البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

بين الحقد والحمق !!

كاتب المقال معتز الجعبري - الأردن    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5028 mu.jaabari@gmail.com


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


عدت اليوم في ذاكرتي بالزمان إلى خريف 1986 م وبالمكان إلى قرية في ولاية أوكلاهوما الأمريكية اسمها "كليرمور" Claremore, Oklahoma في تلك الضيعة المنسية في جنوب الولايات المتحدة كنت مثل الكثيرين من الطلاب العرب نقصد كليتها المتوسطة لسهولة المتطلبات والامتحانات فيها. في مكتبة الكلية استرعى انتباهي على نحو لافت وجود عشرات الكتب والكتيبات والنشرات التي تتحدث عن مأساة البهائيين في العالم الإسلامي وصنوف الاضطهاد التي تحيق بهذه الطائفة على أيدي المسلمين!! في ذات المكتبة قد تجد بين السطور ما يشير لمأساة مسلمي فلسطين أو أراكان لكنك لن تجد غلاف كتاب واحد يتحدث بشكل مباشر عن تلك المآسي لأن إدارة المكتبة استبعدته!!

اليوم استرعى انتباهي أمرا مشابها وهو أن "توني أبوت"، رئيس وزراء استراليا، تلك الدولة المنسية بالنسبة لنا، والقابعة في جنوب الكرة الأرضية، أعلن عن اعتزام بلاده المساهمة بمهمات إنسانية في العراق، في المناطق الجبلية القريبة من مدينة سنجار من أجل توزيع المياه والأغذية على آلاف الأشخاص من أبناء الطائفة الأيزيدية المهددين من تنظيم الدولة الإسلامية. طبعا سبقه وزير الخارجية الفرنسي "لوران فابيوس" الذي جاء بنفسه لشمال العراق ليشرف على تسليم أطنان من الأدوية والإسعافات الأولية لسكان المنطقة الكردية والشمالية من الأقليات التي يطاردها تنظيم الدولة الإسلامية؛ (يقصد النصارى والأيزيديين). الولايات المتحدة تحركت فعلا وألقت آلاف الأطنان من المساعدات لهم في الجبال وقامت بضربات جوية ضد تنظيم الدولة.

قلت: أين كل أولئك الساسة الإنسانيون ومرهفو الإحساس وأصحاب الأخلاق النبيلة والقيم الرفيعة من محرقة أطفال ونساء غزة التي تجري الآن على أشدها!!
أين هم من حصار ثماني سنوات لغزة يحبس فيه الصهاينة ووكلائهم من العرب مليوني إنسان في غزة!!
أين هم من أربع سنوات مضت على جرائم تصل لحد استخدام النظام النصيري في سوريا للكيماوي ضد آلاف المدنيين، قتل وجرح في حربه أكثر من مليون مسلم سوري وشرّد فيها ملايين؟!
أين هم من حصار أحياء في حمص وحلب ومخيم اليرموك وتجويع السكان؟!
وفي العراق أين هم من عشر سنوات من إجرام ميليشيات المالكي وذبحهم لأهل السنة وهدمهم لمساجدهم وتهجيرهم من مناطقهم!!
أين هم الآن من حرق المسلمين من السوريين واللبنانيين في عرسال على أيدي الجيش الماروني اللبناني!!
أين هم من تهجير وحرق مسلمي أراكان على أيدي البورميين البوذيين!!
أين فرنسا خاصة من تهجير وحرق مسلمي أفريقيا الوسطى على أيدي النصارى!! أم أنها لا ترى هي وأولاد زايد إلا الأصوليين المسلمين في مالي؟!

القائمة تطول ولا يستطيع المرء عدها... لكن الرابط بينها كلها أن ضحاياها مسلمون وأن من يقومون بهذه الجرائم أصحاب ديانات أخرى أو أقليات يحرص الغرب على دعمها.

الأمر بهذه البساطة وهذا الوضوح؛ فساسة الغرب الحاقدون والكاذبون يتحركون من فورهم لاستنقاذ أي طائفة أو عرق أو دين ولو كان أصحابه بضعة آلاف من عبدة "طاووس الملائكة" (الأيزيديين). ولكنهم يصمتون بل يساندون كل إبادة للمسلمين. ويقفون بكل قوتهم للإبقاء على نظام لا تخفى جرائمه وفظائعه كنظام بشار لأنه من الطائفة النصيرية. ويوفرون دعما وغطاءً لا محدودا لجرائم الإبادة التي يمارسها الصهاينة بل الأمر يتعدى ذلك للدعم والتسليح.

بهذا ثبت الشق الأول من موضوع المقال وهو الحقد الأسود في قلوب هؤلاء الروم على الإسلام وأهله وحرصهم على إبادة المسلمين وعرقلة كل محاولة إسلامية للنهوض أو نفض الظلم والثورة على حكام مأجورين للصليبية والصهيونية. وهذا سلوك مفهوم ولا يتعجب العاقل منه ولكن خلف هؤلاء الصهاينة أعراب متصهينة وأروام من بني جلدتنا يتعجب المرء من مسالكهم وكلامهم ولهم الشق الثاني الشائك من مقالتي.

هم أراذل من بعض العوام والنخب –لم يرد الله أن يطهر قلوبهم - استمرؤوا الهزيمة ومنحوا رؤوسهم للمستعمر فدبغها نعالا وارتداها مما أصابهم بالعته الذي يرونه إنصافا مع الخصوم وذابوا في الآخر نزاهة وإحقاقا لحق مزعوم فتجد أحدهم صار ناطقا بلسان الأقليات يتهم المسلمين حاليا وتاريخيا بظلم الأقليات والافتئات على حقوقها.

وتجد من هؤلاء المستحمرين – لا سيما الليبراليين من الكُتاب – من يتباكى على آلاف من نصارى الموصل ومئات من عبدة إبليس في سنجار وعشرات من راهبات معلولا وكنائسها ويقودهم ذوبانهم في أعداء الإسلام للبكاء على مدنيين "إسرائيليين" في النقب والجليل وأطفال يهود أفزعتهم صواريخ المقاومة!! في الوقت ذاته فإنه يضع في جراب النسيان الملايين من المسلمين الذين أبادهم الروم والصهاينة أو وكلائهم من الأقليات وعشرات الملايين من الشعوب المسلمة المعذبة والمضطهدة والمقهورة والممنوعة قسرا من النهوض بسبب الغرب ووكلائه.

وإذا تحدث أحد هؤلاء المستحمرين عن مجاهدين تحدث باشمئزاز وفي أحسن الأحوال على استحياء ومحاولات لقطع الصلة بينهم وبين الإسلام دين السلام الذي يؤمن بقيم التعايش وحوار الحضارات!! ويضع تحت مجهر بحثه العلمي المجرد كل قذة أو هفوة لأي جماعة تنتسب للإسلام، لكنه لا يرى بعينه المجردة الجذع في عين الصهاينة والروم. ويضخم ممارسات فردية بعضها كان ردة فعل على الظلم الفادح الذي أوقعه أسياد المستحمرين بأمتنا. فيرى ذلك إرهابا ويتغاضي عن إرهاب وبلطجة دول كأمريكا والكيان الصهيوني.

مرة أخرى إذا كان المرء لا يتعجب من حقد الأعداء فإنه يعجب من هؤلاء الحمقى والمعتوهين من ذراري المسلمين أو من ينتسبون للإسلام زورا. وممن يضفون على أنفسهم صفة التنوير والبحث النزيه ويتسلحون بمبضع النقد الذاتي ويزعمون أنهم يملكون ناصية الحقيقة ويؤكدون أن أسباب النهوض تكمن في نبذ قشور الدين والأخذ بجوهره الموجود طبعا في قيم الروم والصهاينة.

أسئلة لمن يفقه دلالات أجوبتها:

من حافظ وحمى الأقليات ومعابدهم في ديار الإسلام؟ ومن أفنى الهنود الحمر وثقافتهم في بلاد العم سام؟
من أبقى على لغات وثقافات الأكراد والأتراك والتركمان والأمازيغ وغيرهم في بلاد المشرق؟ ومن حمل سائر سكان أمريكا الجنوبية قسرا على المذهب الكاثوليكي وطمس لغاتهم لصالح الأسبانية؟!


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

الغرب، صراع الأديان، المجموعات الإرهابية، التسامح، الاقليات الدينية،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 11-08-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
ماهر عدنان قنديل، وائل بنجدو، د - مصطفى فهمي، د. مصطفى يوسف اللداوي، رشيد السيد أحمد، صلاح الحريري، رمضان حينوني، مصطفى منيغ، نادية سعد، د - شاكر الحوكي ، إسراء أبو رمان، عمر غازي، علي عبد العال، مراد قميزة، أبو سمية، د. صلاح عودة الله ، محمد عمر غرس الله، عراق المطيري، د- محمد رحال، أحمد الحباسي، أحمد بوادي، فتحي الزغل، منجي باكير، إيمى الأشقر، سلام الشماع، سليمان أحمد أبو ستة، محمد شمام ، أحمد ملحم، سامر أبو رمان ، محمود فاروق سيد شعبان، أ.د. مصطفى رجب، د- جابر قميحة، سعود السبعاني، صفاء العراقي، د.محمد فتحي عبد العال، محمد أحمد عزوز، صالح النعامي ، جاسم الرصيف، علي الكاش، رحاب اسعد بيوض التميمي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د - عادل رضا، عبد الرزاق قيراط ، رافع القارصي، رضا الدبّابي، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، د- هاني ابوالفتوح، أحمد النعيمي، حسن عثمان، رافد العزاوي، مصطفي زهران، محمود طرشوبي، سفيان عبد الكافي، محمد اسعد بيوض التميمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، عبد الغني مزوز، سامح لطف الله، محمد الياسين، أشرف إبراهيم حجاج، صلاح المختار، د. عادل محمد عايش الأسطل، طلال قسومي، صفاء العربي، فتحي العابد، تونسي، إياد محمود حسين ، د. أحمد بشير، العادل السمعلي، د - محمد بنيعيش، د- محمود علي عريقات، صباح الموسوي ، عمار غيلوفي، د. أحمد محمد سليمان، د - الضاوي خوالدية، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مجدى داود، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، يزيد بن الحسين، حاتم الصولي، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، فتحـي قاره بيبـان، ياسين أحمد، محمد الطرابلسي، حسن الطرابلسي، سيد السباعي، عبد الله زيدان، حسني إبراهيم عبد العظيم، حميدة الطيلوش، عزيز العرباوي، ضحى عبد الرحمن، فوزي مسعود ، محمود سلطان، محمد العيادي، الناصر الرقيق، أنس الشابي، فهمي شراب، بيلسان قيصر، كريم السليتي، الهيثم زعفان، خبَّاب بن مروان الحمد، المولدي اليوسفي، عواطف منصور، عبد العزيز كحيل، د. خالد الطراولي ، محمد يحي، طارق خفاجي، د - محمد بن موسى الشريف ، كريم فارق، الهادي المثلوثي، د. طارق عبد الحليم، محمد علي العقربي، د - صالح المازقي، المولدي الفرجاني، د - المنجي الكعبي، خالد الجاف ، د. عبد الآله المالكي، سلوى المغربي، يحيي البوليني،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة