البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

حول مفهوم الطاغوت وفقهاء السلطان وإسلام بني أمية

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 5657


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


- ليس صحيحا أن هناك اتفاقا على أن الخلافتين الأموية والعباسية خلافة شرعية، ولم يتفق على صحتيهما إلا الفقهاء من الذين يدورون في فلك السلطة أو المرضي عنهم من طرفها، وهم عموم من وصلتنا إنتاجاتهم الفقهية والتاريخية، وإلا فالتاريخ يعج بأخبار المذاهب الفقهية التي انقرضت لبعدها عن السلطان، وأخبار الحركات الاحتجاجية التي لم تكد تهجع يوما طوال قرون، وهي الاحتجاجات الفكرية والثورية واقعا التي تم تشويهها من طرف مفكري الحكام وفقهائهم ممن وصلتنا أعمالهم فأخذنا آرائهم على أنها مسلمات، منها أن الثائرين ضد الواقع هم خوارج وروافض ومبتدعة وغيرها من الألقاب

- الجماعات الجهادية تنطلق من نفس الأسس المفهومية لما يسمى المدرسة السلفية وفي خاصتها المذهب الحنبلي، وأحمد بن حنبل من أكبر أصحاب المذاهب ممن يعلي من شأن الحاكم (دعك من مسألة تعذيبه في مسألة خلق القرآن، فذلك كان لموقف فكري وليس سياسي، والدليل أن الخليفة الذي تلا من عذبه أعلى من شأنه وقربه)، هذه المدرسة كغيرها من المدارس الفقهية المرضي عنها سياسيا وتاريخيا، تعلي من شأن الحكام من ناحية، و من شأن حكام بني أمية خاصة حد اعتبار معاوية صحابيا ذا فضل، وابنه المجرم يزيد صاحب موقعة "الحرة" مغتصب نساء المهاجرين والأنصار وقاصف الكعبة، ذا أيادي بيضاء على المسلمين.

- مفهوم الطاغوت المتداول حاليا هو نتاج اجتهادات فترة التأسيس الأولى التي كانت فيها القوة العسكرية هي أداة الحاكم ومطيته لتغيير الواقع (عمل فقهاء السلطان على إخفاء أن السلطة الدينية هي الأداة الثانية وأنها كان يفترض أن تدخل في مفهوم الطاغوت)، ومنها صيغ ساعتها مفهوم الطاغية وأدواته، ثم تواصل استعمال نفس المفهوم لحد الآن، ولكن هذا أمر أصبح منقوصا حاليا، لان أدوات تغيير الواقع تجاوز السلطة السياسية، ثم إن القوة لم تعد مقتصرة على القوة العسكرية (هذا ماوضحته في نص سابق).

- عمل بنو أمية مبكرا على تدجين الإسلام والانقلاب على منظومته، وهم أول من أسس عمليا مفهوم فقهاء السلطان من خلال استحداث شرعية دينية لحكمهم لكي يستتب الأمر لهم، تم ذلك من خلال شراء ذمم العشرات من الصحابة والتابعين والإغداق عليهم، منهم من التحق مباشرة للدفاع عن بني أمية رغم أفاعيلهم (أبو هريرة وغيره الكثير)، ومنهم من اكتفى بالصمت والدعم الضمني للواقع، فيهم رموز كبار وعلى رأسهم مالك ابن أنس الذي كان يطرق أبواب بني أمية أول عهده طلبا للعطايا بزعم تفرغه للعلم، وحينما ذاع صيته واصلت كل السلطات دعمه ماليا والإغداق عليه لشراء سكوته (يقول الشافعي في ما معناه أنه بهت لكثرة الخيل والأنعام أمام مقر مالك حينما أتاه بالمدينة طلبا للعلم، كما انه تعجب من قوة السمت والهيبة التي اصطنعها مالك لنفسه من خلال التعالي الذي حازه بالتقرب من الحكام حتى انه لايمكنك التحدث معه مباشرة بل يكتب السؤال ويقدم لمالك لينظر فيه، طبعا الشافعي قال هذا في معرض المدح)، حيث رغم كل الفضاعات التي ارتكبها بنو أمية بحق المسلمين من اغتصاب نساء المهاجرين والأنصار في وقعة 'الحرة'، وهدم الكعبة، لم يحتج مالك، ولما جاء بنو العباس التحق بركبهم كعادته في التقرب من الحكام.

- خلال تلك الفترة، تم التأسيس لمنظومة متكاملة من المفاهيم تقوم على احتكار الإسلام وتصييره أداة في يد السلطة السياسية لتكريس الواقع، عن طريق محاور وهي خاصة:

- جعل الإسلام مؤسسة رسمية وليس دينا مشاعا لكل المسلمين، لتلك المؤسسة فقط حق النظر في فهم الإسلام وتفسيره، تم ذلك من خلال تكوين الصنميات الشخصية والرموز العلمية التي تصطنعها السلطات وتعلي من شأنها، ولا يقربها الناس ليسهل التحكم من خلالهم بالواقع.

- إنتاج فقه وظيفي يعمل على تكريس الواقع وينبذ عمليات تغييره، ويختزل الإسلام في أبعاد الفرد فقط، وتم تناسي الجوانب الجماعية والاجتماعية للإسلام.

- تتفيه وتسفيه كل عملية نقد للواقع ولكل من يتجرأ على الإتيان بما يخالف رأي الإسلام الرسمي الدائر في فلك السلطة، أي كل من يخرج عن الرأي الرسمي الذي يمثله الفقهاء والمؤرخون والعلماء عموما ممن بلغتنا أعمالهم إلا الاستثناء القليل.

- إنتاج مفاهيم احتكارية للإسلام، من مثل أن الإسلام لايفهمه إلا الشيوخ، مما ولد واقعا كهنوتيا يقارب ما كان للكنيسة زمن تغولها بأوروبا.

- إغراق النصوص الإسلامية بسيل من الأحاديث الموضوعة التي تجرم بل تكفر أحيانا كل من يمتلك وعيا يسعى من خلاله لنقد الواقع وفقهاء السلطان، تم ذلك إما بالوضع المباشر للحديث، وإما من خلال المغالطات المنطقية لما هو ثابت كالقرآن.

- اعتماد الحفظ لمتون الإسلام كمقياس للقدرة لفهم الإسلام والحديث فيه، والحال أن الحفظ لايؤشر على أية ملكة، باستثناء ملكة الحفظ وقوة الذاكرة، وهذا يفترض أن لا يكون عامل كاف لفهم الإسلام والتحدث فيه، ولكنه للأسف الواقع، فعموم المتحدثين هم ممن حفظ القرآن والأحاديث، ولكن الحفظ شيء والفهم شيء آخر

- فهم الإسلام يعتمد على العقل، إذن فالأكثر قدرة على استعمال العقل وأدواته كالمنطق والرياضيات هو الأجدر بفهم الإسلام، وعليه كان يجدر أن يقع استبعاد كل ممن يتحدث في الإسلام من الشيوخ ممن لا زاد علمي رياضي ومنطقي له.



 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

فقهاء السلطان، بنو أمية، مالك ابن أنس،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 20-07-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  الأسئلة الواجب طرحها حول الحركة الإسلامية واحتمالية التجنيد المخابراتي
  مجلدات ومعارف لا تغير الواقع وإنما تكرسه
  لايكفي أن تفعل وإنما ماذا تفعل: الفعل كمسار وليس كنقطة، ووجوب النظر في تأسيسات تونس الحديثة
  الإختصاص لازم في المعارف وليس في الفكر
  من له تعاملات مع منظمات أجنبية لا يجب أن يُتوقف عنده حتى وإن عارض الإنقلاب
  في فهم بعض أسباب تتالي هزائم حركة "النهضة"
  الوعي الموجه، نموذج الشيعة وخطرهم: من أنتجه وكيف نشأ
  إنها القناعة بما تعتقد في نفسك، هي التي تنتج الفاعلية
  لايمكن أن تقاوم من تتخذه مسطرة: نموذج القبول بالتحقيب الغربي وبمصطلح "الديكولونيالية"
  الفرق بين الفكرة ومحورية الفكرة: حالة الغنوشي
  شروط لنجاح أفعال تغيير الواقع
  الذين يشيدون بالعفيفة لابسة الحجاب، وإذا تزوجوا اختاروا المتبرجة المتهتكة
  نقاش الانتخابات: الأفضل أن نبحث في كيفية خروجنا من السجن لا تحسين ظروف البقاء فيه
  تأملات في الغيب (5): العجز الذهني هو الذي ينتج الجرأة على الله والقرآن
  الواقع تغيره الفاعلية وليس المبادىء والحق
  المصطلح الدعائي المكثف كأداة للفعل السياسي "الناجح": الخوارج، الخوانجية، الإرهاب...
  تماثيل شكري بلعيد، أعمال عدائية يجب أن تزال
  لقد أثبتت الأحداث أن تُهَمَكم ضد "النهضة" باطلة: من يجعل مُغالِبه مسطرة فلن تنتظر منه غير الهزيمة
  "الوطد" ليس هو المسؤول الأول ولا الوحيد عن سوئنا، وماهو إلا مجرد مقاول صغير
  "الكيل بمكيالين": نموذج لصيغ الإخضاع الذهني
  حول اغتصاب الفلسطينيات
  من يدعو لترك الفرز الايديولوجي إنما يريد تسهيل عمليات إخضاعنا
  "المعارضة الديموقراطية": المسلمة الفاسدة التي تصر على إلزامك بتأسيسات تونس الاولى
  المفاضلة بين درجات السوء تنزع عن مواقفك السند الأخلاقي: نموذج حادث الفتيات السائبات
  الوعي الموجه، ظاهره جيد وباطنه تأسيس للإمّعية الذهنية
  خواطر حول الجمال والمنفعة
  الخضوع الذهني التلقائي للفرد التابع
  تعاملنا مع الأفعال نقطيا يجعل الأخطاء حتمية
  الأعمال التلفزية المتهتكة يجب رفضها لأصلها وليس لتفاصيلها
  نقاشات التونسيين حول الديموقراطية والحرية، تشبه عراك ركاب حافلة

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
أ.د. مصطفى رجب، محمد عمر غرس الله، محمد العيادي، محمود فاروق سيد شعبان، سامح لطف الله، يحيي البوليني، عواطف منصور، مجدى داود، محمد الطرابلسي، حسني إبراهيم عبد العظيم، أحمد النعيمي، د - مصطفى فهمي، د - محمد بنيعيش، محرر "بوابتي"، علي الكاش، أحمد ملحم، د. أحمد بشير، حسن الطرابلسي، فتحـي قاره بيبـان، د. طارق عبد الحليم، الناصر الرقيق، د.محمد فتحي عبد العال، د. مصطفى يوسف اللداوي، فتحي العابد، حاتم الصولي، عزيز العرباوي، سليمان أحمد أبو ستة، د - عادل رضا، حميدة الطيلوش، وائل بنجدو، سعود السبعاني، محمد شمام ، صباح الموسوي ، طلال قسومي، محمود طرشوبي، سلام الشماع، حسن عثمان، علي عبد العال، كريم فارق، منجي باكير، فوزي مسعود ، د. عبد الآله المالكي، د. ضرغام عبد الله الدباغ، د. عادل محمد عايش الأسطل، ياسين أحمد، صفاء العراقي، محمود سلطان، د - صالح المازقي، عمار غيلوفي، نادية سعد، محمد أحمد عزوز، رشيد السيد أحمد، فهمي شراب، د - الضاوي خوالدية، ضحى عبد الرحمن، ماهر عدنان قنديل، خالد الجاف ، رمضان حينوني، عبد الرزاق قيراط ، د- جابر قميحة، د- هاني ابوالفتوح، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، د. صلاح عودة الله ، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، أشرف إبراهيم حجاج، أحمد بوادي، الهادي المثلوثي، يزيد بن الحسين، صلاح المختار، أبو سمية، العادل السمعلي، د- محمد رحال، عمر غازي، سفيان عبد الكافي، عبد الغني مزوز، كريم السليتي، تونسي، سامر أبو رمان ، أحمد بن عبد المحسن العساف ، صلاح الحريري، محمد يحي، محمد اسعد بيوض التميمي، صفاء العربي، سلوى المغربي، د - المنجي الكعبي، أنس الشابي، رافع القارصي، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، الهيثم زعفان، إياد محمود حسين ، صالح النعامي ، مراد قميزة، د. كاظم عبد الحسين عباس ، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، عراق المطيري، خبَّاب بن مروان الحمد، د. خالد الطراولي ، مصطفي زهران، د - محمد بن موسى الشريف ، رافد العزاوي، عبد الله الفقير، سيد السباعي، إسراء أبو رمان، عبد الله زيدان، رضا الدبّابي، رحاب اسعد بيوض التميمي، فتحي الزغل، جاسم الرصيف، المولدي الفرجاني، محمد الياسين، د- محمود علي عريقات، د - شاكر الحوكي ،
أحدث الردود
مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


It is important that issues are addressed in a clear and open manner, because it is necessary to understand the necessary information and to properly ...>>

وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة