محمود طرشوبي - مصر
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 4413
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
أمضى «الإخوان المسلمون» 84 عاماً كفصيل معارض قوي في السياسة المصرية قبل أن يفوزوا بالسلطة في يونيو 2012 ليعودوا ويخسروها بعد 369 يوماً فقط. ومنذ ذلك الحين أخذت «الجماعة» تمر بأوقات عصيبة. ففي الأشهر الأربعة عشر التي تلت أحداث الثلاثين من يونيو ، واجهت «الجماعة» حملة شديدة من جانب الدولة قضت عملياً عليها كقوة سياسية في مصر. أو بتعبر آخر أضعفت من تواجدها داخل الشارع المصري كقوة متصدرة لمعارضة قوية .
و حملت إلينا الأخبار اختيار القيادة الإخوانية الكبيرة و المقيم في لندن جمعة أمين ليكون قائماً بأعمال المرشد العام.
إن محاولة «الإخوان» إدارة شؤونهم من الخارج لا أظنها تنجح . فقطر، التي منحت العديد من شخصيات «الجماعة» اللجوء إليها عندما تمت الإطاحة بمرسي، استجابت مؤخراً لضغوط الدول الخليجية المجاورة والمعادية لـ «الإخوان» وطلبت من كبار قادة «الجماعة» مغادرة الدوحة. ومن جهة أخرى، فإن بريطانيا التي تشكل ملاذاً آمناً لـ كثير من جماعات الاسلام السياسي و منها الإخوان، حيث حافظت «الجماعة» هناك على وجود بارز يشمل مكتباً إعلامياً كان قد تأسَس منذ عقود، لم تعد ترحب كثيراً بهذه «الجماعة». ففي وقت سابق من هذا العام أجرت الحكومة البريطانية تحقيقاً حول أنشطة «الإخوان» في لندن، وعلى الرغم من أن التحقيق، وفق ما ورد، لم يعثر على أي صلة مباشرة ما بين «الإخوان» والجماعات الإرهابية، إلا أن الكثيرون يتوقعون أن تفرض بريطانيا قيوداً على أنشطة «الجماعة» في البلاد. أما تركيا، التي تحتضن عدد من الاسماء المؤيدة للجماعة و مركز قناة ‘رابعة’ الفضائيات التابعة لـ «الجماعة»، فتُعتبر في الوقت الراهن الملاذ الوحيد الموثوق به لـ «الإخوان المسلمين»، على الرغم من أن «الجماعة» تبدو على دراية تامة بتدهور مكانتها الدولية ويُقال أنها تدرس في اختيار تونس وماليزيا كقاعدتين احتياطيتين لها.
وعلى الرغم من هذه الإخفاقات، رفضت جماعة «الإخوان» إعادة النظر في نهجها. أو تعدّل «الجماعة» من أيديولوجيتها ولم تغيّر من استراتيجيتها. إذ رفضت المصالحة مع النظام المصري الجديد أو التشكيك في نقاء أفكارها الإسلامية , أو التعامل مع الواقع بواقع اكثر ايجابية , و لا اقصد التخلي عن ثوابتها و لكن لكل حدث حديث .
إن تعنّت «الإخوان»، حتى في مواجهة مثل هذه الانتكاسات الحادة، ليس أمراً مستغرباً. فبعيداً عن كونهم أعضاء في جماعة تصنف في الجماعات علي أنها ‘معتدلة’ لكن الواقع يقول إنهم مجتمع منعزل في حالة ثمالة من رواياتهم الخاصة.
ويمكن رؤية الدليل على ذلك في الاختيار الواضح لـ ‘المرشد العام’ الجديد. إذ تم اعتقال المرشد السابق في شهر أغسطس 2013، ومنذ ذلك الحين بقيت قيادة «الإخوان» غير واضحة. و قد كشفت صحيفة ‘الديلي تليغراف’ البريطانية في تقرير نشرته في الفترة الاخيرة أن المرشد الجديد لجماعة الإخوان المسلمين يختبئ في لندن مشيرة إلى ان جمعة أمين القيادي في الجماعة عضو مكتب الإرشاد هو المرشد الجديد للجماعة بعد اعتقال محمد بديع، وان اعلان محمود عزت كمرشد مؤقت هو اجراء احترازي لحماية المرشد الحقيقي خوفا من اغتياله.. ويُذكر أن أمين هو من كبار قادة «الجماعة» الذين لم يتم القبض عليهم . و قد تولى لفترة طويلة عضو مكتب الإرشاد، وهو عبارة عن الهيئة التنفيذية لـ جماعة «الإخوان» التي تتألف من ثمانية عشر عضواً، وبقي بأمان في لندن ليتلقى العلاج الطبي في وقت الإطاحة بمرسي، و قد قام بمسؤوليات المرشد العام في الأشهر الأخيرة من خلال كتابة عدد من البيانات الأسبوعية لـ «الجماعة».
و يبقي السؤال المطروح هل جمعة هو الرجل القادر علي السير بالجماعة في ظل هذا الموج العاصف و الخروج بجماعته , إلي بر الأمان , و لكن قبلها نتسال , هل من يعيش خارج إطار الأزمة يستطيع أن يقوم بحلها, و هل قيادات الصف الثالث المتواجده داخل شوارع مصر ستساعد جمعة في ذلك , أم إن قوة الجماعة أصبحت مرهونه بهذه القيادات التي ملأت الفراغ القيادي للجماعة بعد القبض علي الصف الأول و التاني للجماعة , ننتظر .
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: