البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

مقاطعة المنتج الإسرائيلي كفاح ونضال

كاتب المقال أنغام سمير محمد - فلسطين    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 3315


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


لاحقاً للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة؛ نشطت حملات المقاطعة للمنتج الإسرائيلي. تلك الحملات التي بدأت منذ وقت ليس بالقريب، داعية لمقاطعة المنتج الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، حيث شمل المشهد العديد من الحملات الموجهة للتجار تارة وللشعب تارة أخرى، كما وَجهت بعض الحملات المَطالب للحكومة بسن وفرض القوانين التي تمنع التاجر الفلسطيني من استيراد المنتج الإسرائيلي. وعند الحديث حول المنتج الإسرائيلي نحن نتكلم عنه بجميع أشكال السلع والخدمات، مقاطعة موجهة بشكل مباشر، مقاطعة تامة. هذه المقاطعة التي تعتبر من أهم أنواع النضال وأرقى أشكال الجهاد، التي لا يستطيع أي فرد كان أن يتحجج بعدم امتلاكه القدرة المادية كانت أم المعنوية للخوض بها، هذا الشكل من أشكال الكفاح الذي لا يحتاج سوى مزيج من الكرامة والوطنية والانتماء والوازع الداخلي القوي الذي يُقنع صاحبه بأهمية دوره وفعاليته في النضال الشعبي.

خلال العديد من السنوات ولاحقا للتقلبات السياسية في الساحة الفلسطينية الناتجة عن ممارسات العدو المتعددة من انتهاك لحقوق الإنسان الفلسطيني وسفك دمه وانتزاع حريته لاحظنا التذبذب في هذا النوع من الكفاح الشعبي حيث كانت تشتد تلك الحملات تارة محققة بعضاً من النجاح، لتتهافت تدريجياً معلنةً اقترابها من الانطفاء تارة أخرى، حتى يهب أصحاب المبادئ والقيم السامية بإعادة إحيائها من جديد، لتظهر كل مرة بقوة أكبر من سابقتها، حتى اشتدت هذه الحملات في وقتنا الحالي كنتاج للعدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة وما تبعه من أعداد رهيبة من الشهداء والجرحى والمعتقلين خلال فترة وجيزة عاشها الشعب الفلسطيني في القطاع وكأنها أعوام من القتل والدمار.

في هذا السياق جاء الإعداد لهذه الورقة لتوضيح دور المقاطعة الشاملة والمستديمة للمنتج الإسرائيلي كأحد أوجه النضال الشعبي التي يجب العمل على تعزيزها تأطيراً لمبدأ الوحدة الوطنية الذي يرفض من خلاله الشعب الفلسطيني أن يكونوا شركاءً للعدو في سفك الدماء وزهق الأرواح وتدمير المباني والمنشات.

من أين تبدأ عملية المقاطعة ؟
تعتبر المقاطعة عملية من السهل الممتنع تحقيقها إن لم تتضافر الجهود وتتحد القوى لإنجاحها. جميعنا على يقين بأن إسرائيل لم تحتل أرضنا فحسب، بل احتلت فكرنا وثقافتنا، حتى قيم الانتماء ومبادئ الوطنية باتت في خطر إن صح لي التعبير.
حول حملات المقاطعة يدعي البعض بأن المواطن لا دخل له بمثل هذه الحملات وأن التاجر هو المحور الرئيسي لإنجاح هذه العملية، حجتهم في ذلك بأن المستهلك يطلب ما تراه عينه في الأسواق والمتاجر فإن لم تتوافر السلعة لما أقبل على شرائها وبحث عن البديل المناسب لها، حجة قد تبدوا منطقية لأصحاب النفوس الضعيفة الذين لا يملكون القدرة على ضبط أنفسهم أمام شهواتهم وملذات الحياة. يرد عليهم فريق آخر بأن المواطن هو المحرك الرئيسي لحملات المقاطعة كأحد أشكال المقاومة الشعبية، حيث أن ذاك المنتج سيتعرض للتلف إذا قام المواطن الفلسطيني بعدم الالتفات له وتركه ملاذا للغبار على رفوف المتاجر وعربات الأسواق، ليكون ذاك درس للتاجر لألا يعيد استيراد منتج إسرائيلي الهوية. قد تبدوا هذه الحجة أكثر منطقية، ولكن؛ يشدد البعض على دور الحكومة في فرض وسن القوانين الضابطة لعملية الاستيراد.

من هنا تظهر التناقضات في الشارع الفلسطيني حول هذه القضية. ويبدوا لنا واضحاً جلياً أهمية الإجابة عن السؤال البرَاق، من أين نبدأ ؟
من ناحية علمية الطلب يخلق العرض، فزيادة الطلب يؤدي إلى زيادة العرض الناتج عن زيادة الاستيراد. إذا؛ هل يحق لنا أن نضع المواطن الفلسطيني على المحك واختبار انتمائه لأرضه وشعبه وقضيته وتحميله مسؤولية أي عقبة تعترض طريق المقاطعة؟ أم نوجه أصابع الاتهام للتجار متهميهم بالتطبيع مع إسرائيل؟ أم أن الحكومة في تخاذلها متواطئة مع العدو الصهيوني؟

تبدوا العملية من وجهة واقعية بأنها تكاملية تشاركية بين جميع الأطراف المذكورة على كل القيام بدوره بمصداقية يغمرها الشعور بالمسؤولية تجاه الأرض والوطن، تجاه الشهداء والجرحى، تجاه الأسرى والمعتقلين. كل من مكانه عليه القيام بدوره لنجاح العملية والنيل من الكيان الصهيوني.

معوقات المقاطعة
في هذا الصدد لا بد من التنويه على بعض المعوقات التي تواجه برامج المقاطعة والقائمين عليها، حيث أشار الموقع الرسمي ‘مقاطعة إسرائيل لتحقيق العدالة’ مؤخرا عن تعرض ناشطين ضد التطبيع في رام الله للمحاكمة من قبل القضاء الفلسطيني.

كما يعتبر تفضيل بعض المواطنين الفلسطينيين للمنتج الإسرائيلي بوصفهم السلع الإسرائيلية بأنها ‘أزكا’ على حد تعبيرهم من أهم وأبرز المعوقات التي قد تؤدي إلى إحباط عملية المقاطعة، وبالتالي تظهر أهمية العزف على الجانب النفسي للمواطن الفلسطيني لتبديل قناعته بأخرى جديدة تدفعه لترك المنتج الإسرائيلي واجبا وطنيا لابد من الامتثال له إكراما لشهداء فلسطين وجرحاها الذين أصابتهم رصاصات إسرائيلية ممولة بجزء كبير بأموال عربية فلسطينية.

على الرغم من الجودة العالية للعديد من المنتجات الفلسطينية قد يتعرض المنتج الفلسطيني للإهمال بسبب سياسات إدارية وتسويقية غير فعاله تضعف من القدرة التنافسية للمنتج وتضع المواطن الفلسطيني في خانة يأس من قدرته على استخدام المنتج الوطني كبديل مثالي.
الوقوف على هذه المعوقات ليس من شأنه إحباط برامج المقاطعة بل جاء في نظرة تأملية لتحديد الأثر السلبي لهذه المعوقات في كبح عجلة المقاطعة وتأخير تحقيق أهدافها السامية، الرامية لدفع الاقتصاد الإسرائيلي إلى حفه الهاوية والإطاحة به محاولة في وضع بعض المقترحات لتلافي أثرها السلبي وعلاجها قدر المستطاع.


• كيف تتم المقاطعة ؟
للتأكيد على أهمية المشاركة الجماهيرية في عملية المقاطعة وتوضيحاً لدور المفكرين والمثقفين والأدباء في دعم العملية، والتشديد على ممارسات الحكومة الرامية لدعم برامج المقاطعة، نستعرض معا بعض أشكال المقاطعة:

1- يقوم المواطن الفلسطيني بدوره في مقاطعة المنتج الإسرائيلي والعمل على دعوة من حوله للمقاطعة وتشجيعهم على ذلك بشتى الطرق المتاحة له.
2- يقوم التاجر الفلسطيني بدوره في وقف التعامل التجاري مع المصانع الإسرائيلية.
3- يعمل أصحاب المحال التجارية وبائعي الجملة والتجزئة على إفراغ محالهم التجارية من المنتج الإسرائيلي واستبداله بمنتج عربي الهوية.
4- تقوم الحكومة بدورها بسن القوانين المانعة للتبادل التجاري مع الاحتلال وأعوانه.
5- يلعب الإعلان المرئي والمكتوب بجميع أشكاله بنشر التوعية بأهمية المقاطعة ومدى تأثيرها سلباَ على الاقتصاد الإسرائيلي وإيجاباَ على القضية الفلسطينية.

كما يقتضي التنويه إلا أن مقاطعة الاحتلال لا تقتصر على المنتج الإسرائيلي المنشأ فحسب، بل يجب الانتباه لعدم شراء المنتجات الأخرى المستوردة من خلال أحدا شركات الاستيراد الإسرائيلية. فالهدف بتدمير الاقتصاد الإسرائيلي يمتد إلى أكثر من مقاطعة المنتج الإسرائيلي الهوية.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

إسرائيل، التطبيع الإقتصادي، المقاطعة الإقتصادية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 7-11-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
د - المنجي الكعبي، سلام الشماع، د - محمد بن موسى الشريف ، محرر "بوابتي"، سامح لطف الله، مجدى داود، د- هاني ابوالفتوح، جاسم الرصيف، طلال قسومي، علي عبد العال، فتحـي قاره بيبـان، أبو سمية، أحمد النعيمي، د.محمد فتحي عبد العال، تونسي، فوزي مسعود ، محمد اسعد بيوض التميمي، رافع القارصي، محمد الياسين، ماهر عدنان قنديل، عراق المطيري، وائل بنجدو، سيد السباعي، د. طارق عبد الحليم، ضحى عبد الرحمن، د. كاظم عبد الحسين عباس ، رضا الدبّابي، صلاح الحريري، عواطف منصور، صلاح المختار، سلوى المغربي، يحيي البوليني، سليمان أحمد أبو ستة، عبد الغني مزوز، عمار غيلوفي، ياسين أحمد، صفاء العراقي، المولدي الفرجاني، محمد عمر غرس الله، سعود السبعاني، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، حسني إبراهيم عبد العظيم، محمود فاروق سيد شعبان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، إيمى الأشقر، حاتم الصولي، د. عادل محمد عايش الأسطل، محمود سلطان، د - صالح المازقي، د - عادل رضا، إسراء أبو رمان، سفيان عبد الكافي، كريم السليتي، عزيز العرباوي، د. مصطفى يوسف اللداوي، عمر غازي، الهادي المثلوثي، د - شاكر الحوكي ، أحمد ملحم، مصطفى منيغ، حميدة الطيلوش، أحمد بن عبد المحسن العساف ، كريم فارق، خالد الجاف ، أنس الشابي، العادل السمعلي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فهمي شراب، صباح الموسوي ، يزيد بن الحسين، محمد شمام ، محمود طرشوبي، د. عبد الآله المالكي، سامر أبو رمان ، حسن الطرابلسي، إياد محمود حسين ، أ.د. مصطفى رجب، الهيثم زعفان، رمضان حينوني، علي الكاش، د - الضاوي خوالدية، فتحي العابد، محمد العيادي، حسن عثمان، د - محمد بنيعيش، د. ضرغام عبد الله الدباغ، منجي باكير، د- جابر قميحة، أحمد بوادي، صفاء العربي، عبد الله الفقير، نادية سعد، د - مصطفى فهمي، عبد الرزاق قيراط ، عبد الله زيدان، مراد قميزة، صالح النعامي ، أحمد الحباسي، د- محمد رحال، محمد يحي، رشيد السيد أحمد، مصطفي زهران، د- محمود علي عريقات، د. أحمد بشير، فتحي الزغل، محمد أحمد عزوز، رافد العزاوي، خبَّاب بن مروان الحمد، أشرف إبراهيم حجاج، الناصر الرقيق، د. صلاح عودة الله ، د. خالد الطراولي ، محمد الطرابلسي، د. أحمد محمد سليمان،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة