بل تونس مقسمة واقعا وحقيقة لقسمين منذ الاحتلال الفرنسي
فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 9211
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
الإمعية وسلوك القطيع أي إتباع ما يقوله الغير وما تسوقه وسائل الإعلام، من دون تكوين موقف خاص، ثقافة ترسخت تقريبا لدى مختلف الاتجاهات بتونس، إذ ما إن يطلق احدهم تهمة حتى يتبرأ منها الكل من دون التثبت إن كانت فعلا تهمة أم لا، وإن كانت خطأ أو صوابا وإن كانت صدقا أو كذبا.
نموذج ذلك تبرأ الكل من فعل تقسيم التونسيين ومن حقيقة انقسامهم، والحال أن هذا شيء أولا ليس سيئا على إطلاقه، ثم هو أصلا أمر واقع.
فتونس كانت منذ عهد الاحتلال الفرنسي (وليس الاستعمار كما تروج أدوات تشكيل الأذهان طيلة عقود) مقسمة بين من كان يقام المحتل ومن كان يخدمه، سواء أكان راعيا للخنزير لدى المستوطنين الفرنسيين والطليان (وليس المستعمرين كما صورتهم أدوات تشكيل الأذهان البورقيبية طيلة عقود)، أو واشيا بالمقاومة أو كان موظفا في أدوات السلطة الفرنسية المحتلة.
وكلا القسمين: الشريف والخائن، تناسل منه الذرية وتفرعت عنه الآلاف، وأورث كل منهما موقفه لغيره، فكان معنى ذلك أن تونس مقسمة الآن بحكم الواقع وحقيقة الأشياء، لصنفين خائن وشريف، بين محارب لهويته من دين ولغة ومحب لها، بين رافع لراية الإلحاق بالغرب ومحارب لذلك.
وما الصراع الدائر الآن ين الثورة والثورة المضادة، إلا إحدى مراحل المواجهات التي ابتدأ خوضها آباؤنا من قبل ضد فرنسا وأتباعها.
هذه حقائق لا يجب نفيها، كما انه ليس من الحسن رد كل كلام يصور على انه سيئ ابتداء، فلعل ما يصور سيئا هو كذلك للطرف الآخر ولكنه ليس بالضرورة كذلك بالنسبة لك
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: