البدايةالدليل الاقتصادي للشركات  |  دليل مواقع الويبالاتصال بنا
 
 
 
المقالات الاكثر قراءة
 
تصفح باقي الإدراجات
أحدث المقالات

الثورة المضادة في تونس ذات خلفية إيديولوجية عكس ما هي في ليبيا

كاتب المقال فوزي مسعود - تونس    من كتـــــّاب موقع بوّابــتي
 المشاهدات: 8576


 يسمح بالنقل، بشرط ذكر موقع "بوابتي" مصدر المقال، ويفضّل أن يكون ذلك في شكل رابط


الثورة المضادة في ليبيا تختلف من حيث خلفيتها عما هي عليه في تونس، ففي ليبيا المتحركون هناك خاسرون للسلطة والثروة أساسا بالإضافة لاعتبارات قبلية، اما في تونس فالثورة المضادة تجمع في صفوفها بالإضافة لخاسري المناصب والثروة، كل من يحمل مشروعا إيديولوجيا غربيا يخشى تهديده باستفاقة التونسيين، أي أن الجامع للثورة المضادة بتونس هو أساسا محرك إيديولوجي غربي.

صف الثورة المضادة بتونس يجمع العلمانيين ومتخذي الغرب نموذجا بمختلف مشاربهم من يساريين وليبراليين وغيرهم من سقط المتاع، ولذلك يجتمعون في الشدائد ويتناسون اختلافاتهم، لان ما يوحدهم هو الخوف من استفاقة التونسيين ضد عمليات إلحاقهم بالغرب التي تمت قهرا وانطلقت منذ عقود على يد سيئ الذكر


وهذا الاختلاف بين تونس وليبيا يفترض منا أن لا نكتفي بتوصيف ثورة مضادة هكذا في المطلق، ونشبههما ببعضهما، لان هذه النظرة القاصرة تبعدنا عن حقيقة الأشياء، وتخفي عنا طبيعة الصراع في تونس انه صراع في أصله مع بقايا فرنسا ومع حاملي مشعل الإلحاق بالغرب، ولذلك تراهم رغم تنازلات "النهضة"، يحاولون أن يطردوا كل صاحب نفس يشتم منه نصرة الهوية من لغة ودين من أن يتبوأ أي منصب بالبلاد، لكأن تونس أصبحت حكرا لبقايا فرنسا أما أنصار الهوية المفترض أنهم أصحاب البلاد والأولى بها، لكأنهم أغراب

بمعنى آخر، الثورة المضادة بتونس يحمل مشعلها محاربو الهوية، وهو مالا يقع بليبيا، يجب علينا أن نفهم جيدا هذه النقطة

التعامي عن ذلك والقول أن محركي الثورة المضادة هم بقايا النظام والتجمعيون ومن خسر مصالحه الاقتصادية كلام سطحي، لن يحل المشكلة، بل سيزيد في إبعادنا عن التصدي لبقايا فرنسا والثورة المضادة عموما، وسيزيد من تقويتهم في الوقت الذي يعمل فيه البعض ممن يفترض انتمائه لصف الهوية، على الإيغال في المغالطات التي تشوش عن فهم طبيعة الصراع، ويزعم ان الصراع سياسي، وأنه يمكن الالتقاء مع اليساريين والعلمانيين لنصرة أهداف الثورة، فأي ثورة ستتلتقي فيها مع محارب للهوية

باختصار تونس فيها صراع عقدي، ولن يحل هذا الصراع بدعوات التصالح مهما كانت النيات حسنة، الصراع لن ينتهي الا بخسارة طرف ما قسرا وقهرا، هذه سنن التاريخ، ولم يبن التاريخ يوما بالتسامح مع العدو أبدا، لابد أن يخسر احد الطرفين المعركة.


 اضغط على الكلمات المفتاحية التالية، للإطلاع على المقالات الأخرى المتعلقة:

تونس، الثورة التونسية، الثورة المضادة، حركة النهضة، ليبيا، خليفة حفتر،

 





تاريخ نشر المقال بموقع بوابتي 25-05-2014  

تقاسم المقال مع اصدقائك، أو ضعه على موقعك
لوضع رابط لهذا المقال على موقعك أو بمنتدى، قم بنسخ محتوى الحقل الذي بالأسفل، ثم ألصقه
رابط المقال

 
لإعلام أحدهم بهذا المقال، قم بإدخال بريده الإلكتروني و اسمك، ثم اضغط للإرسال
البريد الإلكتروني
اسمك

 مشاركات الكاتب(ة) بموقعنا

  حول حكاية رصّ الصفوف: هل أن السيسي وسليم عمامو وهيئة بن عاشور كانوا يرصون الصفوف
  إصلاح النفس لا يكفي
  "العقل" التنفيذي مقابل العقل المفكر
  على الشباب أن يؤسس لفعل سياسي جديد بمعزل عن التنظيمات الحالية
  خطر قنوات "MBC" والإستفاقة المتأخرة
  اجعلوا أحزانكم على "أبي إبراهيم"، مولّدة للطاقة
  مصطلح "نخب الاستقلال"، ليس بأجدر ولا أفضل من مصطلح "منتسبي فرنسا"
  الواقع يغيّره صاحب القوة وليس صاحب الحق والمبدأ : أخلاق القوة (*) هي التي تغير الواقع
  المسلّمات التي تنتج طمأنينة زائفة: لا يمكن تغيير واقعنا مع الإبقاء على الأصنام وزوايا النظر النمطية
  نماذج للخلط في تناولاتنا: فرنسا، غض البصر، تعدد الزوجات ...
  التونسي لايفعل ولايغيّر، ليس لأنه عاجز وإنما لأنه لايعرف ماذا يفعل
  ثقافة الدجاج والتّدجين
  هل حان الوقت لأن تحلّ التنظيمات الإسلامية نفسها
  الفعل السياسي الحالي لاقيمة له، لأنه لن يتجاوز سقفا حدده مدير السجن الذي يحكمنا منذ عقود
  يجب أن تكون قادرا على تجاهل الحدث، وذلك شرط حرية الموقف
  التونسيون وهواية العبث: نموذج دعوات المشاركة والمقاطعة في الإنتخابات
  يا جماعة يهديكم الله، حكاية سب أم المؤمنين وعراك الصحابة، هذا تاريخ وليس عقيدة
  علينا أن نحزن لوجود هؤلاء بيننا
  لماذا تفشل دعوات المقاطعة للسلع الغربية أو دعوات التصدي للإنقلاب: الدعوة المباشرة للفعل تضعف احتمال نجاحه
  لماذا لا يفرح البعض منا لأفعال المقاومة اللبنانية ولا يحزنون لخسائرها
  المدوّنون الإسلاميون و وَضْعيّة الكلب
  على هامش تفجيرات لبنان: الجهل والمعرفة بالأحداث هل هي ذات قيمة
  هل لدى التونسي مشكلة في قدرات ........
  الحركات الإسلامية وحتمية السجن أو الأدوار الوظيفية: تونس، الجزائر، المغرب، الأردن ...
  البودكاستات العربية ذات مظهر جذاب، لكنها عقيمة المحتوى وتكرس واقعا فاسدا
  المنصّات الإعلامية الجديدة، هل تخرج من المواضيع العقيمة: الإلحاد، دخول الغربيين الإسلام...
  لماذا تبحثون في حياة السّلف الأوائل، وهؤلاء القدوات بيننا
  مالذي يجمع بين مشاهدة الألعاب القتالية والرقص والجنس
  ضعف قدرات التجريد لدى "النخب"، هو الوجه الآخر لمشاكلنا
  "نخب" الجمود الذهني، وفلسفة ذلك ماوجدنا عليه آباءنا

أنظر باقي مقالات الكاتب(ة) بموقعنا


شارك برأيك
لوحة مفاتيح عربية بوابتي
     
*    الإسم
لن يقع إظهاره للعموم
     البريد الإلكتروني
  عنوان المداخلة
*

   المداخلة

*    حقول واجبة الإدخال
 
كم يبلغ مجموع العددين؟
العدد الثاني
العدد الأول
 * أدخل مجموع العددين
 
 
 
أكثر الكتّاب نشرا بموقع بوابتي
اضغط على اسم الكاتب للإطلاع على مقالاته
فتحي الزغل، محمد علي العقربي، أ.د أحمد محمّد الدَّغَشِي ، فتحي العابد، د - محمد بن موسى الشريف ، د- محمود علي عريقات، رضا الدبّابي، د- هاني ابوالفتوح، د - مصطفى فهمي، د. كاظم عبد الحسين عباس ، صالح النعامي ، رشيد السيد أحمد، صفاء العراقي، المولدي اليوسفي، أحمد ملحم، فتحـي قاره بيبـان، عزيز العرباوي، سفيان عبد الكافي، علي عبد العال، صفاء العربي، د. عبد الآله المالكي، سليمان أحمد أبو ستة، د- محمد رحال، ضحى عبد الرحمن، د - شاكر الحوكي ، إياد محمود حسين ، محمد شمام ، عبد الله الفقير، محرر "بوابتي"، د - الضاوي خوالدية، عبد العزيز كحيل، د. ضرغام عبد الله الدباغ، ماهر عدنان قنديل، سلام الشماع، محمد اسعد بيوض التميمي، خبَّاب بن مروان الحمد، رمضان حينوني، عواطف منصور، د. أحمد بشير، فهمي شراب، حسن عثمان، سعود السبعاني، د. خالد الطراولي ، كريم السليتي، عبد الله زيدان، أحمد النعيمي، أنس الشابي، أشرف إبراهيم حجاج، عمر غازي، د - المنجي الكعبي، كريم فارق، المولدي الفرجاني، محمود طرشوبي، فوزي مسعود ، منجي باكير، سامح لطف الله، ياسين أحمد، أ.د. مصطفى رجب، رحاب اسعد بيوض التميمي، د - صالح المازقي، طارق خفاجي، الناصر الرقيق، حسني إبراهيم عبد العظيم، الهادي المثلوثي، إيمى الأشقر، مصطفى منيغ، محمد الطرابلسي، د - محمد بنيعيش، د. صلاح عودة الله ، محمد يحي، محمود فاروق سيد شعبان، محمد أحمد عزوز، أحمد بن عبد المحسن العساف ، مراد قميزة، صباح الموسوي ، د. طارق عبد الحليم، جاسم الرصيف، صلاح المختار، د- جابر قميحة، عبد الغني مزوز، عبد الرزاق قيراط ، مجدى داود، العادل السمعلي، د. عادل محمد عايش الأسطل، رافع القارصي، سلوى المغربي، د.محمد فتحي عبد العال، أحمد الحباسي، د. أحمد محمد سليمان، محمد عمر غرس الله، محمد الياسين، نادية سعد، علي الكاش، رافد العزاوي، أبو سمية، يحيي البوليني، بيلسان قيصر، أحمد بوادي، يزيد بن الحسين، محمود سلطان، د - ‏أحمد إبراهيم خضر‏ ، خالد الجاف ، عراق المطيري، سيد السباعي، مصطفي زهران، محمد العيادي، سامر أبو رمان ، عمار غيلوفي، إسراء أبو رمان، حميدة الطيلوش، د. مصطفى يوسف اللداوي، د - عادل رضا، حاتم الصولي، حسن الطرابلسي، تونسي، طلال قسومي، الهيثم زعفان، صلاح الحريري، وائل بنجدو،
أحدث الردود
ما سأقوله ليس مداخلة، إنّما هو مجرّد ملاحظة قصيرة:
جميع لغات العالم لها وظيفة واحدة هي تأمين التواصل بين مجموعة بشريّة معيّنة، إلّا اللّغة الفر...>>


مسألة الوعي الشقي ،اي الاحساس بالالم دون خلق شروط تجاوزه ،مسالة تم الإشارة إليها منذ غرامشي وتحليل الوعي الجماعي او الماهوي ،وتم الوصول الى أن الضابط ...>>

حتى اذكر ان بوش قال سندعم قنوات عربيه لتمرير رسالتنا بدل التوجه لهم بقنوات امريكيه مفضوحه كالحره مثلا...>>

هذا الكلام وهذه المفاهيم أي الحكم الشرعي وقرار ولي الأمر والمفتي، كله كلام سائب لا معنى له لأن إطاره المؤسس غير موجود
يجب إثبات أننا بتونس دول...>>


مقال ممتاز...>>

تاكيدا لمحتوى المقال الذي حذر من عمليات اسقاط مخابراتي، فقد اكد عبدالكريم العبيدي المسؤول الامني السابق اليوم في لقاء تلفزي مع قناة الزيتونة انه وقع ا...>>

بسم الله الرحمن الرحيم
كلنا من ادم وادم من تراب
عندما نزل نوح عليه السلام منالسفينه كان معه ثمانون شخصا سكنو قريه اسمها اليوم هشتا بالك...>>


استعملت العفو والتسامح في سياق انهما فعلان، والحال كما هو واضح انهما مصدران، والمقصود هو المتضمن اي الفعلين: عفا وتسامح...>>

بغرض التصدي للانقلاب، لنبحث في اتجاه اخر غير اتجاه المنقلب، ولنبدا بمسلمة وهي ان من تخلى عن مجد لم يستطع المحافظة عليه كالرجال، ليس له الحق ان يعامل ك...>>

مقال ممتاز...>>

برجاء السماح بإمكانية تحميل الكتب والمراجع...>>

جل الزعماء العرب صعدوا ،بطرق مختلفة ،تصب لصالح المخطط الانتربلوجي العسكري التوسعي الاستعماري،ساهموا في تبسيط هدم حضارة جيرانهم العربية او الاسلامية عم...>>

مقال ممتاز
لكن الاصح ان الوجود الفرنسي بتونس لم يكن استعمارا وانما احتلال، فرنسا هي التي روجت ان وجودها ببلداننا كان بهدف الاعمار والاخراج من ح...>>


الاولى : قبل تحديد مشكلة البحث، وذلك لتحديد مسار البحث المستقل عن البحوث الاخرى قبل البدء فيه .
الثانية : بعد تحديد مشكلة البحث وذلك لمعرفة الا...>>


بارك الله فيكم...>>

جانبك اصواب في ما قلت عن السيد أحمد البدوي .

اعلم أن اصوفية لا ينشدون الدنيا و ليس لهم فيها مطمع فلا تتبع المنكرين المنافقين من الوها...>>


تم ذكر ان المدخل الروحي ظهر في بداياته على يد شارلوت تويل عام ١٩٦٥ في امريكا
فضلا وتكرما احتاج تزويدي ب...>>


الدين في خدمة السياسة عوض ان يكون الامر العكس، السياسة في خدمة الدين...>>

يرجى التثبت في الأخطاء اللغوية وتصحيحها لكي لاينقص ذلك من قيمة المقال

مثل: نكتب: ليسوا أحرارا وليس: ليسوا أحرار
وغيرها ......>>


كبر في عيني مرشد الاخوان و صغر في عيني العسكر
اسال الله ان يهديك الى طريق الصواب
المنافقون في الدرك الاسفل من النار...>>


وقع تصميم الموقع وتطويره من قبل ف.م. سوفت تونس

المقالات التي تنشر في هذا الباب لا تعبر بالضرورة عن رأي صاحب موقع بوابتي, باستثناء تلك الممضاة من طرفه أومن طرف "بوابتي"

الكاتب المؤشر عليه بأنه من كتاب موقع بوابتي، هو كل من بعث إلينا مقاله مباشرة