إيقاف ياسين العياري: المؤسسة العسكرية الذات المقدسة بتونس
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9242
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يريدون أن يقنعونا أن لنا ربا أعلى في تونس لا يجوز الاقتراب منه، يسمى المؤسسة العسكرية
ما أنا متأكد منه انه لا رب في هذا الكون فضلا أن تكون تونس، إلا خالقه، ما عدى ذلك ما هي إلا كائنات افتراضية أو واقعية، وان أسبغ على تلك الهيئات والمؤسسات الصفات والتقديسات.
ثم إني لست متأكدا أن القضاء العسكري هذا مستقل، فضلا على أن يكون موضع احترام، فضلا على أن يكون مقدسا.
سبب ذلك مثلا أننا نعرف أن من قتل المئات من الشهداء لا يزالون طلقاء، فهذا القضاء إما أنه غير كفء في كشف من يعرفه الناس، وإما انه غير محايد، وفي كلتا الحالتين سيكون من الصعب البرهنة على وجوب احترام من لايتقن عمله أو من هو غير محايد، بل ومصطف ضد أبناء ثورتنا.
لا اعرف من وضع الأسس القانونية التي تقول بوجوب محاكمة من اعتدى على قدسية ذات المؤسسة العسكرية، ولكني اعرف انه لاشك على قدر كبير من عدم الكفاءة بل والارجح أنه من أتباع سيئ الذكر المتاثر بالمدرسة الغربية، إذ لا أفهم لماذا تفرد المؤسسة العسكرية بهذا القدر المفترض من القدسية، ونحن لا نرى هذا المشرع خص الذات الإلهية مثلا بمثل هذا التقديس.
ثم لماذا أصلا تقدس مؤسسة من دون كل المؤسسات، لا أجد أي تبرير منطقي لهذا الأمر، إلا أن يكن مصادرة على المطلوب وتحكم مسقط لا مبرر له، و كل مصادرة على المطلوب فهي أمر فاسد لا قيمة له كما يعرف ذلك دارسو الفلسفة.
لكل هذه الأسباب فإن إيقاف ياسين العياري أمر لا يجوز، ليس اعتبارا لحيثيات القضية كما يقول محترفو اللغو في مسائل القضاء، وإنما لفساد المنطلقات الفلسفية أساسا التي بني عليها القانون الذي تمضي عليه هذه القضية ذاتها.
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: