصحيفة فرنسية عرفت بكرهها وتهجمها على الإسلام والمسلمين، ويديرها عنصريون أعداء
تقول الاخبار كذلك ان شرذمة المتحلقين حول بيت السفير هم من الذين يتخذون القاب الفنانين والصحفيين
سيكون من الصعب التصديق ان هؤلاء المتداعين لبيت السفير الفرنسي انما تحركهم الغيرة على الدماء البشرية، ونحن ماعرفناهم يوما تحركوا والدماء تسال بالوديان والانفس تزهق بالالاف بالعراق و بورما ومالي وافغانستان وليبيا وسوريا
بالمقابل سيكون من الصعب على هؤلاء ان يخفوا حقيقة ان تحركهم كان لوقوع الحادث بفرنسا تحديدا، ثم لكون الحادث فيه فكرة الدفاع عن الاسلام
اذن نحن ازاء استثمار حدث لتحقيق غرضين:
البرهنة على الانتماء للمنظومة الفكرية والعقدية الغربية والفرنسية تحديدا، من خلال تاكيد القرب الوجداني والتعاطف مع اخص الاحداث التي تمس الفرنسيين هناك
ثم محاولة اسقاط حالة صراعات ايدجيولوجية يخوضها بقايا فرنسا بتونس -الذي يمثل المتحلقون حول بيت السفير نماذج منهم- مع عموم التونسيين وضد هويتهم، اسقاطها على احداث فرنسا لاستثمار حالة الكره للتدين وللاسلام، لتعظيم مراكزهم ومواقفهم بتونس
نحن اذن ازاء جماعة يحركها فائض الذل وبحرفية، ولكنها حرفية في المجال الخطأ وفي الاتجاه الخطأ وفي الوقت الضائع، لان من يتقربون اليها وهي فرنسا، لم تعد فرنسا التي كانت منذ قرن حيث القوة والقدوة، الامر تغير، لكن عقارب بقايا فرنسا لدينا في تونس هي التي حبست في قعر التاريخ ويبدو انها تعطبيت، ولازالت تعتبر الغرب نموذجا يدافعون عنه اكثر مما يدافع الفرنسي عن نموذجه المتهافت
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: