فوزي مسعود - تونس
من كتـــــّاب موقع بوّابــتي المشاهدات: 8572
يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط
يناقش التونسيون حادثة إطلاق النار -خطآ كما تؤكد وزارة الداخلية- على فتيات كن يسهرن صحبة فتيان لما بعد منتصف الليل، في ما قيل أنه منتزه وهي تسمية مخففة لما يرحح أن يكون أحد بؤر الفساد من تلك التي يؤمها الشباب المتهتك ضحايا عمليات التغريب والاقتلاع وأبناء الأسر ضعيفة التأطير، لأنه لا يعرف أن المتنزهات تفتح أبوابها لساعات الصباح الأولى، و إنما هي مقرات أعدت لتأمين التقاء المنحرفين ممن لا يملك مكانا خاصا للاجتماع مع خليله، ويكون ظاهرها عادة مقهى أو ما شابهه، أي أننا إزاء بؤر تشيع الفاحشة وتؤمنها بأيسر الأسباب
ويرد الناس تهمة الإرهاب عن الفتيات ويؤكدون بالمقابل واقع أنهن كن فتيات عازبات في سيارة بالليل في مكان مشبوه وراجعات من مكان مشبوه، ولكنهم يرون هذا الوضع طبيعيا ولذلك يمرون عليه مرور الكرام كما يقال، ويوغلون بدل ذلك في نقاش حول عملية القتل فقط.
لست متأكدا حقيقة أن الإرهاب مهما كان نوعه اشد خطرا من التهتك الأخلاقي
لست متأكدا أن من يحمل سلاحا لقتل رجال الأمن أو من يقوم بالتهريب أكثر خطرا من فتاة عازبة تسهر و تتنقل في الليل مع غير محارمها بل وتسهر في البؤر المشبوهة
لو كان الحال غير الحال ولو كان الناس ليسوا ضحايا أدوات التغريب والاقتلاع الذهني التي دمرت قدراتهم على التمييز طيلة عقود، لو كان الأمر كذلك لاستغربوا وجود مثل تلك الفتيات في تلك الوضعية وذلك الوقت، لا اعتباره أمرا طبيعيا
لو كان الحال غير حالنا، لطالب الناس بالتصدي للتهتك الأخلاقي ولوجود بؤر الفساد التي تشجع توليد الانحراف وإشاعته، وتؤمن التقاء المنحرفين، مثلما يطالبون الآن بالتصدي للإرهاب
لو كنا مجتمعا سويا لكان النقاش يدور حول الأسرة المتفككة التي تنجب الفتيات المتسيبات أكثر من نقاش حادثة القتل أكانت خطآ ام لا
اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة: